كيفية احترام الآخرين

احترام الآخرين من أهم العوامل التي تحافظ على العلاقات بين الناس، وكل إنسان مدين لمن حوله بمستوى أساسي من الاحترام، وهو غير مخصص لطبقة معينة أو فئة دون غيرها، حيث إنَّ احترامك للآخرين هو دليل على احترامك لذاتك، وثمة طرق متعددة تُظهر فيها تقديرك واحترامك لهم، وفي هذا المقال سنذكر بعضًا منها.

استمع جيداً لأحاديثهم

عليك أنْ تنصتَ جيدًا أثناء التحدث مع شخص آخر، سواءً كان لديه شيء مهم ليقوله أم لا، فالاستماع إليه لا ينبغى أنْ يُبنى على هذا الأساس، فليس من اللائق أنْ تقاطعَ حديث أيّ شخصٍ كان، بل يجب أنْ تستمعَ إليه حتى النهاية وتفكر بصدق فيما يقوله، وتأخذَ كلامه على محمل الجد، وألا يكونَ صمتك بهدف انتظار دورك بالحديث وليس للاستماع لأفكاره وآرائه، وعليه عندما تعطي شخصًا آخر من وقتك وتمنحه أذنًا صاغية، فأنت بذلك تُظهر له الاحترام الذي يستحقه.^[١]

اشكرهم

إنَّ جميع الأشخاص يتوقون إلى التقدير، والشكر هو الطريقة التي تؤكد بها ذلك، فعندما يقوم شخص ما بفعل شيء من أجلك، أو يقول لك شيئًا مفيدًا بطريقة ما، أو يقدم لك الدعم، لا بدَّ أنْ تقابل ذلك بالشكر، وهذا الشكر ليس معروفًا تؤديه للآخرين، بل هو واجبٌ عليك وحق من حقوقهم، فقل شكرًا لمن يستحقها، فهي كلمة صغيرة لكن أثرها بالنفوس كبير، قل شكرًا لأمك وهي تقوم بإعداد الطعام، ولصاحب السوبر ماركت، ولعامل النظافة الذي يعمل تحت أشعة الشمس لأجلنا، قل شكرًا ولا تستصغر أيّ معروف يُسدى إليك.^[٢]

اعتذر عندما تخطئ

اعتذر عندما تتجاوز الحد مع أيِّ شخص كان وتقول ما لا يجب أن تقوله، أو تفعل ما يسيء له أو يزعجه أو يضر بمصلحته، فاعتذر عندما تتأخر عن موعدك مع أحدهم، واعتذر من الشرطي بعدما حرر لك مخالفة بسبب تجاوزك السرعة، واعتذر من أمك لأنَّك خيبت ظنها ولم تفعل ما كانت تنتظره منك، فاحترامك للآخرين يعني أنَّ تعترفَ بخطئك وتعتذر، لا أنْ تكابر وتُصر عليه، والاعتذار لا يقلل من شأنك، بل هو دليل على قوة شخصيتك.^[٣]

احرص على صياغة تعليقاتك بشكل إيجابي

إذا شعرت أنَّك بحاجة إلى توجيه انتقاد لأحدهم عليك أنْ تختارَ كلماتك بعناية، كي لا يشعرَ أنَّك تقللَ من احترامه، وبالتالي لنْ يتقبل ذلك، وينفر منك، بدلًا من ذلك شجعه على تقويم سلوكياته، فعلى سبيل المثال، إذا كان زميلك في السكن لديه عادات سيئة لا تُحتمل، أشر إليها برفق، فبدلًا من أنْ تقولَ له "لا أستطيع أنْ أتحملَ فوضويتك، فأنت شخص لا تطاق"، قل له "هل يمكنك أنْ تنظفَ غرفتك وإن احتجت لمساعدة أخبرني"، وتجنب استخدام العبارات العدوانيّة السلبيّة لتلبية احتاجاتك.^[٤]

امدح إنجازاتهم

عندما ينجح الآخرين من حولك احتفل معهم بقدراتهم ونجاحاتهم، افرح لهم، وامدحهم بإخلاص بعيدًا عن النفاق، واعترف بالمجهود الذي يبذله غيرك للوصول إلى شيء ما، حتى لو كنت غير معجب بما يفعله أو لا يثير اهتمامك، لكن يُمكنك أنْ تكون متحمّسًا لحماسه، فعلى سبيل المثال إذا رأيت زوجتك سعيدة للغاية لأنَّها استطاعت أنْ تفقد 5 كيلوغرامات من وزنها بعد سنة من اتباعها لنظام غذائي خاص، قد يبدو لك ذلك أنَّه إنجاز بسيط لا يستحق هذا الكم من السعادة، لكن يكفي أنْ تتحمسَ لأجلها، وعندما تشعر أن شخصًا يمر بظروف صعبة، أو يحظى بتقدير أقل من الآخرين، ابذل مجهودًا أكبر في أنْ تمدحَ تفكيره ومجهوده وأيَّ صفة جميلة أُخرى فيه.^[٥]

قدم لهم العون والمساعدة

نحن نعيش في هذه الحياة معتمدين على بعضنا البعض، لا يستطيع أحد أنْ يعيشَ بمعزل عن الناس ودون الحاجة لهم، فلا تتردْ بتقديم خدمة لأيِّ شخص كان حتى لو لم يطلب منك ذلك، وبهذا تظهر اهتمامك نحوه، والاهتمام دليل على الاحترام، لذلك استخدم قدراتك وإمكانياتك لجعل الحياة أفضل للآخرين، ولتعينهم عليها، فنحن لا نملك أكثر من أنْ نهونَ على بعضنا رحلة الحياة، فإذا رأيت شخصًا كبيرًا بالسن يحمل أغراضًا كثيرة ويسير بالشارع بادر وساعده بحملها، ساعد أمك بأعمال البيت، وقدم النصيحة لزميلك بالعمل الذي لا يعرف كيف ينجز مهامه، فمهما كانت شكل الخدمة التي تقدمها، سواء كانت كبيرة أو صغيرة، إلا أنَّها دليل على الاحترام.^[٢]

شاركهم بآرائك عندما يُطلب منك ذلك

لا شأن لك بحياة الآخرين، فكل شخص حر بحياته، يعيشها بالطريقة التي يُفضلها، ويتخذ القرارات التي يراها مُناسبة، فلا تفرض رأيك على أحد ولا تبديه إلا في حال طُلب منك ذلك، حتى لو كان قراره خاطئًا من وجهة نظرك، فمن غير المعقول أنْ تبدي رأيك بكل كبيرة وصغيرة فيما تراه حولك، فالاحترام يعني أنْ تدعَ الآخرين يتخذون قراراتهم دون تدخل منك، فعلى سبيل المثال، إذا أخبرك صديقك بأنه وقع عقد عمل مع إحدى المدارس، لا تقل له لماذا اخترت مهنة التدريس فهي مهنة شاقة، فهو لم يطلب منك رأيك بالموضوع.^[٤]

كن دقيقًا بمواعيدك معهم

عندما تتفق مع شخص ما على موعد معين لمقابلته، أو لإتمام إنجاز أمر ما من أجله، فمن الضروري أنْ تلتزَم بالموعد، ولا تتأخر عليه، وفي حال حصل معك ظرف مفاجئ، اتصل به وأخبره واعتذر منه، أما إذا وجدت نفسك تعتذر بشكل مستمر عن مواعيدك، فهذا مؤشر على أنَّك عليك التوقف عن خلق الأعذار، وتحرص على الخروج من بيتك قبل الموعد بوقت كافٍ، وتضع بالحسبان أي عوائق قد تواجهك بالطريق كأزمة المرور مثلًا، حيث إنَّ احترام المواعيد يُظهر احترامك للأشخاص.^[٥]