الشخصية البراغماتية: كل ما قد يهمك عنها

إسراء خليل

نُشر في 28 سبتمبر 2023 ، آخر تحديث 02 أكتوبر 2023

ما هي الشخصية البراغماتية؟

الشخصية البراغماتية، يمكن وصفها وصفًا واحدًا يشملها من نواحيها كلّها، وهو "الشخصية العملية" وماذا يعني ذلك؟ أي يهتم صاحب هذه الشخصية أشد الاهتمام بالأمور الواقعية والشؤون العملية، ويستبعد من منحى تفكيره أي أمور فنّية، أو عاطفية، أو تأمّلية، بل يصبّ تركيزه كاملاً على الوصول إلى الهدف، وهو الفائدة، ولا يسمح للعواطف أن تشتّت انتباهه.^[١]^[٢]

إذًا، هل الشخصية البراغماتية واقعية؟

ليس بالتحديد، إذ قد يختلف البراغماتي عن الواقعي في أنّ البراغماتي لا يُرضيه الواقع مهما كان مثل الشخص الواقعي المستسلم للواقع تقريبًا بشكل كلّي، بل يسعى البراغماتي نحو الفائدة كهدف أوّلي، فلن يُرضيه الواقع، ولن يقبل به إذا لم يحمل معه الفائدة الملموسة والحقيقية كنتيجة له، لذا، يرى البراغماتي أن الشخص الواقعي يفكّر أكثر عن اللازم، ويرى المتفائل شخصًا متوهمًا أكثر عن اللازم. ^[٣]

هل تظنّ أنّك تملك صفات الشخص البراغماتي؟

تأمّل في الصفات الآتية، هل تجدها كلّها أو معظمها في شخصيتك؟

إذا خيّروك ما بين تصرّف ممتع ومشوّق، ولكن قد لا يفيدك، أو قد ينتهي بنهاية سيئة، أو أن تتصرف تصرفًا مملاً، ولكنّه بنتيجة مفيدة، ماذا ستختار؟ إذا اخترت التصرّف الممل، فمن المرجّح أنّك براغماتي، فإنّك تسعى نحو الفائدة، حتى لو كان طريقها مملاً، فأنت لا تهتم بالاستمتاع قدر اهتمامك بالفائدة والنتيجة المُرضية.
لا تحلم بالمثالية في مستقبلك، بل تسعى للنتيجة الحقيقية في حاضرك.
لا يستمتع الشخص البراغماتي بالمحادثات الفلسفية، والعقائدية، والتأملية، فقد تكون مجرّد هراء بالنسبة له، إلا إذا كانت تجلب له فائدة حقيقية في حياته.
تجمع بين الواقع، والأخلاق، والعقلانية، دون أي عنصر عاطفي، بل تتعامل مع كل ما حولك في أنّه حقائق ثابتة.

كيف تتعامل مع الشخصية البراغماتية إن واجهتك؟

ماذا تفعل مع الشخصية البراغماتية؟

ستجد البراغماتية حتمًا في عملك، فهي أساسها في العمل، وستلاحظ على زميلك البراغماتي تجرّده الكامل من العواطف، لا بأس! ولا تنتظر منه أي تعاطف أو اهتمام في البداية، ولكن، بإمكانك منحه الوقت والراحة مع بعض النصائح حول ضرورة الاستماع للغير دون إصدار الأحكام بسرعة، وأن التعاون معًا يزيد من الفوائد في النتيجة.
إذا كان شريك حياتك من الشخصية البراغماتية، فهي صفة جيدة على الأغلب، فنظرًا لحبّ البراغماتي للوصول إلى الفائدة، يعمل على الاستثمار في حبّه وعلاقته للوصول من فائدة حقيقية، وهذا بدوره يساهم في نجاح وديمومة العلاقة، ويحقق هدفها، والذي غالبًا ما يكون الزواج.
أما بالنسبة للصداقة، فهناك مصطلح اسمه "صديق المنفعة" وهو الذي يمثّل الصداقة البراغماتية، فهي قائمة على المنفعة، حتى لو كانت بسيطة، وبالرغم من قسوة الأمر، ولكن أصبحت الصداقة البراغماتية هي نوع الصداقة الأكثر شيوعاً في العالم؛ نظرًا لانجذاب الجميع نحو الصديق الذي يشابهه بالاهتمامات والتصرفات والأفكار، وهذا يزيد من فرصة تبادل المنفعة بينهما.

ما الخطب في أن تكون براغماتيًا؟

ليس في ذلك خطب أبدًا إذا كان في حدود المعقول، دعني أشرح لك أكثر. ببساطة، من المنطقي أن يكون الشخص براغماتيًا في هذا الزمن، ومع هذه التحولات العالمية والمنافسة الشديدة، يجب أن يزيد تركيز الفرد على عمله، وحصوله على الفوائد من كل ما يسعى إليه، ولكن، لا يمكن استثناء الجوانب العاطفية، والفكرية، والعقائدية، فهي متنفّس المرء، وجانبه اللّين، وملجأه من تعقيدات الحياة العملية وقسوتها.

البراغماتي والدوغماتي، ما الفرق بينهما؟

الدوغماتي هو الشخص العقائدي، والذي يمشي على نهج عقائدي، أو مجموعة قوية من المبادئ الراسخة والمتعلقة بالإيمان بعقيدة معيّنة، وبالتالي، تُبنى حياته وأخلاقه وتصرّفاته على هذه العقيدة وما تنصّ عليه، وقد لا يتقبّل تصرّفات غيره إذا تماشت مع عقائد أخرى. ^[٤]

قد يكون البراغماتي والدوغماتي كلاهما شخصين ملتزمين بمبادئ وأهداف معينة بشكل صارم، ولكن، يستنبط الدوغماتي أسلوب حياته بناءً على عقيدة، أما البراغماتي، فهو متمسكٌ بالواقع الملموس، ويؤمن به، وهذا ما يجعل الأمر شائكًا في تعامل الشخصيتين معًا، إذ ينظر الدوغماتي إلى أمر ما على أنّه مهمٌ وضروري بناءً على عقيدته، ولكن، الدوغماتي الواقعي لا يكترث به. ^[٤]

المرأة البراغماتية، والرجل البراغماتي، ما الذي يميّزهما؟

هل من الجيد أن تكون المرأة براغماتية؟ أو أن يكون الرجل براغماتيًا؟ لنتعرّف معًا:

المرأة البراغماتية

قد يكون نادرًا أن نجد امرأة براغماتية 100%، فإن المرأة بطبيعتها كُتلة من العواطف، لذا، لا يمكنها أن تتجرّد من عواطفها تمامًا وطوال الوقت، هذا شيء شبه مستحيل، ولكن، يمكنها أن تكون عملية في حياتها بكل التفاصيل، حتى وإن كانت ربّة منزل، فإن ذلك يظهر في قدرتها على استخدام كل أدوات المنزل باحتراف، وفي شرائها المنتجات التي تحتاجها فقط، دون أي إضافات، كما أنها قادرة على إدارة وقتها، وبيتها، وحياتها الخارجية، بشكل ممتاز.

قد تتضمن سلبيات المرأة البراغماتية أنّها قاسية بعض الشيء، وأنّها تفضّل الحلول الواقعية والفعالة دائمًا، وتستثني المتعة في تجاربها، وهذا ما يجعلها مملة، وغير مشوّقة، فإن جمال المرأة الحقيقي في طيبتها وعفويتها وتلقائيتها وبساطة تعاملها.

الرجل البراغماتي

تعتبر حالات البراغماتية معظمها من الرجال؛ وذلك لكون الرجل هو من تحمّل مهمة العمل ومواجهة العالم الخارجي منذ أزمنة طويلة، لذا، حمل الرجل معه هذه الصفة، واستمرّ في تطويرها عبر الأجيال، ولكن، دخول الجنس الأنثوي إلى سلك العمل خفف من الجّدية والقسوة في العمل، وزاد من حرية الرأي، والاختيار، لذا، لن نجد حدّية الرجل القديمة الأسطورية في أيامنا هذه.

من وجهة نظر منطقية، يعتبر الرجل البراغماتي ناجحاً في العمل؛ وذلك لأنه ببساطة قادرٌ على تصيّد الفائدة، ويستمر في البحث عنها في كل تفاصيل حياته، وهذا ما قد يجذب الأنثى إليه؛ لأنها بطبيعتها الأنثوية تبحث عمّن يدعمها، ويوفر لها الأمان، ولكن، قد يفشل أحيانًا الرجل البراغماتي في إدارة العلاقة الزوجية العاطفية والمشاعر؛ فهو لا يُجيد المشاعر والعواطف، ولا يكترث لها، وهنا قد تكون المُعضلة، ولكن حلّها ببساطة هو فصل العواطف عن العمل، وليس استثناء العواطف تمامًا عن حياتك.

معلومة جانبية

من المضحك أن الأشخاص البراغماتيين لا يحبّون الفلسفة، ولكنّ أصل اتجاههم الفكري نبع من فيلسوف! وهو تشارلز ساندرز، الذي كان فيلسوفاً وعالم رياضيات ومنطق، ووجد أن البراغماتية من ركائز الثقافة الأمريكية الأساسية.