هل سبق لك أن تساءلت عن سبب شعورك المتكرر بالفشل في معظم أمور حياتك؟ هل تتجنّب خوض التجارب مع الآخرين بسبب شعورك بالرفض؟ قد يتبادر إلى ذهن الشخص العديد من الأفكار التي تركز على الجانب المظلم والسلبي من الحياة، الأمر الذي يسبب له الشعور الإحباط، بل وسيعرضه لخسارة بعض الأصدقاء في بعض الأحيان،[١] وعلى ذلك ففي هذا المقال إجابة عن سؤال ما هو التفكير السلبي، وكيف يؤثر على حياتنا، وما الاستراتيجيات التي يمكن اتباعها للتخلص من التفكير السلبي.
ما هو التفكير السلبي؟
يُشير التفكير السلبيّ إلى أحد أنماط التفكير التي تُركّز على التفكير السوداوي تجاه الفرد نفسه والآخرين والعالم من حوله، بحيث يميل الشخص هنا إلى التركيز على الجانب الأسوأ في الأمور، والتفكير في أسوأ السيناريوهات التي قد تحدث، ويمكن لأيّ شخص أن يعاني من التفكير السلبيّ في بعض الأحيان، إلّا أنّه قد يتحوّل إلى حالة مزمنة تؤثر سلباً على حياته، وفي كلِّ تفاصيلها؛ على دراسته، وعمله، وعلاقاته الاجتماعية أيضاً، كما قد ينتج عن هذا النوع من التفكير الشعور بالقلق والتوتر، وزيادة الضغوطات النفسية.[٢]
كيف تؤثر أفكارنا السلبية على صحتنا ومشاعرنا؟
من الطبيعي أن تراود الشخص بعض الأفكار السلبية بعض الأوقات، لكن عندما تتكرر تلك الأفكار في عقل الشخص، فقد تُسبب له العديد من المشاكل التي قد تستدعي المساعدة من المختصين للتخلّص منها في بعض الحالات،[٣] إذ إنّ تلك الأفكار لها تأثير واضح على جسد الشخص وسلوكه وعلاقاته، ويمكن تفسير ذلك بأنّ مشاعر اليأس التي تُرافق التفكير السلبيّ قد تُسبّب إجهاداً كبيراً يؤثر على هرمونات الجسم ويُخل بتوازنها، كما قد تؤثر على المواد الكيميائية المسؤولة عن السعادة في الدماغ، وقد يصل الضرر إلى إضعاف جهاز المناعة، هذا فضلاً عن أنّ الإجهاد المزمن المُصاحب للتفكير السلبيّ قد يؤدي إلى التقدّم بالسن بسرعة مقارنةً مع غيره.[٤]
ومن جهةٍ أخرى يؤثر التفكير السلبيّ على مشاعرنا، فقد يُسبب القلق والاكتئاب، فقد دلّت العديد من الدراسات على وجود ارتباط وثيق بين التفكير السلبيّ، وكلٍّ من القلق والاكتئاب، إذ إنّ الأشخاص الذين يمتازون بسيطرة التفكير السلبيّ عليهم يصبحون أكثر عُرضةً للإصابة بتلك الاضطرابات، وذلك بسبب المزاج السيئ الذي يحدث للشخص نتيجة تلك الأفكار، على العكس من الأشخاص الذين يفكرون بشكلٍ إيجابي فهم أكثر سعادةً من غيرهم.[٣]
كيف أتعامل مع التفكير السلبي؟
فيما يلي بعض الطرق التي تساعدك في التعامل مع التفكير السلبي:[٥]
- تحدّى الأفكار السلبية: ستحتاج للوقت والممارسة من أجل تحدّي أفكارك السلبية والسيطرة عليها، لذا يجب التدريب المستمر على ذلك من خلال طرح العديد من الأسئلة عند مراودتك فكرة سلبية؛ مثل: هل هذه الفكرة صحيحة أم غير منطقية، وهل تسبب تلك الفكرة قلقاً لي أم تمدّني بطاقة إيجابية؟ هل هذه الفكرة تسبب لي الخوف، وتُعيقني عن معالجة القضايا التي أمر بها؟ هل يمكنني تحويل تلك الفكرة إلى فكرة إيجابية والتعلّم منها؟ وغيرها من الأسئلة.
- حاول تجاهُل الفكرة السلبية وركّز على شيء آخر: يمكنك صرف انتباهك عن أيّ فكرةٍ سلبية تراودك من خلال التخيُّل، فمثلاً تخيّل نفسك بأنك تمارس نشاطاً معيناً؛ كقراءة الكتب، أو التسوّق، أو السباحة، وتكمن الفكرة من هذا التخيّل في تدريب العقل على تغيير التفكير السلبي من خلال التفكير بشيء مختلف تماماً لمدة 30 ثانية تقريباً.
- أحط نفسك بأشخاص إيجابيين: يؤثّر الأشخاص المحيطون بك كثيراً على تفكيرك، لذلك حاول قضاء أكبر قدر من وقتك مع الأشخاص الإيجابيين الذين يمتلكون نظرة إيجابية وطاقة إيجابية، وتحدّث معهم دوماً، فذلك سيساعدك في التخلّص من أفكارك السلبية.
- مارس الامتنان: يُعدُّ الامتنان من الطرق التي تزيد إيجابية الشخص وتُشعره بالسعادة، لِذا كن شاكراً وممتناً لكلِّ نعمةٍ تحيط بك مهما كانت صغيرة، ويمكنك الاحتفاظ بدفتر مخصص وكتابة الأمور التي تُشعرك بالسعادة بشكلٍ يومي، الأمر الذي سينعكس إيجابياً عليك.[٦]
- ركّز على نقاط قوتك: يساعد التركيز على النقاط الإيجابية والقوية فيك على زيادة شعورك بالإيجابية تجاه نفسك وتجاه الآخرين، لِذا في حال واجهتك فكرة سلبية تتعلّق بإحدى نقاط ضعفك، حاول التوقف مباشرةً وفكّر في صفة تحبها في شخصيتك.[٦]
- أعد صياغة الموقف بأفكارٍ إيجابية: في حال راودتك فكرة سلبية بسبب مرورك بموقفٍ ما، ولم تستطع التوقف عن التفكير بها، حاول إعادة صياغة الموقف وادعمه بفكرة إيجابية، ومثال ذلك؛ إذا كنت قلقاً من عرضك التقديمي وراودتك أفكار سلبية حول عدم سيره بالشكل المطلوب، ففكّر في الثقة التي يجب أن تظهر بها عند مواجهتك للآخرين وكيف ستردّ على أسئلتهم دون خوف.[٧]
- التوقّّف عن الحكم على الآخرين والمواقف: لا تقارن نفسك بالآخرين، ولا تطلق أحكاماً متسرعة على نفسك، فذلك حتماً سيشعرك بعدم الرضا، فقط حاول إدراك أنك مختلف عنهم فلا أحد يشبه الآخر، وابحث عمّا هو إيجابي فيك.
المراجع
- ↑ "What Are Negative Thoughts?", yourdost.com, Retrieved 13/1/2021. Edited.
- ↑ "Negative thinking", www.rethink.org, Retrieved 13/1/2021. Edited.
- ^ أ ب Micah Abraham (25/11/2020), "Anxiety and Negative Thoughts", www.calmclinic.com, Retrieved 13/1/2021. Edited.
- ↑ "How Do Thoughts and Emotions Affect Health?", www.takingcharge.csh.umn.edu, Retrieved 13/1/2021. Edited.
- ↑ Kathryn Sandford (26/11/2020), "How to Deal With Negative Thoughts (the Healthy Way)", www.lifehack.org, Retrieved 13/1/2021. Edited.
- ^ أ ب Patricia Harteneck (29/9/2015), "7 Ways to Deal With Negative Thoughts", www.psychologytoday.com, Retrieved 13/1/2021. Edited.
- ↑ Kadir TUNCEL (6/8/2019), "Why Do Negative Thoughts Come to My Mind?", thriveglobal.com, Retrieved 14/1/2021. Edited.