ماذا لو فكرنا بأنّ الفشل ليس سوى أداة تدفعنا إلى مزيد من الإبداع والابتكار في ما نسعى إلى تحقيقه؟ إذ ربما يكون قوة قادرة على تسليط الضوء على ما نمتلكه من مواهب ومهارات لا تكتشف إلا من خلاله، إذ لا يُمكن للإنسان أن يمضي في تحقيق هدف ما، دون أن يواجه في طريقه مجموعة من العقبات التي يُمكن توظيفها لتحقيق النجاح، وعليه فما هي أهم الإستراتيجيات التي تُساعد في تجاوز الفشل؟ وكيف يُمكن تجنب الإحباط واليأس من تكرار المحاولة؟[١][٢]


كيفية تجاوز الفشل

تقبل الفشل

إنّ احتواء مشاعر الفشل يُساعد المرء على تقبّلها، ونعني باحتوائها محاولة فهمها والاعتراف بوجودها، بدلًا من محاولة قمعها أو إنكارها، ويُمكن إدراكها بمعرفة ما تُثيره في النفس من عواطف ومشاعر تتضمن الحزن، أو الخوف، أو الخجل [٣]، وتجدر الإشارة إلى أنّ الاعتراف بالفشل لا يعني أن يجعل المرء من نفسه سببًا رئيسيًا للفشل، بل أن يتعامل معه على أنه فرصة للتعلم، ويبذل جهده في معرفة الأخطاء التي ارتكبها، والتركيز على الحلول الفعالة في تحقيق النجاح في المرات القادمة.[٤]


تحمل المسؤولية

إنّ من يتجنب تحمل مسؤولية أفعاله، ويتجاهل الأسباب الحقيقية وراء وقوعه بالفشل، بالتأكيد سيحرم نفسه من خبرات مفيدة يُمكن أن يتعلمها من تجاربه المختلفة، وعلى النقيض من ذلك، فإنّ جلد الذات ولومها بشكل مبالغ فيه يزيد العبء على النفس، ويزيد من مشاعر القلق والتوتر، وعليه ففي كلتا الحالتين ينبغي عدم اختلاق الأعذار، والسعي في تحديد نقاط الضعف وأسباب الفشل، والتفكير في الطريقة التي يُمكن من خلالها تحقيق أفضل النتائج.[٤] [٣]


التعلم من الأخطاء

يعدّ الفشل إحدى التجارب الشخصية التي تضع المرء في مواجهة مع أخطائه ومخاوفه، فتتيح له التفكير بوجهة نظر مختلفة، لتُوجّه ذاته نحو ابتكار طرق جديدة إبداعية، تُساعد على تجاوز الفشل وتحقيق النجاح، كذلك فإنّ الفشل يعدّ حافزًا يُمكِّن المرء من تكثيف جهوده في تطوير وتحسين الأداء، وذلك من خلال تقييم الإستراتيجيات التي حالت دون تحقيق النجاح والوصول إلى المراد، وتحديد ما ينبغي تغييره، وإعادة هيكلته مرة أخرى، على سبيل المثال؛ قد يُواجه المرء فشلًا في إنجازه لإحدى المهمات المطلوبة ضمن المؤسسة التي يعمل بها، بسبب نقصٍ في أعضاء الفريق، لذلك وقبل البدء بتنفيذ مهمة أخرى، واتخاذ القرار بتكرار المحاولة، فإنّه لا بدّ من إحضار موظفين آخرين على كفاءة عالية للمساعدة في إتمام العمل وإنجاز المهمة بنجاح.[٥][٦][٧]


التفكير بإيجابية

إنّ ردود الفعل السلبية لن تدفع بالمرء نحو النجاح، بل على العكس تمامًا، إذ ستُحيطه بالمشاعر المحبطة التي ستتسبب بدورها في إرهاقه، لذا وبدلًا من ذلك، يُمكن توجيه النفس نحو التفكير الإيجابي باتّباع النصائح الآتية:[٨]

  •  تجنب جلد الذات، أو التحدّث إليها بسلبية، بل يكفي محاولة التركيز على الخيارات التي يُمكن اتّخاذها لتطوير الأداء.
  • مشاهدة فيديو مضحك أو الخروج مع أحد الأصدقاء؛ إذ إنّ ذلك سيخفف من المشاعر والأفكار السلبية.
  • التركيز على الحاضر، وما يُمكن فعله خلاله، ومحاولة نسيان الذكريات الماضية السيئة أو استذكارها، وقد يساعد على ذلك ممارسة تمارين التنفس العميق، أو ممارسة التأمل أو اليوجا.


الحفاظ على الدافع

من المهم أن يُحافظ المرء على السبب الذي يدفعه في كل مرة إلى بذل الجهود لتحقيق غاياته وأهدافه المختلفة، ومن النصائح التي تساعد على التمسك بالدافع للوصول إلى النجاح ما يلي:[٨]

  • إعداد خطة واضحة تتضمن الأهداف التي يرغب الشخص في تحقيقها، ثم التفكير في السبب الذي يدفعه إلى فعلها.
  • مشاهدة أحد الأفلام التحفيزية، أو قراءة قصص لشخصيات ملهمة، فذلك سيُعزز في النفس الرغبة في النجاح، ويُؤكّد على مدى القدرة التي يمتلكها الفرد لتحقيق ذلك.
  • اتخاذ القرارات المناسبة لما يُمكن فعله في الحاضر لتحقيق التقدم، بدلًا من الاستمرار في توقع ما قد يحصل، أو ما قد يُواجهه المرء من صعوبات.


معالجة الفشل

تتضمن معالجة الفشل العديد من الخطوات، وفي الآتي توضيح لها:[٩]

  • التعرف على أسباب الفشل: إنّ اكتشاف الأخطاء التي أدت إلى الفشل، سيُساعد في تحديد الإجراءات المناسبة لتفاديها في المرات القادمة، على سبيل المثال؛ عند الفشل في الحصول على ترقية في العمل، ينبغي محاولة التفكير في الأسباب التي أدت إلى عدم الحصول عليها، والبدء في تنفيذ الحلول الممكنة، كسؤال المدير ومناقشته حول الأسباب التي منعت حصوله على الترقية، وما يُمكن فعله لمواصلة التطَّور والتقدم نحو الأفضل.
  • وضع أهداف واقعية: إنّ التخطيط للأهداف ينبغي أن يتضمن وضع إجراءات تتناسب مع الواقع، وتحديد نتائج من الممكن تحقيقها، على سبيل المثال؛ إنّ كان الهدف السابق، الانتهاء من كتابة رواية ونشرها خلال عام واحد، فليكن الهدف الجديد، التمكن من كتابة مسودة من الرواية، وعرضها على المحررين للاستفادة من ملاحظاتهم والعمل على تعديلها.
  • تصوّر الواقع: وهي طريقة تفكير واقعية، أقرب إلى البحث عن الحلول عن طريق التصور أو التخيل الذهني، ويشمل ذلك تخيل سيناريوهات تتضمن تخيُّل النجاح في تحقيق الهدف (الفرح _ النجاح_ السعادة)، ثمّ تخيل كل العواقب التي تنشأ عند محاولة تحقيقه من (مشكلات_ عوائق_ ظروف سيئة)، ثم تصور الحلول الممكنة ومدى مطابقتها للواقع، وفي حال كانت الحلول مناسبة ومفيدة، ويُمكن العمل بها، سيكون الهدف على الأرجح واقعيًا، ويُمكن التركيز على تحقيقه، وسوى ذلك سيكون الهدف أقرب للخيال، لذا ينبغي عدم إضاعة الوقت في ملاحقته، والتخلي عنه.


نصائح للتغلب على الفشل

تتعدد الطرق التي يُمكن اتباعها لتجاوز الفشل، ومنها ما يأتي:[٥]

  • ينبغي تذكير النفس بأن الفشل مرحلة لا يُمكن الهروب منها، ومن الممكن مواجهته في كل مرة يحاول فيها المرء تحقيق إنجاز جديد.
  • تحفيز النفس على متابعة التقدم، بالرغم من الفشل، وذلك بإدراك حقيقة أنّ الفشل دافع للإنجاز، وأنّ الكثير ممن واجهوا الفشل، استطاعوا الوصول إلى أهدافهم، بالرغم من إخفاقاتهم الكثيرة، وبالتالي فإنّه قد يكون سببًا رئيسيًا لتحقيق النجاح.
  • تعزيز الثقة بالنفس، بتذكُّر الإنجازات التي استطاع المرء تحقيقها، بالرغم من كل الصعوبات والتحديات التي واجهها، يُمكن كتابة هذه الإنجازات على ورقة، ثم وضعها في مكان واضح وبارز، كأن يتمّ إلصاقها على المرآة.
  • البحث عن الإلهام؛ إذ يُمكن توجيه الذات نحو النجاح باستذكار بإحدى الشخصيات التي تعدّ قدوة في المجال الذي يهتم الشخص به، كالمجال الإنساني، الرياضي، أو الفني، وغيرها، ومحاولة الكشف عن الحلول التي اتبعوها في مواجهة المصاعب، وكيفية تعاملهم مع الفشل.
  • البدء من جديد، إذ لا يعني ذلك تكرار محاولة تحقيق الأهداف بنفس الأفكار أو الخطط، بل الاستفادة من التجارب السابقة والبناء عليها، والتفكير بالعقبات الجديدة التي يُمكن مواجهتها، والتفكير في استراتيجيات تُمكِّن من تجاوزها؛[٩] إذ إنّ التعامل مع الفشل على نحو إيجابي يعزّز مواطن الضعف ويطوّرها، ويدرّب الذات على التكيف مع الظروف المختلفة. [١٠]
  • الالتزام بنمط حياة صحي، وذلك بتحديد مجموعة من الممارسات الصحية التي يُمكنها أن تشتت الأفكار السلبية؛ كالخروج في نزهة، أو أخذ حمام دافئ، هذا إلى جانب ممارسة تمارين التنفس، أو التواصل مع أفراد العائلة والأصدقاء المقرّبين.[١١]


المراجع

  1. "How to Fail at Practically Anything", lifehack, Retrieved 2020-11-11. Edited.
  2. "Lessons on Success: 3 Reasons Why Failing is Good", monster, Retrieved 2020-11-11. Edited.
  3. ^ أ ب "10 Healthy Ways to Cope With Failure", verywellmind, Retrieved 2020-11-11. Edited.
  4. ^ أ ب "How to Deal with Failure and Pick Yourself Back Up", lifehack, Retrieved 2020-11-11. Edited.
  5. ^ أ ب "How to Motivate Yourself in Times of Failure", businessbrokendown, Retrieved 2020-11-11. Edited.
  6. "Secret To Digital Transformation Success: Fail Fast To Innovate Faster", forbes, Retrieved 2020-11-11. Edited.
  7. "Human-Centered Design: How to Embrace Failing Fast", acumenacademy, Retrieved 2020-11-11. Edited.
  8. ^ أ ب "7 Simple Tips on How to Never Give Up and Keep Moving Forward", greatperformersacademy, Retrieved 2020-11-11. Edited.
  9. ^ أ ب "How to Overcome Failure", wikihow, Retrieved 2020-11-11. Edited.
  10. "11 Ways To Pick Yourself Up And Bounce Back After Failure", dumblittleman, Retrieved 2020-11-11. Edited.
  11. "9 Ways to Overcome Failures in Your Life", pacificsolstice, Retrieved 2020-11-11. Edited.