الاحترام: تعريفه، أهميته، وكيفية اكتسابه

ما هو الاحترام؟ هل تعتقد أنّ احترام الآخرين أمر مهم في معاملات الحياة؟ هل تحب أن تكون شخصاً محترماً، وتبحث عن طرق لاكتساب احترام الناس لك؟ يعرّف الاحترام على أنّه إظهار التقدير والاهتمام بشخص ما أو شيء ما كاحترام قوانين العمل أو التقاليد الاجتماعية، ويمكن اعتبار الاحترام بأنّه إحدى القيم الإنسانية التي يجب إظهارها في تفاعلاتنا اليومية مع الآخرين سواءً في العمل أو المدرسة أو المنزل، وغيرها من الأماكن، وهو من الأشياء التي تريد أن تكتسبه أنت نفسك، ويجب أن تمنحه للآخرين في نفس الوقت،^[١] فإذا كنت تبحث عن طرق لكسب احترام الآخرين لك، فيمكنك قراءة المقال التالي.

ما أهمية الاحترام؟

يوجد أهمية كبير للاحترام سواءً في مكان العمل أو المنزل أو المجتمع ككل، وفيما يلي أهمية الاحترام بالنسبة للمجتمع والعمل والعلاقات الاجتماعية:

أهمية الاحترام للمجتمع ككل

يعدّ الاحترام أحد أهم العناصر التي تحافظ على تماسك المجتمعات وقوّتها، فغياب الاحترام بين الأفراد في المجتمع سيعيق من بقائهم معاً واندماجهم أو اتّحادهم معاً، فحتى يكون المجتمع قوياً لا بدّ من تبادل الاحترام بين أفراده، واحترام الاختلافات الموجودة بينهم كالاختلاف في الدين أو اللون أو العرق أو غيرها، حتى يتم المحافظة على اندماجهم معاً وتآلفهم معاً، وبالتالي الحفاظ على قوّة المجتمع وتماسكه.^[٢]

أهمية الاحترام في مكان العمل

يزيد الاحترام من رضا الموظفين، فالاحترام المُتبادل بينهم يزيد من التعاون، ويخلق بيئة عملٍ إيجابيةٍ وآمنةٍ للعمل، ممّا يحسّن من رضاهم عن العمل، وذلك يمكّنهم من التعبير عن أفكارهم بثقة أكبر، وتقييم تلك الأفكار على قدم المساواة دون التحيّز لفكرة أحد الموظفين على الآخر، وذلك الشعور بالرضا والمساواة يساعد الموظفين على النمو والتطوّر على المستوى الشخصيّ والمهنيّ، وتحسين الإنتاجية وإنجاز المهمّات والمشاريع بكفاءة أكبر، ممّا ينعكس إيجاباً على العمل.^[٣]

أهمية الاحترام بالنسبة للعلاقات الاجتماعية

من المهم أن تُظهر احترامك لنفسك وللآخرين، فذلك سينعكس على حياتك إيجابياً، فعندما تعامل الآخرون، وتتفاعل معهم باحترام سواءً في علاقاتك المهنية أو الشخصية، فإنّهم سيقابلون ذلك الاحترام باحترام متبادل من قبلهم، وسيبدأون بالرد عليك والتفاعل معك بصورة سلمية ولطيفة ومحترمة، وستتمكّن من فهمهم والتواصل معهم بصورة أكثر فاعلية، ممّا يزيد من قوة العلاقة بينكم ويقوّيها.^[٤]

كيفية اكتساب الاحترام

يوجد العديد من الطرق التي تساعدك على اكتساب احترام الآخرين، وفيما يلي بعض تلك الطرق:^[٥]

• كُن استباقياً: احرص على إنجاز المهمات وحل المشكلات التي تعترضك بشكلٍ ذاتي، ولا تنتظر توجيهات من أحد، واعتمد على مهاراتك في اكتشاف أي شيء جديد، ويمكنك خوض بعض التحديّات بين الحين والآخر فالنجاح في تجاوزها يزيد من احترام الناس لك.
• حافظ على وعودك: إنّ الحفاظ على الوعود التي قطعتها يعدّ من أهم الطرق التي تساهم في اكتساب احترام الآخرين لك، لذا احرص على الالتزام بالوعود والحفاظ عليها والوفاء بها، وتجنّب الاستخفاف بأيّ وعد قطعته أمام الآخرين، ولا تقدّم وعوداً لا يمكنك الوفاء بها، فذلك يجلب لك المشاكل، ويقلّل من احترام الناس لك.
• تحكّم في عواطفك: حاول السيطرة على عواطفك وانفعالاتك عندما تتعرّض لموقف صعب أو مشكلة ما، وأظهر استجابة عاقلة منطقية لأي موقف تتعرّض له، فلا تكن عاطفياً أو متسرّعاً، وحاول أن تبقى على طبيعتك، فذلك يجلب احترام الناس لك.
• استمع إلى وجهة النظر الأخرى: إنّ الاستماع الجيد للآخرين وتفهّم وجهات نظرهم وأفكارهم يعد وسيلة جيدة لإظهار مدى احترامك للآخرين، ممّا يشجّعهم على احترامك بالمقابل، لذا عندما يبدأ أحد بالحديث فحاول الاستماع له بتركيز بدلاً من التفكير في سبب اختلاف وجهة نظره عنك أو التفكير بما سترد عليه، وعندما يحين دورك في الكلام ركّز على مناقشة النقاط الرئيسية التي ذكرها شريكك، فذلك يدل على استماعك له بتركيز، وبعدها اطرح آراءك الخاصة وناقشها.^[٦]
• ابني ثقتك بنفسك: احرص على بناء ثقتك بنفسك والعمل على إظهار تلك الثقة أمام الآخرين، ويمكنك ذلك من خلال عدّة وسائل، كتنمية مواهبك وقدراتك مثل الرسم وتعلّم الفنون المختلفة، أو الاجتهاد في تحقيق أهدافك والوصول لها، فذلك يزيد من ثقتك بنفسك، وعادةً ما يميل الناس إلى احترام الشخص الواثق من نفسه، لذا فالثقة بالنفس تجلب احترام الآخرين وتأييدهم لك.^[٧]
• شجّع الآخرين ليكونوا في أفضل حالاتهم: حاول أن تتجنّب النقد السلبي للآخرين، أو الحكم عليهم، أو على أفكارهم بصورة سيئة، وفي حال طرح أحدهم عليك فكرة ليأخذ رأيك فحاول تشجيعه على تحويل تلك الفكرة إلى حقيقة، أو إيجاد أفكارٍ أكثر واقعية، وفي حال اكتشفت أنّ أحد أصدقائك أو زملائك أو أفراد عائلتك يمر بحالة من الإحباط أو الاكتئاب أو غيرها من المشاعر السلبية فأظهر تعاطفك معه، وحاول دعمه من أجل إخراجه من تلك الحالة، فجميع تلك التصرّّفات تترك أثراً جيداً تجاهك، وتفرض احترام الناس لك.^[٧]
• تجنب النميمة: تعد النميمة إحدى الصفات السيئة التي تقلّل من احترام الناس لك، كما أنّ الحديث على الآخرين من وراء ظهورهم سيجلب لك سمعة سيئة، لذا تجنّب ذلك، وتصرّف دوماً كأنّ الشخص الذي تتحدّث عنه موجود معك، فذلك سيمنعك من الحديث عنه بصورة سلبية، ويفرض عليك احترامه حتى في غيابه، وبالتالي يزيد من احترام الناس لك.