تعريف الذكاء، وما هي أنواعه؟ وهل يمكن رفع معدل الذكاء؟

ما هو الذكاء؟

ما الذي يتبادر إلى ذهنك عند محاولة تعريف الذكاء؟ لعلّ تعريف الذكاء ليس بهذه البساطة، فهناك الكثير من النظريّات والمحاوَلات لتعريفه، فمثلًا: يمكن تعريف الذكاء بأنّه تلك القدرات العقليّة التي تلزم الأفراد أو المجموعات للتأقلم مع البيئة أو الظروف المحيطة،^[١] كما ويمكن تعريف الذكاء بأنّه سمة توجد عند الأشخاص، وتمكّنهم من التكّيف مع البيئات المختلفة، وامتلاك قدرات تميّزهم عن سواهم، ويختلف مقدار الذكاء من شخص لآخَر.^[٢] وإذا أردْنا جمع أبرز ما تشترك فيه تعريفات الذكاء المختلفة، يمكننا أن نعرّفه بأنّه: تلك القدرات العقليّة بما في ذلك المنطق، والتفكير، وحلّ المشكلات، والتخطيط، بالإضافة إلى:^[٣]

• القدرة على التعلّم من التجارب: فإنّ من أهمّ عناصر الذكاء القدرة على اكتساب المعرفة، والحفاظ عليها، واستخدامها، وتوظيفها بشكلٍ مناسِب.
• القدرة على إدراك المشكلات: فالذكاء يشمل القدرة على تحديد المشكلات للتمكّن من حلّها.
• القدرة على حلّ المشكلات: وذلك يعني القدرة على تطبيق ما تمّ تعلّمه للتمكّن من حلّ المشكلات.

ما هي أنواع الذكاء؟

لعلّ من أشهر تصنيفات أنواع الذكاء هو ذلك التصنيف الذي وضعه عالِم النفس الأمريكيّ هاور غاردنر، والمرتكز على نظريّة الذكاءات المتعدّدة، حيث قام بتصنيف أنواع الذكاء كالآتي:^[٤][٥][٦]

• الذكاء اللفظي اللغوي: وهو امتلاك الشخص مهارات لغويّة تمكّنه من استخدام الكلمات بشكل بارِع، بالإضافة إلى مهارات متميّزة في القراءة، والكتابة، والتعبير، والتحدّث ببراعة في الكثير من المجالات، وتجدر الإشارة إلى أن هذا النوع من الذكاء يعتبر شائعاً عند الشعراء، والخُطباء، والمتحدّثين، والكُتّاب، والمحامين.

• الذكاء النفسي الذاتي: أو ذكاء معرفة الذات، يتّصف الأشخاص الذين يتمتعون بهذا النوع من الذكاء بامتلاكهم قدرات عالية في إدراك نقاط الضعف والقوة.

• الذكاء الرياضي المنطقيّ: يتميز أصحاب هذا النوع من الذكاء بالبراعة في التعامل مع المشاكل المنطقية ومسائل الحساب؛ إذ يستمتع هؤلاء الأشخاص دائمًا بقراءة الاكتشافات العلمية، وحلّ الألغاز، بالإضافة إلى أنّهم يرغبون في معرفة طريقة عمل الأشياء، كالتعامل مع أجهزة الكمبيوتر، وغيرها من الأجهزة.

• الذكاء البصريّ: أو الذكاء الفراغي أو البصري المكاني، يتّصف الأشخاص الذين يتميّزون بهذا النوع من الذكاء بامتلاكهم حسّ فنّي للتعامل مع الرسومات والصور، وامتلاكهم ذاكرة صورية، بالإضافة إلى أنّهم بارعون في ملاحظة التفاصيل، وطرح الألغاز، وتذكّر الاتجاهات، وغالبًا ما يكون مجال عملهم مرتبطاً بالفنّ، كالرسم والتصوير الفوتوغرافي.

• الذكاء الموسيقي: يمنح هذا النوع من الذكاء القدرة المميزة في التعامل مع الموسيقى، وتشغيل الآلات الموسيقية المتنوعة، وتذكَر الأغاني.

• الذكاء البدني: يتميّز الأشخاص الذي يتمتّعون بهذا النوع من الذكاء بامتلاكهم قدرات في مجال الحركة والرياضة.

• الذكاء بين الأفراد: أو ذكاء معرفة الآخَرين، يتميّز الشخص الذي يمتلك هذا النوع من الذكاء بقدرته على قراءة الجسد بشكل جيّد، والاستماع الجيّد للآخرين.

• الذكاء الطبيعيّ: يتّصف هذا النوع بقدرة الشخص على التمتع بالبرية، وفهم في الطبيعة، بالإضافة إلى امتلاكه القدرة دراسة أجزاء النبات، وتجميع الأشياء المختلفة.

كيف نطوّر ذكاءنا؟

توجد العديد من الطرق التي يمكننا من خلالها تطوير مستوى ذكائنا، وتتضمن هذه الطرق ما يلي: ^[٧][٨][٩]

• ممارسة أنشطة الذاكرة: تفيد هذه الأنشطة في تحسين عملية التفكير، والذكاء، ومهارات اللغة، ومن الجدير بالذكر إلى أن هذه الأنشطة استعملت في الدراسات الاستكشافية لمعرفة مدى ارتباط الذاكرة بالذكاء، واللغة، وتتمثل هذه الأنشطة بالتالي: لعبة سودوكو، والألغاز، ولعبة مطابقة البطاقة أو لعبة بطاقة التركيز، ولعبة الكلمات المتقاطعة.

• القراءة: وخاصّةً قراءة العلوم المختلفة، كالفيزياء مثلاً، لما لها من دور كبير في تطوير فهمك للعالَم، والذي بدوره يسهم في تطوير قدراتك المختلفة، واستيعابك، ومهاراتك، ويثري مفرداتك.

• تعلّم أشياء جديدة: إذ إنّ تعلّم أشياء جديدة لم يسبق لك القيام بها من قَبل يتيح لك التفكير بطريقة جديدة، فتعلّم الشطرنج مثلاً قد يجعلك تفكّر وترى الأمور بطريقة مختلفة، وكذلك الأمر بالنسبة لتعلّم لغة جديدة أو طريقة العزف على آلة موسيقيّة ما.

• ممارسة التأمّل: التأمّل لا يساعد على زيادة الذكاء فحسْب، بل له تأثير إيجابيّ على صحّتك، فهو يساعدك على الاسترخاء، وبالتالي تخفيف التوتّر والقلق، وخفض ضغط الدم، وتقوية الذاكرة، وزيادة التركيز، والإبداع.