"كيف أخطط لحياتي؟" يواجه الكثير منا هذا السؤال وفي أثناء بحثك عن الإجابة لا بد أن تراودك الكثير من التساؤلات حول كيفية التخطيط لحياتك من أجل تنمية ذاتك والوصول إلى أهدافك، إذ إنّ التخطيط للحياة هو نقطة البداية لما تريد تحقيقه حقاً، إنه إحدى أهم سمات الناجحين والخطوة الأولى نحو التغيير المختلف في حياتك، إذاً كيف يمكنك التخطيط لحياتك هناك العديد من الخطوات البسيطة التي سوف تساعدك بالتأكيد على البدء من جديد في وضع اتجاه آخر لحياتك، وفي المقال بيان لها.


قيّم نفسك

قبل أي شيء لا بد أن تكون على قدر عالٍ من معرفة نفسك جيداً، فأنت من تستطيع فعل ذلك، اجلس مع نفسك، وحاول أن تفهم ذاتك وقدراتك واحتياجاتك، يجب أن تكون صادقاً وحكيماً في تقييم نفسك بناءً على العديد من العوامل التي تتضمن أهدافك ونقاط قوتك وضعفك وخططك المستقبلية وأدوارك في مجالات الحياة، كن عادلاً في هذا الأمر، وإذا لم تكن قادراً على تقييم نفسك جيداً فلا بأس من سؤال أحد أفراد عائلتك أو أصدقائك الذين تثق بهم من يعرفونك جيداً، ويستطيعون تقديم الحكم الموضوعي والحقيقي لك.[١]


حدد أولوياتك

الآن وبعد تقييم نفسك أنت على استعداد لطرق باب تحديد أولوياتك وما الذي يجب عليك القيام به، وذلك وفقاً لأهميتها بالنسبة لك، وذلك بناء على أدوارك في الحياة، واحتياجاتك، ومجالاتك، وعملك، قم بترتيب كل ذلك من أجل معرفة وتحديد الجانب الأكثر أهمية لديك وما أنت بحاجة لفعله الآن، إذ تختلف الأولويات بين الأشخاص وفقاً لأدوارهم، على سبيل المثال قد يشكل الذهاب إلى الطبيب أولوية حقيقية لك الآن، لكن لشخص آخر، فإن الذهاب إلى العمل هو الأولوية الأولى لديه، وعليه فيتوجب عليك المواءمة ما بين أدوارك وما بين أولوياتك فأنت الشخص الأنسب لتحديد ذلك.[٢][٣]


حدد أهدافك

من الصعب الوصول إلى وجهتك دون وجود أهداف محدّدة، تخيل نفسك بعد فترة من الآن، بعد سنة أو خمس سنوات، أين ترى نفسك؟

هل أنت على علم بما تريد فعله حقاً؟

إنّ تحديد الأهداف ووضعها في خطة حقيقية وإطار معرفي وزمني يشكل خطوة مهمة في الوصول إلى حياة أفضل، ويمنحك القدرة على الإنجاز، ويحفزك على التفكير الإنتاجي، وفي الآتي سيتم توضيح بعض الخطوات التي تمكّنك من رسم وتحديد أهدافك:[٤][٥][٦]


1- كن ذكياً في وضع أهدافك

وذلك يعني وضع أهداف محددة واقعية وقابلة للتحقيق والقياس ومحددة بإطار زمنيّ، وذلك بناءً على معرفتك بنفسك وحياتك، فإذا كنت تتطلع لبدء تعلم الرسم، فقد يكون هدفك يتخلص كالآتي: "سوف أعمل على تعلم الرسم عبر اليوتيوب كل يومين لمدة ساعتين، حتى أكون قادراً على ممارسته بشكل أفضل" إنه محدد من حيث معرفة الهدف وهو تعلم الرسم عبر اليوتيوب خلال فترة زمنية محددة، قابل للقياس من خلال إمكانية معرفة مدى تحقيق الهدف وممارستك وعملك على الهدف الذي قمت بوضعه، وواقعي يمكن تحقيقه إذ لديك القدرة على تحقيقه من خلال التعلم والممارسة.


2- اصنع لأهدافك هوية

وذلك من خلال كتابتها أو حتى تمثيلها من خلال عمل فني وتخيل جذاب وإبداعيّ، على سبيل المثال يمكنك استخدام الرسومات والأقلام والأوراق الملونة، فمثلاً إذا كان هدفك يتمثل في البدء بتناول الوجبات الصحية من الآن فصاعداً بإمكانك العمل على تصور هذا الهدف أمامك ورسمه بالشكل الذي تريد على هيئة جسم صحيّ أو طعام صحيّ.


3- قسّم هدفك إلى خطوات

قم بتقسيم أهدافك واجعلها على مراحل، الأمر الذي يسهل عليك تحقيقها، ويزيد من قدرتك على التحكّم بها، على سبيل المثال إذا كان هدفك يدور حول الحصول على منحة من أجل الدراسة في الخارج، فهذا يتطلب منك تقسيم هدفك إلى خطوات أصغر كالآتي:

  • معرفة نفسك وميولك الأكاديمية والمكان الأنسب لدراستك ودراسة قدرتك على هذا الأمر.
  • العمل على البحث عن المنح بشكل دقيق ومتأنٍ.
  • اختيار المنحة.
  • البدء بالتحضير للأوراق المتعلقة بالمنحة، كالحصول على شهادة الآيلتس أو التوفل، وخطاب التزكية، والخطاب الشخصي، والسيرة الذاتية، والخطاب الأكاديمي وغيرها من المتطلبات.

إذ إنّ هذه الخطوات الصغيرة تسهل عليك العمل على أهدافك، وتحفزك باستمرار بعد كل جهد تقوم بفعله.


4- تصوّر العقبات التي يمكن أن تواجهك

إذ يجب عليك معرفة العقبات التي قد تعترضك في طريقك وكيف يمكنك التغلب عليه ومواجهتها لحقيق مبتغاك والوصول إلى هدفك، فمثلاً قد يكون هدفك رفع معدلك الدراسي للفصل القادم، ولكن قد تعترضك بعض العقبات، مثل المسؤوليات المنزلية التي يمكن أن تمنعك من الدراسة، أو التسويف وشعورك بالكسل والخمول، وعليه فيجب عليك وضع خطة توضّح كيف سوف تتعامل مع مثل هذه العقبات بحسب فهمك لنفسك وأولوياتك والإصرار على هدفك، وبالرجوع إلى المثال السابق، ولتجاوز عقبة المسؤوليات يمكنك تنظيم وقتك بطريقة تتوافق مع رغبتك في الدراسة من خلال تحديد ساعات عملك وأوقات الراحة وأوقات الدراسة، أما عن إمكانية شعورك بالملل والكسل وضعف الرغبة في تحقيق هدفك، فيمكنك العمل على تعزيز نفسك باستمرار من خلال الحديث الإيجابي مع الذات، وإهداء نفسك مكافأة بعد كل إنجاز تقوم به، وإخبار من تثق به بالعمل على تعزيزك باستمرار ودعمك.


5- حافظ على عملية المتابعة والتقييم المستمرة

تشكل عملية مراجعة الأهداف تصوراً حقيقياً يمكنك من خلاله إجراء التعديلات والتغييرات اللازمة من أجل تحقيق أهدافك، قم بفعل ذلك بشكل مستمر ضمن إطار زمنيّ محدّد بشكل شهريّ أو أسبوعيّ، إذ من الممكن أن تتغيّر توجهاتك، وأن يتغيّر إداركك بأن هدفك الذي وضعته يجب تحويله أو تغييره، مثلاً ربما تودّ أن تكون رياضياً في وقت ما، وتسعى إلى ذلك، لكن بعد مرور فترة من الزمن تكتشف أنك شخص يفضل أن يكون روائياً.


حدّد واجباتك

قم بتحديد ما يجب عليك فعله من خلال معرفة وتحديد واجباتك في الحياة وما تريد العمل عليه فأنت الشخص المناسب لذلك، فمثلاً في حال كان من الضروري أن تمارس الرياضة إذاً عليك فعل ذلك والتسجيل في أقرب نادٍ رياضيّ إليك، أو مثلاً عليك الكثير من المهام الدارسية قم بتحديد المواد التي ينبغي دراستها، وضع جدولاً دراسياً لتلتزم به، لديك صديق لم تره منذ وقت طويل، وتريد الذهاب إليه افعل هذا وحدد موعداً قريباً معه سيكون بانتظارك حتماً، والدتك مريضة، إذاً يتوجب عليك مساعدتها، وتحضير الطعام بدلاً عنها، قم بالعمل على ذلك وابدأ بالتحضير واختر طبقاً تفضله وقدمه لها بطريقة جميلة، وعليه فإن تحديد واجباتك وتنظيمها يساهم في تنظيم حياتك ووضع كل أمر في مكانه الصحيح.[٧]


تخيّل مستقبلك

لطالما تساءلتَ كيف ستكون حياتك في المستقبل، ربما خشيت التفكير في هذا الأمر، لكن هل تعلم أن تخيل ما تريد أن تكون عليه وما تفضل أن تكون حياتك عليه في المستقبل هو أمر يسهم في تحقيق ما تريده بالفعل، بالطبع أنت تريد أن تكون حياتك سعيدة مليئة بالإنجاز والخير، لكن تحقيق كل ذلك يعتمد عليك بالفعل، يمكنك الجلوس مع نفسك وتأمل حياتك الآن وماذا تريد أن تفعل، وكيف تريد أن تكون حياتك بعد مضي سنة أو خمس سنوات أو عشر سنوات من الآن، أسرتك، عملك، أحلامك، المكان الذي ستكون موجوداً به، اجلس مع نفسك وتخيل أنك بعد مرور خمس سنوات من الآن قد قمت ببناء مشروعك الخاص، أو كتبت أول كتاب خاص بك بعد شغف طويل مع الكتابة، أو أصبحت ناشطاً اجتماعياً ولديك دور مجتمعي هام، أو عثرت على الشريك الحقيقي الذي ستعيش معه دائماً، أنت تقوم بتخيل ذلك وفقاً لأهدافك، أحلامك، توجهاتك، حياتك، تذكر أن ما ترغب به وما تريده وتعمل عليه سيحصل بالتأكيد.[٨]


احصل على الدعم المناسب

أثناء وضع خطة حياتك تحتاج إلى وجود أوجه دعم حقيقية من أجل مساعدتك والإجابة عن تساؤلاتك المستمرة، ويمكنك الحصول على الدعم المناسب من الأشخاص المقربين إليك سواء من العائلة، أو الأصدقاء، أو زملاء العمل، أو حتى على منصات التواصل الاجتماعي، وكن قادراً على فهم نفسك، وإلى أين وصلت؟ وهل أنت تمضي نحو المسار الصحيح، لا تتخلى عن شغفك، وابحث دائماً عن أفضل الفرص.[٩]


المراجع

  1. "How to Make a Life Plan in 6 Steps", indeed , 25/11/2020, Retrieved 3/2/2021.
  2. "HOW TO PLAN YOUR LIFE", tonyrobbins, Retrieved 3/2/2021.
  3. "How to Make a Life Plan in 6 Steps", indeed, 25/11/2020, Retrieved 3/2/2021.
  4. Sandra (26/10/2020), "How to Plan Your Life ", wikihow, Retrieved 3/2/2021.
  5. ANTHONY BARTLETT (25/2/2020), "How to Make a Plan and Get What You Want in Life ", evernote, Retrieved 3/2/2021.
  6. Leon Ho (1/12/2020), "How to Plan Your Life Goals and Actually Achieve Them ", lifehack, Retrieved 3/2/2021.
  7. Elizabeth Scott, MS Amy Morin (30/4/2020), "7 Steps for Making a Life Plan", verywellmind, Retrieved 3/2/2021.
  8. Sandra (26/10/2020), "How to Plan Your Life ", wikihow, Retrieved 3/2/2021.
  9. Elizabeth Scott, MS Amy Morin (30/4/2020), "7 Steps for Making a Life Plan", verywellmind, Retrieved 3/2/2021.