هل لديك القدرة على التواصل مع الآخرين دون قيود؟ هل تستطيع بناء العلاقات مع الآخرين بسهولة والحفاظ عليها؟ في حال كان الأمر كذلك، فيمكن القول أنك تمتلك العديد من المهارات الشخصية والاجتماعية، وهو أمر جيد، إذ إنّ امتلاك مثل تلك المهارات يُحسّن من حياتك بجوانبها المختلفة سواء الشخصية أم المهنية، كما أنّ السعي نحو تحسين وتطوير تلك المهارات في حال كنت تعتقد أنّك تفتقر لها سينعكس إيجابياً عليك في العموم، وتوجد العديد من الطرق والنصائح التي يمكنك اتّباعها من أجل تحسين تلك المهارات،[١] وسيتم عرض أبرزها ضمن المقال.


ما هي المهارات الشخصية والاجتماعية؟

تشير المهارات الشخصية والاجتماعية إلى مجموعة من القدرات التي يحتاج إليها أيّ شخص من أجل التواصل مع الآخرين بشكلٍ إيجابيٍّ وفعّال،[٢][٣] ويشمل ذلك التواصل عدّة أشكال، بما فيها التواصل اللفظي الذي يشير إلى اللغة المنطوقة، والتواصل غير اللفظي الذي يشير إلى لغة الجسد، والتواصل البصري وغيرها، وعموماً فإنّ التواصل مع الآخرين يتم من خلال استخدام المهارات الشخصية والاجتماعية بصورةٍ ما، وكلّما امتلك الشخص مهارات شخصية واجتماعية قوية كلّما تواصل بشكلٍ أكثر كفاءة وفعالية مع الآخرين، ونجح في بناء علاقات متينة معهم، وازدادت فرصته في التقدّم والتطوّر على المستويين الشخصي والمهني، ويمكن القول بأنّ الجميع يحتاج إلى امتلاك تلك المهارات بصرف النظر عن مجال عمله، أو مستوى خبرته، أو موقعه، ومن الأمثلة على تلك المهارات؛ مهارة الاستماع الفعّال، والتعاطف، واحترام الآخرين، وحل النزاعات، وغيرها.[٢]

طرق تطوير المهارات الشخصية والاجتماعية

فيما يلي بعض الطرق التي يمكن اتّباعها من أجل تطوير المهارات الشخصية والاجتماعية:


حدّد الأفكار السلبية واستبدلها

قد يخطر ببالك العديد من الأفكار السلبية حول عدم قدرتك على التفاعل مع الآخرين، والتي قد تتحوّل إلى حقيقة في حال استمررت بالتفكير بها، فقد يفكر الشخص في نفسه كالتالي "أنا على يقين من أنني سأُعرِّض نفسي للإحراج إذا تحدّثت مع أحد" وذلك قد يدفعه إلى تجنّب الحديث والتواصل مع من حوله، وبالتالي لن يستطيع تحسين مهاراته الشخصية والاجتماعية، لذلك حاول تحديد جميع الأفكار السلبية التي تخطر ببالك، وتعيقك من تكوين علاقات مع الآخرين، واستبدلها بأفكارٍ أكثر إيجابية وواقعية، مثل"يمكنني التعرّف على أشخاص جدد وإجراء محادثات معهم ببساطة، فليس هنالك شيء مخيف" فذلك سيشجّعك على البدء بالحديث وتكوين علاقات مع الآخرين.[٤]


استمع للآخرين وأظهر اهتمامك بما يقولونه

يفضّل العديد من الأشخاص التحدّث على الاستماع للآخرين، لكن إذا كنت تسعى لتحسين مهاراتك الشخصية والاجتماعية فعليك التدرّب على الاستماع الفعّال للآخرين، وإظهار مدى اهتمامك بحديثهم، فيمكنك مثلاً أثناء التحدّث مع شخص معين، قول بعض العبارات التي تفيد بأنك مستمع له، مثل قول (أهه، أو ماذا حصل بعد ذلك)، وطرح بعض الأسئلة عليه والاستماع لإجاباته، واحرص على أن تستفيد من حديثه وأفكاره، فشعور الآخرين بأنّك تستمع لهم بفعالية سيزيد من حماسهم تجاهك، ويجعلك مميزاً بالنسبة لهم.[٥]


تجنّب السلبية والاستهزاء بالآخرين، أو تقديم الشكوى بصورة مبالغة

احرص على تجنّب كلٍّ من السلبية أو السخرية والاستهزاء من الآخرين، أو تقديم الشكوى والتذمر بصورة مستمرة أمام الآخرين، فذلك يجعلهم ينفرون منك، ويتجنّبون الحديث معك في المرات القادمة، وبدلاً من ذلك كُن إيجابياً ومرِحاً في حديثك مع الآخرين، وساعدهم على إيجاد الحلول في حال وجود مشكلة معينة، وأشعرهم بطيبتك وحافظ على ابتسامتك، فذلك يجعلهم ينجذبون إليك ويتقرّبون منك.[٥][٦]


كن أكثر تقديراً

حاول أن تقدّر جميع من حولك، ويمكنك ذلك من خلال تقدير المساعدة التي قدّموها لك، أو تقدير عملهم الجيد ومدحه، والترحيب بمساهماتهم وتشجيعهم عليها، فذلك سيُحسّن من مهاراتك الشخصية والاجتماعية من جهة، ومن جهةٍ أخرى سيهتم الآخرون بتقديم المساعدة لك عندما تحتاجها في المستقبل، هذا فضلاً عن أنّ تقدير الآخرين سيزيد من الإيجابية لديهم، ويُشعرهم بثقة أكبر.[٦]


كن اجتماعياً

من خلال الانضمام إلى النوادي أو الدورات المتخصصة بمواضيع معينة، فذلك يعدّ طريقة جيدة لتحسين المهارات الشخصية والاجتماعية، إذ يمكنك لقاء أشخاص يفكرون بطريقة مشابهة لك، والبدء بتكوين علاقات مع أولئك الأشخاص ببدء الحديث مع من يجلس بجانبك في القاعة، فيمكنك مثلاً طرح سؤال عليه مثل "لماذا اخترت هذه الدورة لتشترك بها؟، " أو البدء بجملة "من الرائع وجود عدد كبير من الأشخاص الذين يهتمون بموضوع الدورة"، وفي حال تفاعل معك الشخص الآخر ستكون فرصتك كبيرة للحصول على صديق جديد، وتكوين عدّة علاقات ناجحة.[٧]


أظهر الاحترام والود لمن حولك

يساعدك إظهار الاحترام للآخرين على تحسين مهاراتك الشخصية والاجتماعية بصورة سريعة، لذا احرص على أن تتعامل مع من حولك بأسلوب لطيف، ألقِ التحية على زملائك في الصباح، وأنت ترسم الابتسامة على وجهك، وادعُ زميلك لشرب القهوة معك، تدرّب على أن تكون مهذّباً مع الجميع، وتعاملهم باحترام وأدب.[٤]


ابقَ على اطلاع بالأحداث الجارية

يساعدك الاطّلاع على آخر الأخبار والأحداث الحالية على إيجاد موضوع للتحدّث به مع الآخرين، ويمكن اعتبارها طريقة جيدة لبدء المحادثات مع الآخرين، وفي هذا عليك اختيار مواضيع محايدة وأحداث تهم الجميع، وتجنّب الخَوض في المواضيع المثيرة للجدل كالسياسة والدين.[٤]


مارس التعاطف

حاول أن تكون متعاطفاً مع غيرك، ويمكنك التدرّب على ذلك من خلال وضع نفسك مكان الآخرين، والتعرف إلى كيفية تفكيرهم وانطباعاتهم عما يحدث حولهم من خلال النظر إلى الظروف والتجارب التي مروا بها، فذلك سيساعدك على فهم وجهات نظرهم أكثر والتقرب إليهم.[٨]

المراجع

  1. "Social and Interpersonal Skills", skillstoolbox.com, Retrieved 28/3/2021. Edited.
  2. ^ أ ب "Social Skills: Definition and Examples", www.indeed.com, 17/11/2020, Retrieved 28/3/2021. Edited.
  3. Keth (23/9/2015), "Difference between Personal and Interpersonal Skill", www.differencebetween.com, Retrieved 28/3/2021. Edited.
  4. ^ أ ب ت Amy Morin، "12 Ways To Improve Social Skills And Make You Sociable Anytime "، www.lifehack.org، اطّلع عليه بتاريخ 28/3/2021. Edited.
  5. ^ أ ب Milena Rangelov (2/3/2018), "10 Simple Habits That Will Noticeably Improve Your Social Skills", www.inc.com, Retrieved 28/3/2021. Edited.
  6. ^ أ ب Jesal Shethna, "10 Excellent Ways to Develop Interpersonal Skills at Work", www.educba.com, Retrieved 28/3/2021. Edited.
  7. Kelli Miller (26/2/2021), "How to Improve Social Skills", www.wikihow.com, Retrieved 28/3/2021. Edited.
  8. "Nine Tips for Improving Your Interpersonal Skills", www.kellyservices.ca, Retrieved 28/3/2021. Edited.