هل سبق واستمعت إلى متحدّث عام، وتساءلت عن كيفية تمكّنه من إبقاء الناس مبهورين بكلامه؟

كم مرة استخدمت أسلوب الإقناع مع الآخرين؟ إنه موقف ينشأ كل يوم تقريبًا، سواء كان الأمر يتعلق بجعل ابنك المراهق يرتب غرفته أو أن يحضر زميلك اجتماعًا نيابة عنك أو أن يغيّر شخصٌ ما رأيَه بشأن أمرٍ ليس في صالحه. يتطلب التحدث المقنع جهدًا وثقة ومهارات جيدة. يمكن لأي شخص أن يفعل هذا إذا بذل المزيد من الجهد، وكان لديه الدافع! وإذا أردن تعريف الإقناع، فيمكننا القول بأنّه فن أو مهارة تهدف إلى تغيير موقف أو سلوك الشخص، تجاه حدث أو فكرة أو شيء أو شخص ما، باستخدام كلمات مكتوبة أو منطوقة لنقل المعلومات أو المشاعر أو مزيج منهما.[١]


كيف تكون مقنعًا في كلامك؟

يمكن تعلم مهارات الإقناع تمامًا مثل أيّة مهارات أخرى، وهي جزء أساسي من القدرة على التأثير على الآخرين لتحقيق أهدافك. اتبع الخطوات الآتية لتحقيق ذلك: [٢][٣][٤]

  • أظهر ثقتك بنفسك وبحُججك: قف بشكل مستقيم وانظر في عيون الآخرين، وابتسم وحافظ على صوتك ثابتًا ومتحمسًا. أكّد وجهة نظرك على أنها حقائق بدلاً من إضعافها بعبارة "أعتقد" لتُظهر للمستمع مدى إيمانك بقوة برسالتك. فيمكن لضعف الثقة النفس مع الأعصاب المتوترة أن تدمر قدرتك على الإقناع. إذا لم تكن واثقًا بنفسك، فلن يثق المستمع بك أيضًا.
  • اجمَع الأدلّة لدعم حجّتك: قم بالبحث بقدر ما تحتاج لجمع أدلة مقنعة لدعم قضيتك، استخدم مصادر موثوقة. إذا لم تكن متأكدًا من صحة ما تقوله، أو إذا كانت هناك فرصة لأن يعلم المستمع أنك غير متأكد مما تقوله، فلن يكون من السهل إقناعه.
  • جهّز مسبقًا ما ستقوله للحجج المعارضة: توقّع أن يردّ المستمع ببعض الآراء المتعارضة مع آرائك، أثناء جمع الأدلة حول موضوعك، قم بعصف ذهني لكل الحجج المضادة المحتملة التي قد يقدّمها الآخرون. تعرّف على الدليل الذي ستعتمد عليه معارضتك ولماذا يتمسكون برأيهم. ثم خطط لكيفية الرد.
  • استخدم الكلمات القوية والمؤثرة: يجب أن تكون المحادثة مليئة بالكلمات التي تثير استجابة فعلية من قبل المستمع، يمكنك القيام بذلك بسهولة عن طريق استخدام كلمات تجذب المستمع إليك وتؤثر به. مثلاً: "حادث سيارة" عبارة تجعلك تفكر في العديد من أنواع تصادم المركبات المختلفة. ولكن إذا كنت تحاول إقناع شخص ما بشراء تأمين على السيارة، فلن تقول إن هناك الآلاف من حوادث السيارات كل يوم. ستقول إن هناك الآلاف من الوفيات المرتبطة بالسيارات كل يوم، فكلمة "الموت" أقوى ولها تأثير أكبر من كلمة "حادث".
  • تجنب استخدام الحشو اللفظي: ففي كل مرة تستعمل فيها تعبيرات مثل "أَم" أو "آه" التي تقاطع حديثك، تفقد مصداقيتك مع الشخص الذي تتحدث إليه. كن واضحًا ودع خطابك يتدفق. وأفضل طريقة للقيام بذلك هي تجهيز وممارسة حديثك في المنزل أو التفكير لثانية قبل التحدث.
  • تعرّف على ما هو مهم بالنسبة للشخص الآخر: إذا استمعت للآخرين، سيخبرك الناس من هم وما هو مهم بالنسبة لهم. انتبه إذا استمر شخص ما في تكرار كلمات أو عبارات معينة. سيشعرون كما لو كنت تستمع إليهم إذا ناقشت نفس المواضيع، أو استخدمت نفس الكلمات أثناء المحادثة. على سبيل المثال، إذا استمر رئيسك في استخدام كلمة "أولويات"، فتأكد من استخدام نفس الكلمة عند تقديم التفاصيل المتعلقة بحجم العمل الخاص بك خلال الأسبوع. هذا يجعل الشخص يشعر بأنه مفهوم، ويحسن علاقتك على مستوى اللاوعي، مما يزيد من احتمالية أن تكون قادرًا على إقناعه.


طرق التأثير والإقناع

للإقناع طرق متعددة ستساعدك على تحقيق مرادك، منها:[٥]

  • مهارات التواصل: إن مهارات الاتصال الجيدة هي الأساس الذي تبني عليه مهارات الإقناع الأخرى. فالهدف من الإقناع هو التأثير على الآخرين للتفكير أو التصرف بطريقة معينة، تتضمن مهارات الاتصال الفعال التعبير عن نفسك بوضوح، باستخدام الإيماءات غير اللفظية والمفردات التي يفهمها الشخص الآخر. إذا كان بإمكانك مشاركة أفكارك بطريقة جذابة تروق لمستمعك، فمن المرجح أن يكونوا منفتحين على الإقناع.
  • الذكاء العاطفي: تتضمن هذه المهارة ملاحظة وتفسير مشاعر المستمع. الذكاء العاطفي هو مهارة مكتسبة تسمح لك بفهم ما يشعر به الآخرون والاستجابة بشكل مناسب. عند استخدامه للإقناع، فإنه يساعدك أيضًا على تكييف أساليب الإقناع الخاصة بك لتناسب موقفًا معينًا أو شخصًا معينًا.
  • الاستماع الفعال: يتضمن الاستماع الجيد الانتباه واحترام الآخرين أثناء محادثتك معهم. قبل أن تتمكن من إقناع شخص ما، ستحتاج غالبًا إلى معرفة وفهم مخاوفه أو حججه. منح الشخص الآخر الوقت للتحدث ومشاركة أفكاره سيجعله يشعر بالتقدير، ويمكن أن يساهم في بناء الثقة. سيسمح لك أيضًا بفهم دوافعه، والتي بدورها ستساعدك على تكوين حجج مقنعة أكثر فاعلية.
  • المنطق والتفكير: يتم بناء العديد من الحجج المقنعة الفعالة باستخدام مهارات المنطق. قبل أن تتمكن من إقناع شخص آخر بالإيمان بفكرة أو الالتزام بفعل شيء ما، يجب أن يفهموا سبب كون القيام بذلك اختيارًا منطقيًا.


نصائح

نصائح إضافية ستساعدك عزيزي القارئ في تعلم فن الإقناع:[٥]

  •  اختر الوقت والمكان المناسبين، قم باختيار مكان يشعر فيه المستمع بالراحة قد يكون هذا في مكتبك، أو في غرفة الموظفين، أو في مقهى قريب أو حتى في منزلك، واختر وقتًا لا يتعرض فيه الشخص للتوتر أو التعجل، مثل بداية الأسبوع أو أثناء استراحة غداء طويلة.
  • من الضروري أن يثق بك الآخرون وفي حكمك، ولبناء الثقة، ستحتاج إلى الحفاظ على سمعة طيبة.
  • ابحث عن الاهتمامات المشتركة، عندما تبدأ محادثة الآخرين، من المهم أن تجد أرضية مشتركة بينك وبين المستمع. ركّز على مشاكلكما المشتركة أو الأهداف المشتركة إذا وجدت شيئًا توافق عليه منذ البداية، فسيكون مستمعك أكثر انفتاحًا على أفكارك الأخرى.

المراجع

  1. " Techniques You Can Learn To Become More Persuasive /", .scienceofpeople.
  2. "12 Practical Ways To Persuade Anyone To Do Anything Easily", .lifehack.
  3. "How to Be Persuasive: Mastering the Art of Persuasion", fremont.
  4. "How to Be Persuasive", Wikihow.
  5. ^ أ ب employee with strong persuasion,significant impact in any workplace. "Persuasion Skills: Definition and Examples", .indeed.