تتميّز الحياة هذه الأيام بالسرعة والصخب، فكم شخصاً تقابله خلال يومك، وكم مهمة عليك إنجازها يوميًا ما بين العمل والبيت، هل تظن أن كل هذه التفاصيل تحتاج إلى التركيز والاهتمام؟ لا شك في أن تتبّع كل ما يدور حولك بتفاصيله ودقائقه سيؤثر على صحتك ونفسيتك، وستشعر بالضغط والتوتر والتشتيت، لذلك لا بد من تعلم فن التجاهل، ولا يقصد به أن تكون شخصًا لا مباليًا بالحوادث والأشخاص حولك، ولكن أن تكون انتقائيًا، فتختار المهم، أو الذي ينفعك بطريقة معينة، وتترك ما يؤذيك أو يسبب لك ضغطًا لإفادة من ورائه، وهذا المقال سيقدم لك بعض النصائح والطرق التي ستساعدك لتعلم فن التجاهل، وأن تكون أكثر تركيزًا ونجاحًا.[١]


كيف أتعلم فن التجاهل؟

إذا أردت أن تتعلم فن التجاهل، ننصحك أولًا بتصحيح مفاهيمك والتعرف على أولوياتك إلى جانب تطبيق النصائح الآتية:

  • ابحث عن الإيجابيات وواجه الخوف: إن أول ما يجب تجاهله هو الخوف من الأفكار السلبية التي تسيطر عليك، ولتجاهلها يجب أن تبحث عن الإيجابيات في حياتك وتكتبها لتتذكرها، ولا بأس من تكرارها، حتى تترسخ في ذهنك.[٢]
  • تقبل نفسك وظروفك وابتعد عن المقارنات: تذكر أنك إنسان له قصته وظروفه وخطة حياته التي تعنيه وتخصه، ووحده يفهم تفاصيلها. تقبّل نفسك وامضِ وقتًا في فهم ذاتك وتطويرها بدلًا من البحث في حياة الآخرين ومقارنة نفسك بهم.[٢]
  • تعامل مع الكارهين بلطف: من طرق التجاهل التعامل معهم بلطف وأدب، فأنت بذلك تتجاهل مشاعر الكراهية التي قد تحدّثك نفسك بها، وتكون لطيفًا مع نفسك قبل أن تكون لطيفًا معهم، لأن ما تغرسه في داخلك ينعكس عليك أولًا قبل الآخرين.[٢]
  • اتباع طرق تواصل غير مباشرة: قد تحتاج أحيانًا إلى تجاهل بعض الأشخاص لأسباب متعددة، ولتسهيل ذلك ابتعد عن التواصل من خلال العيون معهم، وتجنب أماكن تواجدهم قدر الإمكان، وإذا كان الشخص في فريق عملك يمكنك توسيط شخص لإخباره بشكل لبق وغير مباشر عن أمر معين وبعيدًا عن مسمعه.[٣]
  • الإخبار والمواجهة: إذا شعرت بأن شخصًا ما يضايقك وحاولت تجاهله أكثر من مرة، ولكنه يلح على أمور معينة قم بمواجهته، مثلًا إذا كنت لا تحب المزاح حول شكل الأشخاص أو تصرفاتهم يمكنك إخباره بذلك بلطف ووضوح كأن تقول له: "لا أحب أن ينتقد أي شخص ملابسي".[٣]
  • تعامل برسمية: من الأساليب التي تقلل التفاعلات بينك وبين الآخرين التعامل برسمية دون وقاحة، كأن تستخدم كلمات مثل: شكرًا، ومن فضلك، ولو سمحت، دون السماح بالمزاح أو بالأحاديث الجانبية، فهذا الأسلوب يعطي إشارة إلى الآخر بأنك لا تريد التواصل معه.[٣]
  • اكتب المهام الأساسية: لتسهيل تركيزك على الأمور المهمة اكتب المهام اليومية التي تريد تنفيذها على ورقة، أو دفتر ملاحظات، لأن ذلك سيساعدك على تحديد أولوياتك، ويجعلك تتجاهل الأمور الثانوية.[٤]
  • ابتعد عن المشتتات قدر الإمكان: لا ينصح بتفقد وسائل التواصل الاجتماعي صباحًا أو قبل النوم، لأنها تعد من المشتتات، وتدخل الكثير من المعلومات غير المهمة إلى عقلك بطريقة لاوعية عند التصفح، ولتجاهلها اجعلها بعيدة عنك قدر الإمكان، أو خصّص لها وقتًا محددًا خلال يومك.[٤]


معيقات ينبغي تجنّبها لتعلّم فن التجاهل

الآن وبعد تعرفك على الطرق التي تساعدك على أن تكتسب فن التجاهل، إليك بعض المعوقات التي تحول دون تعلّمك لفن التجاهل:[٥]

  • الغيرة ومقارنة الذات بالآخرين: يستصعب الشخص الذي يصر على مقارنة نفسه بالآخرين الوصول إلى مرحلة التجاهل، فماذا يعني أن فلانًا قد اشترى سيارة معينة وأنت لم تشتر؟ أو أن فلانة ارتدت فستانًا بلون معين وبطريقة معينة؟ إن الشخص الذي يصر على المقارنات يركز كثيرًا مع الأشخاص والأحداث حوله، أكثر من تركيزه على ذاته، وقد يمر به منشور على وسائل التواصل الاجتماعي عن شخص سافر لقضاء العطلة في مكان معين مثلًا، فيشعر بالغيرة ويقول: لماذا أنا لا؟ وتستمر هذه الأفكار يجر بعضها بعضًا، حتى تتزايد ويصعب إيقافها.
  • الحرص على إرضاء الجميع وإسعادهم: يميل بعض الأشخاص إلى محاولة إرضاء كل من حولهم، أو إسعاد الجميع، ولو كان ذلك على حساب أنفسهم، فتجدهم دائمي السؤال، ماذا سيفعلون بدوني؟ أو ماذا سيقولون عني؟ فبذلك سيجد صعوبة في تجاهل الكثير من الأمور التي تدور حول هذين السؤالين، ويبقى في النهاية يركض خلف إرضاء الآخرين ولو كان تعيسًا.
  • الشعور بالضغط الدائم: بعض الأفكار السائدة في المجتمع تشعر الفرد بالضغط الكبير، مثل تأخر سن الزواج للفتيات، أو للرجال، فيظل السؤال يراودهم، ماذا سيقول عني الناس؟ وكيف سأواجه المجتمع؟ وغيرها من الأسئلة التي تصعّب عليهم تجاهل هذه الأفكار، على الرغم من أن الكثير منها مجرد وجهات نظر لا تستند لأي منطق.
  • العيش في الماضي: إن التشبث بالماضي والعيش فيه، ومحورة الأحداث حوله، سيجعل أمر التجاهل صعبًا، ومثال ذلك شخص ربط بين وفاة زوجته وانتهاء سعادته، سيظل هذا الشخص تحت ضغط المشاعر الحزينة والسلبية التي يعيشها وحده حتى بعد مرور فترة طويلة على الحادث، ولن يتمكن من تجاهلها، رغم الأذى النفسي والعقلي الذي يسببه هذا الربط غير الواقعي المستند على المشاعر.
  • الفهم الخاطئ لحب الذات: يفسر بعض الأشخاص حب الذات أو الاعتناء بالنفس على أنها أنانية، ويصعب عليهم تجاهل هذه الفكرة، لذلك تجدهم يعيشون تحت ضغط الشعور بالذنب لمجرد أنهم قد منحوا أنفسهم فرصة للابتعاد عن الضغط وفعل شيء يسعدهم، رغم أن ذلك من حقهم خاصة بعد كمّ المسؤوليات التي أدوها لفترات طويلة امتدت إلى شهور أو حتى لسنوات.


المراجع

  1. ZOE CLEWS (18/7/2016), "The Superfine Art Of Ignoring (& How To Master It)", zoeclews-hypnotherapy.co.uk, Retrieved 19/2/2021. Edited.
  2. ^ أ ب ت Vatsala Devki Vats (14/10/2019), "In Order To Live Peacefully, Master The Art Of Ignoring", www.indiatimes.com, Retrieved 19/2/2021. Edited.
  3. ^ أ ب ت Paul Chernyak (5/11/2020), "How to Ignore People You Don't Like", www.wikihow.com, Retrieved 19/2/2021. Edited.
  4. ^ أ ب Gina Belli (5/4/2016), "IMPROVE YOUR FOCUS BY LEARNING TO IGNORE THINGS", www.payscale.com, Retrieved 19/2/2021. Edited.
  5. Srishti (13/4/2019), "Learn to Ignore & Be Happy: How to Ignore Things That Bother You", /trendtofit.com/, Retrieved 19/2/2021. Edited.