"ماذا تريد أنْ تصبحَ عندما تكبر؟"، لطالما طُرحَ علينا هذا السؤال، وكنا نجيب عليه بكل سهولةٍ وعفويةٍ، ثم كبرنا وأدركنا أن الأمرَ ليس بهذه السهولة، فخلال مراحل حياتنا المختلفة يتوجب علينا اتخاذ قرارات حاسمة ومصيرية، والقرارات غير المدروسة قد تضعنا بمواقفَ وظروفٍ وأماكنَ لا تتلاءمُ مع إمكانياتنا وشغفنا بالحياة، ومن أولى الخيارات التي ترسم ملامحَ مستقبلنا هي اختيار التخصص الجامعيّ، لذلك سيقدم لك هذا المقال مجموعة من النصائح التي تساعدك على اختيار التخصص الجامعي الذي يتناسب مع هدفك الوظيفيّ.


اختيار التخصص على حسب الهدف الوظيفي

إنّ الاختيار المُوفق للتخصص الجامعي سيفتح للطالب أبوابًا كثيرةً في حياته العملية، لذا من الضروري تحديد الهدف المهنيّ أولًا ثمّ اختيار التخصص المُلائم،[١] وتجدر الإشارة إلى أنّ بعض الوظائف تتطلبُ درجةً علميةً بتخصصٍ محددٍ، فإذا كنت تعرف هدفك الوظيفي، فستكون عملية اختيار التخصص أمراً سهلاً، فمثلاُ إذا أردت أنْ تصبحَ معالجًا طبيعيًا عليك أن تختارَ تخصص "العلاج الطبيعي"، وإذا كان هدفك أنْ تصبحَ ممرضًا يجب عليك أن تدرسَ "التمريض".[٢]


أُمور تُؤخذ بعين الاعتبار عند اختيارِ التخصص الجامعي

يتأثر اختيارك للتخصص المناسب لك بمجموعة من العوامل، وهي:[٣][٤]

  • التحصيل العلمي: تحتاجُ بعضُ التخصصاتِ درجاتٍ عالية لدراستها مثل الطب والهندسة، لذلك عليك أنْ تعرفَ أولًا هل يتناسب تحصيلك العلميّ مع التخصص الذي تريده.
  • القدرات الشخصية: عليك أنْ تختارَ التخصصَ الذي يتناسبُ مع قدراتِك ومهاراتِك الشخصية، إذ إنّ معرفة الجوانب الدراسيّة التي تبدع بها سيساعدك على الاختيار، فلو كنت مثلًا تواجه صعوبة بمادة الرياضيات طوال مسيرتك الدراسية، وتحصل على علاماتٍ منخفضة فيها، وتجدُ بصعوبةً لاستيعابها، فإن اختيار تخصص الرياضيات بالجامعة أو أيّ تخصص يعتمدُ على الرياضيات كالهندسةِ سيكون خيارًا غير موفّق بلا شك، لكنّ ذلك لا يعني أنْ تستبعدَ جميعَ التخصصات التي تتطلبُ قدراتٍ ومهاراتٍ كنت تفتقر إليها في فترة دراستك المدرسية؛ لأنَّ هناك احتمالية أنْ تكسبَ هذه المهاراتِ بالمرحلةِ الجامعيّة.
  • القدرات الماديّة: في ظل ارتفاع تكاليف الدراسة في الجامعات أصبحت القدرةُ الماديةُ عاملًا مهمًا في اختيار التخصص الجامعي الذي يستطيع الفردُ أنْ يتحمّلَ تكاليفه.
  • الاهتمامات: فإذا أحببت شيئًا سوف تبدع فيه حتمًا، لذلك ابحث عن شغفك، فهذا سيعطيك حافزًا على الدراسة، وستستمتع بالمرحلة الجامعيّة، ولن تشعر بالمللِ، أما إذا كنت لا تحبُ ما تدرسه، فستكون في الغالب بائسًا، وستفتقر للدافع الذي سيساعدك على تحمل المصاعب وإكمال دراستك، فمثلاً إذا كنت طالباً محباً للرسمَ، فيمكنك اختيار تخصص الفنون، هذا ويشار إلى أنّ معتقدات الشخص وقيمه تلعب دورًا مهمًا في اختيار مجال دراسته، فإذا كان الطالبُ مؤمنًا بضرورة الحفاظ على البيئة يستطيع أن يتوجه نحو اختيار تخصص "الهندسة الزراعية".
  • فرص العمل المُستقبليّة: لا بدّ من أن تكون على اطلاع لوجود فرص عمل للتخصص الذي تنوي اختياره، إذ من الطبيعي أن يسعى الجميع للحصول على شهادةٍ جامعيّة تساعدهم على دخول سوق العمل والحصول على وظيفة مرموقة تُؤمن لهم حياةً كريمةً، لذلك عليك أنْ تسألَ نفسك أولًا "هل تتوافر فرص عمل لهذا التخصص، وفي البلاد التي تقيم فيها أم يتعيّن عليك الانتقال إلى بلد آخر؟"، "هل سيكون الأمرُ صعبًا أم سهلًا عليك؟"، ومن جهة تفكير أخرى حاول أن تختارَ تخصصًا يتيحُ لك العمل في عدّة مجالاتٍ، أبحث عما يحتاجه سوق العمل مع الآخر بعين الاعتبار إلى التطور المستمر الذي يشهده قطاع العمل، فنحن في عصر التطور التكنولوجي حيث حلّ الذكاء الصناعيّ محلّ العديد من الوظائف.


نصائح لاكتشاف التخصص الجامعي المناسب

بعد التعرفِ على الأمورِ التي تؤثرُ في عملية اختيار التخصص، إليك بعض النصائحِ التي ستساعدك على اختيار الأفضل لك:[٣][٥]

  • تعرف على التخصصات المُتاحة مُبكرًا، إذ يمكنك تخصيص جزء من وقت فراغك في المرحلة الثانوية للتعرف على التخصصات المختلفة وتحديد ما يثير اهتمامك منها.
  • اختر الجامعة التي ستلتحق بها بعنايةٍ، حتى لو لم تكنْ مُتأكدًا بَعْد من التخصص الجامعيّ، قم بالتقديم للجامعات التي تتميز بالمرونة في إجراءات تحويل التخصص.
  • استكشف مختلف تخصصات وأقسام ومرافق الجامعة التي ترغب في الالتحاق بها، والخدمات والميزات التي تتميز بها عن غيرها من الجامعات.
  • استشر المرشدون الأكاديميون والطلاب الحاليون أو الخريجين السابقين للتعرف على مختلف التخصصات وللاستفادة من خبراتهم، واطلع على البرامج الإرشادية التي تعرضها الجامعات، وبذلك يصبح لديك صورة كاملة عن التخصصات، من حيث شروط الالتحاق، والمواد التي ستدرسها، وأسلوب الدراسة.
  • قم بإجراء اختبارات القدرات الشخصية التي تحدد قدراتك ومهاراتك، وتساعدك على معرفة المجالات التي تتميز فيها، مما يحصر أمامك الخيارات، ويُسهل عليك اختيار الأنسب منها.
  • تعرف على المهارات التي ستجنيها عند دراستك لتخصص معين، والتي تُعد نقاطَ قوةٍ مهمةٍ يبحث عنها أربابُ العملِ، على سبيل المثال: قد يختارُ صاحبُ العمل موظفًا بتخصص "الفنون الحرة" ليس بسبب التخصص نفسه، بل بسبب المهارات التي امتلكها أثناء دراسته، كالتفكيرِ الناقدِ ومهارات التواصل.


المراجع

  1. "Guide to Choosing College Majors", The Princeton Review, Retrieved 3/2/2021. Edited.
  2. DAWN ROSENBERG MCKAY (5/11/2019), "How to Choose the Right Major", the balance careers, Retrieved 3/2/2021. Edited.
  3. ^ أ ب Ellen McCammon (4/8/2017), "How to Choose a Major: 5 Key Factors to Consider", PrepScolar, Retrieved 3/2/2021. Edited.
  4. "How to Decide on Your Major", wiki How , 3/2/2021, Retrieved 3/2/2021. Edited.
  5. Amanda Abella (13/4/2017), "How to Choose the Right College Major from Day One", DISCOVER, Retrieved 3/2/2021. Edited.