طرق مضمونة لتعلّم فن الكلام

إذا كانت عملية مواجهة الناس والتحدث أمامهم من الأمور الصعبة أو المستحيلة لديك، بحيث تشعر بأنك قد تفشل أو تتعلثم أمامهم، فالخبر الجيد يكمن في أنه من الممكن اكتساب مهارات فن الكلام ومهارات الخطابة أو الإلقاء، وذلك بالاعتماد على القيام ببعض التغييرات البسيطة، وستلاحظ الفرق، وستصبح النقاشات أكثر متعة بالنسبة إليك، وفي هذا المقال بيان لبعض الاستراتيجيات التي من شأنها أن تساعدك على تعلم فن الكلام.^[١]

كيف أتعلّم فن الكلام والحديث بطلاقة؟

في الآتي توضيح لبعض الاستراتيجيات التي تساعدك على إتقان فن الكلام:

انتبه إلى لغة جسدك

تُعرَف لغة الجسد بأنها مجموعة من الإيماءات والحركات الجسدية التي تعكس طبيعة مشاعر الفرد وأفكاره، وعليه ولإتقان فن الكلام من المهم مراعاة انتقاء مواضيع تهم الطرف الآخر، ففي حال كنت تتحدث وبدأ الطرف المقابل ينظر لأعلى ولأسفل، أو ينظر إلى ساعته، فهذا يشير إلى أنه يريد إنهاء الحديث معك، أو أن الموضوع الذي تتحدث عنه لا يهمه، ومن ناحية أخرى من المهم أن تقدم لغة جسد مناسبة لمجرى الحديث، إذ يجب أن تراعي أن تكون إيجابية لا تبعث أي رسائل سلبية وخاطئة، كما من المهم الابتسام لإيضاح استمتاعك بالحوار، مع الإيماء بالرأس بالقبول، فعند ملاحظة ذلك من قبل المتحدث سيشعر بالراحة، وسيود متابعة حواره معك، وفي حال كنت تتحدث أمام مجموعة من الناس فاحرص على أن تقف بشكل مستقيم، فذلك يدل على ثقة المتحدث بنفسه وراحته في الكلام.^[٢]

تدرّب بشكل مستمر

إنّ تمرين اللسان على نطق المفردات الصعبة يفيد في التحدث بطلاقة بدون أي تلعثم أو أخطاء في الكلام، ويمكنك التدرب على ذلك من خلال إعادة نطق الجمل أكثر من مرة وببطء ووضوح، ثم الإسراع بالتدريج، إذ إن هذا يسهم في التخلص من التأتأة عند نطق الجمل الصعبة، وينمي مهارات الإلقاء لديك، يمكنك أن تحاول التركيز على الكلمات ومعانيها؛ لنسيان التوتر والتحدث بثقة.^[٢]

ثقّف نفسك

فتح المواضيع وقيادة النقاشات لا تصدر عن شخص غير مثقف، أو يجهل ما الذي يحدث من حوله، إذ لا بد من مواكبة الأخبار، وقراءة الكتب، فهذا يجعلك شخصية مطلعة تقدر على المشاركة في أي حوار وأي موضوع، وذلك لا يعني بالضرورة أن تكون عالماً في جميع المجالات، ولكن يكفي أن تشعر الشخص المقابل بأنك تمتلك معلومات حتى لو كانت بسيطة، فذلك من شأنه أن يثري النقاش، ويجعله أفضل وممتعاً أكثر.^[٣]

تحدّث مع أشخاص لا تعرفهم

لإتقان مبادئ فن الكلام من المهم التدرب والبدء بالتطبيق العملي ومحاولة الارتجال في مختلف المواقف، فعند البدء بالحديث مع شخص ما من المهم إيجاد نقطة مشتركة بينك وبينه للانطلاق منها، فمثلاً؛ إذا كنت تقف في الصف بانتظار الدور لاختيار قهوتك، من الممكن أن تبادر في سؤال الشخص الذي أمامك عن أفضل الأنواع التي قام بتجربتها، وما الذي ينصح بتناوله في هذا المكان، أو مشاركته بقولك "إن الطقس اليوم جيد"، أو حتى ملاحظة هندامه المتسق والإطراء عليه، كما يمكنك التحدث مع جيرانك الجدد في الحي، بسؤالهم مثلاً عن رأيهم في المنطقة، أو هل يحتاجون لأي مساعدة.^[٤]

جدّد في المواضيع

عند التحدث عن موضوع معين والاستفاضة فيه، فمن المناسب تغيير موضوع الحوار لتجنب الشعور بالملل، ولكسر الجمود الذي يحيط ببعض الأسئلة الروتينية، على سبيل المثال من الممكن أن تسأل: "هل شاهدت آخر فيلم تم إصداره"، كما من المهم أن تدرب نفسك لتكون على استعداد لتغيير طبيعة الحوار والتحكم بمجرى الحديث، كأن تقول "يذكرني حديثك هذا برحلتي التي قمت بها" ثم تبدأ في الحديث، وبذلك تكون امتلكت مهارة جديدة في فن الكلام.^[٤]

استمع جيداً

يخفف الاستماع الجيد من نسبة الأخطاء الواقعة ضمن الكلام، ويحسن من الأداء، ويوسع من قائمة مفرداتك، هذا فضلاً عن فهم الشخص المقابل ودراسة تعابير وجهه، وعليه، فأظهر الاهتمام لما يقول الشخص المقابل وانظر إلى عيني المتكلم مع ابتسامة لطيفة في حال كان الكلام مناسباً لذلك، ولا بأس من أن تتابع كلامه بقول بعض العبارات، مثل "هذا الأمر مشوق، أخبرني المزيد عنه".^[٥]

لا تتعجل بإطلاق الأحكام

تحتاج هذه الخطوة إلى عقل منفتح وواعٍ، حيث يجب ترك الأحكام الشخصية ومحاولة البقاء على الحياد، خاصة عند التعامل مع أشخاص لا تعرفهم، إذ إن ذلك يحسن من مهارات التواصل لديك، ويسهم في جعل علاقاتك مع الآخرين أكثر نجاحاً، فإطلاق الأحكام على الناس شيء منفر، حيث إن التفكير الإقصائيّ القائم على الجيد والسيئ، الشرير والطيب، قد يدمر الأشخاص والعلاقات، ويحد القدرة على تطوير الحوارات والنقاشات.^[٥]