لكل شخص أسلوب محادثة فريد يعتمد على شخصيته وتفضيلاته. ولكن إذا كنت تريد التأكد من أن محادثتك تسير على ما يرام، فهناك بعض القواعد التي تنطبق عالميًا فيما يتعلق ليس فقط بما تتحدث عنه، ولكن كيف تتحدث عنه. سواء كنت تتحدث مع زميل في العمل، أو أحد معارفك، أو حتى أحد أفراد العائلة، فإليك بعض النصائح للقيام بحوار حضاري وفعّال.[١]


ما هي آداب الحوار؟

هنالك العديد من الآداب التي تمكنك من القيام بحوار جيّد وحضاريّ، إليك أبرزها:[٢][٣][٤]

  • احترم الرأي الآخر وتقبّل الاختلاف: يجب عليك تقبّل آراء ووجهات نظر الطرف الآخر واحترامها، وعدم التمسّك بآرائك والتعصّب لها أو الغضب من الآخرين في حال عدم اتّفاقك معهم في الرأي.
  • انتظر دورك في التحدّث: مهما فعلت لا تقاطع. عوضاً عن ذلك، انتظر بصبر دورك في التحدّث، فالمقاطعة هي إحدى أسرع الطرق لإغلاق محادثة وتهييج الشخص الآخر، أظهر أنّك تقدّر ما يقوله الآخرون، استمع حقّاً إلى ما يقال عوضاً عن محاولة التفكير فيما ستقوله بعد ذلك.
  • حاول فهم ما يقوله الطرف المقابل قبل إبداء رأيك: قبل القفز للتعبير عن رأيك، أعد صياغة ما سمعته، ابدأ بتكرار آخر ثلاث كلمات قالها الشخص الآخر، ثمّ حاول إعادة صياغة بقيّة ما قيل بكلماتك الخاصّة، هذا يدلّ على أنّك كنت تستمع ويساعدك في توضيح ما سمعته، وسيمنعك ذلك أيضاً من القفز والتعبير عن رأيك قبل التأكّد من فهمك حقّاً.
  • انتبه إلى لغة جسدك: تحدّث نسبة كبيرة من عمليّة التواصل بواسطة لغة الجسد. لذا تعتبر قراءة الإشارات غير اللفظيّة مهارة أساسيّة من مهارات التواصل الفعّال. وهنا لا بدّ أن تكون قادراً على فهم ما يقوله الشخص الّذي أمامك بكلماته وما تعنيه الإشارات الّتي يقوم بها بجسده، كما يجب عليك أيضاً أن تعي تماماً لغة جسدك أنت، وتحرص على استخدامها بشكل مناسب متناسق مع ما تقوله. 
  • اختر نبرة الصوت المناسبة عند التحدّث: من المهمّ أن يكون صوتك واضحاً ومسموعاً عندما تتحدّث، حيث أنّ القدرة على اختيار نبرة ودرجة الصوت المناسبة اعتماداً على السياقات المختلفة تعدّ مهارة ضروريّة لتحقيق تواصل فعّال. 
  • اختر الألفاظ الحسنة: كن مهذّباً عند إجراء محادثة مع الطرف الآخر، وذلك باختيار الألفاظ المناسبة، والابتعاد عن السبّ والشتم، في حال عدم التوافق في الآراء.
  • إذا كنت لا تعرف الأشخاص الّذين ستتحدّث معهم، ففكّر في الأشياء الّتي قد يهتمّون بها: اسألهم عن الجوانب العامة في الحياة، أو اقرأ عن الشركة الّتي يعملون بها، سمعت أنّك ستتوسّع قريباً متى سيحدث ذلك؟
  • استمع أكثر ممّا تتكلّم: من المفارقات أنّ مفتاح فنّ المحادثة ليس في الحديث، بل في الاستماع. تجنّب النرجسيّة في المحادثة. اسأل أولئك الّذين تتحدّث معهم أسئلة شيّقة ومدروسة. الناس يحبّون التحدّث عن أنفسهم، لا تسأل عمّا يفعله أحد، واترك الأمر عند هذا الحدّ، اسألهم عن أصعب جزء في عملهم، وكيف يبدو مستقبل مهنتهم، ثمّ اطرح أسئلة متابعة لمعرفة المزيد من التفاصيل، وتصرّف باهتمام حقيقيّ من خلال التركيز على من يتحدّث.
  • كن لطيفًا: يعبر اللطف هنا عن جميع السلوكيات الإيجابية - مهما كانت بسيطة- التي تقوم بها أثناء تواصلك مع الآخرين، كأن تسأل زميلك عن حاله، أو تبتسم له حينما يتحدّث إليك، أو تمتدح تصرفًا قام به.
  • اعرف ماذا تقول: إنّها فكرة جيّدة أن تخطّط لمحادثات مهمّة. بهذه الطريقة، بمجرّد التحدّث إلى شخص ما والعثور على فجوة في المحادثة، يمكنك بسهولة الاعتماد على ما خطّطت له مسبقاً، هذا لا يعني التخطيط للمحادثة بأكملها، ولكن قد يكون من المفيد وضع بعض العبارات أو الموضوعات الأساسيّة في الاعتبار، مثل: الطريقة الّتي تنوي بها فتح المحادثة وأنواع الأسئلة الّتي قد تطرحها لمواصلة الحوار.
  • اسأل أسئلة مفتوحة: تتطلّب الأسئلة المفتوحة أكثر من مجرّد إجابة بنعم أو لا. اطرح أسئلة مفتوحة تشجّع الشخص الآخر على بدء مناقشة موضوع بشكل مفصل. مثلا: اسأل "ما الّذي جعلك تقرّر متابعة مرحلة الدراسات العليا؟" أو "ما الّذي يدفعك للعمل بمجال التجارة؟" تشجّع هذه الأسئلة حقّاً شخصاً آخر على تقديم معلومات حول قصّتهم، وتدعوهم إلى مشاركة آرائهم.
  • قم بالممارسة: لا يمكنك التحسّن في إجراء محادثة دون القيام بذلك بالفعل، جرّب الذهاب إلى المناسبات الاجتماعيّة والتحدّث إلى أشخاص لا تعرفهم، ركّز على المهارات الّتي تتعلّمها. يمكن أن يساعدك كلّ شيء، بدءاً من التعرّف على أنماط الكلام والسلوكيّات إلى متابعة تدفّق المحادثة إلى التعليق على الموضوعات المهمّة الّتي يتمّ طرحها في المناسبات الاجتماعيّة الّتي تحضرها، سيمنحك ذلك المزيد من الخبرة.
  • قدّم ملاحظات إيجابيّة: قدّم ملاحظات حول ما يتحدّث عنه الشخص. فقط تأكّد من أنّ ملاحظاتك مرحّب بها، كن إيجابيّاً عند إعطاء ملاحظتك.


مُعيقات الحوار الجيد

تعرّف على معيقات الحوار الجيد:[٥]

  • العائق المعرفي: في اللحظة التي تقول فيها شيئًا بنبرة تصادمية أو ساخرة أو غاضبة أو عاطفية، تكون قد أعددت لحواجز معرفية للتواصل. يحصل الشخص أو الأشخاص الآخرون الذين تحاول إيصال وجهة نظرك إليهم على رسالة مفادها أنك غير مهتم بما تقوله، وأنك تصم أذنيك.
  • الحل: ابدأ المحادثة بنبرة إيجابية، ولا تدع سوء الفهم يؤثر على نبرتك وإيماءات جسدك، وحافظ على التواصل البصري مع الآخرين، وابتسم.


  • المواقف الصعبة: بعض الناس غير قادرين على تكوين علاقات أو حتى نقطة اتصال مشتركة مع الآخرين، بسبب عادتهم في التفكير في درجة عالية أو منخفضة جدًا، وهؤلاء لديهم مشكلة في السلوك بشكل أساسي، فهم غير قادرين على تكوين خطوط اتصال حقيقية مع أي شخص آخر، مثل التصرف بطريقة متعالية مع الآخرين.
  • الحل: استخدم كلمات بسيطة وابتسامة مشجعة للتواصل بشكل فعال والتمسك بالنقد البناء، وليس النقد الهدّام؛ لأنك تسعى للكمال، إذا رأيت شخصًا يقوم بعمل جيد، فأخبره وتجاهل فكرة أنه كان بإمكانك القيام بذلك بشكل أفضل.


  • عائق اللغة: ربما تكون هذه هي الحواجز الأكثر شيوعًا والأكثر غموضًا التي تحول دون الاتصال. قد يؤدي استخدام الكلمات الكبيرة أو الكثير من المصطلحات التقنية أو حتى استخدام لغة خاطئة في الوقت غير الصحيح إلى فقدان الاتصال أو تفسيره بشكل خاطئ.
  • الحل: تبسيط الأشياء حتى يفهمها الشخص الآخر جيدًا. فكر في الأمر بهذه الطريقة: إذا كنت تحاول أن تشرح شيئًا علميًا لطفل، فقم بتخفيفه وفقًا لقدرته على التفكير، دون "إضعاف" أي شيء في هذه العملية.


  • الحاجز الثقافي: يمكن أن تتحول الصدامات الثقافية إلى عوائق أمام التواصل، الفكرة هنا هي توضيح وجهة نظرك دون الإضرار بالمشاعر الثقافية أو الدينية لأي شخص.
  • الحل: انقل ما هو ضروري فقط لتوصيل الفكرة، وتخلص من مشاعرك الشخصية. حاول أن تكون متكيفًا مع وجهة نظر الآخر، وتجنب عرض معتقدات الشخص الآخر.


نصائح إضافية

إليك عزيزي القارئ بعض النصائح الإضافية:[٦]

  • اجعل "من فضلك" و "شكرًا لك" جزءًا من محادثتك اليومية.
  • عندما يقول شخص ما "شكرًا لك"، قل "على الرحب والسعة" ردًا على ذلك.
  • تجنب الكلمات المحرجة مثل: أم، هاه؛ بدلاً من ذلك، توقف وفكر قبل التحدث.
  • حافظ على نبرة صوتك لطيفة.
  • تبادل الأدوار في الحديث وتجنب رواية القصص الطويلة أو مشاركة الكثير من التفاصيل.
  • لا تقاطع بينما يتحدث شخص آخر.
  • اعتمادًا على الجيل الذي تتواصل معه، فكر في عدم إرسال بريد إلكتروني أو إرسال رسائل نصية أو التحدث على الأجهزة الإلكترونية أثناء التحدث مع شخص ما. بالنسبة للكثيرين، يتم تفسير هذا على أنه عدم احترام.

المراجع

  1. "What Is Dialogue?", dialogueinstitute.
  2. "How to Make Conversation", wikihow.
  3. "The Art of Conversation: 5 Dos and Don’ts", artofmanliness.
  4. "The Art of Conversation: Timeless, Timely Do’s and Don’ts from 1866", brainpickings.
  5. "Easily Misunderstood by Others? 6 Barriers You Should Overcome to Make Communication Less Frustrating", lifehack.
  6. a good listener by,devices while conversing with someone. "The etiquette of making conversation", Michigan State University.