هل شعرت يوماً بالدوار وتزايد دقات قلبك عند اقترابك من المحيط؟ بالنسبة للعديد من الناس، فإن الخوف البسيط من البحر هو شيء يمكن تجنبه والسيطرة عليه بسهولة، أما بالنسبة للآخرين، فإن الخوف من البحر يمثل مشكلة أكبر بكثير، حيث يعانون من الرهاب أو الفوبيا بحيث يمكن أن يؤثر هذا الأمر على حياتهم اليومية، حيث يسمى هذا النوع من الرهاب، فقد بالثالاسوفوبيا (Thalassophobia) أو رهاب البحر.[١][٢]


ما هو فوبيا البحر؟

فوبيا البحر أو الثالاسوفوبيا (Thalassophobia) هو نوع من أنواع الرهاب التي ينتج عنها خوف دائم وشديد من المسطّحات المائية العميقة مثل المحيط أو البحر والمسطحات المائية التي تبدو شاسعة، ومظلمة، وعميقة، وخطيرة، حيث لا يخاف الناس من الماء بقدر ما يخافون مما يكمن تحت سطحه، كما أن هذا النوع من الرهاب يختلف عن رهاب الماء (aquaphobia)، حيث إن رهاب الماء هو الخوف من الماء بجميع أشكاله حتى ولو كان بكميات بسيطة وأعماق ضحلة.[٣][٤]


كما من الممكن أن يشمل مرض الثالاسوفوبيا الخوف من التواجد في المسطحات المائية العميقة، والخوف من الحجم الشاسع للبحر، ومن أمواج البحر، والمخلوقات البحرية، والخوف من الابتعاد عن الأرض، وعندما يُترك مرض الثلاسوفوبيا دون علاج لفترة طويلة، فإن ذلك قد يحدّ بشكل كبير من حياة الشخص المصاب، حيث يشعر الشخص المصاب بالثلاسوفوبيا بزيادة القلق، ويتوقّف عن الانخراط في الأنشطة التي كان يستمتع بها سابقًا مثل الذهاب إلى الشاطئ مع الأصدقاء والعائلة، وركوب القوارب، والسباحة وغيرها. كما يمر أولئك الذين يعانون من مرض الثلاسوفوبيا بنوبات عديدة من الألم النفسي والجسدي الناجم عن التعرّض للبحر.[٣][٤]


ما هي أعراض فوبيا البحر؟

يشترك فوبيا البحر في الأعراض مع أنواع الرهاب الأخرى، مثل رهاب الأماكن المغلقة أو رهاب الدم. إلا أن مسببات رهاب البحر ناتجة عن اقتراب الشخص من البحر أو المحيط أو أي مسطح مائي عميق، قد يعاني بعض الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات القلق أيضًا من نوبات الهلع، حيث يشعر المصاب أن قلبه يتسارع، وقد يشعر بالغثيان، كما قد يعاني أيضًا من الارتعاش أو التعرق أو الدوار، حتى إن بعض الناس يشعرون بإحساس القرب من الموت، واعتمادًا على شدة مرض الرهاب، قد يشعر المصاب بالقلق عند النظر إلى صورة المحيط أو حتى عند سماع كلمة "البحر"، ويمكن أن تشمل أعراضه ما يلي: [٥][٦]

  • الشعور المفاجئ بالقلق أو الخوف الشديدين.
  • الارتجاف والرعشة.
  • التعرّق الشديد.
  • جفاف الفم والحلق.
  • زيادة معدّل ضربات القلب وسرعة خفقانه.
  • الشعور بصعوبة في التنفس.
  • الشعور بألم في الصدر.
  • الخوف من الموت.


كيف تتغلّب على فوبيا البحر؟

على الرغم من عدم وجود بحوث متخصصة كافية حول علاج مرض الثلاسوفوبيا على وجه التحديد، فمن المفترض أن يعاني الأشخاص من نتائج علاج مماثلة لتلك الخاصة بمرض الرهاب الآخر:[٧][٨]


العلاج السلوكي المعرفي (CBT)

يهدف العلاج المعرفي السلوكي إلى اكتشاف الأفكار السلبية المرتبطة بالدم، حيث يدرس المعالج السبب الأساسي للخوف من الدم، ويركز العلاج السلوكي المعرفي على استبدال الأفكار السلبية المتواجدة عند الشخص المرتبطة بالبحر والمحيط إلى أفكار أخرى أكثر إيجابيةً.


علاج القبول والالتزام (ACT)

لا يهدف العلاج بالقبول والالتزام إلى القضاء على المشاعر الصعبة؛ بل إلى أن متقبلين لكل ما قد نعانيه من أعراض للفوبيا والخوف، ويدعو العلاج بالقبول والالتزام الأشخاص إلى الانفتاح على المشاعر غير السارة وعدم المبالغة في رد الفعل تجاهها وعدم تجنب المواقف التي تتضمن هذه المشاعر.


العلاج السلوكي الجدلي (DBT)

تهدف هذه الطريقة في العلاج إلى مساعدة الأشخاص في زيادة الضبط العاطفي وزيادة الوعي الذاتي واليقظة ومهارات الاتصال والتسامح مع النفس والتنظيم العاطفي.


علاج التعرّض

العلاج الآخر الذي يترافق مع العلاج المعرفي السلوكي هو العلاج بالتعرض، حيث يتعرض الشخص لأي نشاط يتضمن مسطحاً مائياً، ويحاول المعالج تقليل مستوى الخوف شيئًا فشيئًا من خلال التعرض المنتظم لمسبب الخوف والتخلص من الفوبيا منه، كما يقوم المعالج أيضًا أثناء العلاج بالتعرض بتعليم طرق الاسترخاء المختلفة مثل التحكم في التنفس والضغط على العضلات لمنع حدوث أي إغماء ودوخة.


استخدام الأدوية

في الحالات الشديدة، يمكن استخدام الأدوية للسيطرة على الأعراض، والأدوية شائعة الاستخدام هي الأدوية المضادة للقلق ومضادات الاكتئاب للسيطرة على مشاعر الخوف والكآبة.


التأمّل والاسترخاء

قد يساعد التنفس العميق وممارسة اليوجا في علاج الرهاب، حيث تساعد تقنيات الاسترخاء في تخفيف التوتر وتخفيف الأعراض الجسدية الناجمة عن الرهاب.


مسبّبات فوبيا البحر

وتتلخّص فيما يلي: [٩][٦]


تجارب الحياة السابقة

يمكن لأي شخص لديه تجربة سلبية تتعلّق بالمحيط أو غيره من المسطّحات المائية الكبيرة أن يصاب بالفوبيا أو بالرهاب، وذلك كردة فعل على ذكرياته السلبية المتعلقة به، حتى وإن لم يكن الموقف شخصيّاً، فيمكن لمشاهدة التجارب المخيفة لأشخاص آخرين في البحر أن تزرع الخوف والفوبيا من البحر.


المعلومات السلبية المنقولة من الآخرين

بدلاً من تجربة المواقف المخيفة أو مراقبتها، يمكن أن يعاني بعض الأشخاص من فوبيا البحر؛ بسبب ما يسمعونه من معلومات مغلوطة ومنفرة عن البحر، أو سماع قصص سلبية لأشخاص مروا بتجارب سيئة، فمثلاً إذا أخبر أحد الوالدين أو شخص بالغ موثوق به طفلًا عن مخاطر المياه العميقة، فقد يصاب الطفل بالرهاب مستقبلاً.


الوراثة

قد يكون رهاب البحر أيضًا أمراً موروثًا، حيث قد لوحظ أن الناس الأكثر عرضة للإصابة برهاب البحر هم من لديهم تاريخ عائلي سابق من المعاناة من هذا الرهاب.

المراجع

  1. "How to Overcome Your Fear of the Ocean", healthline. Edited.
  2. "You Might Have This Obscure Phobia—and Not Even Know It", thehealthy. Edited.
  3. ^ أ ب "Coping With the Fear of the Ocean"، verywellmind. Edited.
  4. ^ أ ب "How to Overcome Your Fear of the Ocean"، healthline. Edited.
  5. "What Is Thalassophobia?", verywellhealth. Edited.
  6. ^ أ ب "Thalassophobia: Signs, Symptoms, & Treatments", choosingtherapy. Edited.
  7. "Thalassophobia: Signs, Symptoms, & Treatments", choosingtherapy. Edited.
  8. "What Is Thalassophobia And How Can You Cope with It?", betterhelp. Edited.
  9. "Causes and treatments for thalassophobia", .medicalnewstoday. Edited.