ما هي المهارات الشخصية؟ وكيف يمكن تطويرها؟

كثيرًا ما يفكر الإنسان في تطوير مهارات الكتابة والقراءة لديه، أو مهارات التواصل مع من حوله، أو تحسين مهارات محددة مرتبطة بعمله ووظيفته، ولكن هل فكرت يومًا في مفهوم المهارات الشخصية؟، ما هي وكيف يمكن تطويرها؟، إن المهارات الشخصية في أبسط وأوجز تعريفاتها هي المهارات التي تمكنك من الوصول إلى التوازن الصحي والعقلي والنفسي، أي أنها المهارات التي تطور ذاتك، وتعد المهارات الشخصية المفتاح الذي يمكّنك من التعامل مع ما حولك ومن حولك بكفاءة واحتراف، وإذا كنت مهتمًا بتطوير المهارات الشخصية، تفضل بإكمال قراءة هذا المقال الذي سيوضح لك المهارات الشخصية وكيفية تطويرها.^[١]

مهارات بناء الشخصية

ويُقصد بها مجموعة المهارات والأخلاقيات التي تحكم تعاملك مع ذاتك ومع الآخرين، ويمكن اختصارها بالأخلاقيات الشخصية والوظيفية والاجتماعية كالصدق، والأمانة، واحترام المواعيد، والثقة في النفس، والاجتهاد، والإتقان، والنزاهة، والموضوعية، ويمكن اكتساب هذه المهارات من خلال تحديد نقاط القوة ونقاط الضعف في الشخصية وبعدها العمل على استثمار نقاط القوة وتقوية نقاط الضعف، وتطوير مهارات الذكاء العاطفي، والذي يساعدك على فهم نفسك جيدًا وفهم الآخرين من حولك، كما يمكنك تطوير مهارات بناء الشخصية والتعرف أكثر إلى نفسك من خلال قراءة الكتب، وحضور الندوات والورشات التدريبية، إلى جانب الاستفادة من خبرات من حولك.^[١]

مهارة إدارة الوقت

ويقصد بها مهارة تنظيم وقتك وتوزيعه بشكل فعال لإتمام مهامك والقيام بأنشطتك المختلفة، ويمكنك تطوير مهارة إدارة الوقت من خلال الاستيقاظ مبكرًا وتحديد أولوياتك يوميًا وأسبوعيًا وشهريًا، والتركيز على مهمة واحدة إلى أن تنجزها ثم الانتقال إلى المهمة التالية بمعنى ألا تجمع بين مهمتين في وقت واحد لأن ذلك سيؤدي إلى التشتيت، إلى جانب ذلك ينصح بتنظيم مكان عملك والحرص على تنظيم كافة الأدوات المحيطة بك، بالإضافة إلى تحديد الوقت المتوقع لإنجاز كل مهمة لأن ذلك سيعطيك توقعًا عن الوقت الذي ستحتاجه لإنجازها، ولا تنس أن تعطي نفسك فترة استراحة بين المهام، وأن توضح حدودك، ولا تخجل من قول لا بلطف ولباقة عندما لا يسمح وقتك بتقديم خدمة معينة.^[٢]

مهارة إدارة الغضب والتوتر

وتعد هذه المهارة من أهم المهارات الشخصية، لماذا؟ لأنها تمكنك من السيطرة على مشاعرك السلبية التي غالبًا ما تدفع بك نحو المشاكل الصحية والنفسية إلى جانب اتخاذ قرارات متسرعة وغير حكيمة، ويمكنك تطوير هذه المهارة من خلال تحديد مصادر الغضب والتوتر ومحاولة تجنب ما يوترك إذا كان ذلك ممكنًا، ولكن في أغلب الحالات أنت بحاجة إلى ممارسة تمارين التنفس والاسترخاء، وتعويد نفسك على التفكير الإيجابي من خلال تفعيل الامتنان في حياتك عبر كتابة أبرز النعم التي تشعر بالسعادة تجاهها وتذكير نفسك بها يوميًا، كما أن امتلاكك لمهارة إدارة الوقت يعد عاملاً مهماً في السيطرة على التوتر، ولا تنس الترفيه عن نفسك بشكل دوري كيلا تتراكم المشاعر السلبية داخلك.^[٣]

مهارات التكيف والتحفيز الذاتي

يقصد بمهارات التكيف القدرة على التأقلم مع أي وضع جديد أو طارئ والتحلي بالمرونة والبعد عن الجمود، وهي صفات تُكتسب بالتدريب المستمر والصبر، أما التحفيز الذاتي فهو القدرة على تحفيز نفسك من داخل ذاتك بعيدًا عن المحفزات الخارجية كالأموال أو الهدايا، فقد أثبتت الدراسات أن الأشخاص الذين يتمتعون بمهارة التحفيز الذاتي هم أكثر قدرة على الاستمرارية للوصول إلى أهدافهم لأن دافعهم ذاتي لا يتأثر إلا بما يقولونه هم لأنفسهم، ويمكنك تطوير مهارة التحفيز الذاتي عن طريق معرفة الذات وتحديد الهدف، وتنمية التفكير الإيجابي البناء، وتفعيل الامتنان، إلى جانب قراءة الكتب ومتابعة المتخصصين في مجال التطوير الذاتي.^[٤]

مهارات القيادة وحل المشكلات واتخاذ القرارت

من المهارات الشخصية التي تفيدك وتنعكس على من حولك مهارة القيادة وتعني قدرتك على إلهام الآخرين وتحفيزهم لإكمال مهامهم وإنجاز أهدافهم، ولا يكفي أن تكون على علم بالمسؤوليات الموكلة إليك لتكون قائدًا بل عليك التحلي بالتواضع والتقبل وتشجيع الآخرين والتعاون معهم، أما مهارة حل المشكلات فتظهر من خلال قدرتك على فهم المشاكل التي تواجهها وتحديدها بالضبط، ثم طرح الحلول الممكنة، واتخاذ القرار المناسب بعد دراستها وترجيح الأفضل منها بعيدًا عن التحيز وبموضوعية وحيادية، ومن خلال التدريب المستمر وتنمية جانب التفكير النقدي الذي يقوم على الملاحظة والاستنتاج والترجيح ستتمكن من تطوير هذه المهارات وترسيخها.^[٥]

مهارة الإبداع

يقصد بالإبداع أن تكون قادرًا على التفكير خارج الصندوق في أي أمر من أمور حياتك، واتباع الطرق غير المألوفة، واقتراح حلول غير تقليدية، سواء أكان الأمر يتعلق بتعاملك مع المشاكل والمواقف في حياتك، أم في وظيفتك، أم في أي موضوع أو أمر تواجهه، ولتطوير مهارة الإبداع يمكنك تطبيق استراتيجة العصف الذهني بالجلوس في مكان هادئ ومحاولة التفكير على نحو ابتكاري غير تقليدي، إلى جانب ممارسة ألعاب الذكاء التي تسهم في تحسين طريقة تفكيرك، ويمكنك القراءة أكثر عن طرق التفكير الإبداعي لتطوير هذه المهارة لديك.^[٦]