كيفية اتخاذ القرار الصحيح والسليم

نحن نتّخذ القرارات بشكلٍ يوميّ، فكلُّ شيء نقوله أو نفعله هو نتيجة قرار، سواء اتخذناه بوعيّ أم لا، لكن إذا كان عليك اتّخاذ قرارٍ مهمّ، فقد يحتاج الأمر مزيدًا من التفكير، لذا من المهمّ أن تتّبع خطوات معيّنة، ومتّزنة، ومنطقيّة للوصول إلى هذا القرار.^[١]

خطوات اتّخاذ القرار

فيما يأتي خطوات تساعدك في اتخاذ القرار السليم:^{[٢][٣][٤][٥]}

• حدّد المشكلة أو الفرصة التي تودّ اتّخاذ قرارٍ بشأنها، فكّر ما الاختلاف أو التغيير الذي سيفعله هذا القرار.
• اجمع معلومات تخصّ هذا الموضوع الذي تودّ اتخاذ قرارٍ بشأنه. تتضمّن هذه الخطوة معلومات داخليّة وخارجيّة. فالمعلومات الداخلية هي تقييمك الشخصيّ، أمّا الخارجية فهي المعلومات التي تجمعها؛ سواءً من الإنترنت أو الكتب وأشخاص آخرين. اسأل نفسك ما الذي أحتاج معرفته حتى أتّخذ القرار الصحيح؟ عند جمع المعلومات الكافية، ستضمن أنّ قرارك مبني على حقائق وأسس سليمة. تذكّر أنك لا تريد المبالغة في جمع المعلومات، حتى لا تُصاب بالحيرة، وفي المقابل، لا تعتمد على مصدر واحد للمعلومات، حتى لا تنحاز لاتّجاه معيّن وتفقد موضوعيّتك، لذا احرص على جمع المعلومات الكافية التي لا تزيد ولا تقلّ عن الحاجة.
• حدّد البدائل التي يمكن اتّخاذها خلال عملية جمع المعلومات. ريثما تحصل على الفهم الكامل للفرصة أو القضيّة التي تودّ اتّخاذ القرار بشأنها، عليك بجمع حلول، وبدائل، وخيارات متعدّدة تساعد على تحديد المسار الأمثل الذي ستّتخذه في تحقيق الهدف.
• فكّر ملياً في معقوليّة الخيارات التي وضعتَها وقبولك لها. فكّر في وجهة نظرك ووجهة النظر المعاكسة لها، انظر لأبعاد القرار ومدى فاعليّته من خلال تخيّل عواقب هذا القرار وما سيصحبه من إيجابيات وسلبيات، وبينما أنت تفكّر في القرار والبدائل، ستجد أنّك ميال لأحدها بشكلٍ أكبر، لذا رتّب الخيارات والبدائل بحسب الأولويّات وبحسب تقييمك لها.
• اختر واحدًا من تلك الخيارات، وخذ بعين الاعتبار التحديات التي تترتّب عليه، وادرس جميع الجوانب التي تتعلّق به.
• ابدأ بالعمل على الخيار عن طريق عمل خطّة تنفيذيّة تضمن تحقيق الهدف بفاعليّة.
• راجع قرارك من خلال إلقاء نظرة شموليّة تقيّم القرار ومدى فاعليّته.

نصائح تساعد على اتّخاذ القرارات

• استخدم أسلوب التدريب الذهنيّ أو الوعي التام (mindfulness) لاتّخاذ القرار السليم، حيث يساعد هذا الأسلوب على اتّخاذ القرارات بشكل سريع ودقيق في الوقت ذاته، فهو يساعد على فلترة الأحاديث المخزّنة في عقلك، وتقييم خياراتك بطريقةٍ محايدة، كما ويساعدك على الميل لحدسك الذي سيقودك في النهاية لاتّخاذ القرار، ويتمّ ذلك باتّباع الخطوات التالية:^[٦]
• استخدم الوعي التامّ في الصفاء الذهنيّ، وذلك بالتركيز لمدة تتراوح بين ١٥ ثانية و ٥ دقائق. خُذ نفَسًا عميقاً، وراقب أفكارك ومشاعرك، فهذه الطريقة تغذّي قشرة الفصّ الجبهيّ في الدماغ بالدم، وبالتالي تساعد على اتّخاذ القرار.
• ادرس أفكارك، وفكّر بالعوامل الخارجيّة التي تؤثّر على القرار؛ فمن الممكن أن تكون هذه المؤثّرات مرتبطة بمشاعر معيّنة كالخوف مثلاً، أو بأشخاص حولك، أو حتى مرتبطة بالوضع المادّي. من المهمّ جداً تحديد هذه المؤثّرات، حتّى يكون القرار مبنيًّا على وعيٍ كاملٍ.
• ثِق بحدسك الداخليّ الذي غالباً ما تشعر به، إمّا على شكل حماسٍ داخليّ وتفكيرٍ إيجابيٍّ حول الموضوع، أو بشعور سيّئٍ ينتابك.
• خُذ رأي شخصٍ موثوقٍ يساعدك في كسب وجهات نظر مختلفة للقضيّة التي لديك. ^[٧]
• تذكّر أنه مهما اتّبعت الخطوات السابقة بحذافيرها، هناك دائماً احتمالية بأن لا يكون الناتج من القرار مطابقًا لما كنت تأمل أو للخطّة التي في بالك، لذا من المهم جداً تحديد الخيار المعقول والأكثر قابلية للتحقيق، بغضّ النظر عمّا تميل له، ومن المهمّ أيضًا أن تبقى منفتحاً على كل الاحتمالات.^[٨]
• عندما تريد اتخاذ القرار النهائي، تأكّد أن تبتعد عن المشتّتات سواء الهاتف أو التلفاز أو الأشخاص الذين يتحدّثون حولك، وتجنَّب أن تتخذه أيضاً في حال كنت متعباً أو جائعاً أو محبطًا أو حزيناً، أو كنت تحت ضغط، لذا احرص على أن تكون في مكان هادئ حيث باستطاعتك تكريس كامل قواك العقلية في عملية اتخاذ القرار.^[٩][١٠]
• احرص على أن تكون عملية اتّخاذ القرار ضمن إطارٍ زمنيٍّ وجدولٍ منظَّم، وإلا ستعترض المماطلةُ طريق الخطوات المؤدّية لاتّخاذ القرار؛ بسبب الأنشطة والمشتتات الأخرى مثلًا. ^[١١]
• تذكّر بأنّ أيّ قرارٍ تتّخذه يجب أن ينسجم مع مبادئك الشخصية، لأنّها تمثّل هويّتك، وإلّا لن تكون راضياً عن عواقب القرار. ^[١٢]
• اعمل بجِدّ بعد اتّخاذ القرار، لأن الأفكار بلا عمل لا قيمة لها ولا فاعلية. بعد أن ثابرت للوصول إلى القرار النهائي، اعمل بجِدّ لتحقيق الهدف النهائي.^[١٣]
• تؤثّر مشاعر الخوف أو الشعور بالذنب على عملية اتخاذ القرار الصحيح، وللتغلب على هذا الشعور اكتب مخاوفك، وتخيّل ما أسوأ شيء قد يحدث نتيجة هذا القرار؟ مثلاً: لو كنت تريد أن تقرّر ما إذا كنت تودّ قبول عمل بدوام كلّي أو البقاء في وظيفة بدوام جزئيّ تمكّنك من قضاء وقت أكبر مع أطفالك، فكّر بأسوء الاحتمالات التي ستترتب على كل من هذه القرارات، فرضًا، لو أخذت وظيفة الدوام الكامل، فإنّ أسوأ ما قد يحدث هو تفويت أهمّ اللحظات من مرحلة تطوّر أطفالك، وفي المقابل، إذا بقيت في وظيفة الدوام الجزئيّ، فلن يكون بمقدورك دفع الفواتير كلّ شهر. حتّى تحدّد ما إذا كان قرارك يأتي من دافع الشعور بالذنب أو لا، أرجع خطوةً للخلف وتفحّص الموقف، واستمع إلى ما تمليه عليك قيَمك الشخصية، مثلاً: في المثال السابق اسأل نفسك: هل حقّاً سيعاني أطفالي إذا عملت بوظيفة الدوام الكلّي أم أن هذا ما يحاول الناس حولي إقناعي به؟ بناءً على هذه المعطيات، اتّبع الخطوات التي تساعدك في اتخاذ القرار السليم.^[١٤]

أهمّيّة اتّخاذ القرارات

تكمن أهمّيّة اتّخاذ القرار فيما يلي:

• تساعد عمليّة اتّخاذ القرار السليم في الشعور بالرضا، وتعطي الدافعية اللازمة للاستمرار في العمل. ^[١٥]
• القدرة على اتّخاذ القرار هي أحد أهمّ صفات الشخص الواثق بنفسه والشخص القياديّ، حيث إنّ صاحب الشخصيّة القياديّة قادرٌ على حلّ المشاكل من خلال دراسة الخيارات والبدائل قبل اتّخاذ الطريق الذي يودّ سلوكه. ^[١٦]
• لاتّخاذ القرار دورٌ أساسيٌّ في الإدارة، فهي تساعد على تحديد الأهداف المُراد تحقيقها، كما أنّ اتّخاذ القرارات الإداريّة بشكلٍ سليمٍ يؤثّر على فاعليّة الخُطط التي يتمّ العمل عليها.^[١٧]