الخروج من الحالة النفسية السيئة بأفضل الطرق

من منا لا يشعر أحيانًا بالضيق وسوء الحالة النفسية؟ للمزاج السيئ تأثيرات سلبية عدة، فهو يؤثر على الصحة النفسية والبدنية على حدٍّ سواء، ويقود للشعور بالرفض الاجتماعي والشعور بالوحدة، ويُبدّد مهارات حلّ المشكلات، ويَزيد الأفكار السلبية التي تجعل الحالة النفسية أكثر سوءًا. نحن لا نستطيع انتقاء المشاعر التي تتكوّن بسبب المواقف وأحداث الحياة، إلا أننا نستطيع التحكّم بها، لكن كيف؟ هناك بعض الأمور التي يمكن فعلها للتخلّص من هذه الحالة. ^[١][٢][٣]

طرق التخلّص من الحالة النفسيّة السيّئة

بخطوات عملية يمكن اتباعها نستطيع التخلص من الحالة النفسية السيئة، من أهمّ هذه الخطوات: ^{[٤][٥][٦][٧][٨][٩]}

حدّد المسبّب واعمل على حلّه

عليك البحث عن المسبب الأساسي الذي أدى لسوء الحالة النفسية. خذ لحظات لمخاطبة نفسك وحاول أن تحدد مشاعرك وأفكارك. لو كان المسبب مثلاً الشعور بالذنب على شيء حصل لك فهناك دائمًا فرصة في تصحيح مسار الأمور، فإذا كان ما أدى بك للشعور بالذنب هو خطأ ارتكبته فأنت تستطيع إصلاحه بالتروي والتفكير في الحلول المنطقية، وإذا كان السبب هو انفعالك على شخص، تستطيع مصارحته وإصلاح الأمور، إذاً عليك أن تحدد السبب أولاً حتى تتمكن من إيجاد الحل المناسب.

كن منظَّماً في حياتك

تسبّب الفوضى وتراكم العمل ضغطاً نفسياً. مثلاً لو كنت تعاني من عبء العمل أو كثرة الالتزامات المادية فتذكر أن التنظيم هو أساس العمل الناجح، نظّم وقتك لتعمل بكفاءة أكثر. بالإضافة إلى ذلك، راقب مصاريفك اليومية، وركّز في الإنفاق على الأساسيات عوضاً عن الكماليات، عندما يكون العمل مبني على خطة واضحة يخفّف ذلك من الجهد العقلي المبذول ويخفف من التشتّت، واللذان بدورهما يؤدّيان للإرهاق العقلي والجسدي والنفسي أيضاً.

توقف عن انتقاد نفسك

أحياناً يكون الكلام الذي تقوله لنفسك قاسيًا وهدّاماً لصحّتك النفسية. لذا انتبه لما تقوله لنفسك حتى لا يترسخ في عقلك الباطن، ويسحبك في دوامة اللوم والانتقاد المستمر لنفسك، وبالتالي تعكير مزاجك. بل على العكس، اعطف على نفسك؛ لأنه لا شيء آخر يستحق العناء، لو مهما كانت الظروف قدر نفسك بالشكل الذي يليق بك وكن فخورًا بما أنت عليه.

تمتّع بالصلابة والقوة

للصلابة ثلاثة أركان حافظ عليها جيدًا؛ أوّلاً: أن تتحدى نفسك من خلال التعامل مع المشاكل على أنها فرص. فالشخص القوي يوقن بأن المشاكل جزء من الحياة، وليس لها علاقة بالحظ العاثر، بناءً على ذلك فهو يستطيع التكيف مع المصاعب والعمل على حلها.

ثانياً: أن تسيطر على تفكيرك ومشاعرك، يشمل ذلك عدم النظر إلى نفسك وكأنك الضحية والمغلوب على أمره، بل على العكس، أن تنظر إلى نفسك على أنك أنت المسيطر على حياتك ومشاكلك، وأنت الذي تمنعها من التأثير على نفسيتك وصحتك.

ثالثًا: أن توجه حياتك نحو المسار الصحيح، ولا تجعلها هي التي توجهك. تذكر أنك تريد أن تبني حياة لا أن تعيشها فحسب.

قم بعمل التمارين الرياضية

تعتبر التمارين الرياضية إحدى أهم الطرق الطبيعية في التخلص من التوتر وسوء الحالة النفسية، وذلك بسبب هرمون الإندروفين الذي يفرزه الجسم عند القيام بالتمارين. يمكنك القيام بالمشي يوميًا أو ممارسة تمارين الاسترخاء واليوجا، مما يعزز مشاعرك الإيجابية ويبعد عنك الكآبة والمزاج السيّئ.

تطَوَّع أو قم بفعل خيري تساعد به غيرك

بهذا أنت تخرج من الدوامة التي تركز فيها على الحالة النفسية السيئة، وتعود بالنفع على من هم حولك. مساعدة الآخرين تجلب مشاعر إيجابية وتحقق في نفسك الرضا.

أحط نفسك بأشخاص إيجابيين

الوحدة تجلب الفراغ والفراغ يجلب الكآبة، الوحدة أيضاً تزيد من سوء الحالة النفسية، لذا أشغِل نفسك مع الأشخاص الذي يجعلونك تشعر بالارتياح للتحدث معهم، وأولئك الذين يجعلونك تضحك، تنتقل طاقة الأشخاص الإيجابيين من حولك لك، مما يجعلك تتبنى أنت بنفسك التفكير الإيجابي، وبالتالي يحسن لديك المرونة العاطفية وحل المشكلات والتفكير العقلاني رغماً عن أي موقف سلبي تتعرض له.

خذ قيلولة

الاستيقاظ لساعات طويلة يُرهق الجسد ويزيد من المشاعر السلبية، لذا فإن أخذ قيلولة لمدة ساعة واحدة كفيلة بإراحة جسدك وإسعادك وتحسين مزاجك.

افعل أشياء تحبها

استمع للموسيقى مثلاً، شاهد فيديوهات مضحكة أو أفلامك المفضلة. كافئ نفسك بفعل الأشياء التي تحبها، بإمكانك أيضاً أن تعود نفسك على روتين يساعدك في البقاء في حالة إيجابية، استبدل عاداتك السيئة بعادات بنّاءة واجعلها جزءا من روتينك اليومي.

وَجّه تركيزك

عندما تتحلى بالوعي الكامل لأفكارك ومشاعرك، عندها تستطيع توجيه تركيزك بالاتجاه الذي يبعدك عن السلبيات التي تسحبك للوراء، وتجعلك تركز في الأمور الإيجابية الأخرى التي من شأنها تحسين حالتك النفسية.

• تحدث مع شخص تثق به: يساعدك ذلك على ترتيب أفكارك ويخلصك من الارتباك والتوتر، ويساهم في إيجاد حل للمشكلة، وينصحك بما يفيدك. من المهم أن يكون هذا الشخص مستمعًا جيداً.
• غَيّر من طريقة تفكيرك: حدد المعتقدات الهدامة التي تقيدك وتُفقِدك السيطرة على مشاعرك وأفكارك، واستبدلها بتلك التي تعطيك القوة، وتجعل تفكيرك أكثر مرونة وتكيفًا مع ما حولك.

مسبّبات الحالة النفسيّة السيّئة:

هناك عدة أسباب تؤدي لسوء الحالة النفسية ومنها: ^[١٠][١١]

• الضغوطات النفسية: وتتكون بسبب عبء العمل وكثرة المهام الواجب فعلها، بالإضافة إلى ذلك الالتزامات المادية، مثل: الفواتير، والضرائب، والمصاريف الأخرى المؤدية للإرهاق الذهني والنفسي.
• امتلاك المشاعر السلبية: مثل الاكتئاب، والغضب، والغيرة، والحزن، وعدم الثقة بالنفس، أو الخوف من الفشل والقلق المستمر مما يخبئ المستقبل. أو ربما الشعور بالذنب، قد يشعر الشخص بالذنب على أصغر الأمور وأكبرها، مثلاً: عند ارتكاب خطأ ما، أو عند التحدث مع شخص آخر بانفعال، أو عند التصرف بطريقة معينة والتفكير بأنه كان من الممكن التصرف بطريقة أفضل من ذلك…إلخ. كل هذا يولد الضغط النفسي والإرهاق العقلي.
• الشعور بالوحدة والانفصال عن الآخرين: فمثلاً عندما نغرق في العمل المستمر، فإننا نتجاهل مشاعرنا وحاجاتنا الاجتماعية في التفاعل مع الآخرين، ممّا يؤدّي إلى سوء الحالة النفسية.
• التعرّض لظروف صعبة: مثل التعرّض للرفض أو لصدمة كبيرة أو ظرف قاهر، ممّا يُشعِر الشخص بأنه محاصَر في حالة نفسية صعبة.

نصائح إضافية

هناك نصائح أخرى تساعد على التخلص من الحالة النفسية السيئة:^{[١٢][١٣][١٤]}

• جرّب التدريب الذهني: يساعدك التدريب الذهني على أن تتواصل مع أفكارك وعواطفك، وعلى أن تتفهمهما جيداً. تستطيع بهذا أن تتوقف عن انتقاد نفسك وتَقَبُّل كل ما يحدث معك.
• تعوّد على التخيلات الإيجابية: عندما تكون إيجابياً في تفكيرك وتخيلاتك يساعدك هذا على التحسين من مزاجك.
• راقب وضعيتّك الجسديّة: تختلف الوضعية الجسدية بحسب المشاعر، فإذا كنت حزيناً ستبدو هزيلاً وشاحباً، ولغة الجسد لديك ستعطي إشارة بتكون المشاعر السلبية في ذهنك والتي ستنعكس على مشاعرك. تدرب على أخذ نفس عميق وعلى تحسين وضعيتك الجسدية حتى تعطي إشارة لعقلك بأنه لا مجال لوجود الحالة النفسية السيئة لديك، وإنما للتفاؤل والمشاعر الإيجابية فقط.