هل سبق لك أن قلت أو فعلت شيئاً بسبب شعورك بالغضب وندمت عليه لاحقاً؟ هل تسمح للخوف أو القلق بالسيطرة عليك ومنعك من المشاركة في تجارب جديدة؟ هل تجد صعوبة في السيطرة على مشاعرك؟

تُشكِّل المشاعر الإنسانية جزءاً حيوياً من حياتنا اليومية، حيث تؤثر بدورها على تفاعلاتنا اليومية وعلاقاتنا مع الآخرين، ومن الضروريّ إدراك أهمية التحكّم بتلك المشاعر والسيطرة عليها،[١] إذ قد يساعد ضبط المشاعر على التمتُع بصحةٍ عقلية، وتنظيم حياتك بصورةٍ أفضل.[٢]


هل يمكننا التحكُّم في مشاعرنا؟

تعتبر مشاعر الفرد وعواطفه نتيجة من عمليات التفكير، فهي تعتمد على الطريقة التي يفكّر بها الشخص بالمواقف والتجارب التي يمرّ بها، لِذا فإنّ نجاح الفرد في التعامل مع مشاعره والسيطرة عليها مرهون بطريقة تفكيره من جهة، وبالمشاعر نفسها من جهةٍ أخرى، ومثال ذلك؛ من السهل على الشخص أن يتعامل مع خيبة أمل في حال كان تفكيره إيجابياً، إلّا أنّ تعامل نفس الشخص مع فقدان شخص عزيز عليه يكون أصعب عليه حتى لو فكّر بنفس الطريقة الإيجابية،[٣] لكن بشكلٍ عام لا يجب أن نعتقد أنّ المشاعر ثابتة لدى الشخص ولا يمكن تغييرها أو التحكّم بها، بل يمكن لأيّ شخص تطوير مهاراته في التحكّم بمشاعره باتّباع بعض النصائح، مع الأخذ بعين الاعتبار أنّ ذلك يحتاج لجهدٍ ووقتٍ كافيين.[٢][٣]


طرق تساعدك على التحكُّم بمشاعرك

فيما يلي بعض الطرق التي قد تساعدك في التحكُّم بمشاعرك:

  • حدد مشاعرك وابحث عن الحل المناسب: إذ إن وعيك بأنّك تبالغ في ردود أفعالك أو أنك لا تملك السيطرة على مشاعرك يعدّ الخطوة الأولى للتحكّم بها، وعليه حدّد الشعور الذي يسيطر عليك تماماً، إن كان قلقاً أو ذعراً أو غيره، فبذلك ستكون قادراً على تحديد الأسباب الكامنة وراء ذلك الشعور، وستكون حينها أكثر عقلانية وقدرة على فهم نفسك،[٤][٥] وبعد أن تحدّد السبب قد تجد أنّك بحاجة إلى تغيير طريقة تفكيرك في الموقف، والتركيز على الأفكار الإيجابية بدلاً من السلبية، وتبدأ بالتفكير في الموقف من نواحٍ مختلفة، وبمجرد البدء بذلك ستشعر بالمزيد من الراحة، والهدوء، وستبدأ مشاعرك السلبية بالاختفاء،[٤] وفي الآتي مثال توضيحي لكيفية تحديد مشاعرك وكيفية البحث عن الحل المناسب، وذلك بسؤال نفسك الآتي:[٦]
  • ما الذي أشعر به الآن؟ (هل أنا مرتبك أم غاضب أم أشعر بخيبة الأمل)
  • ما الذي حدث ليجعلني أشعر بهذه الطريقة؟ (لقد تجاهلني صديقي، ولم يعرني أيّ اهتمام)
  • هل يمكن أن يكون هناك سبب آخر منطقي؟ (ربما هو متعب أو يشعر ببعض التعب والإعياء، أو يواجه بعض المشاكل ويبحث عن حل لها)
  • ماذا أفعل حيال هذه المشاعر؟ (هل أصرخ، وأتصرف بطريقة فظة معه)
  • هل هناك طريقة أفضل للتعامل مع الموقف؟ (يمكنك أن تسأله إذا كان كل شيء على ما يرام، وحاول أن تتواصل معه فيما بعد وتسأله عن سبب تصرفه، كما بإمكانك القيام ببعض الأنشطة الأخرى كالذهاب للمشي في الحديقة).
  • حافظ على مزاجك هادئاً: يمكنك ذلك من خلال كتابة مشاعرك وردود أفعالك الصادرة منك بعد التعرّض لموقف مزعج -خاصة إن كنت من محبي الكتابة-، وقم بتسجيل أكثر الأماكن التي تتعرّض فيها لمواقف تُفقدك السيطرة على مشاعرك، سواء كانت تتعلق بمهنتك أم بعائلتك وعلاقاتك الشخصية، فالكتابة تساعدك على التأمّل في مشاعرك والتفكير فيها مطوّلاً وإيجاد طرق لإدراتها بصورة فعّالة مستقبلاً، وبالتالي تجنّب الخروج عن السيطرة عند التعرّض لها مرة أخرى.[٦]
  • مارس التأمل: يساعد التأمل على التغلّب على المشاعر السلبية، فذلك يجعلك أكثر وعياً بها وبالمواقف التي تمر بها، ويكون ذلك من خلال التفكير بالمشاعربشكلٍ مجرّد دون الحُكم عليها أو على نفسك، فذلك يساعدك على تقبّلها والسعي لتحسين عواطفك بشكلٍ عام.[٦]
  • تجنّب المواقف المُزعجة: حاول تجنّب المواقف التي تتوقع فيها أن تفقد السيطرة على مشاعرك، ومثال ذلك؛ إذا كنت تشعر بالغضب عند مرورك بالازدحامات المرورية، فحاول تجنّب التواجد في الأماكن المزدحمة، وبكّر في الخروج إلى عملك لتجنّب ذلك.[١]


نصائح أخرى تساعدك على التحكّم في مشاعرك

فيما يلي بعض النصائح الأخرى التي قد تساعدك في التحكُّم في مشاعرك:[٣]

  • ابتسم عندما تشعُر بالسوء، أو عند شعورك بمشاعر سيئة؛ كالغضب أو القلق أو الحزن، وبالرغم من أنّ ذلك قد يبدو غير مجدٍ،إلّا أنّ الابتسامة ستساعدك على تجاوز المشاعر السيئة، وتساعدك في التحكّم بمشاعرك.
  • عندما تمر بمشاعر سلبية كالغضب حاول تهدئة نفسك، وتجنّب شحن نفسك بالمزيد من المشاعر السلبيةّ أو الانخراط فيها كي تستطيع تجاوزها بسهولة.
  • غيّر طريقة تفكيرك وحاول تشتيت انتباهك، وإشغال نفسك بنشاط تحبه، لِذا في حال واجهت موقفاً دفعك للتفكير بشكل سلبيّ، فحاول أن تستبدل أفكارك بأفكارٍ إيجابية، كالتفكير في حدثٍ سعيدٍ، أو تذكّر مواقف مضحكة.[٧]
  • تخيّل نفسك في مكانٍ هادئ، فعندما تشعر بالتوتر أو القلق أو بمشاعر مشابهة، أغمض عينيك وتخيّل أنّك الآن في مكانٍ جميل وهادئٍ، وفي نفس الوقت تنفّس بعمق وببطء، فذلك سيُشعرك بالهدوء والراحة.[٥]
  • فكّر في مبادئك الأخلاقية، وحاول التفكير بالطريقة التي تُحب أن تصل إليها دون أن يؤثر ذلك على قيمك وأخلاقك، ومثال ذلك؛ إذا تعرّضت لإهانة من زميل عملك، ففكّر بأخلاقك قبل أن تفقد السيطرة على مشاعرك وتتصرّف بعيداً عن قيمك، وتندم على ذلك فيما بعد.[٥]


المراجع

  1. ^ أ ب Susan Whitbourne (7/2/2015), "5 Ways to Get Your Unwanted Emotions Under Control", www.psychologytoday.com, Retrieved 19/1/2021. Edited.
  2. ^ أ ب AMY MORIN (13/8/2018), "How to Control Your Emotions so Your Emotions Don't Control You", www.inc.com, Retrieved 19/1/2021. Edited.
  3. ^ أ ب ت Mindvalley (6/1/2020), "How To Control Your Emotions In Any Situation", blog.mindvalley.com, Retrieved 19/1/2021. Edited.
  4. ^ أ ب Kirstin Donovan (6/2/2020), "How To Control Your Emotions Effectively", www.lifehack.org, Retrieved 19/1/2021. Edited.
  5. ^ أ ب ت Trudi Griffin (17/11/2020), "How to Gain Control of Your Emotions", www.wikihow.com, Retrieved 19/1/2021. Edited.
  6. ^ أ ب ت Jennifer Litner (28/4/2020), "How to Become the Boss of Your Emotions", www.healthline.com, Retrieved 19/1/2021. Edited.
  7. Carmen Harra (30/7/2013), "6 Steps to Controlling Your Emotions", www.huffpost.com, Retrieved 19/1/2021. Edited.