كيف نواجه ضغوط العمل ونتعامل معها؟

العمل جزء مهم من حياة الإنسان، إذ يقضي في عمله نصف يومه إلى أكثر من ذلك أحيانًا، ولا شك أن لكل عمل ضغوطات معينة بحسب طبيعة العمل، وعدد ساعات الدوام، وتوزيع المسؤوليات، ولهذه الضغوطات آثار سلبية على الصحة، مثل زيادة الإجهاد والإرهاق، وقد تتعدّى ذلك إلى أمراض القلب وأمراض أخرى خطيرة، لذلك لا بد من معرفة بعض الطرق التي تساعد على إدارة الضغوطات في العمل، وهذا المقال سيطرح بعض الطرق والنصائح التي تجيب عن سؤال، كيف نواجه ضغوط العمل.^[١]

ابدأ يومك بشكل صحيح

تخيل عندما تستيقظ متأخرًا بسبب السهر ليلًا، ثم تلبس سريعًا، وتشرب قهوتك على عجل، وبعدها تدخل في ازدحام مروري لا نهاية له، وتبدأ بالتفكير بالأعذار التي ستخبر بها مديرك إذا تأخرت، لا شك في أن هذا السيناريو المتكرر مرهق ومتعب، لذلك لا بد من الاهتمام بأن تبدأ يومك بشكل صحيح من خلال الاستيقاظ مبكرًا، وتناول وجبة فطور صحية بهدوء، وشرب الماء، ثم ارتداء الملابس على مهل، وركوب السيارة أو الباص دون إرباك، والوصول إلى مكان العمل قبل ربع ساعة على الأقل من بدايته، فهذه الأمور البسيطة صباحًا ستقلل من القلق والتوتر والإجهاد المتكرر.^[١]

حافظ على تنظيم المهام وتحديد الأولويات

من المهم كتابة المهام التي تودّ إنجازها بحسب أهميتها كي لا ترتبك أو تتوتر، مع تذكر أن فكرة تعدد المهام التي بدت تنتشر مؤخرًا بحجة أنها تمكن الفرد من الاستفادة من وقته بأقصى درجة ممكنة لم تثبت فعاليتها، بدليل أنّك إذا أردت أن تنجز مهمّة على الحاسوب مثلًا، وكنت تتحدث على الهاتف مع زبون، فلا شك في أن تركيزك على واحدة من المهمتين سينخفض، ولذلك يُنصح باتباع استراتيجية تقسيم المهام وإنجازها واحدة تلو الأخرى بحسب الأولوية بدلًا من تعدّد المهام.^[١]

خذ استراحة

من المهم أخذ استراحة خلال العمل كل ساعة أو كلما شعرت بالتعب بحسب طبيعة عملك، ويمكنكَ خلال الاستراحة ممارسة تمارين التنفس العميق، أو الاستمتاع بشرب الشاي أو القهوة لمدة عشر دقائق، وعندما تنتهي من العمل يُنصح بأخذ استراحة لتريح فيها عضلاتك، وتهدّئ أعصابك، ولا بأس من ممارسة تمارين الاسترخاء والتأمل، وأخذ حمام دافئ، والاستماع إلى موسيقى هادئة تريح الأعصاب، فكل هذه الممارسات تساعدك على تخطّي الضغط والتوتر في العمل.^[٢]

لا تتعب نفسك بفكرة المثالية

تعني المثالية أن الشخص حريص على الكمال ومراقب لأدق التفاصيل في العمل، ويحرص على التسليم على الوقت أو قبله، الأمر الذي قد يسبب له الإحساس بالمزيد من التعب والإرهاق، ولأن الكمال هدف مستحيل، فيمكنك التعامل مع ذلك من خلال بذل أقصى جهد ممكن لديك، ومكافأة نفسك على النجاحات، وتقبل الخطأ والتعلم منه، وإصلاحه بعيداً عن جلد الذات، وبذلك ستكون أقل توتراً وقلقاً حول الأعمال والمهام.^[٣]

احصل على الدعم المناسب

يتعرض معظم الموظفين والعاملين لضغط العمل خاصة في مواسم معينة بحسب وظائفهم، أو قد يمرون بظروف خاصة تمنعهم من إتمام المشروع أو العمل على الوقت، لذلك لا بأس من طلب المساعدة في هذه الحالة من صديق أو زميل أو من شخص متخصص في جانب جديد عليك، وأحياناً قد تكمل مهمتك، ولكنك ترغب برأي مختص، فتطلب المساعدة هنا بلباقة مثل قولك: مرحبًا خالد، أنا أعرف أنك متخصص في التصميم، هل يمكن أن تعطيني رأيك في مخططي هذا؟.^[٢]

التزم ببعض الأنشطة الصحية

إنّ الاهتمام بالجانب الصحي ضروري لتخفيف ضغوط العمل، ويتمثل ذلك في تناول الأطعمة الصحية وشرب كميات كافية من الماء، فالماء يزيد من إحساسك بالهدوء في المواقف الصعبة، ويساعدك على تجاوز مشاعر القلق والتوتر، إلى جانب أنه يحافظ على إبقاء جسمك رطبًا، ولا تنسَ أن تبتسم فالابتسامة تشعرك بأن الأمور على ما يرام، وممارسة بعض الأنشطة الأخرى، مثل المشي، وممارسة تمارين التأمل والاسترخاء لتحرير مشاعرك السلبية.^[٤]

نصائح تساعدك على مواجهة ضغوط العمل

إضافة إلى ما سبق، إليكَ بعض النصائح التي ستساعدكَ على مواجهة ضغوط العمل:

• اترك القلق والتوتر جانبًا: من الحِيل الجيدة للتعامل مع ضغوط العمل، تجاهل القلق والتوتر وتركهما جانبًا وبرمجة العقل للتركيز في العمل، وإنجاز المهام وإتمام المسؤوليات، لأن مشاعر القلق والتوتر تزول أحيانًا بعد إنجاز المطلوب منك وتسليمه.^[٥]
• حافظ على إيجابيتك وابتعد عن السلبية والمبالغات: لا تسترسل في الأحاديث الجانبية السلبية، ولو حدث ودخلت فيها، تراجع خطوة إلى الوراء وأعد صياغة أفكارك بطريقة إيجابية، ولا تنغمس في أجواء الخلافات وحاول تجنبها قدر الإمكان، كي تظل مركزًا في عملك.^[٥]
• فرّغ توترك وقلقك: يمكنكَ التخلص من القلق والتوتر عندما تتحدث عنه مع شخص تثق به من عائلتك أو مع أصدقائك المقرّبين، كما يمكنك كتابة أسباب القلق والتوتر على ورقة ومحاولة إيجاد حلول عملية لها.^[٦]
• حدّد المشكلة التي تزعجك: من أسباب ضغوط العمل التعرض لبعض المشكلات التي تتعلق بالعمل نفسه، أو في بيئة العمل، أو بعاداتك داخل محيط العمل، وللتخلص من الضغط ومواجهة المشاكل حدد بالضبط المشكلة التي تزعجك وابحث عن حل لها واطلب المساعدة إذا لم تستطع حلها وحدك، ومن المهم أيضًا لمواجهة الضغوط المتراكمة تذكير نفسك بدوافعك التي تطمح إلى الوصول إليها كالوصول إلى منصب، أو الحصول على المال، أو لمجرد أنك تحب العمل نفسه، وذلك لأخذ الحافز والاستمرار أو للبدء من جديد.^[٦]