إنّ حلّ المشاكل هو مهارة من المهارات الحياتيّة التي تهدف إلى تحديد المشكلة، والتعرّف على خيارات الحلول الممكنة، ثمّ انتقاء الإجراء المناسب، ويختلف الإجراء المنتقى من شخص إلى آخر، وتعدّ مهارة حل المشاكل ضرورية في الحياة اليومية، ونحتاجها حتى في أبسط المواقف، فمثلًا تخيّل أن السماء أمطرت وأنت بحاجة إلى الذهاب إلى المتجر للضرورة، عندها ستفكر بأكثر من طريقة إلى الذهاب.[١]
ولا بد من القول هنا إنّ مهارة حل المشاكل تعدّ مهمة سواء للأفراد، أم لأصحاب العمل في الشركات والمؤسسات حيث يعدونها أساسًا للنجاح والتطوير، ويعرض هذا المقال طرقاً لحلّ المشاكل، إضافة إلى بعض النصائح التي تساعدكَ على حلّ المشاكل.[١]
خطوات حل المشكلات
تحديد المشكلة
إن المرحلة الأولى من مراحل حل المشكلة هي اكتشاف المشكلة، وإدراكها، والاعتراف بوجودها، ثم تحديد طبيعتها، وهل هي مشكلة واحدة فقط؟ أم مشاكل متعددة؟ وستحتاج إلى وقت للتفكير في أصل المشكلة حتى تفهمها بنفسك، لتتمكن بعدها من شرحها للآخرين.[٢]
تبسيط المشكلة
قد تبدو المشكلة معقّدة ومربكة، لكن مع اتباع إجراءات لمحاولة تبسيطها ستبدو أسهل، ومن طرق تبسيط المشكلة تقسيمها إلى أجزاء والتعامل مع كل جزء منفرد، فمثلًا إذا تراكمت عليك المهام الدراسية يمكنك تجزئتها إلى مهام صغيرة وإنجاز كل مهمة وحدها، أمّا إذا ضاق بك الوقت، فستضطر إلى التعامل مع المشكلة كاملة، ويمكنك عندها البحث عن طرق فعّالة ومناسبة لك، ومن بين هذه الطرق مثلاًَ الاستماع إلى محاضرة تختصر الأفكار المهمة وأنت في طريقك إلى الكلية مثلاً، كما ويشار إلى أهمية كتابة المشكلة على ورقة، فهذا قد يساعدك على توضيحها وفصل المشاعر عن الحقيقة واتّخاذ القرار.[٣]
اسأل نفسك لماذا؟
إن طرح سؤال لماذا، بشكل متكرّر يوضّح أصل المشكلة، حاول أن تسأل خمسة أسئلة متسلسلة عن مشكلتك، وتفكر في الجواب، فمثلًا، عندما تواجه مشكلة في التأخر عن العمل، اسأل نفسك هذه الأسئلة:[٤]
- لماذا تأخرت عن العمل؟ الجواب لأنني ضغطت زر الغفوة.
- لماذا نقرت زر الغفوة؟ لأنني أردت النوم أكثر بسبب التعب.
- لماذا كنت متعبًا؟ لأنني نمت متأخرًا ليلة أمس.
- لماذا نمت متأخر ليلة أمس؟ لأنني شربت قهوة وسهرت، وتصفّحت مواقع التواصل الاجتماعي.
- لماذا شربت قهوة؟ لأنني شعرت بالنعاس قبل مغادرتي مكان العمل. وبذلك سيتوضّح جذر المشكلة، ويمكنك حل المشكلة بتجنّب شرب القهوة في فترات المساء، وعدم تصفح مواقع التواصل الاجتماعي ليلًا، وزيادة عدد التنبيهات صباحًا.
وظّف المهارات التحليلية في مكانها المناسب
إن مهارة حل المشاكل تحتاج إلى الاستعانة بالمنطق والتحليل والمشاعر والحدس أحيانًا، فهي إذًا خليط من مجموعة عناصر، فمثلًا إذا حصلت على فرصة عمل خارج بلدك، فستستعين بالمنطق وستوافق إذا كانت الفرصة جيدة والراتب جيداً، لكن عليك ألا تنسى مشاعرك وتأثير القرار على عائلتك والمحيطين بك.[٣]
ركّز على الحلول
إن مناقشة المشكلة نفسها تثبط الإبداع وتضعف التحفيز، لأن فيها استدعاء للسلبيات بدون فائدة، ولذلك يفضل توجيه الذهن نحو الحلول الممكنة والقابلة للتطبيق والتركيز عليها، وبذلك ستظهر الأفكار والإبداعات الإيجابية.[٥]
ضع خطة بديلة
من المستحيل التحكّم بسير الحلول كما هو مخطط لها 100%، إذ لا بأس من تخيل بعض السيناريوهات التي قد تحدث، ثمّ وضع الحلول المسبقة لها، والخطط البديلة، فمثلًا قد تواجه مشكلة في إغلاق الأبواب في تخصص من التخصصات، ورأيت بأن الحل هو الانتقال إلى تخصص آخر، ضع في الحسبان خيارًا ثالثًا ورابعًا وكن مستعدًا لأسوأ الاحتمالات.[٦]
ما العمل في حال لم تجدِ الخطوات السابقة أي نفع؟
إذا طبقت الخطوات السابقة، وفعلت كلّ ما في وسعك لحل المشكلة، ولم تجد الحل، حاول أن تركّز على فكرة التعايش والتّأقلم مع الأمور كما هي، ولا تنسَ أن تهتم بنفسك جيدًا؛ لأنّ التفكير في المشكلة وبعدم وجود حلّ لها قد يزيد الضغط عليك، ويزيد من سوء حالتك النفسية، لذلك يمكنك أن تمارس نشاطًا ممتعًا، أو تتحدث مع شخص موثوق ليدعمك معنويًا، وفي حال زادت حدّة المشكلة، وأصبحت تؤثر على أدائك وروتينك اليوميّ، فيمكنك الاستعانة بخبير ومتخصّص لمساعدتك.[٧]
نصائح للمساعدة على حل المشكلات
إليك بعض النصائح التي قد تفيدك عند حل المشكلات:
- دوّن أفكارك على الورق، واستخدم الخرائط الذهنية: سجّل الأفكار التي تتعلق بالمشكلة على الورق، لأنك عندما ترى أفكارك أمامك ستتعامل معها بموضوعية أكثر، وستصل للحل بسهولة أكبر، كما يمكنك توظيف الخرائط الذهنية لمساعدتك في حل المشكلة، وذلك من خلال رسم دائرة، وكتابة المشكلة في مركز الدائرة، ثم تفريع الحلول الرئيسية والفرعية منها، وتوضيح كل التفاصيل بجانب كل حل، ثمّ انتقاء الخيار الأنسب والتركيز عليه.[٨]
- استخدم لغة تحفزك: انتبه إلى لغتك وأنت تفكر، ابتعد عن اللغة السلبية التي تثبط التفكير الإبداعي وتصعب الحلول، مثل: لا أظن، أو هذا ليس صحيحًا، واستبدلها بلغة إيجابية مثل: ماذا لو، وتخيل لو.[٤]
- اطلب المساعدة من الآخرين: لا ضير من طلب المساعدة عندما تحتاج إليها، فقد تحتاج لحل مشكلتك إلى إجابات عن أسئلة من أشخاص آخرين في بعض الأمور، لا بأس بذلك، إذا كانت ستسهّل عليك إيجاد الحل.[٦]
- مارس الرياضة: إن ممارسة الرياضة وخاصة الرياضة التي تتضمن على القيام بمجموعة حركات سريعة ستحفز عمل الدماغ، فمثلًا عندما تلعب رياضة مثل كرة القدم ستزيد قدرتك على التفكير والتفاعل ومعالجة الأمور.[٨]
- نم جيدًا: أن النوم الجيد يُحسن مراكز الإبداع في الدماغ، ويحفز شبكات الترابط، لذلك فهو يساعدك على الربط بين الأفكار وتقوية الذاكرة، وبالتالي يحسن من طريقة معالجتك للمشكلة.[٨]
المراجع
- ^ أ ب "What is Problem Solving and Why is it Important?", ccmit.mit.edu, Retrieved 21/12/2020. Edited.
- ↑ "Problem Solving Read more at: https://www.skillsyouneed.com/ips/problem-solving.html", www.skillsyouneed.com, Retrieved 21/12/2020. Edited.
- ^ أ ب Rachel Clissold (29/9/2020), " How to Solve a Problem", www.wikihow.com, Retrieved 21/12/2020. Edited.
- ^ أ ب Zoe B (11/12/2020), "6 Ways to Enhance Your Problem Solving Skills Effectively", www.lifehack.org, Retrieved 21/12/2020. Edited.
- ↑ "The 10-Step Process To Solve Any Problem", www.briantracy.com, Retrieved 21/12/2020. Edited.
- ^ أ ب "Top 11 Problem Solving Skills At Work That Really Work!", vkool.com, 16/20/2017, Retrieved 21/12/2020. Edited.
- ↑ "A step-by-step guide to problem solving", au.reachout.com, Retrieved 21/12/2020. Edited.
- ^ أ ب ت "10 Ways to Improve Your Problem-Solving Skills", cmoe.com, Retrieved 21/12/2020. Edited.