تُشكّل الدراسة حملًا ثقيلًا على كاهل كثير من الطلاب، حيث يواجهون الكثير من الصعوبات والتي قد تدفعهم إلى التكاسل عن أداء المهام الدراسية وإجراء التحضيرات اللازمة، الأمر الذي يجعلهم يخسرون فرصة تحصيل المعرفة وتطوير النفس، وبما أن الدّراسة مهارة مهمة وفائقة التأثير على حياة الشخص ككل، سنسلط الضوء في هذا المقال على أهمية الدراسة والتعليم، بالإضافة إلى كيفية الدراسة بفعالية.


أهمية التعليم والدراسة

للتعلم والدراسة العديد من الفوائد التي تعود على الفرد والمجتمع، ومن أبرزها:[١]


خلق المزيد من فرص العمل

إنَّ العثور على وظيفة ليس بالأمر السهل، غالبًا ما ستحتاج إلى التنافس مع مئات المرشحين لشغل منصب شاغر، وكلما انخفض مستوى التعليم، زاد عدد الأشخاص المتقدمين للحصول على نفس الوظيفة منخفضة الأجر، بينما المؤهلات العلمية الجيدة تزيد من فرص الحصول على وظيفة مُرضية، وعليه إذا كنت تسعى للتميز عليك أن تُثقف نفسك، وتحصل على أكبر عددٍ ممكنٍ من المؤهلات والمهارات والمعرفة والخبرات، والتي لن تحصل على أيّ منها دون بذل الجهد في الدراسة.


تأمين دخل أعلى

من المرجح أنْ يحصلَ الأشخاص ذوو التعليم العالي والخبرة المتنوعة على وظائف برواتب عالية، فإذا كنت ترغب في أن تحظى بأسلوب حياة مريح، عليك أن تدرسَ بجد، وتخصص وقتك لاكتساب المعرفة والوصول إلى مستوى عالٍ من الكفاءة، حيثُ إن شهاداتك العلمية هي التي ستحفز صاحب العمل على اختيارك من بين كل المرشحين، لإيمانه بأنَّ الشخص الحاصل على شهادات عليا هو شخص قادر على العمل الجاد، ويعرف كيف يحقق أهدافه، وهو شخص مسؤول وواعٍ، وهذه هي ميزات القوى العاملة التي يبحث عنها أرباب العمل، وعليه فإنَّ الدراسة هي سبيلك لتحقيق النجاح، حيث تفتح أمامك المجال للحصول على وظيفة مناسبة تمنحك الفرصة لممارسة ما تعلمته، بالإضافة إلى الحصول على أجر مناسب يُلبي كافة احتياجاتك.


تطوير مهارات حل المشكلات

من أهم فوائد التعليم، هو أنَّه يُعطي الإنسان ثقة أكبر في نفسه، فمن خلال الدراسة نحن نتعلم طريقة التفكير المنطقي الناقد، وكيفية اتخاذ قرارات مستقلة، حيث يواجه الإنسان في مراحل حياته المختلفة الكثير من المشكلات والأحداث الشائكة الصعبة، كسداد قرض الطالب، والحصول على وظيفة، وشراء سيارة ومنزل، وإعالة الأُسرة، وما إلى ذلك، وعليه فإذا استغل الفرد سنوات عمره في تعليم نفسه، سيكون قادرًا على اتخاذ قرارات سليمة، ولا يقتصر الأمر على أنَّه سيصبح قادرًا على تكوين آرائه الخاصة، لكن سيتمكن أيضًا من إيجاد حجج وأدلة قوية وموثوقة لدعم قراراته وتأكيدها.


تحسين الاقتصاد

فكما ذكرنا سابقًا، أنَّه كلما زاد تعليم الشخص وإنجازاته، كانت خيارات العمل التي سيحصل عليها أفضل، وعليه فإنَّ الأشخاص الذين نشأوا في أوضاع مادية صعبة، يُمكنهم تغيير حياتهم من خلال التعلم والدراسة بجد، لكي يصبحوا مؤهلين لشعل أفضل المناصب، وبالتالي ستنخفض معدلات الفقر والعوز في المجتمع، حيثُ يساعد التعليم البلدان على النمو اقتصاديًا، من خلال الحصول على المعرفة المطلوبة، وتطبيقها بحكمة في الحياة.


خلق مجتمع سليم

التعليم هو الجوهر الأساسي للمجتمع الحديث، فلن يستطيع أي شخص أن يُساهم في بناء المجتمع ما لم يتعرف على الثقافة والتاريخ والجوانب المهمة الأُخرى، كما أنّ التعليم يجعل من الأشخاص قادة، ليس من خلال دراسة مواد المدرسة أو الجامعة فحسب، بل إنه يوضح لهم كيفية توظيف العواطف والقيم العليا بما يخدم المجتمع، فالمتعلم هو الذي يستطيع أن يُفرق بسهولة بين الصواب والخطأ، وبالتالي يقل الفساد المجتمعي ككل.


كيفية الدراسة بفعالية

إنَّ قضاء ساعات طويلة في الدراسة لا تعني بالضرورة استيعاب المادة، حيث يُمكن للطالب أن يقضي وقتاً قصيراً بالدراسة ويحقق أفضل النتائج في حال تعرف على بعض الخطوات التي تساعده في ذلك، وفيما يأتي توضيح لأهمّها:


اختيار المكان المناسب

مكان الدراسة يؤثر على مدى فعالية جلسات الدراسة الخاصة بك، لذلك يجب أن تختار مكانًا هادئًا بأقل قدر من المشتتات، قد يكون التلفاز أو الإنترنت، أو قد يكون زميلك في السكن، هذا ويجب أن تتوفر فيه إضاءة جيدة، ويفضل أن يكون المكان في منطقة ذات حركة مرور منخفضة، حيث يُمكنك الاستفادة من الدراسة في مكتبة الجامعة أو داخل مقهى هادئ، كما يمكن تخصيص غرفة للدراسة بالبيت تكون بعيدة عن الإزعاج والمشتتات.[٢]


الانتباه أثناء الحصة أو المحاضرة

من الضروري أن يحصل الطالب على أقصى درجة من الاستفادة في الحصة الصفية والانتباه إلى شرح المعلم، وهذا يتطلب التدرب على الاستماع الفعّال من خلال التركيز على ما يُقال وتدوين ملاحظات واضحة وشاملة بكلماته الخاصة، بحيث يتم استخدام هذه الملاحظات لمراجعة المادة فيما بعد، بالإضافة إلى ذلك يجب ألا تتردد بطرح أسئلة حول أي نقطة لم تتمكن من فهمها، وبذلك يتبقى عليك بعد الحصة أن تقوم بعملية المراجعة لا محاولة فهم المادة من البداية.[٣]


التفكير بإيجابية

يجب أن يكون الطالب في مزاج إيجابي قدر الإمكان عند الجلوس للدراسة، فعلى سبيل المثال، إذا كان الطالب مشتتًا فكرياً أو عاطفيًا، فسيكون أقل فاعلية في التعلم والاحتفاظ في المعلومات، لذا عليك أن تحاول التفكير بإيجابية أثناء الدراسة، ومن الضروري أيضًا أن تتجنب مقارنة نفسك بالآخرين، إذ إنَّ لكل شخص قدراته وإمكانياته ومهاراته، بالإضافة إلى ذلك يجب أن تتذكر أن ما تردده بينك وبين نفسك سينعكس أثره على مزاجك وسلوكك وأفعالك، فإذا وجدت نفسك تفكر في أفكار سلبيّة مثل "سأفشل في هذا الاختبار"، أوقف هذه الفكرة فورًا من خلال استبدالها بأُخرى إيجابية، وترديدها مرارًا وتكرارًا مثل "سوف أتقن هذه المادة وأنجح".[٢]


إعداد خطة دراسية

عملية الدراسة لا يجب أن تكون عشوائية، لذا يجب وضع خطة دراسية تشمل كل ما يجب إنجازه، كالتحضير المُسبق للدروس، وإنجاز الواجبات المنزلية والمشاريع، ومراجعة المادة بعد مناقشتها بالصف، والدراسة المتواصلة للاختبارات، مع تحديد فترة زمنية لكل هدف دراسيّ، ويُفضل أن تمنح نفسك وقتًا أطول مما تعتقد أنَّك بحاجة إليه، خاصة إذا كنت تجد المادة صعبة، مع الأخذ بعين الاعتبار أن تأخذ فترة استراحة قصيرة من 10 إلى 15 دقيقة بعد كل 30 دقيقة دراسة، وذلك لإعادة شحن نفسك بالطاقة، كما ويُفضل أن تقوم بتدوين المهام والفروض بمُجرد تعيينها من قِبل المعلم لتجنب نسيانها.[٢][٣]


استخدام اختبارات تجريبية

إنَّ إجراء اختبار تدريبي يساعدك على تعلم المعلومات بشكل أفضل وبأكثر فعالية من مُجرد إعادة قراءة المعلومات، لذا يُفضل أن تقوم بإنشاء اختبار تجريبي من خلال كتابة أسئلة الدروس على ورقة والإجابة عليها، أو من خلال كتابة جميع الأسئلة من اختباراتك السابقة لتقوم بحلها مرة أُخرى، أو يُمكنك أن تطلب من شخص آخر أن يقوم بإعداد امتحان تجريبي لك، قد يكون أحد والديك أو زميلك في المدرسة.[٢]


المراجع

  1. "10 Benefits Showing Why Education Is Important to Our Society", habitatbroward, 20/1/2020, Retrieved 21/8/2021. Edited.
  2. ^ أ ب ت ث Emily Listmann (27/5/2021), "How to Study More Effectively", wikihow, Retrieved 21/8/2021. Edited.
  3. ^ أ ب "HOW TO STUDY EFFECTIVELY: 12 SECRETS FOR SUCCESS", oxfordlearning, 19/4/2017, Retrieved 21/8/2021. Edited.