كيف أصبح فصيح اللسان وأطور مهارة الكلام؟

فصاحة اللّسان تُعطي انطباعاً أنّ الشّخص متعلّم ومثقّف وذو شخصيّة قويّة، كما وأنّها تُحفّز الآخرين على الاستماع والإنصات للشخص المُتحدّث واحترام عقله. مَن مِنّا لا يرغب بأنْ يكون مُتحدثاً فصيحاً يُصغي إليه الجميع؟ سواءً أكنت تتحدّث إلى رئيسك وزملائك في العمل، أو تروي قصةً طريفةً لأصدقائك، أو تُخاطب جمعاً من الناس، أو أيّاً كان، عليك أن تكون فصيحاً لتصل رسالتك بالشكل الصحيح والمطلوب.^[١]

كيف تُصبح فصيح اللسان؟

فصاحةُ الّلسان قد تكون هِبة، ولكن يُمكن أيضًا أن تكون مهارةً مُكتسبة، وبإمكان أيّ شخص أن يُصبح فصيحاً. لذلك سنذكُر عِدّة نصائح وطُرُق لمساعدتك بأن تُصبح مُتحدّثاً فصيحاً:

• تعلّم مصطلحات جديدة كل يوم: تحدّ نفسك كل يوم وقم بتعلُّم مصطلحات جديدة ومعرفة كيفية استخدامها في مواقف مختلفة. استمتع بهذا التحدّي اليوميّ وحدّد لنفسك هدفاً، مثلاً تعلُّم خمسة مصطلحات فصيحة واستخدامها بشكل يوميّ. فذلك سيُثري من حصيلتك اللُّغويّة، وستجد مع الوقت أنّك تملِك معرفةً بمصطلحات وتعابير كثيرة، ستُمكّنك من إطلاق فصاحة لسانك عند مخاطبة الآخرين، وستتمكّن من التعبير عن نفسك بشكل مُبهر وجاذب. ^[٢]

• رافق أشخاصاً فصيحي اللسان: تعرّف على أشخاص فصيحي اللسان وتعلّم منهم أهم الممارسات التي يتّبعونها عند الحديث واجعلهم قدوة لك، كما ويُمكنك مُشاهدة مقاطع فيديو ومحاضرات لأشخاص مُلهمين ومتحدّثين فصحاء، وخطابات الرؤساء والملوك ومذيعي الأخبار على التلفاز وغيرهم من المُتحدّثين الفُصحاء. تدوين المُلاحظات والمُفردات الجديدة، ويُمكنك التدرّب على الخطابات المشهورة على الإنترنت مثلاً ومحاولة تقليدها بفصاحة أمام أصدقائك أو عائلتك. ^[٣]

• مارس التأمّل والاسترخاء: إنّ الهدوء والاسترخاء أمرٌ بالغ الأهمية. عليك بممارسة التأمّل والتنفّس بعُمق عدّة دقائق كلّ يوم، سيُساعدك ذلك على تصفية ذِهنك، ويجعَلك أكثر هدوءاً مع الوقت لترتيب أفكارك وتحسين مهاراتك اللُّغوية. وذلك لأنّ أهم مهارة لدى المتحدّث فصيح اللسان هو العقل الواعي والتركيز العالي. ^[٤]

• فكّر قبل أن تتكلّم: فكّر جيداً بما تُريد قوله وإيصاله للآخرين قبل أن تنطق به. لأنه كثيراً ما يقع المرء في اللّغط في الكلام؛ بسبب إطلاق العنان للّسان قبل العقل. لا بأس في بضع دقائق من الصمت ريثما تقوم باستجماع أفكارك وترتيبها لتصل بالشكل المطلوب إلى المُستمع، ذلك أفضل من التفوّه بكلام غير عقلانيّ ومدروس. الصّمت والتفكير يُعطيك مَظهر المفكّر العبقريّ، وستجد الجميع ينتظرون ما ستقول ويُنصتون إليه. ^[٥]

• حضّر لما ستقول: قد يرى البعض أنّ هذه فكرة مُتصنّعة، ولكن في الحقيقة، فإنّ التحضير المُسبق والتفكير بمواضيع وأفكار لطَرحها أمام الآخرين في الاجتماع المُقبل أو المناسبة القادمة له تأثير كبير على فصاحة لسانك. لا بأس من تخيُّل المُحادثة في رأسك، والتحضير لما ستقول، وكيف ستُجيب عن أسئلة مُقترحة. فذلك سيُعطيك الوقت الكافي للتفكير مليّاً بحديثك والذي سيكون جاذباً بالتأكيد. ^[٦]

• أنصت جيداً للآخرين: عليك إتقان فن الاستماع للآخر قبل فن الكلام، لأنك بإنصاتك وإصغائك لحديث الآخرين ستجعلهم يستمعون إلى حديثك في المُقابل. احترامُهم واحترام أفكارهم التي قد تكون مُختلفة عن أفكارك، ومخاطبتهم بأسمائهم عند الحديث إليهم هي أمور في بالغ الأهمية، ستُعطي انطباعاً أنك شخصٌ جديرٌ بالإنصات إليه لما يملك من شخصيّة رائعة، ومعرفة، وعقل راجح. ^[٧]

• حافظ على لغة الجسد: عليك أن تُحافظ على التواصل البصريّ مع من تُحدّث لجعلهم يُنصتون إليك. وانتبه أيضاً للغة جسدك، فإنها تقول الكثير عنك وعن شخصيّتك، فمثلاً عند الحديث قف أو اجلس بشكلٍ معتدلٍ، ولا تحنِ ظهرك، أو تُكتّف يديك، واستعمل نبرة صوت واضحة ومسموعة، لتصل لهم مدى قُوة ثقتك بنفسك. فالثقة أمرٌ أساسيّ للمتحدّث فصيح اللّسان. فالثقة تجعل الآخرين يُنصتون إليه، ويحترمون عقله وشَخصه. كُن واثقاً بنفسك وبأفكارك ومُرتاحاً لها، لأنّها بذلك ستصلهم بالشكل الصحيح، وسيرتاحون لها أيضاً، فالكلام النابع من القلب يصل إلى القلب. ^[٨]

• تكلّم ببُطء: فعندما تُسرع بالكلام، ستتلعثم لا محالة. من الطبيعي عندما يشعر الإنسان بالتوتر أنْ يُفرز الجسم هرمون الدوبامين الذي يؤدّي إلى تسارع في دقّات القلب، وارتعاشٍ في الأطراف وتعرّق زائد. في هذه الحالة يتَسارع الكلام، وقد تقول أموراً ليست بالحُسبان. الحل هنا يكون أولاً بأنْ تتنفّس بعُمق وتُبطئ في كلامك بحيث تُفكّر بكل جُملة تقولها. التكلُّم ببُطء سيجعل الكلام يبدو واضحاً بيّناً وسيفهمُك الآخرون. ^[٩]

• تحدّث باختصار: فخيرُ الكلام ما قلّ ودلّ. الفصاحة والبلاغة مُرتبطتان بالكلام المُختصر المُفيد الذي يوصل الرّسالة بأقل قدر من الكلمات. فكُل الجمل يجب أنْ تكون ذات أهميّة. حاوِل الابتعاد قدر الإمكان من الحشو والتكرار في حديثك. لا تُكرر الكلمات أو الجمل، أو تستعمل نفس التعبيرات الّلغوية مِراراً وتكراراً، ككلمة نعم فهمت، حسناً، إذاً، فقط وغيرها. كما وأن الإسهاب في الكلام سيُفقد الآخرين التركيز وستخسر انتباههُم. ^[١٠]

• اكتب ملاحظات قصيرة: إن كُنت تجد أنّ من الصّعوبة تذُكّر جميع النقاط التي ترغب بطرحها، فلا بأس من ترتيب أفكارك وكتابتها كملاحظات على ورقة، وإبقائها أمامك، خاصةً إن كُنت تخطُب بجمعٍ من الناس أو لديك دور على المسرح. ولكن لا تقرأ منها طيلة الوقت، فقط ألقِ نظرات سريعة عليها لتتذكّر أهم النقاط الرئيسية ثم استكمل حديثك بطلاقة وعفويّة. ^[١١]

• وأخيراً وليس آخراً، كُن أنت كما أنت: لا تُقلّد طريقة الآخرين بطرح المواضيع أو أساليبهم في الحديث، فلا أحد سيرغَب بالإنصات إلى نُسخةٍ مُقلّدةٍ من أحدٍ آخر. كُن مُختلفاً، فأنت لا تُشبه أي أحد. لديك شخصيّةٌ مُختلفة بالتأكيد، وأسلوبٌ مُختلف في الحديث ومواضيع مُختلفة تُهمُّك دون غيرها. أبدا دائماً بالتعريف عن نفسك ووظيفتك أو منصبك، أو تخصصك الجامعيّ لتُعطي الجمهور فكرة عنك. فعندما تتبع أسلوبك الخاص، ستُصبح فصيحاً وسيكون حديثك مسموعاً لدى الجميع. ^[١٢]

نصائح إضافية

• أبقِ حديثك بسيطاً ومفهوماً، ليصل بسهولة إلى جميع الناس.
• تدرّب على نُطق الكلمات الصّعبة مُسبقاً.
• اقرأ كثيراً لإثراء حصيلتك اللُّغوية.
• كُن على عِلم بقواعِد اللُّغة الصحيحة.
• أغلق هاتفك، وكل مُشتت آخر ليصُب كل تركيزك في حديثك.
• استعمل نبرات صوت مختلفة عند الحديث والتشديد على الفكرة المُهمّة.
• انضم لنادي مُحادثة أو حوار، وتدرّب جيد مع أشخاص فُصحاء إن أمكن.