يُعرّف اضطراب الشخصية النرجسية (بالإنجليزية: Narcissistic personality disorder) "NPD" على أنّه اضطراب في الشخصية ينطوي على الإعجاب بالنفس لدرجة العَظَمة، إلى جانب الشعور المبالغ فيه بأهمية الذات، والافتقار إلى التعاطف مع الآخرين،[١][٢] فالشخص النرجسيّ يتميّز بعلاقاته السطحية مع من حوله، فهو يعتقد أنّه شخص فريد واستثنائي وأفضل من غيره، كما أنّه لا يتحمّل عدم النجاح أو عدم تقدير الآخرين له.[١]


أعراض اضطراب الشخصية النرجسية

تظهر على الأشخاص النرجسين خمسة أو أكثر من الأعراض التالية في بداية مرحلة البلوغ، وذلك وفقاً للدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية والصادر عن الجمعية الأمريكية للطب النفسي (DSM-5):[٢]

  • الأوهام المبالغ بها بالجمال، أو القوة، أو الحب المثالي.
  • الشعور باستحقاق معاملة خاصة.
  • السعي وراء أوهام النجاح اللامحدود.
  • التكبّر والتعالي على الآخرين.[٣]
  • الإعجاب الشديد بالنفس إلى درجة الغرور.[٣]
  • استغلال الآخرين دون وجه حق.[٤][٥]
  • الشعور بأنّ لا أحد يفهمهم سوى الأشخاص المتميزين أو أصحاب المكانة العالية.[٤]
  • حمل مشاعر الحسد تجاه الأفراد الناجحين، وفي نفس الوقت شعورهم بأنّهم أشخاص محسودون من الآخرين.[٤]
  • الغيرة.[٥]


أسباب اضطراب الشخصية النرجسية

يمكن اعتبار الأسباب التي تؤدي إلى اضطراب الشخصية النرجسية معقدة وغير واضحة تماماً،[٦] ولكن بصرف النظر عنها، فقد بيّن المختصين أهمية العلاج المبكر ودوره في التحسّن بصورة أفضل ممّا لو تمّ تأخيره،[٧] وفيما يأتي بعض الأسباب التي قد تؤدي إلى اضطراب النرجسية:[٦][٧]

  • الممارسات الخاطئة للآباء والأمهات: قد يكون السبب في تحلّي الطفل بالنرجسية هو الدلال والمدح المفرط به من قبل والديه، أو نقده بشكل مبالغ فيه، أو الإهمال برعايته.
  • الخصائص الوراثية والجينات: قد تؤدي التشوهات في بعض الجينات إلى إحداث خلل في العلاقة بين تفكير الشخص وسلوكه.
  • العاطفة القوية والحساسية الشديدة.[٧]
  • التعرّض للإساءة أو الصدمات.[٧]
  • التوّقعات العالية والمبالغ فيها.[٧]


المشاكل الناتجة عن اضطراب الشخصية النرجسية

قد يعاني الشخص النرجسي من بعض المشاكل الناتجة عن تضاعف الاضطراب النرجسي، ومنها ما يأتي:[٦]

  • صعوبة تكوين العلاقات.
  • التعرّض للعديد من المشاكل في مكان العمل أو المدرسة.
  • مشاكل تتعلّق بصحة الجسم.
  • التعرّض للقلق والاكتئاب.


سلوكيات الشخصية النرجسية

يميل النرجسيون إلى التصرٌّف بصورة غير جيدة نوعاً ما، وفيما يأتي بعض السلوكيات التي يتميّزون بها:[٨]

  • الوهم والإنكار: ينكر النرجسيون الواقع، ويصعب عليهم التعامل معه؛ لأنّه يناقض رغباتهم، فيلجأون لخداع أنفسهم بأنّ الحقيقة هي التي يرونها هم، ويقتنعون بهذا على الرغم من أنّ الأمر ليس كذلك.
  • الكذب: يلجأ النرجسيون إلى الكذب وتقديم حقائق مختلفة عن الواقع؛ وذلك من أجل إظهار أنّهم دائماً على حق.
  • نسب السلوك السيء للآخرين: يلجأ النرجسيون عادة إلى نسب الأفعال السيئة للآخرين لإبدال الحقائق وإبعاد المسؤولية عنهم، فقد يدّعي النرجسي بأنّ شخصاً ما يغار منه، على الرغم من أن الحقيقة تتمثل في غيرة الشخص النرجسي نفسه.
  • التشهير بالآخرين: قد ينشر النرجسي أكاذيب ومعلومات خاطئة حول شخص معين من أجل تشويه سمعته وقلب الآخرين ضدّه، ولإخفاء الحقيقة التي لا يريد النرجسي أن يكتشفها الآخرون، مما يسبب الأذى الكبير للأفراد المحيطين به.


تشخيص وعلاج الشخصية النرجسية

ينتشر اضطراب الشخصية النرجسية عموماً بين الذكور بصورة أكبر من الإناث، وغالباً ما تبدأ أعراضه بالظهور على الأفراد في مرحلة المراهقة أو البلوغ المبكر،[٦] ويشبه اضطراب الشخصية النرجسية غيره من الاضطرابات الشخصية في انخفاض حدّته مع التقدّم بالعمر، فعند وصول الفرد إلى الأربعين أو الخمسين من عمره تكون الأعراض التي يعاني منها محدودة جداً.[٩]


يتم تشخيص اضطراب الشخصية النرجسية من قِبل الأطباء النفسيين أو أخصائيي الصحة العقلية، إذ يتم تحديد الأسباب من خلال دراسة تاريخ حياة الفرد، وتحديد الأعراض التي يعاني منها، ثم مقارنة النتائج مع الأسباب والأعراض الخاصة بالاضطراب، وذلك للحكم على الإصابة باضطراب الشخصية النرجسية أم لا، إذ إنه من غير الممكن تشخيص المرض من خلال إجراء فحوصات جينية أو فحوصات دم مخبرية.[٩]


يتم اللّجوء إلى الطب النفسي لصعوبة علاج الاضطراب ذاتياً أحياناً، ويعود السبب في ذلك إلى طبيعة الاضطراب نفسه في جعل المريضين به يتمتعون بشعور كبير من العظمة، وبالتالي يكون من الصعب عليهم التعرّف على مشاكلهم والاعتراف بها،[٢] ولكنّهم قد يستسلمون للعلاج في حال عدم قدرتهم على التعامل مع المشاكل الناتجة منه والإجهاد والتوتر الذي يتعرّضون لهم بسببه، وعدم قدرتهم على تحمّل أثره السيئ في جعل حياتهم أصعب،[٩] ويجدر بالذكر أن العلاج النفسي يساعد المريض على التواصل مع الآخرين بطريقة جيدة.[٢]


المراجع

  1. ^ أ ب Frederick Rhodewalt (2020-10-29), "Narcissism", www.britannica.com, Retrieved 2020-11-28. Edited.
  2. ^ أ ب ت ث "Narcissistic Personality Disorder", www.psychologytoday.com, Retrieved 2020-11-28. Edited.
  3. ^ أ ب Kendra Cherry (2020-07-22), "Narcissistic Personality Disorder Symptoms and History", www.verywellmind.com, Retrieved 2020-11-28. Edited.
  4. ^ أ ب ت George FR, Short D. (2019-02-27), "The Cognitive Neuroscience of Narcissism", Journal of Brain, Behaviour and Cognitive Sciences, Issue 6, Folder 1, Page -. Edited.
  5. ^ أ ب John M. Grohol (2020-01-13), "Narcissistic Personality Disorder", psychcentral.com, Retrieved 2020-11-28. Edited.
  6. ^ أ ب ت ث "Narcissistic personality disorder", www.mayoclinic.org, Retrieved 2020-11-28. Edited.
  7. ^ أ ب ت ث ج "Causes of narcissistic personality disorder (NPD)", www.healthdirect.gov.au, Retrieved 2020-11-28. Edited.
  8. Darius Cikanavicius (2020-08-09), "How Narcissists Play the Victim and Twist the Story", blogs.psychcentral.com, Retrieved 2020-11-28. Edited.
  9. ^ أ ب ت John M. Grohol (2020-01-13), "Narcissistic Personality Disorder", psychcentral.com, Retrieved 2020-11-28. Edited.