هل فكرت يومًا في المعنى الحقيقي الذي يجب أن تبحث عنه لتقدير ذاتك؟ إن السلوك الصحي المُوصى به للوصول إلى تقدير ذات هو محاولة بناء تقدير ذاتي تبعًا لقيم تنبع من داخلك، ولا تتبع لعوامل خارجية، فتكون أنت المُتحكم بها، وليس شخصاً آخر، وهذا المقال توضيح لتعريف تقدير الذات والعوامل المؤثرة فيه، إلى جانب بيان أهميته، مع إضاءة على بعض الخطوات التي ستساعدك لتنمية تقدير الذات لديك.[١]


تعريف تقدير الذات

يُعرّف تقدير الذات على أنّه الموقف الذي يتخذه الإنسان تجاه نفسه، قد يكون عاليًا عندما يأخذ الإنسان موقفًا إيجابيًا تجاه ذاته ويحترمها ويطورها، أو منخفضًا عندما لا يشعر بقيمته، أو يسلك طرقًا تقلل من احترامه لذاته، وهناك مجموعة من العوامل التي تؤثر على تقدير الإنسان لذاته مثل الشخصية، والعمر، والجينات، والظروف الاجتماعية، والصحة والأفكار، وردود الفعل، والمقارنات التي يقيمها الإنسان من وقت لآخر بينه وبين الآخرين، ويشار إلى أنّ تقدير الذات قابل للتغير والتطور والتحسن، وذلك كما سيتم توضيحه لاحقًا.[٢]


أهمية تقدير الذات

وقد تتساءل عن أهمية تقدير الذات، وفيما يلي بعض النقاط التي توضح ذلك:

  • انتقاء الخيارات الأفضل، واتخاذ قرارات إيجابية: عندما يصل الإنسان إلى مستوى جيد من تقدير الذات، فإن ذلك يعني وجود الحافز للاعتناء بالنفس وانتقاء أفضل الخيارات المتاحة، واستكشاف القدرات الخاصة، إلى جانب الوصول إلى الأهداف، على العكس من الإنسان الذي لا يقدّر ذاته. [٣]
  • بناء عادات النجاح كالإصرار والاستمرارية والحماس للوصول إلى الأهداف: فالشخص الذي يقدّر ذاته يشعر بأنّه يستحق النتائج السعيدة لذلك، فهو يُصرّ على تحقيق الأهداف إلى جانب شعوره بالحماس لذلك، ويظل دائم السعي والمحاولة، على العكس من الشخص الذي لا يقدّر ذاته، إذ لا يكترث لشيء، لأنه لا يشعر من داخله باستحقاقه للنجاح والسعادة.[٣]
  • الحفاظ على الصحة العقلية والنفسية: صحيح أن تدني تقدير الذات لم يصنّف على أنه حالة مرضية عقلية، إلا أن الدراسات أثبتت وجود علاقات بين ارتفاع مستوى تقدير الذات والصحة العقلية والنفسية، فالشخص الذي يعاني من انخفاض تقدير الذات تتأثر علاقاته الاجتماعية سلبيًا، إضافة إلى توجهه إلى الإدمان في بعض الأحيان كوسيلة للهروب، إلى جانب مشاكل الاكتئاب والقلق والشعور الدائم بالفشل والإخفاق.[٤]
  • تحفيز عقلية النمو والتطور: فقد لُوحظ بأن الأطفال الذي يتمتعون بتقدير ذات عال منذ الطفولة تكونت لديهم عقلية النمو والتطور، ويُقصد بذلك أنهم قادرون على مواجهة التحديات، وتحفيز أنفسهم، والاعتذار عند الخطأ، والمدافعة عن أنفسهم، وطلب المساعدة عندما يحتاجونها.[٥]


كيفية تنمية تقدير الذات

وفيما يلي بعض الخطوات التي ستساعدك لتنمية تقدير الذات والإبقاء على مستوى تقدير ذات مرتفع:

  • حدّد الظروف أو المواقف المزعجة: عندما تحدد مصادر انزعاجك ستكون أقدر على ضبطها وتحجيمها ثم حلها، وقد تكون مصادر الإزعاج فقدان الوظيفة أو مشكلة أسرية، أو خلاف مع أحد الزملاء في العمل، أو خلافات أُسرية.[٦]
  • انتبه من الأفكار السلبية أو غير الدقيقة: تهاجمك أحيانًا بعض الأفكار غير الدقيقة ومثال عليها التعميم الإيجابي أو السلبي، فإما أن ترى الأمور كلها جيدة، أو كلها سيئة دون تدقيق، فإذا واجهك تحدٍ ما، ولم تنجح فيه تصدر حكمًا على نفسك أنك فاشل، أو تحوّل الإيجابيات إلى سلبيات، وتغض الطرف عن جهدك ونجاحك كأن تقول مثلًا نجحت في هذا الامتحان فقط لأنه كان سهلًا، يجب عليك أن تنتبه إلى مثل هذه الهجمات؛ لأنها ستقلل من مستوى تقديرك لذاتك.[٦]
  • اعتنِ بنفسك: الاعتناء بالنفس يُعزّز من تقديرك لذاتك، ويمكنك الاهتمام بنفسك من خلال اتباع نظام حياة صحي يعتمد على تناول الخضار والفواكه وتقليل تناول الحلويات والدهون والأطعمة الجاهزة، وممارسة الرياضة يوميًا، وشرب الماء، إلى جانب قضاء وقت ممتع يوميًا مع أشخاص يجلبون لك السعادة، أو ممارسة نشاط يومي تحبه.[٦]
  • احرص على وجود تحدّيات وأهداف باستمرار: من الخطوات المهمة لتنمية تقدير الذات لديك أن تتحدّى نفسك، وتخوض تجارب وتحديات جديدة، وتسعى إلى تحقيق أهدافك، فحتى لو شعرت بالتوتر والخوف حاول السيطرة على مشاعرك، ولا تدعها تمنعك من المضي قُدمًا، وعندما تجتاز التحديات، وتصل إلى أهدافك ستنمي عندها تقديرك لذاتك، وستزيد ثقتك بنفسك.[٧]


نصائح وممارسات إضافية لتنمية تقدير الذات

إضافة إلى ما سبق إليكَ بعض النصائح والممارسات الإضافية لتنمية تقدير الذات:

  • كن لطيفًا عند انتقاد نفسك: قد تنتقد نفسك؛ لأنك لم تتصرف كما يجب في موقف ما، أو لأي سبب آخر، احرص على اختيار كلمات لطيفة وإيجابية عندما تتحدث مع نفسك وابتعد عن القسوة، تخيّل أنك ستنصح أقرب أصدقائك وقم بتوجيه النصيحة إلى نفسك بلطف.[٧]
  • لا تقارن نفسك بالآخرين: ركز في رحلتك وحاول أن تفهم نفسك، وتتطور بعيدًا عن المقارنات، فلكل شخص ظروفه الخاصة التي شكلته.[٨]
  • فعّل طاقة الامتنان: وذلك بتذكير نفسك بالصفات الجيدة لديك عبر كتابتها في قائمة وتذكرها يوميًا، وإذا لم تستطع فيمكن أن تطلب يد المساعدة من صديقك المقرّب.[٨]
  • اقرأ وشاهد عن موضوع تنمية الذات: من المفيد مشاهدة مقاطع فيديو على يوتيوب عن تقدير الذات، إلى جانب قراءة كتب عن الموضوع نفسه.[٨]
  • اطلب المساعدة إذا احتجتها: سبقت الإشارة إلى أن تقدير الإنسان لذاته قابل للصعود والهبوط، لذلك انتبه من انخفاض مستوى تقدير الذات، ولا تتردد في طلب المساعدة من صديق، أو طبيب إذا لزم الأمر.[٨]
  • احتفل بنفسك: إن الانشغال في العمل، وفي الحياة بشكل عام قد يُنسي الإنسان نفسه وإنجازاته ونجاحاته، لذلك من المهم أن تخصص وقتًا كي تلاحظ الإنجازات التي تقوم بها وتحتفل بها.[١]


المراجع

  1. ^ أ ب Sam Davies, "5 Self Esteem Hacks You Can Use Now", www.lifehack.org, Retrieved 6/1/2021. Edited.
  2. Courtney E. Ackerman, MSc, "What is Self-Esteem? A Psychologist Explains", positivepsychology.com, Retrieved 6/1/2021. Edited.
  3. ^ أ ب "Why Self-Esteem is Important and Its Dimensions", www.mentalhelp.net, Retrieved 6/1/2021. Edited.
  4. "Why Self-Esteem Is Important For Mental Health", namimc.org, Retrieved 6/1/2021. Edited.
  5. Bob Cunningham, EdM, "The Importance of Positive Self-Esteem for Kids", www.understood.org, Retrieved 6/1/2021. Edited.
  6. ^ أ ب ت Mayo Clinic Staff (14/7/2020), "Self-esteem: Take steps to feel better about yourself", www.mayoclinic.org, Retrieved 6/1/2021. Edited.
  7. ^ أ ب "Raising low self-esteem", www.nhs.uk, Retrieved 6/1/2021. Edited.
  8. ^ أ ب ت ث "Self esteem", /www.betterhealth.vic.gov.au, Retrieved 6/1/2021. Edited.