من أهمّ أنواع المهارات الّتي من الممكن أن يكتسبها المرء في حياته هي المهارات الاجتماعيّة، حيث أنّها تمكّن الشخص من أن يتواصل بشكل فعّال مع الآخرين، وأن يبني شبكة قويّة من العلاقات والمعارف في محيطه ومجتمعه. كما أنّها تعتبر وسيلة لأن يثبت المرء نفسه بين الحشود، ويعبّر عن أفكاره المتفرّدة بشكل واضح وصحيح. فضلاً عن أنّها تعتبر المفتاح للنجاح الوظيفيّ والاجتماعيّ والشخصيّ، وأنّها تعدّ اليوم واحدة من أهمّ المهارات الشخصيّة المطلوبة في أيّ بيئة عمل.[١]
كيف تطوّر مهاراتك الاجتماعية؟
فيما يأتي ذِكر لأهمّ الطرق التي تساعدك على تطوير مهاراتك الاجتماعيّة: [٢][٣][٤]
- تصرَّف مثل الأشخاص الاجتماعيّين: يمكنك أن تتصرّف كإنسان اجتماعيّ، حتّى لو كنت لا تعتبر نفسك واحداً منهم. والأهمّ هو ألّا تدع القلق يعيقك، وأن تتّخذ القرار بالتحدّث إلى أشخاص جدد والدخول في محادثات حتّى عندما تشعر بالتوتّر حيال ذلك، وبمرور الوقت سيصبح الأمر أسهل، وستبدأ بسرعة في تحسين مهاراتك الاجتماعيّة.
- ابدأ بمحاولات بسيطة: إذا كان الذهاب إلى حفلة أو قضاء الوقت وسط حشد من الناس يبدو صعباً بالنسبة لك، فيمكنك أن تبدأ تدريب نفسك على المهارات الاجتماعيّة بمواقف صغيرة وبسيطة. فمثلاً: اذهب إلى البقالة وقل "شكراً" للموظّف الذي عاونك بالشراء، أو اذهب إلى مطعم واطلب طعامك وقم بإجراء محادثة صغيرة مع البائع.
- شجّع الآخرين على الحديث عن أنفسهم: يستمتع معظم الناس حقّاً بالحديث عن أنفسهم، ولذلك اطرح سؤالاً حول مهنة الشخص المقابل أو هواياته أو عائلته، والأهمّ أن تظهر أنّك مهتمّ بسماع ما يقال.
- قدّم المجاملات: يمكن أن تكون المجاملات طريقة رائعة لفتح باب المحادثة، قدّم مجاملة لزميلك في العمل على العرض التقديميّ الّذي قدّمه في اجتماع، أو امتدح جارك على سيّارته الجديدة. كما يمكن أن تظهر المجاملات للآخرين أنّك ودود ولطيف، ممّا سيشجّعهم على الحديث معك أكثر.
- انتبه إلى لغة جسدك: التواصل غير اللفظيّ مهمّ جدّاً؛ ولذلك انتبه لنوع لغة الجسد الّتي تستخدمه. فحاول أن تبدو مسترخياً وقم بالقدر المناسب من التواصل البصريّ، وحاول وأن تبدو منفتحاً وواثقاً من نفسك.
- حدّد الأفكار السلبيّة واستبدلها: إذا كان لديك الكثير من الأفكار السلبيّة حول مهاراتك الاجتماعيّة، فقد تصبح هذه الأفكار حقيقة، وتجرّك إلى الوراء. على سبيل المثال: إنّ الشخص الذي يقول بداخله: "أنا محرج حقّاً وسأحرج نفسي"، قد يجلس في الزاوية صامتاً، ونتيجة لذلك قد يغادر المكان معتقداً أنّه محرج حقّاً؛ لأنّه لم يتحدّث معه أحد. ولذلك حدّد الأفكار السلبيّة الّتي من المحتمل أن تسحبك إلى أسفل واستبدلها بأفكار أكثر واقعيّة، مثل قولك: "يمكنني إجراء محادثة والتعرّف على أشخاص جدد".
- احفظ أسماء الأشخاص جيّداً: عندما تقابل شخصاً جديداً حاول حفظ اسمه بعد أن يقدّم نفسه، ولا بأس إذا كنت لا تتذكّر على الفور، حيث أنّه من الممكن أن تطلب منهم أن يعيدوا ذكر أسمائهم. حيث يعتبر التواصل مع الأشخاص ومناداتهم بأسمائهم طريقة رائعة لإظهار اهتمامك بالآخرين في المحادثة.
- تحدّث عن الأمور الإيجابية: أترك انطباعًا أكثر إيجابية عن طريق اختيار موضوعات مبهجة وممتعة لمناقشتها بدلاً من الشكوى أو الإدلاء بتعليقات سلبية، حيث إن التحدث بإيجابية هي طريقة مؤكدة لإحداث انطباع جيد لدى الأشخاص من حولك. فبدلاً من الشكوى من الطقس أو أي شيء سلبي آخر، علِّق على شيء إيجابي حدث لك هذا الأسبوع.
- حافظ على ثقتك بنفس وسط المجموعات: تحدّث بصوتٍ عالٍ ونبرة واثقة، وتذكّر أنّه يمكن أن تكون المحادثات الجماعيّة فوضويّة للغاية، وحتّى أكثر المتحدّثين خبرة قد يواجهون صعوبة في الحصول على فرصة للكلام، ولذلك لا بأس إذا واجهت بعض الصعوبة في البداية، لكن المهمّ أن تتحلّى بالثقة بالنفس.
- تدرّب على التواصل البصريّ: تدرّب على الحفاظ على التواصل البصريّ أثناء المحادثات. وضع من ضمن أهدافك إجراء اتّصال بصريّ والحفاظ عليه لمدّة ثلاث إلى خمس ثوان على الأقلّ في كلّ مرّة تتفاعل فيها مع شخص ما. يمكنك التدرّب مع زميل مقرّب تشعر بالراحة معه، أخبره أنّك تحاول تحسين قدرتك على الحفاظ على التواصل البصريّ.
ما أهمّيّة تطوير المهارات الاجتماعية؟
تطوير المهارات الاجتماعيّة لها فوائد عديدة، وتتلخّص فيما يلي: [٥][٦][٧]
- تواصل أفضل: يؤدّي التواصل بشكل جيّد مع الأفراد إلى المزيد من العلاقات، وفي بعض الأحيان إلى الصداقات. حيث أنّه من خلال تطوير مهاراتك الاجتماعيّة تصبح أكثر جاذبيّة، وهي سمة مرغوبة لدى العديد من الناس. كما يعرف معظم الناس أنّه لا يمكنك التقدّم في الحياة بدون علاقات شخصيّة قويّة. حيث سيساعدك التركيز على العلاقات في الحصول على وظيفة والحصول على ترقية وتكوين صداقات جديدة.
- مرونة أكبر في التعامل: إذا كنت تملك مهارات اجتماعيّة ممتازة فيمكنك بسهولة التواصل مع الأشخاص الّذين لا تحبّهم مثل الباقين، حيث يخشى بعض الناس التفاعلات الاجتماعيّة لأنّهم لا يرغبون في قضاء الوقت مع أفراد ليس لديهم اهتمامات ووجهات نظر مماثلة. فإذا كنت في موقف اجتماعيّ ولا ترغب في قضاء الوقت مع شخص معيّن لأنّك لا تحبّه أو لا يمكنه مساعدتك في قضيّة معيّنة، فإنّ مجموعة جيّدة من المهارات الاجتماعيّة ستتيح لك التواصل معه بأدب بحين انتهاء الموقف ذاك.
- التطوّر الوظيفيّ: تشمل معظم الوظائف الجديرة بالاهتمام المهارات الاجتماعيّة، وغالباً ما تتضمّن الوظائف الأكثر ربحاً قدراً كبيراً من الوقت الّذي يتمّ قضاؤه في التفاعل مع الموظّفين ووسائل الإعلام والزملاء. فمن النادر أن يظلّ الفرد منعزلاً في مكتبه وأن يظلّ متفوّقاً في وظيفته، كما تبحث معظم المنظّمات عن أفراد لديهم مجموعة مهارات اجتماعيّة القدرة على العمل بشكل جيّد في فريق والتأثير على الأشخاص وتحفيزهم على إنجاز الأمور.
- زيادة مستوى السعادة الشخصية: يساعد التعامل مع الأشخاص وفهمهم على فتح العديد من الأبواب الشخصيّة والمتعلّقة بالوظيفة، كما قد يؤدّي امتلاك الثقة لبدء محادثة في مؤتمر متعلّق بالعمل إلى عرض عمل جديد براتب أعلى، وقد تؤدّي الابتسامة والتحيّة في المواقف الاجتماعيّة إلى تكوين صداقة جديدة تساهم في جعلك إنساناً سعيداً.
كيف تطوّر المهارات الاجتماعيّة لدى الأطفال؟
اتبع النصائح التالية لتساعد طفلك في تطوير مهارته الاجتماعية:[٨][٩]
- اتبع اهتماماته: سواء كان ذلك من خلال تشجيعه على المشاركة في رياضة مفضّلة له أو العزف على آلة موسيقيّة يحبّها أو كونه جزءاً من نادٍ يهتمّ به، فهذه هي الخطوة الأولى نحو بناء مهارات اجتماعيّة ممتازة عند طفلك. كما أنّ وضع الطفل حول الأفراد ذوي تفكير مماثل من المحتمل أن يشعر الطفل براحة أكبر معهم، وفي حين أنّه من المهمّ أن يكون الطفل قادراً على التواصل مع أولئك الّذين لديهم اهتمامات مختلفة، فإنّ البدء بأطفال آخرين يحبّون نفس الأشياء هو وسيلة ممتازة لبناء المهارات الاجتماعيّة بسهولة أكبر.
- كن قدوةً جيّدة: من المهمّ أن تكون مدركاً لكيفيّة تفاعلك مع الآخرين عندما يكون طفلك يراقبك، هل تطرح أسئلة على الآخرين، ثمّ تأخذ الوقت الكافي للاستماع بنشاط؟ هل تظهر تعاطفاً حقيقيّاً مع الأصدقاء والعائلة في حياتك؟ من المهمّ جدّاً أنّ كونك نموذج يحتذى به لطفلك حيث إن الأطفال يراقبون الكبار باستمرار في حياتهم.
- أعرف حدود طفلك: بعض الأطفال ببساطة أكثر اجتماعيّة من غيرهم، ولا ينبغي أن يتوقّع من الطفل الخجول والانطوائيّ أن يتفاعل بنفس الطريقة الّتي يتفاعل بها الطفل المنفتح بشكل فطريّ. حيث يشعر بعض الأطفال بالراحة في الأماكن المكتظّة، بينما يجد آخرون أنّه من الأسهل التواصل مع أقرانهم عندما يكونون في مجموعات أصغر. فمن المهمّ أيضاً فهم الحدود الزمنيّة للطفل، حيث أنّه قد يشعر الأطفال الأصغر سنّاً وذوي الاحتياجات الخاصّة بالراحة في التواصل الاجتماعيّ لمدّة ساعة أو ساعتين فقط.
- مارس لعب الأدوار: اجعل طفلك يتظاهر بأنّه الشخص الّذي يجد صعوبة في التحدّث إليه أو التوافق معه، سيعطيك هذا فكرة كيف يتصرّف هذا الشخص، أو على الأقلّ كيف يراه طفلك. ثمّ بدل الأدوار لترى كيف يفعل طفلك عندما يتظاهر بالتفاعل مع هذا الشخص. كما يمكنك أن تقترح طرقاً لطفلك للتواصل بشكل أكثر فعّاليّة مع الأفراد. والأهمّ أن لا تنس استخدام لغة الجسد المناسبة مثل الابتسام والاتّصال بالعين عند تقديم المشورة لطفلك.
المراجع
- ↑ " 5 types of social skills deficit", masters-in-special-education . Edited.
- ↑ "How to Improve Social Skills", .wikihow. Edited.
- ↑ "12 Ways To Improve Social Skills And Make You Sociable Anytime", lifehack. Edited.
- ↑ "10 Ways To Develop Your Social Skills (and Why It's Important)", indeed. Edited.
- ↑ "What are Social Skills?", skillsyouneed. Edited.
- ↑ "7 simple strategies to improve your social skills", theladders. Edited.
- ↑ "How to Improve Social Skills", oureverydaylife. Edited.
- ↑ "6 Ways to Improve Your Child's Social Skills", brainbalancecenters. Edited.
- ↑ "7 Most Important Social Skills for Kids", verywellfamily. Edited.