أفكار مضمونة تجعل منك مرحاً محبوباً

يتّصف العديد من الأشخاص من حولنا بحسّ الدعابة والمرح، ويكون ذلك سِمَةً أساسية في شخصيتهم المرحة، ونرى ذلك يتجلّى في سلوكياتهم، مما يترتّب على جذب أنظار كل من حولهم واهتمامهم بهم، سواءً خلال الجلسات أو الاجتماعات التي يتواجدون فيها، ويأتي المرح في تلك الجلسات إما على شكل نكتة أو رواية لحكاية طريفة، ممزوجةً بأسلوب الشخص المرح المميّز الذي يُضفي بصمته الخاصّة، ويبثّها في نفوس المُستمعين ليخلق حساً جميلاً في أنفسهم يجعلهم يتعلّقون به، ويحبّونه، ويتقرّبون إليه، ويتشوّقون للجلوس ثانيةً معه، وتقوية أواصر العلاقة معه.

كيف تكون مَرِحاً ومحبوباً؟

لا بد عزيزي القارئ أنّه بعد قراءتك للمقدمة أصبح لديك الشغف بامتلاك حبّ الآخرين لك، وأن تصبح محطّ أنظارهم من خلال اكتساب شخصية مرحة ومحبوبة، ولعلّ مايلي سيكون خير عونٍ لك في الحصول على ما تريد من صفات الشخص المرِح والمحبوب:^{[١][٢][٣][٤]}

• العمل على تنمية حسّ الدعابة: حسّ الدعابة أو الفكاهة سمة أساسية من سِمات الشخص المرح، والتي يمكنك عزيزي القارئ تطويرها بالممارسة والتدَرُّب مستعيناً أيضاً بالإرشادات التالية:
• مارس الأعمال والعادات التي تعينك على أن تكون مرِحاً، وترسم الابتسامة على مُحيَّاك، وأحِط نفسك بأشخاص مرِحين، فنحن نعلم بحقيقة أنّ الضحك بحدّ ذاته مُعدٍ للآخرين ولك شخصياً، فمن منّا يمكن أن يقاوم الضحك عندما يرى الآخرين يضحكون؟ والعكس صحيح.
• حاول أن تقتنص الأوقات التي يكون فيها الملل هو الجوّ السائد، ولا تبدو الأمور مواتية لخلق جو من الضحك والمرح، وبالتالي تقوم أنت بخلق هذا الجو الفكاهي وإضفاء المرح عليه؛ وهذا يعني أنّ عليك البحث عن الجانب المضحِك في كلّ الأمور.
• تعلَّم أن التلعثم بالمفردات والألفاظ في كثير من الأحيان يخلق جواً من المرح سواءً كان ذلك التلعثم عن قصد أو من غيره.
• تحلَّى بالثقة بأن لديك المكنون الداخلي من حس الفكاهة، وأن بمقدورك إخراجه لإسعاد الآخرين من حولك.
• إعطاء الإجابة المعاكسة للمتوقّع سماعها: تبدو هذه الفكرة بسيطة، والتي تتلخّص في الإجابة على الأسئلة التي تحتمل الإجابة بـ "نعم" أو لا"؛ أجِب بـ"نعم" إن كان المستمعون إليك يتوقّعون سماع "لا"، والعكس صحيح، وهذا الأسلوب مُتّبع في العادة خلال المقابلات التي تتضمّن حضور جمهور، مما يُضفي جواً من المرح والدُّعابة.
• اتّباع قاعدة التعداد الثالث غير المُتوقّع: وتتلخّص هذه القاعدة وببساطة في أنه يمكنك تعداد ثلاثة أشياء من موضوع أنت تتكلم عنه، وعند وصولك للشيء الثالث، فإنك تذكر شيئاً لا علاقة له بالأمر كله، ولا تشابه بينه وبين الأمرين الذيْن قمت بذِكرِهما، ومثال ذلك أنك قد تقول إنني أحب من المأكولات البحرية (السمك، والجمبري، وشاشات التلفاز الكبيرة). *
• قلب الأدوار المألوفة: يمكن تطبيق هذه القاعدة في روايتك لأحد القصص أو الروايات المعروفة، والتي تتضمن شخصيات تلعب أدواراً لكلٍ منها طابعها الخاص؛ الشرير، وصاحب القلب الحنون، والكريم، والبخيل، وغيرها، ولمجرّد تلاعبك وتغييرك لتلك الأدوار، فهذا الأمر سيُضفي مرحاً لجوّ القصة ومُستمعيها.
• مشاهدة الأعمال الكوميديّة: هذه الخطوة تبدو في غاية السهولة إن لم تكن أسهل النقاط التي تمّ ذكرها، والتي من شأنها تعزيز الجانب الإبداعي لديك، وجعلك أكثر ذكاءً، وتحسين استجابة الجهاز المناعيّ أيضاً، وذلك حسب كتاب ستيفن كينج، فكما تؤدّي كثرة القراءة إلى تحسين وضع الكُتّاب إثراء قدراتهم الكتابية، فإن مشاهدة الأفلام الكوميدية من شأنها تعزيز الحسّ الفكاهي لديك عزيزي القارئ.
• الممارسة المُكثفة: لعلّك ترى أن أسلوبك في طرح نكتة ما غير جذّاب لدى الآخرين لسببٍ ما، مع أن غيرك من الأشخاص قد يُثير إعجاب الآخرين وضحكهم لو قال نفس النكتة، وهذا الأمر متعلّق بجزئيات صغيرة يتخللها سرد النكتة، مثل: الفواصل الزمنيّة الصغيرة، والإيماءات الجسدية، وغيرها من الجزئيات الهامة، لذلك لا بأس لو تدربت على سرد النكات أمام المرآة وأنت بمفردك، حتى ترى أن أسلوبك أصبح يتميز بحس فكاهي أكثر.
• العمل على تطوير لغة الجسد: واحدة من الجوانب المهمة لدى الأشخاص المَرِحين هو لغة أجسادهم المُعبرة، لأن هذه السِمة تعطي النكات روحاً، وتبعدها عن جو البساطة والملل، وتصبح أكثر جاذبية لدى المستمعين، فلو أنك تتحدث مستخدماً بعض الحركات والإيماءات، فسيعتبرك المستمعون شخصاً واثقاً بنفسه، وصاحب شخصية مرحة، وسيتمنّون الاستماع للمزيد منك.
• تجنُّب الإساءة للآخرين: حاول عندما تلقي نكتةً أو مزحةً معيّنة أن لا تخوض في ذكر سِمة شخصية يخجل من ذكرها وسماعها بعض الحاضرين، مما يسبب لهم إحراجاً، ممّا قد يجعلهم ينفرون من الحضور والاستماع إليك مرة أخرى.

أمور تزيد محبّة الناس لك

يميل الإنسان بفطرته لكره الوحدة والشعور بالعزلة وحب العيش بين الناس؛ لأن في الحياة الاجتماعية تعميق لهويته ووجوده لكي يشعر بالأهمية وتعزيز ثقته بنفسه، أما اكتساب كحبة الناس، فهذا أمر آخر ينطوي على بعض المصاعب، ويحتاج إلى مجهود أكبر بعض الشيء؛ لأن المجتمع بشكل عام يتكون من شرائح مختلفة بأطباعها وثقافاتها وآرائها؛ وبالتالي يتوجب عليك عزيزي القارئ اتباع آداب وأساليب التعامل مع الآخرين حتى تفوز بمحبتهم، وفيما يلي أهديك بعض النصائح التي تمكنك من كسب محبة الناس لك:^[٥][٦]

• مبادلة الآخرين مشاعر الحُب والمودة: لا شك أنك تمتعض من أن يقوم أحدهم بتجاهل وجودك، ويخلق هذا الشيء حالة من النفور بينكما، لكن لو كان يبادلك الاهتمام لكانت النتيجة بالتأكيد تولُّد مشاعر الاحترام والمحبة بينكما.
• الاتصاف بالإيجابية: يحبذ الناس الانجذاب نحو الأشخاص ذوو الشخصيات الإيجابية التي تبث أفكاراً مُلهمة وغير منفرة، ويمكنك الاتصاف بالإيجابية من خلال المحافظة على ابتسامتك وإظهار الحَماسة والسعادة بالإضافة لما يقوله المثل (النظر للجانب المُمتلئ من الكأس).
• التركيز على المحاور القوية في شخصيتك: مما لا شك فيه أنك تمتع بجوانب أو مواهب معينة في شخصيتك تراها أنها الأميز عن باقيها وتجعلك منك متفرداً عن غيرك بها، من هذا المُنطلق حاول تعزيز هذه المواهب واقتنص الفرص المناسبة لعرضها أمام الآخرين وأنت تشعر بفخرٍ بما تقوم به لكي ينجذبوا إليك الناس.
• التصرّف على سجيتك: فلا أكثرَ من شخصٍ يتصرف على طبيعته أقرب إلى قلوب الناس وكسب وُدِّهم.
• تطوير المهارات الاجتماعيّة: إنّ تطوير مهاراتك الاجتماعيّة والشخصيّة، كالتواصل الفعّال، ولغة الجسد القويّة، والتواصل البصريّ، من شأنه أن يحسّن تواصلك مع الآخرين، وبالتالي زيادة فرص محبّتهم لك، فمثلاً: حين تحافظ على تواصل بصريّ مع الآخرين، وتعيرهم انتباهاً كاملاً أثناء استماعك إليهم، فّإنّ ذلك سيجعلك محبوباً أكثر في نظرهم. إضافةً إلى ذلك، لا تنسَ التبسّم، فمن منّا لا يحبّ الشخص البَشوش الذي تملأ ابتسامته الكونَ إشراقاً؟
• تقديم يد العون للآخرين: فذلك يزيد من شعور محبّتهم نحوك. لا تستهِن بمساعدتهم في أبسط الأمور، فقد تصنع فارقًا كبيرًا، فمثلًا: لو كنتَ في مجلس بين مجموعة من الناس، وكان هناك شخص يقاطعه الآخرون في كلّ مرّة يحاول إكمال فكرته، قم بدعمه وإعطائه الفرصة لإكمال ما يودّ قوله.