كيفية اجتياز المقابلة الشخصية والنجاح فيها

تسبب المقابلات الشخصية التوتر للكثير من الأشخاص، وبغض النظر عن مستوى التوتر يجب أن يدرك الشخص أن اجتياز المقابلات الشخصية مهارة يمكن تعلمها، ومن خلال بعض الاستراتيجيات يمكن للشخص أن يصبح خبيرًا في تسويق مهاراته وخبراته، وينجح في تقديم نفسه أمام أصحاب العمل، والحصول على الوظيفة التي يريدها. ^[١]

كيفية اجتياز المقابلة الشخصية

يمكن تقسيم الاستراتيجيات والنصائح المتعلقة بالمقابلات الشخصية إلى ثلاث مراحل كالآتي:

قبل المقابلة

إن التحضير للمقابلة الشخصية يتجاوز البحث على الإنترنت عن الأسئلة الشائعة في المقابلات، فهو يشمل كل ما يتعلق بترك انطباع جيد وشعور لدى صاحب العمل بأن هذا الشخص مناسب للوظيفة، وفيما يأتي تفصيل لأبرز النصائح والاستراتيجيات المتعلقة بما قبل المقابلة الشخصية: ^[٢]

• التحقق من الوصف الوظيفي وتفاصيل المقابلة: من الخطوات التي يجب اتخاذها قبل موعد المقابلة هي الاطلاع على الوصف الوظيفي المكتوب في إعلان الوظيفة التي تقدم لها الشخص؛ إذ إن ذلك يساعد في معرفة مدى ملاءمة الوظيفة للشخص وبالتالي معرفة المهارات والخبرات التي يجب عرضها في المقابلة. ^[٣][٤]
• الاطلاع على كل ما يتعلق بجهة العمل: يجب الحرص على إجراء بحث عبر الإنترنت عن الجهة التي ستجري المقابلة الشخصية، سواء بالاطلاع على موقعها الإلكتروني أم على منصات التواصل الاجتماعي الخاصة بها، كما يجب الاطلاع على ما يقوله الآخرون عن تلك الجهة؛ لأخذ تصور كامل وشامل عن كل ما يتعلق بها، وتكمن أهمية هذه الخطوة في أنها تجعل مقابلة العمل أكثر وضوحًا بالنسبة للمتقدم للوظيفة، وتعطي انطباعًا جيدًا عن الشخص أمام أصحاب العمل. ^[٢]
• التحضير للأسئلة التي ستُطرَح في المقابلة: من الضروري التفكير في المهارات والإنجازات والإجابات التي ستدعم موقف المتقدم للوظيفة، ومن الأسئلة الشائعة في مقابلات العمل: عرف عن نفسك؟ ما هي نقاط ضعفك؟ ما سبب اهتمامك بهذه الوظيفة؟ ومن الأمور التي يمكن أخذها بعين الاعتبار عند الإجابة على هذه الأسئلة: أن تكون واثقاً وواضحاً ومختصراً عند التعريف عن نفسك؛ إذ إنّ ذلك كفيل بأخذ انطباع أولي عنك، أما نقاط الضعف فينبغي ذكرها على نحو إيجابي، وذلك من خلال الإشارة إليها مع ذكر طريقة علاجها والجهود التي تبذلها للتخلص منها، فإذا كنت تجد صعوبة في التحدث أمام الجمهور، فينبغي أن تشير إلى حضورك دورة تدريبية لتحسين مهاراتك بالخطابة، أمّا عن سبب الاهتمام بالعمل فيجب الحديث عن العوامل الرئيسية التي تجعل تلك الوظيفة مناسبة لك ولاهتماماتك. ^[٢]
• تجهيز الملابس المناسبة: يعد اللباس من الأمور اللافتة لأصحاب العمل، لذلك فإن ارتداء الملابس المناسبة يعد أساسيًّا في مقابلات العمل، وغالبًا ما يكون الزي الأنسب هو الرسمي، وللتأكد من طبيعة اللباس حسب قانون جهة العمل يمكن سؤال أحد العاملين فيها، أو الاطلاع على صورة في الصفحات الخاصة على أحد مواقع التواصل الاجتماعي، وتجدر الإشارة إلى الدور الكبير الذي يلعبه اللباس المناسب والمرتب في زيادة الثقة بالنفس وتحسين الأداء في المقابلة.

أثناء المقابلة

أثناء المقابلة عادة ما يكون الشخص متوترًا وفي الوقت نفسه يحاول تقديم أفضل ما لديه، وفي الآتي أبرز النصائح التي تساعد على تخطي هذه المرحلة بنجاح:

• الوصول قبل الموعد بقليل: إن الوصول قبل الموعد بقليل هو أول أمر يمكن فعله لإنجاح المقابلة؛ فمن المحبط لأصحاب العمل أن يتأخر الشخص عن أول موعد له، ومن غير المناسب أيضًا الحضور قبل المقابلة بمدة طويلة، لكن الحضور قبل 10-15 دقيقة من الموعد يعد مثاليًّا، وللحرص على الوصول في الموعد يمكن الذهاب إلى مكان المقابلة قبل يوم أو يومين من موعدها في حال عدم معرفته؛ لتجنب التأخير الذي قد يحصل في حال عدم معرفة المكان. ^[٥]
• بقاء الشخص على طبيعته: الجميع يحاول تقديم أفضل ما عنده في مقابلة العمل، لكن هذا لا يعني المبالغة في أي شيء ما؛ ككثرة الحديث عن الإنجازات، أو إبراز لغة الجسد أكثر من اللازم، بل كل ما يجب فعله هو أن تبقى على طبيعتك مع الالتزام بالهدوء والحرص على الاستماع الجيد ليكون مستوى الحوار ممتازًا. ^[٥]
• التفكير قبل الحديث: إن التحدث بتلقائية دون تفكير يعد من الأخطاء الشائعة في المقابلات، إذ إن الصواب هو أخذ وقت كافٍ للتفكير في السؤال المطروح، فلا بأس بقليل من الصمت في أثناء المقابلة، ويمكن الاستئذان بأخذ الوقت بقول: "سؤال جيد، اسمحوا لي بالتفكير بالإجابة" أو ما يشبهها من عبارات. ^[٥]
• التسويق الجيد للنفس: إن الغرض من المقابلة هو تعرف جهة العمل على الشخص المتقدم للوظيفة، فغالبًا ما يصل الشخص إلى مرحلة المقابلة بعد اطلاع جهة العمل على خبراته ومهاراته، لذلك من المهم التأكيد على تلك المهارات والخبرات من خلال الحوار في المقابلة والتحدث بتفصيل أكثر عن الخبرات والتجارب؛ ليشعر أصحاب العمل أنك الشخص المناسب للوظيفة المطلوبة. ^[٥]

بعد المقابلة

لا تنتهي تعليمات اجتياز المقابلة عند الخروج منها، إذ توجد بعض النصائح والتعليمات التي يمكن تطبيقها بعد انتهاء المقابلة:

• السؤال عن الخطوات التالية: عند الانتهاء من المقابلة يجب السؤال عما سيحدث لاحقًا؛ هل توجد مقابلة أخرى، أم أن جهة العمل تحتاج وقتًا لاتخاذ قرارها، أم أنها ستستمر بمقابلة أشخاص آخرين. ^[٦]
• إرسال رسالة شكر: بعد العودة من المقابلة من الجميل إرسال رسالة لجهة العمل عبر البريد الإلكتروني؛ لشكرها على إتاحة الفرصة للمقابلة، فهذا يعكس أخلاقيات العمل العالية، كما يُحتمل أن يساعدك في معرفة قرارهم بشأن توظيفك. ^[٧]
• تدوين الأفكار: بعد إجراء المقابلة يمكن أن تستحضر أفكارًا جديدة؛ كسؤال طُرح عليك لأول مرة، أو إجابة كنت تود قولها، وغيرها من الأفكار التي يمكن الاستفادة منها في المقابلات الأخرى، لذلك من المهم تدوينها والاحتفاظ بها لتحقيق تلك الفائدة. ^[٧]