من الصعب تحديد معنى السعادة في العلاقات الزوجية، ويعود ذلك إلى أنَّ كل علاقة تختلف عن الأُخرى تبعًا لعدة عوامل، وحتى في نطاق العلاقة الواحدة، نجد أنَّ كل طرفٍ يُعرف السعادة بطريقته الخاصة، وفقَا لرغباته واحتياجاته وتطلعاته، فالبعض يرى السعادة في الحياة السليمة الخالية من النزاعات، وبالنسبة للبعض، تتضمّن السعادة قدرًا هائلًا من الأُلفة والمرح والضحك، ولكن مهما اختلفت التعريفات إلا أنّه يبقى هناك أسسٌ ثابتة لنجاح العلاقة الزوجية، ومن أهمها الاحترام، فالاحترام بين الزوجين هو مفتاح السعادة بينهما، لذلك سنسلط الضوء على كيفية إظهار الاحترام لشريك حياتك، وأهميتة في العلاقات الزوجية.[١]


كيف تُظهر الاحترام لشريك حياتك؟

الاحترام هو الطريقة التي تُظهر فيها تقديرك للطرف الآخر عن طريق الأفعال، فهو ليس مجرد شعور، وفيما يلي بعض الطرق التي تُظهر احترامك لشريك حياتك:


المناقشة بهدوء واحترام عند وقوع خلافات

من المستحيل أنْ تكونَ على وفاق أبدي مع شريكك، بل إنَّ ظهور بعض الخلافات أمر صحي وجيد للعلاقة في حال تم النقاش باحترام مُتبادل، وذلك من خلال تجنبِ التسرع في توجيه الجمل العدائيّة التي ستزيد الوضع تعقيدًا، وستتسبب بغضب الطرف الآخر، وتضعه بموضع الدفاع عن النفس، وتمنع أي احتماليّة ممكنة لنقاش فعّال وهادئ، مثل: "أنا لا أصدق أنَّك حقًا ترغب في القيام ب ....." أو "فكرة غبيّة"، بدلًا من ذلك امنح نفسك الوقت الكافي للاستماع لشريكك حتى تتفهمَ وجهة نظره، واحترم رأيه مهما كانت درجة اختلافك معه، وركز على استخدام الضمير "أنا" بدلًا من "أنت" في جُملك؛ لكي تبتعدَ عن توجيه اللوم للطرف الآخر، فتقول "أنا لا أعتقد أنَّ ما تقوله هو الاختيار الأنسب في الوقت الحالي"، بدلًا من "أنت قراراتك دائمًا خاطئة"، قد يبدو الفرق بسيطًا، لكن كيفية صياغة ما تريد قوله لها نفس أهمية ما تقوله، خاصة في مثل هذه المواقف.[٢]


تقدير ما يقوم به الآخر من أفعال جيدة

عليك أنْ تقومَ بالثناء على شريك حياتك على ما يقوم به من أشياء جيدة، كاهتمامك بنقد الأمور السيئة، إذ إنَّه ليس من حقك أنْ تقضي كل الوقت في التذمر والتحدث بشكل سلبي حول ما لا يعجبك، فهذا لن يمنحك حياة سعيدة ومستقرة، فعلى سبيل المثال: عندما تقوم زوجتك بإعداد الطعام الذي تفضله، قم بالثناء عليها، وعندما يقوم زوجك بمساعدتك بأعمال البيت بعد يوم عمله الشاق، أظهري له امتنانك، ويُمكنك إظهار تقديرك بقول "شكرًا" أو كتابة رسالة حب صغيرة له، أو إحضار هدية بسيطة، أو حتى مجرد الاعتراف بتلك الأمور الجيدة والتعبير عنها، حيث إنَّ عدم الاهتمام بما سبق، ومقابلة الأمور الجيدة بلا مبالاة، سوف يظهر كعلامة على عدم الاحترام، وكأنَّك تتعامل مع تلك التصرفات بمثابة الأمر المُسلم به، مما يعرض الطرف الآخر للإحباط والشعور بعدم التقدير.[٢]


الاعتذار عند القيام بالأخطاء

يعدّ الاعتذار من أهم مؤشّرات الاحترام، فبدلًا من الإنكار والمكابرة، حاول تخفيف حدة التوتر، وأفضل ما يُمكنك قوله هو أنَّك حقًا تشعر بالأسف، ولا تنشغل بالنظر إلى التلفاز أو هاتفك وأنت تعتذر للطرف الآخر، بل انظر في عينيه، وعبّر له عن رغبتك الحقيقيّة والصّادقة في تحسين الوضع، وقدّم حلولًا عمليّة لتدارك ما حدث، وأظهر حقيقة إدراكك لِما فعلته من خطأ، وابذل مجهودًا لكي لا تقع به مرةً أُخرى، فتكرارك لنفس الخطأ بحق شريكك أكثر من مرة يدل على عدم احترامك له.[٢]


الإنصات لأحاديث الآخر

سواءً كان لديه شيء مهم يريد قوله، أو لمجرد الثرثرة، فالانصات لكلامه لا يجب أنْ يُبنى على أساس أهمية الكلام، وأنْ لا يكون بهدف انتظار دورك بالحديث، فالاستماع أحد المهارات التي يفتقدها الكثيرون في وقتنا هذا، فاحرص على أنْ تستمعَ لشريكك بكل تركيز، وانظر في عينيه، وفكر فيما يقوله حقًا، ولا تقاطع حديثه، أو تطلب منه أنْ يختصرَ بالكلام أو يُنهي الحديث، وتفاعل معه حتى لو كان ما يقوله لا يعني لك شيئًا، ولا يثير اهتمامك، لأنَّ من حق كل طرف أنْ يجد الأُذن الصاغية بالطرف الآخر.[٣]


تشجيع الآخر لتحقيق النجاح في حياته

عليك أنْ تقفَ بجوار شريك حياتك، وتقدم له المساعدة والتشجيع والدعم النفسي، على سبيل المثال، تتوقع له النجاح قبل مقابلة العمل المهمّة، أو تشجّعه على المشاركة في الماراثون القادم لأنَّه قادر على تحقيق أفضل المراتب، أو أنْ تهيّئ له الجوّ المُناسب لكي ينهي كتابة روايته التي يطمح بنشرها، أما إذا كان تحقيق شريكك للنجاح يتعارض مع تحقيقك للنجاح ووصولك لأهدافك، يجب أنْ يحدثَ نقاش موضوعي بينكما للتوصل لحل وسط يُرضيكما ويُحافظ على الحالة الجيدة لعلاقتكما المُشتركة.[٢]


أهمية الاحترام المُتبادل بين الزوجين

يلعب الاحترام دورًا حاسمًا في نجاح العلاقات الزوجية، وفيما يلي توضيح لأهميته:[٤]

  • يزيل الخوف من الاختلافات: حيثُ إنَّ العلاقة الزوجية تجمع بين اثنين كل واحدٍ منهم له سمات شخصيّة خاصة، واهتمامات، وتطلّعات، وتجارب سابقة، وقد يشعر أحد طرفي العلاقة أنَّ اختلافه قد يسبّب له الإحراج، أو يشعر بأنَّه أقل شأنًا من الطرف الآخر، إلا أن الاحترام يزيل هذه المخاوف، ويدفع كل طرف إلى أنْ يتصرّفَ بطبيعته، دون الخوف ممّا سيعتقده الطرف الآخر عنه، أو أنْ يُساء فهمه.
  • يدعم الحدود الصحيّة في العلاقة: حتى في العلاقات الزوجيّة الأكثر نجاحًا، لا بدَّ من وجود حدود، ويُقصد بها تقدير احتياجات ورغبات كل طرف، وبدون احترام لن يحصلَ ذلك، على سبيل المثال، يحتاج أحد الأزواج أنْ يقضي بعض الوقت بمفرده كل يوم، ويشعر أنَّ هذا الوقت سيساعده على استعادة نشاطه، وفي المقابل تحترم زوجته هذه الرغبة بالرغم من أنَّها لا تملك نفس الحاجة، أما بالنسبة لها فمن أهم حدود العلاقة أنْ لا يكونَ هناك تبادل للشتائم حتى لو على سبيل الدعابة، ومع أنَّه كان معتاد على ذلك منذ نشأته، إلا إنَّ احترامه لها دفعه لتجنب هذه العادة.
  • يقوي روح الصداقة بين الزوجين: أفضل العلاقات على المدى الطويل هي التي يكون فيها شريك حياتك هو الصديق أيضًا، والاحترام المتبادل يوفر المساحة الكافيّة لكي تنمو الصداقة، لأنَّه يبدد الخوف من الظهور بمظهر الضعف، فعندما يكون شريكك هو أعز أصدقائك، يُمكنك أنْ تتجردَ أمامه من كل كبرياء إنساني، وتحدثه عن أسوأ وأضعف وأكثر شيء حساس فيك، وتلجأ له عندما تشعر بأنَّك بحاجة إلى مَن يسمعك، ولا يُمكن أنْ يحدثَ ذلك بدون الاحترام المتبادل.
  • يقدّم نموذجاً يُحتذى به للأبناء: مما لا شك فيه أنَّ تربيةَ أبناء يتصفون بالاحترام ويقدرون الطرف الآخر هو هدف كل زوجين، والمصدر الأساسي للطفل للحصول على دروس حول الاحترام يأتي من مشاهدة تصرّف الوالدين اتجاه بعضهما البعض، ومن الضروري أيضًا أنْ يفهمَ الأبناء أنَّ المعاملة بين الأزواج يجب أنْ تكون مبينية على الاحترام والرعاية، لكي يكونوا مستعدين لدخول علاقات ناجحة في المستقبل.


المراجع

  1. Stacy Kaiser (10/5/2016), "7 Keys to a Happy Relationship", livehappy., Retrieved 21/4/2021. Edited.
  2. ^ أ ب ت ث Sarah Schewitz (3/4/2021), " How to Respect Your Partner", wikihow, Retrieved 22/4/2021. Edited.
  3. "8 WAYS TO SHOW RESPECT TO YOUR PARTNER", thecouplesexpertscottsdale, Retrieved 22/4/2021. Edited.
  4. CHRIS OWNBY (27/7/2020), "4 REASONS WHY RESPECT MATTERS IN MARRIAGE", firstthings, Retrieved 21/4/2021. Edited.