كيفية استغلال الوقت واستثماره

كم منا يستطيع إنهاء قائمة واجباته المطلوبة منه؟ أحياناً لا ننجح في تحقيقها جميعها لسببٍ أو لآخر. ربما تعبنا من سؤال أنفسنا كيف سأتمكن من إنجاز كل شي، أو ربما نحن عالقون في دوامة وغير راضين عن الطريقة التي نقضي بها أوقاتنا، وعليه فينبغي أن نتعلم كيف نستغل أوقاتنا لنستفيد من كل دقيقة تمر، وفي هذه المقالة سيتم توضيح طريقة استغلال الوقت والاستفادة منه، حتى نصبح أكثر فاعلية وإنتاجية.^[١][٢]

كيف أستغل وقتي بنجاح؟

في الآتي بعض الطرق التي تساعدك على استغلال وقتك بفعالية:

• ضع خطة واضحة مسبقاً: فإن وجود خطةٌ واضحةٌ ومنظمةٌ تحتوي على مهامك أمر بالغ الأهمية للحصول على يومٍ ناجح، فمثلاً قم بتحديد مهامك في فترات زمنية مجدولة، حتى تستطيع التركيز على إنجازها،^[٣] وخطط ليومك في الليلة السابقة، فهذا من شأنه أن يختصر عليك إضاعة وقتك في التفكير حول ما الذي يجب عليك فعله في هذه اللحظة، كما يمكنك البدء بإنجاز المهام الصعبة، فهذا سيمنحك إحساساً بالإنجاز، ويحفزك على أداء بقية مهامك، ويمنحك الشعور بالقوة بأنك قادر على تحقيق مرادك.^[٤]
• تعلم قول (لا): إنّ الطريقة الأكثر فاعلية لإنجاز المزيد من المهام هي ببساطة أن تقول "لا" في حال كان ذلك يؤثر سلباً على إنتاجيتك، إذ إنّ السبب الأول الذي يجعل الناس يشعرون بالتوتر طوال الوقت هو أنهم يحاولون فعل الكثير من المهام التي تفوق طاقتهم،^[٥] وعليه فلا تشعر بالذنب لعدم قيامك بعمل لا تريده، فالأمر ببساطة أن ذلك العمل لا يناسبك، إذ مهما بدت المهام بسيطة وسهلة الإنجاز يمكن أن تتراكم عليك، الأمر الذي سيجعلك مرتبكاً ومتوتراً إزاء أدائك للمهام.^[٦]
• حدد أولوياتك: قم بترتيب أهدافك ومهامك بناء على أهميتها، ولا تنس تخصيص وقت للممارسة النشاطات التي تحبها، ويشار إلى أنّه مع الوقت من الممكن أن تختلف أولوياتك وعندها لا بأس من إعادة تحديدها وتدوينها ضمن جدولك اليومي.^[٧]
• قيِِم نفسك: قيّم مدى التزامك بالجدول الزمني مقارنةً بالمهام التي يجب إنجازها، فهذه الخطوة لا تقل أهميةً عن خطوة وضع الأهداف، إذ يمكنك من خلالها تقييم عملك وتحسين إنتاجيتك إذا لزم الأمر.^[٨] يمكنك الاحتفاظ بمذكرة للاطلاع على كيفية قضاء وقتك على مدار اليوم، يبدو الأمر بسيطاً في الظاهر، ولكنه سيتيح لك معرفة ما إذا كانت الطريقة التي تقضي بها وقتك تتوافق مع أولوياتك وإنتاجيتك.^[٩]

أمور تعطلك عن الإنجاز، وتسبب ضياع وقتك

بعد الحديث عن الطرق التي تساعدك على استغلال الوقت، سنتحدث عن العوامل التي تسبب ضياع وقتك، وتوضيحها في النقاط الآتية:

• وسائل التواصل الاجتماعي: يقضي الكثير منا وقته يتصفح وسائل التواصل الاجتماعي دون أية جدوى، وعليه فحاول تخصيص مدة زمنية خلال اليوم لتتصفح فيها هاتفك، دون إهدار بقية وقتك وضياعه بما لا يفيد، والتأثير سلباً على مدى إنتاجيتك.^[١٠]
• تكليف نفسك الكثير من المهام: فبذلك ستزداد الضغوطات اليومية عليك، وستجهد عقلك في التفكير بعدم إنجازك لمهامك، ما سيؤدي إلى شعورك بالإحباط وإضاعة الكثير من الوقت،^[١١] وعليه فمن الممكن التركيز أولاً على إراحة جسمك وجعل النوم الكافي والراحة أولوية في حياتك، فإن الوقت الذي ستقضيه في راحتك سيعود عليك بفائدة كبيرة، حيث سيزداد تركيزك، وستكون قادراً على إنجاز مهامك بفعالية.^[١٢]
• التشتت وعدم التركيز: واحدة من أهم أسباب إضاعة الوقت هي السماح لنفسك بالتشتت والالتفات لما حولك وعدم التركيز بمهامك، وعليه فلا تسمح لأي شيء أن يضعف تركيزك في إنجاز المهام وإتمامها، فمثلاً عند إنجاز لمهامك يمكنك الابتعاد عن مصادر التشتيت مثل الهاتف والتلفاز.^[١٣]
• رفض طلب المساعدة من الآخرين: يمكنك طلب المساعدة إذا شعرت بأنك لم تعد قادراً على إنجاز مهامك، لا تخجل وكن أكثر إنتاجية وفعالية.^[١٤]

النتائج المترتبة على استغلال الوقت وإدارته

في الآتي عرض لبعض النتائج المترتبة في حال قمت باستغلال وقتك جيداً:

• الشعور بالهدوء: عندما تدير وقتك بشكلٍ صحيح، ستقل لديك مشاعر التوتر والقلق بشأن عبء مهامك والوقت اللازم لإنجازها، وذلك لأنك مدركٌ لنجاح النتائج النهائية، ولأنك خططت بالفعل لوقتك بطريقةٍ تمنع حدوث أيّ نتائجٍ غير مرضية.^[١٥]
• المزيد من أوقات الفراغ: عندما تتمكن من استغلال وقتك وإدارته على نحوٍ جيد، ستزداد أوقات فراغك، وستصبح حريصاً على عدم إضاعة وقتك للاستمتاع في القيام بأمور أخرى لم تكن تجد الوقت لفعلها سابقاً.^[١٦]
• القدرة على إنجاز المهام التي تريد بشكلٍ أسرع: عندما تدرك أهمية إدارة الوقت، فستكتسب دافعاً قوياً لمتابعة أهدافك وخططك بدلاً من الجلوس ومتابعة التلفاز بلا جدوى، ففي حال امتلكت الدافع، فستعمل بفاعلية أكبر وبشكلٍ جادٍ، حتى تصل لتحقيق أهدافك بشكل أسرع.^[١٧]
• الشعور بالإنجاز: استغلال الوقت ليس من شأنه فقط إنهاء ما تريد من المهام بالوقت المطلوب، بل سيزيد إحساسك العظيم بالإنجاز، وبأنك شخص فعال في محيطك، وبالتالي ستشعر بالرضا الداخلي.^[١٨]