إن الإبداع لا يمكن له أن ينحصر في مفهومٍ واحدٍ فقط، بل يتعدّاه إلى مفاهيم مختلفةٍ تختلف حسب الشخص وبيئته وظروفه، كما أنّ الناس غالباً يعرفون أهميّة الإبداع، لكنّهم يجهلون مفهومه السّليم، حيث إن الإبداع هو الإتيان بأمر جديد أو إعادة تقديم القديم بصورة جديدة أو غريبة، كما أنه التعامل مع الأشياء المألوفة بطريقة مألوفة. كما وأنّ الإبداع له مجالات كثيرة، ولا يقتصر على العمل فقط، إلا أن الإبداع في مجال عملك هو سُلّم يقودك إلى نجاحات عديدة؛ فهو سبب لترقيتك الوظيفية وتميزك في مجال عملك، كما أنه سبب لزيادة مدخولك المالي وحصولك على مستوى حياة أفضل. [١]


كيف تكون مبدعاً في العمل؟

يمكنك استخدام مستويات عالية من الإبداع لصالحك في مكان العمل؛ حيث يمكنك استغلال إبداعك لإيجاد حلول جديدة للمشاكل وتعزيز العمل الجماعيّ والتوصّل إلى نتائج أكثر كفاءة في عملك. هنا سنلقي نظرة على بعض الأمور التي تمكّنك من أن تصبح شخصاً مبدعاً في عملك:[٢][٣][٤]


  • إعداد وإجراء البحوث اللازمة: من المهمّ جدّاً أن تقوم بجمع المعلومات الكافية وإجراء بحوث متعدّدة حول المهمّة أو المشكلة الّتي تواجهها. حيث إنّ ذلك يساعدك في اكتساب خبرة كافية تمكّنك من تجاوز العقبات والاستفادة من تجارب الأشخاص الآخرين الّذين سبق أن واجهوا نفس المشكلات، وتوصّلوا لحلول لها. فعليك أن تستخدم فضولك لاستكشاف الأشياء من حولك، وأن تبحث عن مصادر جديدة للمعرفة، سواء كانت كتباً أو مؤتمرات أو بودكاستات أو دروساً.


  • تأمُّل المشكلات الّتي تواجهك: عوضاً عن التسرّع ومحاولة التوصّل إلى حلّ سريع للمشكلة، عليك أن تبدأ في التفكير بعمق في المشكلة وفهم جميع الخيارات المتاحة الّتي قد تؤدّي في آخر المطاف إلى حلّ. حيث إنّ التسرّع في حلّ المشاكل قد يؤدّي إلى الوقوع بمشاكل جديدة سببها عدم التفكير الشموليّ بالمشكلة الأولى وإهمال بعض جوانبها؛ ممّا يؤدّي إلى تفاقمها، وتولّد مشاكل جديدة.


  • إجراء العصف الذهنيّ بانتظام: ستؤدّي جلسة التفكير أو العصف الذهنيّ مع فريق مبدع إلى توليد الكثير من الأفكار الرائعة لأيّ نشاط في أيّة بيئة عمل. حيث أنّه يجب أن تمارس العصف الذهنيّ كثيراً مع فريقك للتعامل مع المشكلات الّتي تتطلّب حلولاً جديدة.


  • جَعْل نظرتك شموليّة: اسأل نفسك: كيف تتعامل المنظّمات الأخرى في المجالات المختلفة مع أنواع التحدّيات الّتي تواجهها؟ ماذا يفعلون في مجال الإعلان؟ أو في الجمعيّات الخيريّة؟ ما الذي تفعله الشركات المشابهة لشركتك، ولكن في سنغافورة أو هولندا أو شنغهاي؟ ابحث عنها على الإنترنت، واسأل: هل يمكنك تنفيذ بعض أفكارهم العظيمة وتطبيقها محلّيّاً؟


  • التغيير من نظرتك للفشل: إذا نجح كلّ ما تحاول القيام به، فهذا يعني أنّك لست جريئاً بما فيه الكفاية، حيث يتضمّن الابتكار تجربة بعض الأشياء التي قد تفشل. وبالتالي عليك التعامل مع كلّ فشل على أنّه فرصة للتعلّم. شعار المبتكر هو: "أنجح أو أتعلّم، لكنّني لن أفشل أبداً".


  • وضع نماذج عمليّة: أظهِر للناس كيف ستطبّق الفكرة عمليّاً باستخدام نموذج أوّليّ، واسألهم عن تعليقاتهم وأفكارهم. حيث يمكنك بهذا أن تختبر أفكار المنتجات والخدمات الجديدة مع العملاء.


  • طرح الأسئلة: اسأل العملاء عن المشكلات التي يواجهونها مع منتجاتك أو خدماتك، وكذلك اسأل الموردين عن أفكار لتوفير التكاليف وتحسين الجودة. كما يمكنك أن تسأل الزملاء في الأقسام الأخرى عمّا يمكن تحسينه. حيث إنّ لدى الأشخاص وجهات نظر أخرى، كما ويمكنهم رؤية المشكلات والفجوات والفرص الّتي لا يمكنك رؤيتها.


  • مناقشة أفكارك مع رئيسك في العمل: اكتشف ما هي أبرز المشاكل في العمل؛ ما هي استراتيجيّة الشركة؟ ربّما يمكنك المساهمة ببعض الأفكار الخاصّة بك، والّتي ستساعد مديرك أو الشركة بشكل عامّ. كما يمكنك التحدّث عن التحدّيات ومقترحاتك، وتظهر أنّك مساهم في خدمة الشركة.


ما أهمّيّة الإبداع في العمل؟

تعمل المنظّمات اليوم في بيئة عالميّة تنافسيّة للغاية، ممّا يجعل الإبداع أمراً بالغ الأهمّيّة، حيث أنّ الإبداع هو ما يغذّي الأفكار الكبيرة، ويتحدّى طريقة تفكير الموظّفين، ويفتح الباب أمام فرص عمل جديدة. كما يعدّ الإبداع في العمل خطوة حاسمة لنجاح العمل، حيث أظهر استطلاع أجرته شركة IBM لأكثر من 1500 من الرؤساء التنفيذيّين، وتمّ تصنيف الإبداع باعتباره العامل الأوّل لنجاح الأعمال في المستقبل والأكثر أهمّيّة، بل ويسبق حتّى الانضباط الإداريّ والنزاهة.


كما أنّه لم يعد سرّاً أنّ القادة التنظيميّين في القرن الحادي والعشرين بحاجة إلى التعامل مع القضايا التنظيميّة المعقّدة بطريقة إبداعيّة ومميّزة. حيث إنّه وفي معظم بيئات العمل من المتوقّع أن يكون القادة قادرين على التفكير بشكل خلّاق والتوصّل إلى حلول مبتكرة ومبدعة للمشكلات القائمة في نطاق العمل. حيث إنّ الإبداع ينتج عن تعزيز القدرات الإبداعيّة لفريق بأكمله وتسخيرها لإثراء العديد من الأفكار والحلول الإبداعيّة لمهامّ ومشكلات العمل، وذلك لأنّ أعضاء المجموعة المتنوّعة يمتلكون مجموعة متنوّعة من وجهات النظر غير الموجودة في شخص واحد فقط. وتشمل أهمية الإبداع ما يلي:


  • الزيادة من الترابط الجماعي بين العاملين.
  • زيادة المشاركة والتفاعل في مكان العمل.
  • زيادة القدرة على جذب الموظفين المتميزين والاحتفاظ بهم.
  • زيادة معنويات الموظفين ومتعتهم وسعادتهم.
  • زيادة الإنتاجية وحل المشكلات.


أمثلة على الإبداع في العمل


  • الإبداع في القيادة: يتّخذ القائد الإبداعيّ مناهج جديدة ومبدعة للتفاعل مع موظّفيه في العمل، ومن الأمثلة الجيّدة على ذلك بداية حديثه معهم بأسلوب محبّب كما لو أنّه يخاطب أصدقاءه، ومن خلال القيام بذلك، فهو يرسل رسالة مفادها أنّه يهتمّ بالموظّف بشكل أوسع من مجرّد كونه وسيلة لإنجاز العمل وتحقيق الإيرادات للشركة. وهذا بدوره يزيد من إحساس الموظّف بالقيمة والولاء والدافع للنجاح.[٥][٦]


  • الإبداع في التسويق: فكّر في حملة إعلانيّة تسعى إلى بيع طراز جديد من السيّارات، قد يتضمّن أحد الأمثلة الإبداعيّة لتسويق السيّارات مقطع فيديو قصير ممتع؛ حيث إنّه يمكن أن تجعل السيّارة "الشخصيّة الرئيسيّة" لفيلم حركة كرتونيّ. وقد يكون النهج السينمائيّ مكلفاً، ولكنّه يحوّل المنتج إلى شيء أكثر متعة وتشويقاً.


  • الإبداع في إدارة المشروع: يمكن أن يؤدّي الإبداع في إدارة المشاريع أيضاً إلى زيادة قدرة شركتك على إكمال المشاريع واتّخاذ القرارات الصحيحة على الفور. حيث يفكّر مدير المشروع الإبداعيّ في المشروع بشكل مختلف عن أعضاء الفريق الآخرين، وبدلاً من التركيز على التفاصيل الصغيرة وحدها، يفكّر مدير المشروع الإبداعيّ في النتيجة النهائيّة للمشروع قبل اكتماله.


أفكار إضافية

من أفضل الطرق الّتي يمكن اتّباعها حتّى تصبح شخصاً مبدعاً مثلك مثل الناجحين والمنجزين إنجازات عظيمة في هذه الحياة، هي أن تدرس شخصيّات المبدعين، وتفهم سلوكهم وتعرف سماتهم الإيجابيّة. وذلك حتّى تستطيع أن تتّسم بمثل سماتهم، وأن تمشي على نفس خطاهم، وهنا مجموعة من الصفات الّتي يمتاز بها الأشخاص المبدعون ويشتركون بها، إلّا أنّها ليست الصفات الوحيدة لهذا النوع من الشخصيّات، ولكنّها الأكثر شيوعاً وتواجداً بين الأشخاص المبدعين والخلّاقين:[٧][٨]


  • الشجاعة والرغبة في تحمّل المخاطر.
  • امتلاك مستويات عالية من التركيز.
  • القدرة على حلّ المشكلات بطريقة مبتكرة.
  • الاستقلاليّة.
  • الدقّة والاهتمام بالتفاصيل.
  • تقبّل النقد.
  • امتلاك أخلاقيّات عمل قوية.


المراجع

  1. "How to be creative and innovative at work", dobetter.esade. Edited.
  2. "7 Steps You Need To Take To Be Creative At Work", lifehack. Edited.
  3. "3 Ways To Improve Your Creativity At Work", michellemcquaid. Edited.
  4. "Creativity in the Workplace: Characteristics and Examples", indeed. Edited.
  5. "The benefits of a creative workplace", bestpracticeconsulting. Edited.
  6. these six examples of,theme is the personal touch. "Six Examples of Creativity at Work", truscribe. Edited.
  7. is the act of transforming new, innovative ideas into reality.&text=Creative people are always asking,new processes that benefit everyone "Creativity in the Workplace: Characteristics and Examples", indeed. Edited.
  8. "THE IMPORTANCE OF CREATIVITY IN BUSINESS", northeastern. Edited.