إن كنّا سنتحدّث عن الصبر، فإنّنا سنتحدّث عن تحدٍّ كبير يواجهه معظمنا خلال حياته؛ فإن نتحلّى بالصبر يعني أن نكون قادرين على تحمّل الانتظار أو التأخير أو الإحباط والانزعاج، وأن نتحكَّم في عواطفنا ودوافعنا، وأن نحافظ على هدوئنا عند مواجهة المواقف الصعبة أو المحبطة. [١]

فكيف علينا أن نزيد من مستوى هذا الصبر لدينا؟ ولماذا من المهمّ أن نكون أشخاصًا صبورين؟ ستتعرّف على ذلك وأكثر من خلال المقال الذي بين يديك.


كيف تصبح صبورًا؟

  • اكتشف سبب نفاد صبرك: إذا شعرت بأن صبرك بدأ ينفد، فكّر مباشرة بسبب ذلك، واسأل نفسك: لماذا أشعر هكذا؟ قد يكون السبب وراء ذلك هو تعرّضك لموقف لم تتوقعه، كأن تضطر للانتظار لوقت طويل حتى إتمام معاملتك، أو أن تتواجد مع أشخاص لا يتصرفون بالطريقة التي أنت تريدها، أو لأنك لم تتمكّن من تعلّم مهارة أو شيء جديد بسرعة، واستغرقت وقتًا طويلًا، أو غيرها من الأسباب. [٢]
  • احتفظ بدفتر يوميات، ودوّن فيه المواقف التي نفد بها صبرك: سجّل تلك المواقف وارصد مشاعرك فيها، واكتب الأسباب التي أدّت إلى نفاد صبرك؛ حيث إنّ تدوين تلك المواقف لا يفيدك في التنفيس عن مشاعرك فقط، بل ويسمح لك أيضًا بمعرفة المواقف التي ينفذ فيها صبرك باستمرار، والأسباب، والمحفزات التي قد تكون وراء ذلك. [٢]
  • ضع طرقًا للتعامل مع تلك الأسباب والمحفّزات: بعد أن جمعت ودونت الأسباب والمحفزات التي أدّت إلى نفاد صبرك، فكر في بعض الطرق والاستراتيجيات التي بإمكانك اتّباعها عند تعرّضك لتلك الأسباب والمحفّزات، فعلى سبيل المثال: إذا كنت من الأشخاص الذين ينفد صبرهم من الانتظار، فقرّر أن تأخذ خمسة أنفاس عميقة مثلًا لتخفف من توتّرك، وتزيد من مستوى الاسترخاء لديك. [٢]
  • مارس التأمّل: قد لا يهتم الكثير من الأشخاص بممارسة التأمل، وذلك لعدم معرفتهم بفوائده الكثيرة، فمثلًا: إذا مارست التأمّل باستمرار لمدّة عشر دقائق فقط، فإنها ستعلّمك تهدئة عقلك والتركيز في شيء واحد فقط، وهذا بالطبع سيزيد من مستوى صبرك في حياتك. [٣]
  • حاول التقبّل: أن تقبّل الموقف الذي تمرّ به سيساعدك على تهدئة نفسك وزيادة صبرك، لا يعني التقبل أنك سعيد بشأن ما يحدث، ولكنّ الهدف من ذلك هو مساعدتك على زيادة صبرك وهدوئك ومحاولة تفهم ما يحدث من حولك، أو التفاهم أكثر مع الشخص المقابل والتعاطف معه. [٣]
  • ذكّر نفسك دائمًا بأهمّيّة الصبر: تذكّر دائمًا بأنّ الصبر مهمّ جدًا في سلوكك، وتفكيرك، وتصرّفاتك، وأنّك عندما تحافظ على هدوئك تصبح أكثر وعيًا في حياتك اليومية، هذا لأنك سترى الأشياء بشكلٍ مختلف، وستصبح أكثر تعاطفًا مع الآخرين. [٣]
  • احصل على قسطٍ كافٍ من النوم: إنّ الحرمان من النوم قد يكون سببًا كبيرًا في زيادة مشاعر الغضب، والتوتّر، والإرهاق لديك، وبالتالي سيؤدّي إلى خفض مستوى صبرك خلال اليوم، من أجل ذلك حاول إعطاء النوم أولويّةً في يومك، ونظّم أوقات نومك واستيقاظك، واجعل الساعات المخصّصة للنوم كافية لتضمن لك الراحة. [٤]


لمَ تحتاج أن تصبح صبورًا؟

هنالك الكثير من الفوائد التي ستكتسبها حينما تكون شخصًا صبورًا، سواءً أكان ذلك في العمل، أو في حياتك الخاصّة، ومن هذه الفوائد:

  • الأشخاص الصبورون هم أكثر قدرة في التركيز على أهدافهم، وعدم الاستسلام في محاولاتهم لتحقيقها. [٥]
  • يُعتبَر الأشخاص الصبورون من الأشخاص الأقلّ عرضة لنوبات الغضب.[٥]
  • يمكن للأشخاص الصبورين أن يتخذوا قرارات عقلانية بشكل أكبر من غيرهم. [٥]
  • يتمتّع الأشخاص الصبورون بصحّة نفسيّة وجسديّة أفضل. [٦]
  • الأشخاص الصبورون هم أصدقاء وجيران جيّدون.[٦]
  • يساعدك الصبر على تعلّم أشياء جديدة قد تفوت الذين ينفد صبرهم ويستسلمون بسرعة. [٥]


أفكار إضافيّة تساعدك على التحلّي بالصبر

  • حدّد يومًا واجعل هدفك فيه هو التحلّي بالصبر، وابذل فيه جهدًا مضاعفًا في تدريب نفسك على زيادة مستوى صبرك.
  • تمهّل إذا كان لديك ميل إلى العجلة ومحاولة إنجاز الأشياء على الفور وعدم قدرتك على الانتظار. أخبِر نفسك بأنّ توتّرك وعدم صبرك لن يقلّلا من وقت انتظارك، وحاول أن تشغل نفسك بأيّ شيء آخر؛ كأن تتصفّح بريدك الإلكتروني، أو تستمع للراديو أو أن تتصل بصديقك المفضّل.
  • عوّد نفسك على عدم تلبية رغباتها فورًا، مثلًا إذا كنت تريد شراء ملابس ترغب بها أو أكل قطعة الحلوى المفضّلة لديك، لا تتسرّع في تحقيق رغبتك وانتظر شيئًا من الوقت، فإنّ ذلك سيساعدك في تنمية الصبر لديك.
  • تعلّم أن تفكّر قبل أن تتحدّث، توقّف قليلًا وفكّر فيمَ ستقوله أو تفعله بعيدًا عن الحديث الاندفاعيّ الذي يفتقر إلى التفكير، والذي قد تكون عواقبه سيّئةً، أو الذي قد يتسبّب في إيذاء الأشخاص من حولك.[١]


المراجع

  1. ^ أ ب Z. Hereford, "Patience & Tips on How to Develop It", essential life skills.net, Retrieved 15/2/2021. Edited.
  2. ^ أ ب ت Annie Lin (5/1/2021), "How to Be Patient", wikihow, Retrieved 15/2/2021. Edited.
  3. ^ أ ب ت Deb Johnstone (12/1/2021), "How to Learn Patience to Get Your Thoughts and Feelings Under Control", lifehack, Retrieved 15/2/2021. Edited.
  4. Cindy Lamothe (18/11/2019), "How to Be Patient (and Why It Matters)", healthline, Retrieved 15/2/2021. Edited.
  5. ^ أ ب ت ث "22 Simple Yet Effective Ways To Be More Patient", consulting.com, Retrieved 15/2/2021. Edited.
  6. ^ أ ب KIRA M. NEWMAN (4/4/2016), patience is essential to,the opportunity to practice it. "Four Reasons to Cultivate Patience", Greater Good, Retrieved 15/2/2021. Edited.