كيف تصبح محنكاً؟

الخبرة هي ما تميز الهواة عن المحنّكين الحقيقين في أيّ مجال تقريبًا، وذلك بدأً من الطبّ إلى العلوم إلى الرياضة إلى الأداء الفنّيّ. وفي حين أنّ الخبرة هي سبيل مهمّ ليصبح المرء محنّكاً، إلّا أنّها واحدة من عدّة سُبُل متنوّعة تجعل الشخص محنّكاً في مجاله. ولكن ماذا يفعل الناس بالضبط ليصبحوا محنّكين؟ هل يولَد بعض الأشخاص ببساطة ولديهم الحنكة المطلوبة؟ أم أنّ الحنكة تتطلّب الدراسة والتدريب الكافِيَيْن؟ ^[١][٢]

ما معنى أن تكون محنَّكاً؟

قال الباحث (Lyle E. Bourne, Jr) من جامعة كولورادو في بولدر في مقال نشره في مجلّة (Frontiers in Psychology): "تُعرَّف الحنكة بالإجماع بأنّها النخبة أو الذروة أو المستوى العالي من الأداء في مهمّة معيّنة أو ضمن مجال معيّن، ويُطلق على الشخص الذي يصل إلى هذا المستوى لقَب مُحنَّك أو خبير" . كما يمكن وصف الحنكة بمصطلحات مختلفة، فأحياناً يتميّز كلّ منها بفروقات بسيطة، لكنّها تصبّ في نفس المعنى تقريباً، كمصطلح خبير أو مبدع، وإذا كانت قدرات الشخص ناتجة عن موهبة فطريّة خالصة، فقد يشار إليه على أنه عبقريّ بالفطرة. كما يميل الأشخاص المحنّكون إلى اكتساب معرفة تجعلهم أحد أكثر الأفراد استنارةً وعلماً في مجالهم، كما يميلون أيضًا إلى التميّز في مجالهم وتحقيق نتائج أعلى بكثير ممّا يحققه الشخص العادي.^[١][٣]

المراحل التي يمرّ بها الشخص حتّى يصبح محنّكاً

يمرّ الشخص العادي بالعديد من المراحل في رحلته، حتّى يصبح محنّكاً أو خبيراً في مجاله، حيث يمكن للأشخاص العاديّين أن يصبحوا محنّكين بشرط أن يكونوا مستعدّين لاستثمار الوقت والجهد اللازمَيْن لذلك، من هذه المراحل ما يلي:^[٣][٤][٥]

مبتدئ

وفي هذه المرحلة يتبع المرء القواعد والخطط التي درسها، ويفتقر إلى المرونة في التعامل مع الأعمال والتحدّيات، ولا يعرف كيفيّة إصدار الأحكام بناءً على ما تعلّمه.

مبتدئ متقدّم

وفي هذه المرحلة يكون لدى المرء المزيد من الخبرات، ويبدأ في تفسير المواقف بحنكة أكبر، كما يستخدم نفس الأسلوب في التعامل مع المواقف المختلفة؛ لأنّه ليس لديه ما يكفي من الخبرات للنظر بشكل أعمق في كل سيناريو على حِدا.

مُختَصّ

وفي هذه المرحلة يكون للمرء نظرة شمولية في التعامل مع المشاكل التي قد تواجهه، كما يصبح له خبرة في تفسير المواقف المختلفة والتعامل معها بشكل أكثر مرونة.

مُتقِن

وفي هذه المرحلة يكون المرء قادراً على حل المشاكل بشكل حدسي، كما ينمي القدرة على إعطاء اقتراحات وإرشادات للآخرين بناءً على معرفته وخبراته.

خبير

وفي هذه المرحلة يكون المرء قادراً على أن يضبط نفسه بشكل ذاتي، ويعرف كيفية التعامل مع المشكلات التي لم تحدث من قبل بناءً على خبرته.

كيف تصبح محنّكاً؟

إليك النصائح التالية:^[٦][٧][٨]

ادرس الموضوع الذي تريد أن تصبح محنَّكاً فيه

ابحث على الإنترنت، أو في مكتبتك عن الموارد المختلفة التي يمكن أن تساعد في توسيع معرفتك، كما يمكنك التسجيل في ندوات عبر الإنترنت أو بمحاضرات مخصصة بالموضوع الذي تختاره. فعلى سبيل المثال إذا كنت تحاول أن تصبح لاعب هوكي خبيراً، فيمكنك قضاء بعض الوقت في مشاهدة مباريات هوكي احترافية وبقية وقتك في التدرب على الجليد.

ضع أهدافًا محدّدة لنفسك عندما تبدأ

اكتب أهدافًا صغيرة يمكنك العمل على تحقيقها في الأشهر القليلة الأولى من دراستك وعملك، ولا تجعل هذه الأهداف صعبة للغاية وبدلاً من ذلك قسّمها إلى مهام صغيرة يسهل تحقيقها، فإذا كنت تحاول أن تصبح خبيرًا في موضوع معين مثل حساب التفاضل والتكامل، فيمكنك اتباع كتاب مدرسي لتعيين أهداف صغيرة وقابلة للتطبيق لنفسك.

أعطِ الأولويّة لتعلّم أهمّ المعلومات الخاصّة بمجالك

فعلى سبيل المثال، إذا كنت تحاول أن تصبح خبيرًا في الشطرنج، فقد ترغب في دراسة التقنيات الأساسية في اللعب أولاً، حتى تتمكن من الاستعداد بنشاط لمباراة شطرنج، وبعد ذلك يمكنك التعلم ومعرفة المزيد من التقنيات الثانوية الأخرى.

استمرّ في التعلم

كونك محنكاً يعني أنك لا تخشى تجربة الأشياء الجديدة والتقنيات والتكنولوجيا الحديثة، وأن دورك هو تعلم كل هذا ومشاركته مع الآخرين بطريقة يسهل عليهم فهمها، فكن متفتحًا من أجل استيعاب كل شيء، وكلما عرفت أكثر تزيد مصداقيتك وقدرتك على إقناع الآخرين بمهاراتك وخبراتك.

أظهر خبرتك

إذا كنت تريد أن ينظر إليك كشخص محنك، فيجب عليك إظهار ذلك في كل خطوة أو كلمة تقولها، وذلك عن طريق قيامك بعمل أفضل من أي شخص آخر، فكيف يمكنك القول إنك خبير، بينما لا يظهر في الأشياء التي تفعلها أو تقولها؟ والقول يجب أن يقترن بالأفعال، فإذا وجدوا أنك لست محنكاً كما تقول فلن يصدقوا أبدًا في أي شيء آخر تقوله.

ثقّف نفسك وغيرك

يرغب المحنكون الحقيقيون في إظهار مهاراتهم ومشاركتها، ويريدون دائمًا مساعدة أي شخص يحتاج إلى خبراتهم حيث دائماً ما يشاركون بما تعرفونه ولا تحتفظون به لأنفسهم ويحتكرونه، فلا تخف من الخروج والتفاعل مع الناس، وعزز ثقتكَ بنفسك.

توقّع ردودَ الفعل السلبية على أدائك وتقبَّلها

ضع في اعتبارك أنك لن تصبح خبيرًا بين عشية وضحاها، وإنما ستمر بالعديد من العقبات لمرات عديدة قبل أن تبدأ في رؤية تقدم حقيقي في أدائك، ولا تخف من الانتقادات التي ستصلك على طول الطريق ورحب بالنقد السلبي وأنظر إليه كطريقة للتحسين.