مهارات التفكير، تعريفها وأنواعها

أنت تفكّر كل يوم في الكثير من الأمور وتتخذ القرارات باستمرار سواء البسيطة، مثل "كيف سأذهب للعمل؟"، أو "ماذا سآكل على الغداء أو العشاء؟"، أو القرارات الكبيرة المتعلقة بالسفر، أو الزواج، أو تغيير العمل مثلاً، وليكون تفكيرك أكثر فعالية وكفاءة فأنت بحاجة إلى التعرّف على أنواع مهارات التفكير، والخبر الجيد أن مهارات التفكير يمكن صقلها وتقويتها مع الخبرة والمران والتجربة وتحتاج بطبيعة الحال إلى الصبر والوقت، ولكن ما تعريف مهارات التفكير؟، وما أنواع مهارات التفكير اللازم اكتسابها وتطويرها؟، إذا كنت مهتمًا بمعرفة إجابة هذين السؤالين تفضل بإكمال قراءة هذا المقال.^[١]

تعريف مهارات التفكير

يقصد بمهارات التفكير الأنشطة العقلية التي تحتاجها لكي تفكر بكفاءة وفعالية وتكون قادراً على اتخاذ القرارات المناسبة، ومن مهارات التفكير مهارة النقد وحل المشكلات، ومهارة التنبؤ والتوقع، ومهارة تنظيم الأفكار، إلى جانب مهارة الإبداع واتخاذ القرارات، وتجدر الإشارة إلى أنّ مهارات التفكير تمكّننا من النظر إلى الموقف أو المشكلة من زوايا متعددة وذلك بسبب استخدام مهارة النقد وبيان نقاط القوة والضعف وترجيح القرار الأقرب إلى الصواب، على العكس من التفكير السريع الذي يعطي جوابًا عاطفيًا أو لحظياً دون دراسة وتمحيص في العادة، والفقرة الآتية ستوضح أبرز أنواع مهارات التفكير.^[٢]

أنواع مهارات التفكير

وفيما يلي توضيح لأبرز أنواع مهارات التفكير:

• مهارة النقد: ويقصد بها القدرة على تحليل معطيات موقف من المواقف أو مشكلة من المشكلات بشكل منطقي، بعيدًا عن التلقي المباشر أو السلبي للمعلومات، بمعنى أن الشخص الذي يمتلك مهارة النقد لا يقبل المعلومات كأنها أمر مسلم به بل يسعى إلى التشكيك حتى يتوصل إلى دليل وحجة قوية ومقنعة تبين صحة المعلومة، مع تقبل جميع الاحتمالات الواردة، وتحديد الأخطاء والثغرات بدقة للتوصل لاحقًا إلى حلول أو تبريرات ومسوغات بحسب الموقف أو الحال.^[٣]
• مهارة حل المشكلات: ويقصد بها القدرة على تحديد المشكلة وإيجاد الحلول المناسبة، ومثال ذلك قد يجد المدير انخفاضًا في مستوى الإنتاج في شركته، وقد يرجع ذلك إلى عدم تفاني العمال في عملهم، أو عدم قيام مدراء الأقسام بمهامهم، وغيرها من الأسباب، وقد توصل إلى تحديد المشكلة، لأنه يمتلك نظرة عميقة لا تنجرف وراء الظاهر وتبحث في العمق، ويشار هنا إلى أن من يمتلك مهارة حل المشكلات تمر المشكلة لديه بأربع مراحل، أولًا: تحديد المشكلة بالضبط، ثم طرح أكثر من حل لها، وبعدها تفضيل الحلول وترتيبها بدءًا من أفضل حل وصولًا إلى آخر خيار محتمل، وبعدها ترجيح الحل الأفضل وتنفيذه.^[٤]
• مهارة التنبؤ والتوقع: وتعني القدرة على توقع المستقبل بناءً على مُعطيات حالية، أو خبرات سابقة، أو تجارب عملية تمّ التوصل فيها إلى نتائج وحقائق، وترتبط هذه المهارة بمهارات الاستنتاج والتصنيف والتحليل وهي المهارات الأساسية المطلوبة لتنمية مهارة النقد أيضًا أي أن المهارات مترابطة معًا.^[٥]
• مهارة تنظيم الأفكار: من أهم مهارات التفكير التي يجب أن يسعى إلى امتلاكها كل شخص بصرف النظر عن عمله أو مكانه مهارة تنظيم الأفكار، والأشخاص الذين يمتلكون هذه المهارة يسعون أولًا إلى تفريغ كافة الأفكار الموجودة في أذهانهم على الورق، ثم ترتيبها بحسب الأولويات، وبعدها التخطيط لكل فكرة على حدة وبكيفية أدائها سواء باستخدام الورقة والقلم، أو ببعض التطبيقات الموجودة على الهاتف، مثل تطبيق Things to do.^[٦]
• مهارة اتخاذ القرارات: ويقصد بها القدرة على الانتقاء بين الخيارات، واختيار الخيار الأنسب والأكثر ملائمة، ولتطوير مهارة اتخاذ القرارات لا بد من امتلاك المهارات سابقة الذكر أولًا، إلى جانب تنمية الذكاء العاطفي لديك، فمن المهم لصاحب القرار أن يكون على اتصال بأفكاره ومشاعره وأفكار الآخرين ومشاعرهم، وأن يضع نفسه مكان الآخرين في بعض المواقف ويتخيل الأثر الذي سيحدث عليهم بسبب قراره، ليرجّح الأفضل والأنسب للجميع.^[٧]
• مهارة التطوير والإبداع: يُقصد بمهارة الإبداع القدرة على التفكير في أمر ما بشكل فريد وخارج عن المألوف، وعادة ما ترتبط مهارة التطوير بمهارة الإبداع، فالأشخاص المبدعون دائمو النظر والاطلاع على التجارب حولهم، ولكنهم يميلون إلى الاستفادة مما حولهم وتوظيفه بشكل مختلف، ومن علامات الإبداع الفضول وكثرة الأسئلة حول أمر معين، وإعطاء الملاحظات، والخوض في تجارب مختلفة، وتكوين علاقات عمل وعلاقات شخصية للاستفادة والإفادة.^[٨]

نصيحة أخيرة

إن مهارات التفكير مثلها مثل أي مهارة أخرى يمكنك تطويرها من خلال الالتحاق بورشات تدريبية، وقراءة الكتب، وممارسة الألعاب الذهنية باستمرار مثل ألعاب الذاكرة، وألعاب الألغاز، إلى جانب تحفيز الفضول في داخلك عبر إثارة أسئلة حول ما يدور حولك وعدم قبول كل المعلومات أو الكلمات على أنها مسلمات دائمًا، بالإضافة إلى تفعيل حواسك عبر ملاحظة كل ما يدور حولك، وتذكر أن كل مهارة تتعلمها تحتاج إلى تفعيل وتدريب مستمر، فلا تكتف بمجرد الاستماع والقراءة والنقل، كن متعلمًا يقظًا يسأل ويحاور حتى تصل إلى الحلول أو إلى نتيجة مُقنعة ومنطقية.