عند التقدّم إلى وظيفةٍ ما، يميل الكثير من الناس إلى التأكيد على مهاراتهم التقنيّة التي تتعلّق بالوظيفة، كالمعرفة والقدرات، لكن من الضروري أيضاً إبراز المهارات الشخصية (soft skills) التي تمتلكها، والتي تُعرَف أيضاً بالمهارات اللينة أو الناعمة، وهذه المهارات هي سمات أو قدرات شخصية، تؤثّر على أدائك في مكان العمل، وهي تشمل كيفيّة تفاعلك مع الآخرين، وطريقة حلّك للمشكلات، وكيفيّة إدارتك للعمل، وتشمل أيضاً مهارات الاستماع، وإدارة الوقت، وغير ذلك.[١]


 لماذا نحتاج المهارات الشخصية في العمل؟


يبحث مسؤولو التوظيف عادةً عن المرشّحين الذين يتمتّعون بكلا النوعين من المهارات: الشخصية والتقنية، فهي مهارات مكمّلة لبعضها، وعادةً ما يتمّ التركيز على المهارات الشخصيّة؛ حيث إنّ عدم امتلاك الشخص لها سيؤثّر سلباً على أدائه في العمل، فمثلاً: قد يكون لدى الشخص مهارات عمل ممتازة، لكنّه لا يحسِن إدارة وقته أو العمل ضمن فريق، في هذه الحالة، قد يؤثّر ضعف المهارات الشخصية لديه على نجاحه في العمل.[٢][٣]

ويوجد العديد من الأسباب التي نحتاج فيها إلى المهارات الشخصية، مثل:

  •  تساعدك المهارات الشخصية في الحصول على الوظيفة التي تريدها، وهي ضرورية أيضاً في التطوّر الوظيفي. 
  •  يتعين عليك امتلاك المهارات التقنية المطلوبة للحصول على الوظيفة التي تريدها، ولكن بدون المهارات الشخصية لا يمكنك المنافسة.
  •  المهارات الشخصية مهمة بشكل خاص في الوظائف القائمة على خدمة العملاء، فهؤلاء الموظفون يبقون على اتصال مباشر مع العملاء، ويتطلب ذلك العديد من المهارات الشخصية ليكونوا قادرين على الاستماع إلى العميل وتزويده بخدمة مفيدة ومميزة.
  •  يمكن أن تساعدك مهارات العرض المتطورة وقدرات التواصل في كسب عملاء جدد.
  • من خلال تطوير قدرات القيادة والعمل الجماعي ومهارات التواصل القوية، يمكنك تشغيل المشاريع بسلاسة أكبر، وتحقيق نتائج ترضي الجميع.


أمثلة على أهمية المهارات الشخصية في العمل


  •  لن يعمل محترف خدمة العملاء الذي يتمتع بمهارات تنظيمية مذهلة بشكل جيّد إلا إذا كان قادرًا أيضًا على التفاعل بشكل احترافي مع العملاء، ولديه مهارات التعاطف والاستماع.[٤]


  • يجب أن يكون لدى الطبيب ذخيرة من المهارات التقنيّة (الصلبة) التي تجعله ينجح في أداء عمله، كالقدرة على تشخيص الأمراض ووصف العلاجات، لكنّ الطبيب الذي لا يتمتّع بالمهارات الشخصيّة كالذكاء العاطفيّ، وتحمّل المسؤوليّة، والقدرة على التواصل الفعّال، وحلّ المشكلات من غير المرجَّح أن يحظى بتقدير كبير من قِبَل مرضاه.



 أبرز المهارات الشخصية التي يبحث عنها أصحاب العمل في الموظفين


عادةً لا يسأل أصحاب العمل بشكل مباشر عن ما إذا كانت لديك مهارات شخصية، بدلاً من ذلك يعرضون عليك المواقف المختلفة ويسألون عن ما ستفعله لتقييمك ومعرفة ما إذا كنت تمتلك هذه المهارات أم لا.

هنالك العديد من المهارات الشخصية التي يتعين عليك امتلاكها في العمل، لمساعدتك في تسلّق السُلّم الوظيفي أو قبولك في الوظيفة. ومنها:[٥][٦][٧][٨]


  • المرونة: تُعدّ إحدى أهمّ المهارات ذات القيمة عند أرباب العمل أو الموظّفين، والتي تجعلكَ أكثر قدرةً على التكيّف مع أيّ موقف يواجهك والتعامل مع التغيير المستمرّ في بيئة العمل.
  • العمل بروح الفريق الواحد: إنّ العمل الجماعيّ الجيّد ينطوي على مزيجٍ من المهارات الشخصيّة الأخرى، يتطلّب العمل في فريق لتحقيق هدف مشترك، كالحدسَ والفطنةَ الشخصية لمعرفة متى تكون قائدًا ومتى تكون مستمعًا.
  • القيادة: أولئك الذين يتمتّعون بمهارات قياديّة قويّة سيكون لديهم القدرة على إلهام الآخرين وقيادة الفريق إلى النجاح والتميز.
  • المسؤولية: وهذا يعني أخذ زمام الأمور لإجراء تحسينات في العمل، وقبول المسؤولية عن أي إخفاقات، والاهتمام حقًا بالعمل في طريقك إلى النجاح، أمّا الأشخاص الذين يفشلون في تحمل المسؤولية، فسيكون عملهم أقلّ إنتاجية وأقلّ نجاحًا.
  • بناء العلاقات الاجتماعية: يجب على المرء تعلّم كيفيّة بناء العلاقات، فأحد مفاتيح النجاح في العمل يعتمد على إنجازها من خلال الآخرين ومعهم.
  •  قبول الملاحظات: لا ينطبق الأمر على قبول الملاحظات بلباقة فقط، بل أيضاً على الاستفادة من تلك الملاحظات، والأخذ بها إن كانت صحيحة.
  •  التفكير الإبداعي: القدرة على التوصّل إلى بدائل وحلول فريدة، فذلك يعزّز الكفاءة والابتكار.
  • الذكاء العاطفي: تُعدّ القدرة على تقييم مشاعرك، وإدارتها، وبناء علاقات مهنيّة هادفة من أهمّ المهارات الشخصية التي يمتلكها القادة الناجحون.
  • الاستماع الفعّال: إنّ مهارات الاستماع الجيّدة ستساعدك على التعلّم والاستجابة بشكلٍ صحيح مع المواقف، مثل التعامل مع شكوى عميل، فاستخدام مهارة الاستماع ستعزّز من تعاملك مع الموقف والقدرة على تصحيحه.
  • حلّ المشكلات: هذا يعني القدرة على حلّ المشكلات التي تواجهك، وإيجاد حلول للمشاكل غير المتوقَّعة، ومساعدة الآخرين في إيجاد حلول لمشكلاتهم.


كيف نطوّر المهارات الشخصيّة في العمل؟


إذا كنت ترغب في تحسين مهاراتك الشخصية أو لديك بعض ما تحتاج إلى تطويره للعمل في دور معيَّن، فإليك بعض النصائح للمساعدة:[٩][١٠]

  • تتمثّل الخطوة الأولى في التطوير الشخصي في التعرّف على المجالات التي تحتاج إلى تحسين والاعتراف بها، ويمكن أن تفعل هذا من خلال التفكير أو تقييم أوجه القصور في أداء عملك أو الاستماع إلى التعليقات والملاحظات من الزملاء أو الأصدقاء الموثوقين.
  • ثِق بنفسك، فإذا لم يكن لديك إيمان بنفسك، لن تكون قادرًا على تحقيق الكثير في الحياة، لذا يجب أن تكون لديك ثقةٌ كاملة في مهاراتك، تذكّر دائمًا أنه يمكنك تحقيق أي شيء، بالإيجابيّة ستتمكن من الحصول على ما تريد.
  • تعلَّم المهارات التي يمكن أن تساعدك على التطوّر الوظيفيّ؛ ابدأ بمهارة واحدة في كلّ مرّة واعمل عليها حتى تتقنها.
  • ابحث عن بعض الدورات التدريبية عبر الإنترنت، فقد تساعدك على تعلّم المهارات المفيدة في مكان العمل.
  • تدرّب على تطبيق مهاراتك الجديدة مع الأصدقاء أو العائلة قبل الذهاب إلى مقابلة العمل، سوف يمنحك التدريب على فهم وتحسين هذه المهارات في مكان العمل.


المراجع

  1. skills include interpersonal (people,more successful in the workplace. "What Are Soft Skills?", the balance careers.
  2. "Top 10 Soft Skills Employers Love: 90 Examples", Resumegenius.
  3. skills include interpersonal (people,more successful in the workplace. "What Are Soft Skills?", the balance careers.
  4. "Soft Skills", wikijob.
  5. "Important Soft Skills for Workplace Success", the balance careers.
  6. "What’s the difference between a nutritionist and a dietitian?", Deakin .
  7. "15 Soft Skills You Need To Succeed When Entering The Workforce", Forbes.
  8. "Soft Skills", wiki job.
  9. "How to Successfully Develop and Improve Your Soft Skills", allbusiness.
  10. "Soft Skills", wiki job.