ما هو الانضباط الذاتي؟

الانضباط الذاتي هو قدرة الشخص على التحكم بمشاعره والتغلب على نقاط ضعفه، لمواصلة العمل أو الإنجاز أو اتخاذ القرارات المهمة أو حتى البقاء مُتحفزًا، فمثلًا يمكن وصف الشخص بأنه منضبط ذاتيًا إذا اختار التركيز في المحاضرة، أو في الدرس بدلًا من الانغماس في أحلام اليقظة، أو اختار أداء واجباته الدراسية أو المنزلية بدلًا من مشاهدة برنامج تلفزيوني، أو اختار القيام بأعمال صعبة، بالرغم من أنها مُملة ومُحبطة، وتدل جميع الأمثلة السابقة على اختيار الشخص المنضبط ذاتيًا تأجيل الشعور بالمتعة قصيرة المدى للسعي لتحقيق مكاسب أو أهداف طويلة المدى.[١][٢]




إذن يمكننا القول أن الانضباط الداخلي هو قدرتنا على أداء واجباتنا ومهامنا والسعي نحو أهدافنا بغض النظر عن حالتنا الجسدية أو العاطفية، وبالرغم من المشتتات، أو الفشل والإحباطات التي يمكن أن تواجهنا.




كيفية تطوير الانضباط الذاتي

يمكن تشبيه الانضباط الذاتي بالعضلة التي كلما استخدمتها وطورتها، أصبحت أفضل وأقوى، فتطوير الانضباط الذاتي عملية مستمرة تحتاج إلى الوقت كي تصبح مهاراتك بها أقوى، وستحتاج إلى الاستمرارية لكي تبقى في المستوى نفسه، ويمكن تلخيص طريقة تطوير مهارات الانضباط الداخلي بخمس خطوات، وهي:[٣][٤]


الخطوة الأولى: اختر هدفًا واحدًا

اختر هدفًا محددًا وواضحًا، تريد التركيز على أدائه أو إتمامه في الفترة القادمة، مثل ممارسة الرياضة مساءً في المركز الرياضي، أو قراءة كتاب في الاقتصاد أسبوعيًا، أو حتى التركيز على أداء واجباتك الدراسية أو مهامك في العمل لمدة ساعة كاملة دون التحقق من إشعارات مواقع وتطبيقات التواصل الاجتماعي، أو أي شيء آخر، طالما أنه واضح ومحدد وبسيط، فلا تبدأ بالمهام الصعبة مرة واحدة، بل قسمها إلى مهام فرعية أصغر، حيث يمكنك التركيز على كل مهمة على حدة.




لا تبدأ بوضع أهداف كبيرة جدًا، بل حدد أهدافًا صغيرة، وزد مستواها تدريجًا ببطء بمرور الوقت.




الخطوة الثانية: حدد وابحث عن دوافعك للقيام بالعمل

بمجرد تحديد هدفك، حدد الأسباب والدوافع التي قد تجعلك ترغب في تحقيقه، أو تحب القيام به، مثلًا:

  • بدلاً من قول: "أريد ممارسة الرياضة ثلاث مرات في الأسبوع لفقدان الوزن"، قل: "أريد ممارسة الرياضة حتى أُنمي طاقتي الجسدية، ولكي أصبح أكثر صحةً ورشاقةً ونشاطًا".
  • بدلاً من قول: "أريد إتمام هذه المهمة للتخلص منها وحذفها من قائمة المهام"، قل: "أريد أن أقوم بهذه المهمة، حتى أتمكن من تحقيق أهدافي، ولكي أشعر بالرضا عن إنجازي اليوم".


ففي الأمثلة السابقة، لقد حددت الأسباب والدوافع الإيجابية التي قد تجعلك ترغب في إتمام مهامك، وهذا سيجعل أداء المهام بالنسبة لك أسهل بكثير.


الخطوة الثالثة: تحديد العقبات والمشتتات

بعد تحديد الهدف بوضوح وتحديد الأسباب والدوافع التي ستجعلك أكثر رغبة في تحقيقه، يجب عليك الآن تحديد العقبات أو المشتتات التي تواجهك عند أداء مهامك، وتجعل من أدائها عملية صعبة، ثم وضع استراتيجية للتغلب على كل واحدة منها، مثلًا، إذا كان هدفك هو قراءة كتاب أسبوعيًا في الاقتصاد لتعزيز مهاراتك في هذا المجال، ستجد أمامك عددًا كبيرًا من العقبات التي ستجعل عملية التركيز في القراءة عملية صعبة، مثل عدم وجود وقت كافٍ للذهاب للمكتبة واختيار الكتاب أو عدم وجود وقت كافٍ بعد ساعات العمل للقراءة، حيث يمكن أن تنشغل بالواجبات المنزلية أو مع الأطفال أو حتى بتفقد وسائل التواصل الاجتماعي أو بأي مهمة أخرى، قد تشتتك عن القراءة.


الآن بعدما حددت العقبات والمشتتات التي تقف في طريق تحقيق هدفك ضع استراتيجية للتغلب على كل واحدة منها، فبالرجوع للمثال السابق، يمكنك القيام بالآتي:

  • حدد ساعة واحدة للبحث عن أفضل كتب في الاقتصاد على الإنترنت، ثم اطلبها جميعًا مرة واحدة، بدلًا من الذهاب إلى محل لبيع الكتب، أو قم بتنزيلها على الجهاز اللوحي بحيث يكون لديك دائمًا كتاب في متناول اليد لقراءته.
  • أوجد أوقات مختلفة للقراءة، مثل القراءة أثناء ساعة الغداء، أو أثناء انتظارك لاصطحاب أطفالك من المدرسة.
  • أغلق هاتفك عندما تريد التركيز على القراءة.




إن إحدى أهم أسباب انهيار العزيمة أثناء مواجهة العقبات أو المشتتات، هو عدم تطوير استراتيجيات تمكننا من تفادي حصولها أو التعامل معها بشكل صحيح عند حدوثها، لذلك تعد خطوة تحديد العقبات والمشتتات، ووضع استراتيجيات للتغلب عليها من أهم خطوات تطوير مهارات الانضباط الداخلي.




الخطوة الخامسة: استبدال العادات القديمة

غالبًا ما تكون العادات السيئة في روتيننا اليومي سببًا كبيرًا في انهيار انضباطنا الداخلي، فإذا لم نستبدلها بعادات أكثر إنتاجية مع الوقت، فلن نتمكن من تطوير انضباط ذاتي قوي، وتتم عملية استبدال العادات السيئة بالعادات الإيجابية أو الأكثر إنتاجية، بربط العادة الجديدة (الإيجابية) شيئًا فشيئًا في روتيننا اليومي، بحيث تصبح جزءًا من يومنا، ولا يمكننا الاستغناء عنها.


مثلًا، إذا كنت من الأشخاص الذين يستغلون أوقات فراغهم في العمل بفتح مواقع التسوق الإلكتروني وشراء الأشياء الجديدة، فقد يُضعف ذلك انضباطك الداخلي على المستوى المالي، لأنك ستقضي أوقات كبيرة جدًا في التسوق، وبالتالي ستنفق الكثير من الأموال، ولذلك يمكنك استبدال هذه العادة السيئة بابتكار سلوك جديد وبسيط يمكنك القيام به أثناء أوقات استراحتك، مثل القيام ببعض تمارين الإطالة في المكتب، أو الحصول على فنجان من القهوة، أو القيام بنزهة سريعة في الخارج، حيث ستساعد هذه السلوكيات في دعم هدفك وتقوية انضباطك الذاتي.


الخطوة السادسة: مراقبة سير العملية والنتائج

أثناء رحلتك لتحقيق أهدافك وتطوير انضباطك الداخلي، راقب المشاعر التي تشعر بها، فقد تشعر بالفخر والحيوية والنشاط والسعادة لقدرتك على تحقيق أجزاء كبيرة من أهدافك، كما يُنصح أيضًا بتدوين أهدافك وإنجازاتك ومشاعرك في مفكرة يومية، حيث سيعزز ذلك التغييرات الإيجابية التي تنفذها في حياتك، ويمنحك سجلاً يمكنك الرجوع إليه لمعرفة النتائج والإنجازات التي حققتها بمرور الوقت.


المراجع

  1. "Self-Discipline: Definition, Tips, & How to Develop It", berkeleywellbeing, Retrieved 4/1/2023. Edited.
  2. "What Is Self-Discipline – Definitions and Meaning", success consciousness, Retrieved 4/1/2023. Edited.
  3. "Self-Discipline", mindtools, Retrieved 4/1/2023. Edited.
  4. "7 Simple Habits To Improve Your Self-Discipline", clevergirlfinance, Retrieved 4/1/2023. Edited.