يُعَدّ التواصل بين البشر ضرورةً من ضرورياتِ الحياة، ويتبادل أفراد المجتمع المعلومات، والأفكار، والخِبرات فيما بينهم، ولكي يتمّ فَهمُ هذه المعلومات بصيغتها الصحيحةِ يجب أن تتوافر مجموعة من مهارات التواصل، التي تُعطي بدورها للحديث قيمَته، وفي هذا المقال توضيح لمهارات التواصل وأهميتها في الحياة، وما هي أنواع مهارات التواصل وكيفية تحسينها.[١]


ما هي مهارات التواصل؟

تُعَرّف مهارات التواصل على أنّها مجموعةٌ من القدرات التي يَمتلكها الشخص؛ تسهم بدورها بأن يتمّ التواصل مع الآخرين بطريقةٍ فعّالةٍ، وتَضمن تبادل المعلومات فيما بينهم بمَضمونِها الصحيح، وتَحقيق الأهداف المَرجوّة من أي محادثة، كما تَزيد من قدرة الشخص على طرح النّقد البنّاء، وتَقَبّله من الآخرين، وتَرفع من جودة الخطابات، وقد تكون المعلوماتُ المتبادلة على شكل أفكار، أو مشاعر، أو حتى أحاديث عن العمل.[١]


ما أهمية مهارات التواصل في حياتنا؟

أهميّة مهارات التواصل في الحياة

يُعدّ التواصل الفعّال من أهمّ مقوّمات الحياة الناجحة، حيث يَتمتّع من يمتلكون مهارات عالية في التواصل بثقةٍ عاليةٍ أثناء التعامل مع الآخرين؛ مِمّا يُكسِبهم احترام الذّات وتقديرها، هذا فضلاً عن كونها تُنمّي الصفات القيادية لدى الفرد، وذلك وفقًا لورقة بحثية قُدّمت في المؤتمر الدوليّ السنويّ لأكاديمية رئيس كلية المجتمع الوطنية في فينيكس، ومن جهة أخرى يُساعد امتلاك مهارات التواصل بين الزوجين على استدامة العلاقة بينهما بشكلٍ ناجح ولائق، يَغلِب عليها الاحترام والتقدير، وغالباً ما يَنتج عن ذلك عائلة متماسكة ومتفاهمة، كما أنّ الأبناء الذين يَتمّ التواصل معهم بمهارةٍ من قِبَل الوالدين تكون المشاكل العاطفية لديهم أقل من غيرهم في المستقبل، ويَتمتّعون بصحّةٍ نفسيّةٍ أفضل، ومن جهة أخرى.[٢]


أهميّة مهارات التواصل في العمل

تُعَدّ مهارات التواصل من أهمّ المعايير التي تُؤخذ بعين الاعتبار عند التوظيف، وتعتبر أكثر مؤهلاً مطلوباً لدى الموظّفين الجدد، فهي تُحدّد مدى كفاءة الموظف، فكلّما كانت مهارات التواصل في العمل أفضل كان الموظف أكثر كفاءة، وذلك وفقاً لدراسةٍ نشرتها المجلة الدولية لاتصالات الأعمال. ومن جهة أخرى يقلل امتلاك هذه المهارات حدوث سوء فهم بين زملاء العمل، وتزيد من القدرة على فهم وجهات النظر، وبالتالي تَسير الأعمال على أفضل حالٍ وبسرعة.[١]


ما أنواع مهارات التواصل؟

تًُصَنّف مهاراتُ الاتصالِ إلى خمسةِ أنواعٍ، فيما يأتي ذكرٌ لها:[٣]

  • التواصل اللفظي: يَتمّ من خلال هذا النوع إيصال المعلومة المطلوبة عن طريق الكلام، حيث يَتمّ التواصل مع الآخرين وجهاً لوجه باستخدام المهارات اللّفظية والمَهارات التعبيريّة، أو عن طريق الهاتف، أو من خلال برامج المُحادثة، مثل برامج (skype; zoom).
  • التواصل غير اللفظي: وهي المهارات التعبيريّة التي تتجاوز بدورها حُدودَ الكلام في إيصال المعلومة المطلوبة، فهي تَرتكز على لغة الجسد، مثل: تَعابير الوجه، والتواصل البصَريّ، وحركات الأيدي، واللّمس.
  • التواصل المكتوب: يمكن إيصال المعلومة المطلوبة عن طريق الكتابة، من خلال رسائل البريد الإلكتروني، أو المشاركات التي تُكتب على مواقع التواصل الاجتماعيّ، أو من خلال المذكرات، أو التقارير، وغيرها، ويجب الانتباه إلى قوّة المهارات الكتابيّة أثناء كتابة الرسالة لإيصال المعلومة بصورتها الصحيحة.
  • مهارات الاستماع: تَتضمّن هذه المهارات حُسن الاستماع للطرف الآخر، فكلّما كان الإصغاء جيداً كلّما زادت فرصة فَهم النّقاش أكثر، وكلّما زادت القدرة على إجراء محادثة ناجحة وفعّالة، وبالتالي تَحقيق الهدف من التواصل.
  • التواصل البصريّ: يَعتمد هذا النوع على وسائل التواصل المرئيّة، وقدرة هذه الوسائل على تحقيق الهدف منها، لتصل المعلومة بالشكل الصحيح، ويتم التواصل المرئيّ من خلال الصور والفيديوهات التي يتمّ عَرضها على أجهزة التلفاز، أو على وسائل التواصل الاجتماعيّ.


هل من الممكن تحسين مهارات التواصل؟

الإجابة هي نعم، إذ يُمكنك تَحسين مهارات التواصل من خلال مُمارستها بشكل متكرّر، وتطبيق بعض الخطوات العمليّة، منها:[١][٤]

* مُمارسة عاداتٍ جديدة تتعلّق بتنمية التواصل من شأنها تحسين المهارات وارتقاء مستواها للأفضل، مثل: تحسين مهارات الاستماع، وإثراء المُحادثات بالملاحظات الإيجابيّة والأسئلة الهادفة.

*حضور ورشات عمل أو محاضرات أو فصول دراسيّة تَتعلّق بتطوير مهارات التواصل، والتي يتوفّر بعضها على شبكة الإنترنت.

*البحث عن فرص مختلفة للتدرّب على مهارات التواصل، سواءً مع زملاء العمل أو أشخاص آخرين خارج نطاق العمل.

*الابتعاد عن مصادر الإلهاء أثناء المحادثة، والتركيز على ما يقوله الآخرون، ومتابعة حديثهم من خلال قول بعض العبارات، مثل (أجل، أها)، لإشعارهم بأنك مُصغٍ لهم.

*دراسة الفروقات الفردية في طريقة التواصل غير اللفظي بين الناس، وذلك بالاعتماد على مجموعة من العوامل، وهي: العمر، والثقافة، والدين، والجنس.

*اكتشاف نقاط الخَلل في طريقة التواصل، ويمكن الاعتماد بذلك على صديق مُقرّب يُقدّم الملاحظات بشفافيّة فيما يتعلّق بطريقة التواصل، وما يجب التركيز عليه وتَحسينه.


المراجع

  1. ^ أ ب ت ث "Communication Skills: Definitions and Examples", in.indeed, 16/9/2019, Retrieved 8/12/2020. Edited.
  2. "The Importance of Communication Skills [Top 10 Studies"], inlpcenter, Retrieved 16/12/2020. Edited.
  3. "FIVE TYPES OF COMMUNICATION", drexel, 2018-07-11, Retrieved 2020-12-05. Edited.
  4. Lawrence Robinson, Jeanne Segal, Ph. D, and Others. (10/2020), "Effective Communication", helpguide, Retrieved 14/12/2020. Edited.