كيف أسامح نفسي؟

كيف تسامح نفسك على أخطاء الماضي؟

لا تخلو الحياة من الأخطاء والعثرات والتجارب الصعبة التي يمر بها البشر، والتي قد تجعلنا نشعر بالذنب أو الندم في بعض الأحيان، حيث نرتكب أخطاءً تؤثر على حياتنا أو على حياة الآخرين، ويمكن أن تكون التجربة مؤلمة ومرهقة للغاية، مما يجعلنا عاجزين عن مسامحة أنفسنا على خوضها، وفي هذه اللحظات، يبدأ الشعور بالحاجة إلى مسامحة النفس، والتحرر من الأثر السلبي للأخطاء والأفعال السيئة التي قمنا بها في الماضي، لأن هذا يسمح لنا بالنمو والتطور والمضي قُدمًا في الحياة، وفيما يأتي بعض الخطوات التي يمكنك اتباعها لمسامحة نفسك والعفو عن زلاتها:^[١][٢][٣]

الإقرار بمشاعرك

إن أول خطوة في الطريق نحو مسامحة نفسك والعفو عنها هو أن تعترف بمشاعر الذنب أو الخجل أو الندم التي تشعر بها، وأن تتجنب كبت مشاعرك هذه أو تتجاهلها، بل على العكس من ذلك، اسمح لنفسك بالشعور بها بشكلٍ كامل.

فهم الوضع

خذ وقتًا كافيًا للتأمل في ما حدث وفهم التجربة التي مررت بها، أو الخطأ الذي اقترفته، سواء كان بحق نفسك أو بحق الآخرين، ومعرفة سبب شعورك بأنك بحاجة إلى مسامحة النفس، ثم فكر في أن الجميع يرتكبون الأخطاء خلال مراحل حياتهم المختلفة، وأن النقص هو جزء طبيعي من كونك إنسانًا طبيعيًا.

التعلم من التجربة

حاول أن تجد أي دروس أو عبر يمكنك أخذها والاستفادة منها من التجربة التي مررت بها أو الخطأ الذي اقترفته؛ نظرًا لأن الجميع يرتكب أخطاء، فكر في كيفية تجنب أخطاء مماثلة في المستقبل أو القيام بإصلاحات معينة إذا لزم الأمر.

الرحمة بالذات

عامل نفسك بنفس اللطف والتعاطف والتفهم الذي تقدمه لصديق عند ارتكابه لخطأ ما، وتجنب جلد ذاتك، والحكم على نفسكَ بقسوة نتيجة قيامك بخطأ معين، أو مرورك بتجربة تستدعي الندم عليها.

التخلي عن الكمالية

ثق تمامًا أن لا أحد كامل، ولا أحد يكون مثاليًا دائمًا في جميع قرارته وسلوكياته وانفعالاته وأقواله، والسعي للكمال قد يؤدي إلى الشعور بالفشل، لذا تقبل النقص الموجود في شخصيتك، ونقاط الضعف لديك، وتذكر أنها تجعلك مختلفًا عن غيرك من الناس.

التخلص من الحديث السلبي عن النفس

تحدى أي أفكار سلبية تخطر على بالك، أو أي معتقدات قد تكون لديك عن نفسك، واستبدل العبارات النقدية الذاتية بتأكيدات أكثر إيجابية ورحمة بالنفس، فهذه خطوة مهمة للغاية في طريق مسامحة النفس والعفو عنها.

الإصلاح إن أمكن

إذا أساءت أفعالك للآخرين، أو قمت باقتراف خطأ ما في حق شخص معين، أو أذيته بطريقة معينة، عندها عليك أن تفكر في إصلاح الأمر أو تقديم اعتذار جيد للأشخاص المتضررين، ومع ذلك، تذكر أن مسامحة النفس تأتي في نهاية المطاف من الداخل، وقد لا تعتمد على ردود فعل الآخرين، أي أن عدم مسامحة الشخص المقابل لك لا يعني أن لا تسامح نفسك وتتقبل قصورها.