المهارات الشخصية التي تعزز السيرة الذاتية

هل تعلم أنّ المهارات الشخصيّة تلعب دورًا هامًّا في زيادة فُرَص حصولك على الوظيفة التي تقدّمت لها؟ كما أنّ إدراج هذه المهارات في السيرة الذاتية يجعلك تبدو أكثر جدارةً بالحصول على هذه الوظيفة؟ إذ إنّ أصحاب العمل يعيرون القسم الخاصّ بالمهارات الشخصيّة اهتمامًا خاصّاً. فما هي المهارات الشخصيّة؟ وما أهمّيّتها؟ وكيف نطوّرها؟ هذا ما سنتناوله في هذا المقال.^[١]

تعريف المهارات الشخصيّة

يسعى الشخص دائماً إلى التطوير من نفسه، وإلى التميّز في حياته وعمله، ويمكنه تحقيق هذا الأمر من خلال تعلّم وتطوير مهاراته الشخصية، وهي مجموعة من السمات الشخصية والسلوكيةّ التي تميّز الشخص، وتجعله قادراً على التعبير عن ذاته، والتفاعل مع الآخرين والقدرة على الاستماع لهم وفهم أفكارهم بشكل جيد، ومن الممكن أن تكون هذه المهارات فطرية، أو يتعلّمها الشخص، ويكتسبها خلال حياته، وتعد مهمة في الحياة اليومية وفي العمل، إذ إنّ أصحاب العمل يفضلون الأشخاص الذين يمتلكون مهارات مختلفة، لقدرتهم على التفكير وحل المشكلات بطرق عقلانية صحيحة، ويوجد الكثير من الطرق التي تساعد الشخص على تطوير هذه المهارات باستمرار.^[٢][٣]

ما أهميّة المهارات الشخصيّة؟

• تؤثر بشكل إيجابي على حياة الشخص، لأنها تحسن من طريقة تعامله مع الآخرين وفهم أفكارهم، وتجعله قادراً على إدارة عواطفه والتفكير بطريقة عقلانية، وتساعده على تنظيم أمور حياته بشكل أفضل.^[٤]

• تساعد الشخص على النجاح والاستمرار في مجاله، حيث إن الشهادة الجامعية لا تكفي لإثبات الجدارة، فمثلاً، لا يمكن للطبيب أن يكون ناجحاً إذا لم يمتلك المهارات التي تمكّنه من التواصل الصحيح مع المرضى، أو مهارات التفكير التي تمكّنه من فهم الحالات المرضيّة المختلفة وإيجاد علاج لها.^[٥]

• تساعد الشخص على فهم المستجدّات، وتجعل الحياة أكثر راحة، وخاصة في العصر الحالي، الذي يمتاز بالانفجار المعرفيّ والذكاء الاصطناعي، إذ إنّ امتلاك الشخص لبعض المهارات يجعله قادراً على فهم المستجدات، وعلى التعامل مع التكنولوجيا بطريقة صحيحة.^[٢]

ما هي أبرز المهارات الشخصية؟

فيما يلي بعض من أهم المهارات الشخصية:

• مهارات الاتصال: ربّما تكون هذه المهارة من أهم المهارات التي يجب أن يمتلكها الشخص، إذ يمكن للأشخاص الذين يتمتعون بمهارات اتصال قوية بناء علاقات جيدة مع الآخرين، ويمتاز أصحاب هذه المهارة بعدة صفات، منها: ^[٥]
• القراءة والكتابة بشكل واضح.
• قدرتهم على التعبير اللفظي وغير اللفظي.
• مهارة الاستماع.
• فهم وجهات نظر الآخرين والتعاون معهم.

• تحمّل المسؤولية: تعتبر مهارة ذات قيمة عالية، فالأشخاص الذين ينجحون في تحمّل المسؤولية أكثر إنتاجاً من غيرهم في جوانب الحياة المختلفة، لأنهم جديرون بالثقة، ويمكن الاعتماد عليهم، إذ إنّ لديهم الدافع للقيام بأمور جديدة دوماًً والاجتهاد بها، ويمكنهم الانضباط وتحمّل مسؤولية أخطائهم والاعتراف بها، لذلك من المهم جداً أن يكون الشخص من النوع الذي يعتمد عليه. ^[٥]

• الموقف الإيجابي: إنّ النظر إلى الأمور بطريقة إيجابية يحسّن من حياة الشخص وحياة من حولَه، ويجعله شخصاً محبوباً من قبل الآخرين، إذ يلجأ الأشخاص في معظم الأحيان إلى الأشخاص الإيجابيين الذين يمنحونهم الإلهام والقوّة. إضافةً إلى ذلك، فإنّ التفكير الإيجابي سيدفع الشخص إلى بذل قصارى جهده ليحقّق ما يريد. ^[٦]

• إدارة الوقت والقدرة على العمل تحت الضغوطات: تعد من المهارات المهمة جداً في مختلف مجالات الحياة، وخاصة في العمل، إذ تتطلّب الكثير من الوظائف إنهاء العمل وتسليمه في وقت محدّد، لذلك يلجأ أصحاب العمل دائماً إلى الاعتماد على الأشخاص القادرين على إدارة وقتهم بطريقة ذكية، والقادرين على مواجهة الأزمات والأمور المفاجئة. ^[٥]

• التفكير النقدي: وتعني أن يكون الشخص قادراً على ابتكار حلول للمشاكل والتفكير بها بطريقة بعيدة عن طرق التفكير النمطية والتقليدية، والقدرة على الاستنتاج، وتحديد المعلومات المرتبطة بالقضية المطروحة.^[٧]

• العمل ضمن فريق: ربّما يفضّل الشخص أحياناً أن يكون مستقلاً ويعمل وحده، ولكن يوجد الكثير من المهام التي تطلب العمل بفعالية ضمن فريق، وتتطلّب قدرة الشخص على إيصال أفكاره للآخرين، والاستماع لهم أيضاً، وفهم وجهات نظرهم المختلفة وآرائهم المتنوعة ثقافياً، وتعد هذه المهارة من المهارات الضرورية التي تجعل الشخص مميزاً.^[٨]

كيف نطوّر المهارات الشخصيّة؟

هناك العديد من الطّرق التي تساعد الشخص على تطوير مهاراته الشخصية، ومنها:

• تحديد المهارة المُراد تطويرها: قبل أن تبدأ بتطوير مهاراتك الشخصيّة، عليك أن تعرف ما هي هذه المهارات التي تريد تطويرها، وإذا واجهت مشكلة في تحديد المهارة الشخصية التي تفتقر إليها، فبإمكانك أن تسأل أحد الأشخاص الذين يعرفونك جيِّدًا.^[٩]

• التسجيل في الدورات التدريبية: تتيح الدورات التدريبية للشخص فرصة اكتساب المعرفة، وتعلّم مهارات جديدة، والاستفادة من خبرات الآخرين، ولا يشترط أن تكون الدورات طويلة، بل يمكن الاستفادة من الندوات والمحاضرات القصيرة، أو حضور بعض الدورات التدريبية عبر الإنترنت.^[١٠]

• تكريس الوقت لتطوير مهاراتك: فالمهارات الشخصية كغيرها من المهارات التي تحتاج إلى التطوير المستمرّ، لذلك من المهمّ أن تكرّس وقتًا لها، فمثلًا: إذا خصَّصْتَ خمس دقائق في اليوم لتطوير مهارة شخصيّة ما، سوف تحصل على ما يزيد عن العشرين ساعة في الأسبوع، هذا دون احتساب يومَيْ العطلة، هل يمكنك تخيّل الفرق الذي ستلمسه بفضل تكريس خمس دقائق فقط في كلّ يوم؟^[١١]

• ممارسة مهارة الاستماع: تُعدّ مهارة الاستماع من المهارات المرنة التي يمكن تطويرها باستمرار، ويمكن للشخص أن يكون مستمعاً جيداً باتباع ما يلي:
• تجنّب مقاطعة المتحدّث.^[١٢]
• طرح بعض الأسئلة المتعلّقة بالموضوع عندما ينهي المتحدث كلامه.
• الحفاظ على التواصل البصريّ مع المتحدّث.
• تدوين الملاحظات عند الحاجة، مع استمرار التركيز على المتحدث.

• التطوّع: يمكن للشخص اكتشاف مهاراته وتطويرها من خلال الأعمال التطوعية، إذ إنّها تقوم على دمج الفرد بالمجتمع، وتُحسّن من علاقاته الاجتماعية، كما أنهّا تساعد على تحسين الصحة العقلية والجسدية للشخص، مما يزيد من معرفته لذاته، وزيادة ثقته بنفسه.^[١٣]

• قراءة الكتب: تُعدّ قراءة الكتب من أهم الأمور التي تساعد على تنمية المهارات، وتطوير طريقة التفكير لدى الشخص، لما فيها من معلومات شيّقة ومفيدة، وبالإضافة إلى قراءة الكتب، يُنصَح بقراءة مقالات تتحدّث عن تنمية الذات لما لها من آثار عظيمة على شخصية الفرد. ^[١٠]