صفات الأهداف الذكية

لا شكّ في أن كلاً منا يبحث عن معنى لحياته، وعن مهنة يقوم بها، أو أي فكرة تقضي على الفراغ الذي قد يشعر به، وهذه الفكرة التي يبحث عنها الإنسان تعطي أيامه معنى وقيمة تسمى هدفاً، ومن هنا يمكن تعريف الهدف على أنه فكرة عن المستقبل، أو نتيجة يطمح الإنسان أو مجموعة من الأشخاص إلى تحقيقها خلال فترة زمنية محددة، وكثيراً ما تبدأ الأهداف بوضع الخطط والتفكير في الطرق التي يمكن أن تتبع للوصول إليها، ولكن هل تعرف بأنّ الأهداف لتكون قابلة للتحقيق يجب أن تتصف بمواصفات ومعايير معينة، ليطلق عليها اسم الأهداف الذكيّة، وهذا المقال مخصّص لتوضيح هذه الصفات.^[١]

الوضوح والتحديد

ويُقصَد بذلك أن يكون الهدف واضحاً ومحدداً غير مُبهم ولا عام، ويمكنك إكساب الهدف هاتين الصفتين من خلال الإجابة عن بعض الأسئلة مثل: ماذا أريد أن أنجز؟ ولماذا هذا الهدف مهم؟ وإلى أين أريد أن أصل بالضبط؟ وما هي الموارد التي يجب أن تتوفر لأصل إلى هدفي؟ ومن سيشاركني في تحقيق هذا الهدف؟ ومثال ذلك: إذا أردت أن تصبح مدير تسويق في شركتك سيكون هدفك: "أريد أن أصبح مدير تسويق ناجح في هذه الشركة من خلال الالتحاق بمجموعة من الدورات المعروفة في المجال وإنجازها، ويلزمني ألف دولار للاشتراك في هذه الدورات، حتى أتمكّن من قيادة فريقٍ ناجحٍ في مجالي".^[٢]

قابلية القياس

من المهم أن تكون الأهداف قابلة للقياس حتى تُكسب الشخص حماساً من أجل تنفيذها، ويكون قادراً على الوفاء بمواعيد الالتزام التي تعهد بها، ولكي يكون الهدف قابلاً للقياس يجب أن يجيب عن أسئلة مثل: كم الثمن؟، وكم العدد؟، ويجب أن يرتبط الهدف بأمر معين عند إنجازه يعرف بأنه أكمل المهمة وأنجز الهدف، ومثال ذلك: "إذا قال شخص: أريد أن أكسب ألفي دولار في السنة"، وانتهت السنة وقد كسب الألفي دولار سيعرف بأنه أنجز الهدف، وإذا قرر شخص افتتاح فرعين جديدين لمؤسسته خلال خمسة شهور، سيأتي بعد انتهاء الشهور الخمسة ويتأكّد من إتمام الهدف، فإذا تمّ افتتاح الفرعين يكون قد أنجز هدفه وإلا فعليه أن يعدل خطته للوصول إلى مراده.^[٢]

قابلية التحــقــق

من سمات الأهداف الذكية أنها قابلة للتحقق وواقعية، ويمكنك معرفة واقعية الهدف من خلال طرح سؤالين هما: كيف يمكنني تحقيق هذا الهدف؟، وهل الظروف الحالية المحيطة تسمح بتحقيق هذا الهدف وكيف؟ ومن الظروف المحيطة البيئة التي ستحقق فيها الهدف، والموارد المالية، والوقت، فإذا كان هدفك إنجاز دورة من الدورات المتعلقة بتطويرك في العمل يجب أن تسأل نفسك أسئلة، مثل: هل أستطيع أن ألتحق بهذه الدورة؟ فبعض الدورات تحتاج إلى خبرات سابقة ومن غير المنطقي والواقعي أن تسجل فيها دون امتلاك هذه الخبرات، وهل أمتلك المال الكافي لتسديد الاشتراكات في الدورة؟ وهكذا.^[٢]

ارتباط الهدف بمعنى لديك

من صفات الأهداف الذكية أن ترتبط بمعنى وقيمة لديك، وأن تتصل بأمر مهم وليس ثانوياً، ويمكنك معرفة ذلك من خلال طرح سؤال على نفسك هو: هل يستحق هذا الهدف العناء من أجله؟، وهل هذا الهدف سيوصلني إلى أمر سيضيف إليّ في طريقي الذي أسير فيه الآن أو في المستقبل؟، كما يمكنك استشارة أهل الخبرة والاختصاص، والأشخاص الذين تثق برأيهم للتأكد من أهمية الهدف الذي تسعى إلى تنفيذه.^[٢]

التقييد الزمني

إلى جانب ما سبق فإنه من صفات الأهداف الذكية أن تكون مقيدة بفترة زمنية، سواءً أكانت الأهداف طويلة المدى أم قصيرة المدى، ويعني ذلك بأنك يجب أن تنتهي من كل هدف من الأهداف التي حددتها خلال فترة زمنية معينة، ويجب أن تجيب عن أسئلة معينة بحسب الهدف، مثل: ماذا سأفعل يومياً؟، وماذا سأفعل أسبوعياً؟، وماذا سأفعل شهرياً أو سنوياً؟، ومثال ذلك إذا أردت أن تحقق هدف قراءة 24 كتاباً في سنة يمكنك أن تقيد نفسك بقراءة كتابين كل شهر، وبعدها تقسم الكتاب إلى فصول لتنهي أجزاء معينة في الأسبوع، ومن ثم تحدد أرقام الصفحات التي يجب عليك الالتزام بقراءتها يومياً، وهكذا مع كل هدف كبيراً كان أم صغيراً.^[٢]

مثال على هدف ذكي

بعد توضيح الصفات التي يجب توافرها في الأهداف الذكية إليك هذا المثال الذي تتواجد فيه الصفات الخمسة سابقة الذكر: "سأحصل على وظيفة معلم رياضيات بعد التخرج من الجامعة من قسم الرياضيات بثلاثة أشهر"، والنقاط الآتية توضح صفات هذا الهدف:^[٣]

• محدد: لأن الشخص يعرف ماذا يريد، فهو يريد أن يصبح أستاذ رياضيات بعد التخرج.
• قابل للقياس: إذ يمكن معرفة مدى نجاح هذا الهدف بعد تقديم الطلب والمقابلات فإذا قُبل يدل على نجاحه، وإلا فإنه سيعرف بأنه يجب أن يغير في خطته.
• واقعي وقابل للتحقيق: لأن فترة ثلاثة شهور فترة منطقية ليتقدم الشخص بطلبات توظيف للحصول على فرصة عمل.
• ارتباط الهدف بمعنى لدى الشخص: لأن الهدف المذكور يرتبط بشكل مباشر بتخصص هذا الشخص في الجامعة.
• التقييد الزمني: فالهدف سابق الذكر مقيد بمدة زمنية وهي ثلاثة شهور.