هل شعرت أثناء حديثك مع أحدهم بالرغبة في أن يستمع إليك حقًا لا أن يسمع صوتك فقط؛ أنت محق! فإنّ التواصل لا يقتصر على سماع الآخرين وما يشاركونه من القصص والأهداف والرغبات فقط؛ ولكنه يتضمن مهارات الاستماع التي تطور من قدرتك على استيعاب ما يقوله الآخرون، والاستماع بعقلٍ متفتح، والتطوير من قدرتك على تلقي الرسائل وتفسيرها بدقة أثناء عملية الاتصال. وهناك العديد من الفوائد التي تتحقق عندما تصبح مستمعًا جيّدًا، فمن خلال تطوير مهارات استماع أفضل ستتمكن من الحصول على مزيد من الفوائد في المحادثات التي تجريها، بالإضافة إلى انجذاب الآخرين لك وزيادة ثقتهم بك وغيرها من الأمور الإيجابية. وسنتعرف في هذا المقال على بعض مهارات الاتصال التي ستساعدك في تطوير مهارة الاستماع لديك. [١]


كيف تطوّر مهارة الاستماع؟

  • انتبه: كن حاضرًا ومنتبهًا أثناء الاتصال، وكن بعيدًا عن المشتتات الذهنية والضوضاء. حاول ألا تركّز كثيرًا على لهجة المتحدث أو سلوكه بقدر محتوى حديثه وأفكاره؛ فالتركيز المبالغ به سيصبح مصدرًا لإلهائك. لا تدع المشاعر والأفكار الشخصية الداخلية تشتت انتباهك أيضًا؛ فحتى لو لم تكن موافقًا على نقطة معينة قد يطرحها المتحدث، فلا تفوّت عليك فكرة أخرى جيدة، وأنتَ تفكر بالنقطة التي لم تعجبك. [٢]
  • اطرح الأسئلة لضمان الفهم: أثناء اتصالك مع الآخرين تنبّه بأن لا تطرح على المتحدث أسئلة عشوائية بهدف المشاركة بالحديث فقط، بل اطرح عليه الأسئلة بهدف ضمان فهمك لما يقوله، ومن أجل دعمه، ولا تطرح على المتحدث أسئلة بعيدة عن الموضوع الأصلي، فينتقل الحديث إلى مواضيع أخرى غير الموضوع الأصلي الذي يتمحور الحديث حوله. [٣]
  • احرص على التواصل البصري: يُعتبر التواصل البصري طريقة غير لفظية لإعلام الشخص المتحدّث بأنه يحظى باهتمامك واحترامك، وهذان عاملان مهمان في إجراء محادثة مثمرة؛ إذ إنَّ القيام بالتواصل البصري والحفاظ عليه يوصل رسالة للشخص المتحدث بأنك مهتم، وعلى استعداد للاستماع إليه. [١]
  • قدّم ملاحظات للمتحدث: أن بعض العبارات والإيماءات أثناء المحادثة هي بمثابة إشارة للمتحدّث تخبره بأنك ما زلتَ متنبهًا معه. قدم بعضًا من هذه العبارات كأن تقول: "نعم" "أوافقك"، "يمكنني أن أفهم سبب انزعاجك"، وقدم له الإيماءات وتعبيرات الوجه للإشارة بأنك تتابع المحادثة، فالهدف الرئيسي هنا هو إعطاء الثقة للمتحدث بأنك تتابعه فيما يقول. [٣]
  • استمع بقصدِ التعلّم: قد ينشغل البعض عندما يتحدث إليهم شخصٌ ما في التفكير بردّ مناسب بدلًا من التركيز على الكلام ومحاولة فهم ما يودّ المتحدث إيصاله. اعتبر كلَّ محادثة تجريها فرصةً للتعلُّم، وحاول استيعاب ما يريد المتحدث إيصاله إليك تمامًا؛ فقد يقدّم إليك الاستماع بقصد التعلّم وجهات نظر أخرى غير وجهات نظرك؛ تفيدك وتساعدك على التفكير بطريقة أفضل في حياتك. [١]
  • لا تتسرّع بإصدار الحكم: أمنع نفسك من الحكم على ما يقوله الشخص المتحدّث قبل نهاية حديثه، إذ إنَّ إصدار الأحكام المتسرعة على الآخرين أثناء حديثهم سيجعلهم في الغالب يصابون بالإحباط، وربما يتراجعون عن قول ما يريدون قوله حقًا، لذلك انتظر حتى ينتهي المتحدّث من كلامه قبل أن تطرح عليه الأسئلة، أو تصدر عليه الأحكام. [٢]
  • تجنّب محاولة تقديم حل فوري: عندما يشرح الناس لك مشكلة يواجهونها، استمع إلى ما سيقولونه من غير محاولة تقديم حلول سريعة للمشكلة؛ فربما لا يريد المتحدث منك حلًا بقدر محاولته لمعرفة كيفية إيجاد حلّ لمشكلته بنفسه، وإذا كان لديك اقتراح تعتقد بأنه قد يساعده حقًا؛ فعليك استئذانه كقولك: "قد يكون لدي فكرة عن كيفية تعاملك مع ذلك، هل تريد سماعها؟ ". [١]


لماذا تطوّر مهارة الاستماع؟

  • يُعدّ الاستماع الجيّد جزءًا متأصلًا في معظم المهارات الحياتية، وأساسًا للتفاعل البشري، وعاملًا رئيسيًا في نجاح التواصل الجيّد. [٤]
  • يسمح لنا الاستماع الجيد باستكشاف أفكار الآخرين، ومشاعرهم، ووجهات نظرهم، وخبراتهم؛ إذ نصبح وكأننا ننظر إلى العالم من خلال عيونهم؛ ولا شكّ في أن هذا سيساعدنا في فتح آفاق جديدة لعقولنا.
  • إن الأشخاص الذين يتمتّعون بمهارة استماع جيدة يكونون أكثر إنتاجية، ويصبحون شركاء وزملاء أفضل، وهم أفضل في حل المشكلات، ولديهم علاقات شخصية صحيّة. [٤]
  • يساعدك الاستماع الفعّال على فهم القضايا بشكل واضح، وفهم المشكلات وصياغة الحلول المثلى والأكثر دقّة. [٥]
  • يساعد الاستماع الفعّال على بناء الثقة مع الآخرين واكتساب احترامهم، فإنك من خلال الاستماع الفعال تخلق جوًا من الثقة والتفاهم المتبادل، فإذا كان المتحدث يعلم بأنه يتحدث مع مستمع فعّال ومتعاطف، فسيكون منفتحًا وصادقًا معك. [٥]


صفات المستمع الجيّد

  • يقوم بالتواصل البصريّ بشكل مناسب.[٦]
  • يتنبه لسلوك المتحدّث اللفظي وغير اللفظي.
  • يتحلى بالصبر، ولا يقاطع المتحدث في منتصف حديثه.
  • يتفاعل باستخدام التعبيرات اللفظية وغير اللفظية.
  • يعيد الصياغة، أو يلخص ما يقوله المتحدث.
  • يقدّم ملاحظات بناءة لفظية وغير لفظية.
  • يتعاطف مع المتحدث، ويبذل جهدًا لفهمه.
  • يظهر الاهتمام بالمتحدّث كشخص.
  • يتقبّل الآراء الأخرى المخالفة لرأيه.


المراجع

  1. ^ أ ب ت ث "How to Develop Listening Skills", wikihow, 20/12/2020, Retrieved 21/1/2021. Edited.
  2. ^ أ ب Holly Tiret (23/11/2015), "The importance of listening skills", michigan state university, Retrieved 22/1/2021. Edited.
  3. ^ أ ب Bob Humphreys, "Effective Listening Skills", careers in sport, Retrieved 21/1/2021. Edited.
  4. ^ أ ب "the benefits of being a great listener", barry winbolt, 5/8/2018, Retrieved 22/1/2021. Edited.
  5. ^ أ ب "3 reasons why active listening is a must-have skill", seek, Retrieved 22/1/2021. Edited.
  6. Trudy Mercadal, public speaking, Page 3. Edited.