يرتبط التميز في المجال الأكاديمي بنوعية البيئة والأساليب المستخدمة في الإعداد الدراسي، ويحمل هذا الاستعداد معه جميع النجاحات المتوقعة في المستقبل، لذلك يتم التعامل مع أدوات الدراسة على أنها مادة علمية مستقلة يجب تعليمها والتدرب على أسس التعامل معها لأن لها الأثر الأكبر على الحياة الدراسية للطالب، ومن هنا يجب التطرق إلى أساليب الحفظ وتثبيت المعلومات الدراسية بالأساليب العلمية الصحيحة.


استراتيجيات المذاكرة وتثبيت المعلومات

ترتبط المذاكرة الناجحة وقدرات الحفظ بمجموعة طرق ونصائح يجب التقيد بها، ويمكن إجمال أهمها على النحو الآتي:


التنويع طرق الدراسة والتنقل بينها

يجب التطرق للعديد من الأشكال أثناء الدراسة والتنويع في عرض المعلومات لتسهيل وصول المعلومة بالشكل السليم، ومن الأمثلة على ذلك مشاهدة فيديوهات تعليمية أو البحث على الإنترنت عن مختلف المصادر، أو مشاركة المادة التعليمية ومناقشتها مع الأصدقاء وطلاب الصف، ويُفضل التنقل بين المواد الدراسية باستمرار لتجنب الملل والخمول، وزيادة مستويات التركيز، ويحدث ذلك مثلًا بدراسة التاريخ وبعدها الرياضيات أو اللغة الإنجليزية.[١][١]


التركيز على المهام

يجب أن ينصب اهتمام الطالب على عدد محدد من المهام وينتقل إلى غيرها عند إنجاز المهمة الأولى وهكذا، لأن تعدد المهام في وقت واحد يسهم في تشتيت الذهن وبالتالي يقل مستوى التركيز والفهم عند الطالب، ويزيد من سرعة نسيان المعلومات، ويجب أن يكون التركيز على الفهم الراسخ للمعلومات الدراسية ومحاولة تثبيتها قبل التفكير بالعلامة لأنها ستأتي بنهاية الأمر إذا ما أبديت اهتماماً بالمواد الدراسية باستمرار، وهنا تجدر الإشارة إلى أن تصفح مواقع التواصل الاجتماعي يقلل بشكل كبير من التركيز لذلك يجب أن تكون معزولًا عن الأمور التي تُشتت الذهن أثناء الدراسة.[١][٢]


تدوين الملاحظات

ونقصد بها تدوين الاختصارات وأدوات الحفظ المساعدة للطالب مثل تجميع بدايات الأحرف وربطها بإنشاء أغنية بسيطة، أو كتابة ملخصات للمادة على دفتر أو على بطاقات ملونة ووضعها في مكان واضح، حتى تبقى مطلعاً عليها، الأمر الذي يسهل من حفظها وثباتها في ذهنك خاصة إن احتوت هذه الملخصات على بعض الخرائط الذهنية، أو الرسومات التوضيحية أو حتى الطريفة، إذ إنّ ذلك يسهم في تذكر المعلومات فيما بعد والرجوع إليها، ويميل معظم الطلاب إلى التكنولوجيا في الدراسة واستخدام الحاسوب والهاتف لتدوين الملاحظات ولكن لا بد من استخدام الملاحظات الورقية من وقتٍ إلى الآخر.[٣]


إجراء الاختبارات الذاتية والمراجعات

ونقصد بها الاختبارات التي تضعها لنفسك أو بالاعتماد على الاختبارات السابقة لقياس قوة الحفظ ومستواك الدراسي عموماً، وتعتبر الاختبارات أحد أفضل الأساليب للمراجعة وقد أثبتت فعاليتها الكبيرة، وتكون الاختبارات كتابية أو بتبادل الأسئلة مع صديقك وهكذا، ويمكن تخصيص أوقات ثابتة لإجراء المراجعة وتكون في نهاية الأسبوع أو مع انتهاء الوحدة أو الدرس ويعود الأمر لك لتقرر الوقت والطريقة التي سوف تتبعها.[١]


القراءة بصوت مسموع

وهي من الأساليب المهمة لتنشيط الدماغ أثناء الدراسة والتأكد من قوة التركيز، فعند القراءة بصوت مسموع فإنك ترى المعلومات وتسمعها، أما عندما تقرأ المعلومات بعينيك فإنك تراها فقط، وعليه فإن القراءة بصوت مسموع تقلل من الوقت اللازم لحفظ المادة التعليمية وتزيد من مستويات الحفظ بشكل عام، حيث يوجد في الدماغ جزء مستقل يعمل على تخزين المعلومات التي تكون على شكل موسيقى أو لحن صوتي.[١]


القيام بالتمارين الرياضية

يجب أن يحتوي جدولك اليومي على وقت كافٍ لممارسة الرياضات المسؤولة عن تحريك الدم في الجسم وتنشيط الدورة الدموية بشكل فعال، مثل رياضة المشي والجري وغيرها من الرياضات الحركية التي تُساعد في تغذية الدماغ بالأكسجين اللازم، حيث أثبتت الدراسات أن الرياضة تقوي الدماغ والذاكرة وترفع مستويات الإنتاج العامة في الجسم.[١][٢]


أخذ قسط كافٍ من النوم

يجب إتاحة الفرصة للجسم بالراحة الكافية من خلال النوم ليلًا ل 8 ساعات لأن ذلك يزيد من النشاط والحيوية ويرفع من التركيز العام للطالب ويزيد من معدلات التّعلم بحسب الدراسات العلمية المؤكّدة ومن الإنتاجية العامة للدراسة أيضاً، هذا ويشار إلى أن الدراسة لساعات متواصلة طويلة لا تعني التحصيل العالي، بل يمكن أن يسهم ذلك في تقليل مستويات التركيز مع الوقت، لذلك يفضل أن تنام لوقت قصير خلال النهار لتجديد الحيوية والانتعاش للجسم.[١]


تناول الأطعمة الصحية واشرب الماء

يجب المحافظة على التغذية السليمة من خلال التنويع في الأطعمة بين اللحوم والخضار والفواكه والبقوليات، لأن كل عنصر في الطعام له التأثير الخاص على وظائف الجسم المتعددة، لتحفيز خلايا الدماغ وتطوير ونماء البنية الجسمية، ولا بأس من بعض المراجعات الطبية بين الحين والآخر، والتعرف إلى الوضع الطبي العام في الجسم وتعويض العناصر القليلة في الجسم، وهنا يجدر الإشارة إلى أهم مصدر لإنعاش الجسم وهو المياه إذ يجب شرب كميات كافية منه يوميًا للمحافظة على عمل الدماغ والنشاط البدني لأن جسم الإنسان يحتوي على كميات كبيرة من السوائل وهي أساس في الصحة الجسديّة والذهنيّة للطالب.[١]


المراجع

  1. ^ أ ب ت ث ج ح خ د "study-smart", daniel-wong, Retrieved 19/2/2021. Edited.
  2. ^ أ ب "doctor-strange/how-to-never-forget-anything", telegraph, Retrieved 3/3/2021. Edited.
  3. "how-to-remember-what-you-read", fs, Retrieved 3/3/2021. Edited.