إن الشعور بالقلق سمة بشرية وليست عيبًا، إذ يشعر معظمنا بالقلق من وقت لآخر، ولكن في حال كان شخصاً ما مقرباً إليك يعاني من القلق وشعرت بأن ذلك بدأ يؤثر سلباً على طريقة تفكيره وشعوره وسلوكه وتجاوز ذلك ليصل إلى طبيعة علاقاته وكيفية ارتباطه بالآخرين، وبنظرته السلبية إلى نفسه، فمن الضروري هنا تقديم الدعم والمساعدة له، وفي الآتي بعض النصائح والإرشادات التي تساعدك في ذلك.
كن منفتحاً وتحدث معهم
يمكن أن تساعد الشخص القلق بالحديث معه، فذلك سيعمل على تشتيت تركيزه عمّا يشعر به، وستساعده على تنظيم مشاعره داخلياً، وفيما يلي بعض الإرشادات حول ما يجب قوله وفعله:[١]
- اطرح الأسئلة: بما أن الشخصيات القلقة عادة ما تفكر في أسوأ السيناريوهات ويعيشون داخل دائرة مخاوفهم، فمن الممكن أن تطرح عليهم ثلاث أسئلة وهي كفيلة بأن تخفف من حدة مشاعرهم لينظروا إلى الأمور بعقلانية ومنطقية أكثر، وهي:[٢]
- ما أسوأ ما يمكن أن يحدث؟
- ما هو أفضل ما يمكن أن يحدث؟
- ما هي النتائج الأكثر واقعية أو المحتمل حدوثها؟
حاول أن تشعره بالطمأنينة، ولكن احرص على عدم الإفراط في طمأنته، إذ من المفيد هنا التأكيد على قدرته على التأقلم والتكيف مع الأمور.
- تحاور معه بوديّة: من المهم أن تكون إيجابيًا ومرتاحاً أثناء حديثك مع صاحب الشخصية القلقة، وحاول أن تشتت انتباهه عن مخاوفه وقلقه، يمكنك ذلك من خلال طرح موضوع يهتم به لتساعده على التفكير في شيء آخر، واكتشف ما الذي يشعره براحة أكبر، ومن المفيد أن تقول له:[٣]
- يمكنك تجاوز هذا.
- قل لي ما تحتاجه الآن.
- تنفس بعمق.
- ما تشعر به هو مقلق، ولكنه ليس خطيرًا.
قف إلى جانبه وادعمه
هناك مجموعة متنوعة من الأساليب والأنشطة التي يمكنك تجربتها ومشاركتها مع صاحب الشخصية القلقة كوسيلة لتجاوز هذا الشعور بنجاح، إذ يمكن:[٤]
- ممارسة الرياضة معه بانتظام أو القيام بأي نوع من النشاط البدني.
- ممارسة تمارين التأمل والتنفس العميق أو الذهب لفصل اليوجا معاً.
- خصص وقتاً محدداً لتساعده على القيام بأمر أو مهمة تشعره بالقلق، يمكنك أن تتدرّج في الانتقال من الأسهل للأصعب بالنسبة له.
- شجعه على التفكير بعقلانية اتجاه الأمور التي تشعره بالقلق، على سبيل المثال في حال لم يتمّ الرد على إيميله في العمل على الفور، فهذا لا يعني وجود أخبار سيئة.
- ذكره بضرورة أخذ قسط كافٍ من النوم وألا يكثر من الكافيين خاصة في المساء لكيلا يؤثر ذلك على نومه، إذ إن قلة النوم مرتبطة بزيادة حدة القلق والتوتر.
- كن داعمًا وصادقاً عند تعاملك مع صاحب الشخصية القلقة، وأشعره بأنك موجود من أجله، ويمكنك مشاركته ما يفيدك لو كنت مكانه، ولكن حاول أن تمنحه مساحة كافية وتسأله كيف يمكنك أن تساعدهم
تفهم مخاوفه وكن منطقياً
من الأمور الخاطئة التي يمكن أن تقع فيها أثناء حديثك مع الشخصية القلقة أن تقول له باستمرار "لا تقلق بشأن ذلك لأن..."، فذلك لا يساعد في الواقع، إذ لا يمكنك أن تجعل شخصًا ما يتوقف عن السعي للطمأنينة والأمان الداخلي، لكن من الممكن إخباره بأنّ تفكيره بهذه الطريقة سيزيد الوضع سوءاً، أظهر له بأنك تتفهم مخاوفه وبأنه قادر على تجاوز ذلك، على سبيل المثال إذا كان قلقاً من التعرض لنوبة خوف وقلق وهو على متن طائرة، فيمكنك أن تقول: "سيكون ذلك مزعجًا ومخيفًا للغاية، لكنك ستكون قادراً على التعامل مع الموقف"، ومثلاً إذا كان أحد أفراد أسرتك يشعر بالقلق من أن شخصًا آخر يشعر بالغضب تجاهه أو يشعر بخيبة أمل تجاهه، فمن المفيد تذكيره بأنه لا يمكنه التحكم بشكل كامل في ردود فعل الآخرين، ولكنه قادر فقط على اختيار وتحديد أفعاله، كما يمكنه ببساطة الذهاب لهذا الشخص وسؤاله عما إذا كان حقاً منزعجاً منه.[٥][٢]
اعرف الوقت المناسب لطلب المساعدة
إذا كان شخص ما تحبه يعاني من القلق بشدة، أو تشعر بأن القلق بدأ يدخل في سير حياته اليومية على نحو خطير، فشجعه على طلب المساعدة من طبيب أو من أخصائي الصحة النفسية، فغالبًا ما يشعر الأفراد المصابون بالقلق بتحسن من خلال الخضوع لمجموعة من العلاجات، بما في ذلك تلقي العلاج النفسي والأدوية، وتذكّر دائماً بصفتك صديقًا أو شخصًا محباً له، فإن دورك هو تقديم الدعم وليس العلاج.[٥]
المراجع
- ↑ "How to help someone who is having a panic attack", medicalnewstoday, Retrieved 8/9/2021. Edited.
- ^ أ ب "Seven Ways to Help Someone with Anxiety", greatergood.berkeley, Retrieved 8/9/2021. Edited.
- ↑ "Helping Someone During a Panic Attack", healthlinkbc, Retrieved 8/9/2021. Edited.
- ↑ "How to Help Someone With Anxiety", psychologytoday, Retrieved 8/9/2021. Edited.
- ^ أ ب "How to Help Someone With Anxiety", verywellmind, Retrieved 8/9/2021. Edited.