النجاح في الحياة شيء يمكن الحدوث، لكنَّه لن يأتي إليك على طبق من ذهب، فبكل تأكيد ستحتاج لبذل الكثير من الجهد والعمل الجاد، إلا أنَّ تعريفك لما يعنيه النجاح بالنسبة لك، وتحديدك للأدوات والأهداف التي ستصل بك إلى النجاح، هو الذي يُمكنه أن يجلب لك الشعور في النجاح على الصعيد الحياتي عموماً والعمليّ والاجتماعيّ، وفي هذا المقال سنسلّط الضوء على عشرة مفاتيح تساعدك على تحقيق النجاح.[١]


وضع خطة

المفتاح الأول للنجاح هو وضع خطة، وهذا يعني أن يكون لدى الشخص تصوّر واضح عمّا تعنيه الحياة الناجحة بالنسبة له، فالتخطيط الجيد يبدأ باكتشاف ما تريده، فالحياة لن تمنحك الأدوات اللازمة لتحقيق النجاح وأنت جالس بمكانك، وعليه لا بدَّ أن تكتب قائمة بأهداف محددة، وقابلة للتحقيق، وقابلة للقياس، ومحدّدة بفترة زمنية لتتمكّن من تتبّعها.[٢]


ترتيب أولوياتك

إنَّ محاولة العمل على أكثر من صعيد في نفس الوقت قد تؤدي بك إلى الإرباك والإحباط، وعليه يجب ترتيب الأولويات، من خلال وضع خطط قصيرة وطويلة المدى من أجل تحقيق الأهداف، ركّز على أولوية واحدة أو اثنتين خلال الوقت الواحد، وذلك بعد تقسيمها إلى درجات بحسب أهميتها، فعلى سبيل المثال يُمكن أن يكونَ لديك أولويات من الدرجة الأُولى والثانية والثالثة، فتكون الأولويات التي من الدرجة الأُولى هي التي تسعى لتحقيقها في أقرب وقتٍ ممكنٍ، ولكونها تعني الكثير لصاحبها، أمَّا أولويات الدرجة الثانية والثالثة فتكون مهمة أيضًا، إلا أنَّها أقلّ أهميةً من الأُولى.[١]


تخيُل النفس بطريقة إيجابية

إنَّ للعقل قدرةً كبيرةً في جعلك ناجحًا أو فاشلًا وفقًا لطريقتك في النظر للأُمور من حولك، إذ إنَّ التركيز على السلبيات سيجعل حياتك كخيبة أمل مهما كان حجم إنجازك، وستجد العقبات التي تواجهك في طريق تحقيق النجاح أصعب ممّا هي عليه في الواقع، وقد أثبتت الدراسات أنَّ الإجهاد الناتج عن التفكير السلبي يؤدي إلى حدوث تغييرات في الدماغ، وحدوث اضطرابات ذهنية، مثل القلق والاكتئاب ونقص الانتباه، لذلك قُمْ بمراجعة الأولويات التي حددتها، وتخيل نفسك تحقق النجاح في كل منها، على سبيل المثال، تخيل نفسك صاحب أُسرة سعيدة، أو تخيل نفسك وأنت تُلقي محاضرة ناجحة أمام حشد كبير من الجمهور، وكلما كانت تصوراتك محددة أكثر وغنية بالتفاصيل، كلما كان لها أثرًا إيجابيًا على ثقتك في نفسك.[١]


البحث عن الشغف

إنَّ الشغف هو المحرك الأساسي للإرادة، وهو الرغبة الجامحة للقيام بعمل ما، والشعور القوي الذي يملأ الإنسان ويدفعه للاهتمام الكبير بشيء ما، ووجود الشغف يؤدي إلى نتائج عظيمة، والحياة بدونه لا معنى لها، فحتى أصحاب الإرادة القوية لا يمكنهم العمل بشكل متواصل بنفس الحماس، ألا أنَّ من يمتلكون الشغف يُمكنهم ذلك، وعليه فيجب أن يجد كل شخص شيئًا شغوفاً فيه، ثم يسعى ليحول هذا الشغف إلى قصة نجاح، وذلك من خلال البحث في نقاط القوة، ثمّ العمل على تطويرها حتى تتفوق في مجالك، وتصل لشعور الرضا والسعادة.[٣]


إتقان الانضباط الذاتي

إنَّ الانضباط الذاتي هو الجسر الواصل بين الأهداف والإنجاز، وبدونه لن تتمكن من الحفاظ على تقدمك نحو الحياة التي طالما حلمت بها، إلا أنَّ البعض يعتقدون أنَّ كلمة "انضباط" هي نوع من أنواع العقاب، ونتيجة للتفكير بهذه الطريقة، نراهم يميلون للتراجع عن السعي وراء تحقيق أهدافهم، لذا عليك أن تغير نظرتك لفكرة الانضباط الذاتي، وتفكر في الأمر على أنَّه أحد مفاتيح النجاح، فهو مفتاح النتائج التي ترغب في الحصول عليها، وقل لنفسك دائمًا: "أعلم أن القيام بذلك صعب، ولكن لكي أصل للنتائج التي أُريدها، يجب أن أواصل المُضي قُدُمًا".[٣]


التحلي بالصبر

قد يكون طريق النجاح طويلًا ومليئًا بالتحديات والعقبات، وبدون التحلي بالصبر لن تتمكن من عبوره، فكثير من الأشخاص يملكون كثيراً من مقومات النجاح إلا أنَّهم يفتقرون إلى الصبر. لا يُمكن الإنكار بأنَّ الصبر مهمة صعبة للغاية، خاصة عندما تكون قلقًا بشأن شيء ما وتتوق لحدوثه، لكن عليك أن تتقبل حقيقة أن الجدران العظيمة تستغرق وقتًا كبيرًا في البناء، وأن النجاح الذي تنتظره سيأتي لا محالة طالما تواصل التقدّم وتتحلّى بالصبر.[٣]


تجربة استيراتيجيات مختلفة

إنَّ الطريق للنجاح ليس مستقيمًا، ستواجه الكثير من المنعطفات والعقبات، وإذا لم تنجح في طريق جرب طريقًا آخر، انظر إلى هدفك من زاوية مختلفة، أو حاول في وقت آخر مع شخص مختلف، استمر بالتغيير والتجربة إلى أنْ تصل إلى الطريقة المُجدية، وبينما أنت تبحث في الاستيراتيجيات المختلفة، قد تجد أنَّك تُجرب شيئًا مختلفًا تمامًا، مما يسبب لك الشعور بالخوف، لأنّ الخوض بأي أمر جديد والمخاطرة أمر غير محبذ في العادة، لكن المخاطرة بذكاء ربما ستقودك إلى مكاسب كبيرة، أي أنَّ تخاطر بمخاطرة محسوبة، من خلال البحث في النتائج المحتملة، وتحديد فرصك في النجاح، وتحديد ما إذا كان العائد يستحق المخاطرة بالضرر الذي يُمكن حدوثه، ومن الجدير بالذكر أنَّك ستواجه بعض الإخفاقات المؤلمة بينما تحاول اكتشاف كيفية المخاطرة المحسوبة في الحياة، لذا فإنَّه من الأفضل أن تبدأ في مخاطرات صغيرة.[٢]


الاعتناء بالنفس

لن تتمكن من تحقيق النجاح في حياتك في حال ركزت على تحقيق أهدافك إلى درجة أن تنسى أن عليك الاعتناء بنفسك، ويُمكنك الاعتناء بنفسك من خلال:[١]

  • ممارسة التمارين الرياضية: يُعدّ التمرن وسيلة رائعة للمحافظة على الصحة، ولتنظيم أجهزة الجسم، حيثُ يعمل على إفراز هرمونات كيميائية في المخ، مثل هرمون الإندروفين الذي يساعد على تحسين الحالة النفسية، ويزيد تدفق الدم في الجسم مما يحسن من عمل القلب وباقي أجزاء الجسم، وعليه يجب عليك أنْ تواظبَ على التمرن لمدة ثلاثين دقيقة على الأقل يوميًا، كالمشي أو الجري أو أي تمرين آخر يستهويك.
  • تناول طعام صحي: لا يعني ذلك أن تتخلى عن كل الطعام الذي تفضله، بل يعني أن تبذل ما في وسعك لتناول الفاكهة والخضراوات، والكربوهيدرات المفيدة، مثل الشوفان، والأرز البني، إلى جانب تناول البروتين، الموجودة في اللحوم، والمكسرات وسمك السلمون والبقوليات، والتي تعمل بدورها على تقوية جهاز المناعة، وتضبط نسبة السكر في الدم.
  • الحصول على قسط كافٍ من النوم: يجب أن تحصل على الأقل على ثماني ساعات من النوم كل ليلة؛ لأنَّ النوم يعمل على ضبط مستوى الشعور بالضغط والإجهاد، كما يعمل على تخفيف المشاكل الصحية في الجسم، ويجعلنا أكثر حيويةً وتركيزًا.
  • شُرب الكثير من الماء: يجب أن تشرب على الأقل ثمانية أكواب من الماء يوميًا، وذلك لأنَّ الجسم يتكون من نسبة كبيرة من الماء، وعندما يُصاب الجسم بالجفاف فإنَّه لا يعمل بشكل سليم، مما يسبب الشعور بالتعب والتشوش.


تكوين علاقات وروابط قوية

من الأمور المهمة لتحقيق النجاح في الحياة هو تكوين روابط قوية مع الناس من حولك، وذلك لا يقتصر على الأشخاص الذين يُمكنهم أن يساعدوك في تحقيق أهدافك، إنَّما يشمل أيضًا تكوين روابط مع أشخاص مثل عائلتك، وزملائك في العمل وجيرانك، فهؤلاء هم مَنْ يجعلون حياتنا ممكنة التحمل، ويقللون من احتمالية الشعور بالوحدة، لكن بكل تأكيد يُمكنك أن توسع دائرة علاقتك لتمتد إلى الأشخاص الذين يُمكنهم مساعدتك بشكل أو بآخر، فهذا شيء لا يعيبك، حيثُ يُمكنك ببساطة طلب نصيحة من شخص يعمل في المجال الذي تحبه، أو تطلب من شخص أن يكتب لك خطاب توصية، أو حتى طلب وظيفة، واحرص أيضًا عند التحدث مع الآخرين من حولك أن تظهر لهم اهتمامك بهم، وقد يتمثل ذلك في شيء بسيط، مثل السؤال عن أحوالهم والإنصات بصدق إلى ما يقولون، بالإضافة إلى المشاركة في الفعاليات المقامة، والمشاركة في الأعمال الخيرية والتطوعية، وفي المقابل احرص على الابتعاد عن الاشخاص المؤذيين والمُحبطين في حياتك.[١]


تعلُّم كيفية قول "لا"

ثمة اقتباس يقول: "الفرق بين الأشخاص الناجحين والأشخاص الناجحين حقًا هو أنَّ الأشخاص الناجحين يقولون "لا"، ويُقصد بذلك أنَّهم يقولون لا للمسؤوليات أو المهام الزائدة التي تثقل كاهلهم وتزيد من حمل الأعباء عليهم، وعليه فإنَّ قول لا للشيء غير المناسب سيترك مساحة لقول نعم للشيء المناسب الصحيح، لذا عليك أنْ تتعلم متى وكيف تقول لا، وعليك أن تدرك أيضًا أن قولك نعم للآخرين بشكل دائم لن يجعل منك شخصًا سعيدًا، بل بالعكس ستجد نفسك تعاني من الكثير من الضغط والتوتر لتبدو لطيفًا أمامهم على حساب مشاعرك ونفسك، وكما أنَّ كثيراً من الأشخاص يقولون نعم للبقاء في منطقة الراحة، ولتجنب محاولة القيام بأشياء جديدة، وبذلك فإنَّهم يضيعون فرصة أن يصبحوا أفضل مما هم عليه.[٤]


المراجع

  1. ^ أ ب ت ث ج Sydney Axelrod (5/4/2021)، "How to Succeed"، wikihow، اطّلع عليه بتاريخ 17/8/2021. Edited.
  2. ^ أ ب "How To Be Successful In Life – 10 Powerful Keys", finallyfamilyhomes, Retrieved 17/8/2021. Edited.
  3. ^ أ ب ت "10 Keys to a Successful Life That Are Proven Effective", thesmallsuccess, Retrieved 17/8/2021. Edited.
  4. Sarah Peterson, "10 Everyday Things Successful Entrepreneurs Say ‘No’ To That Skyrocket Success", lifehack, Retrieved 17/8/2021. Edited.