هل شعرتَ يومًا بأنك تبذل جهدًا كبيرًا ومتواصلًا دون رؤية واضحة؟ هل شعرت بأنك تسير وفقًا لخطط حياتية موجودة ومستهلكة؟ هل شعرتَ يومًا بأنك تمشي على غير هدي؟ قد يكون السبب الرئيسي للشعور بهذه المشاعر هو أنك لم تجلس مع نفسك وتعرف ماذا تريد من الحياة بالضبط، أو إلى أين تريد أن تصل، وما هو هدفك الحقيقي، ولماذا تفعل ما تفعله كل يوم، وهذا المقال سيساعدك للإجابة عن هذه الأسئلة من خلال توضيح معنى الهدف، والغاية من وضع الأهداف، إلى جانب الإجابة عن سؤال كيف أحقق أهدافي في الحياة عبر ذكر مجموعة من النقاط التي ستساعدك على ذلك.[١]


ما هو الهدف؟

يُعرف الهدف على أنه النتيجة التي تود الوصول إليها بعد التنظيم والتخطيط والعمل، وأي عمل تود القيام به خلال فترة زمنية معينة من خلال بذل الجهد الكافي لتحقيق ذلك، وبصرف النظر عن المهام التي تؤديها كبيرة كانت أم صغيرة، طويلة الأمد أم قصيرة الأمد، فمثلاً إذا أردت كتابة مقال خلال ساعتين فأنت أمام هدف قصير المدى، وإذا أردت أن تتعلم لغة خلال ثلاث سنوات، فإنك تسعى إلى هدف طويل المدى، ولا ترتبط الأهداف بالأمور المهنية والعملية فقط، وإنما تتنوع بين أهداف صحية، ومالية، واجتماعية، وأحيانًا لأجل المتعة فقط، كأن تخطط للذهاب في نزهة نهاية الأسبوع، أو أن تسافر خارج بلدك خلال سنة.[٢]


ما الغاية من وضع الأهداف؟

وفيما يلي بعض النقاط التي توضح الغاية من وضع الأهداف:[٣]

  • المساعدة في تحمّل المسؤولية: عندما تضع هدفًا معينًا، فأنت تتحمل مسؤولية تحقيقه، وتسعى للوصول إليه، فعندما تقول سأقرأ اليوم خمسين صفحة وألخصها، فأنت تحملت مسؤولية محددة مرتبطة بزمن معين أمام نفسك، ويُنصح بأن تكتب مسيرة تقدمك في جدول لتعرف متى كنت منتظمًا ومتى تراخيت، وتعرف السبب وموطن الخلل لتجاوزه في الأيام القادمة.
  • التشجيع المستمر للتحرّك والمثابرة: إن كتابة الأهداف وربطها بزمن معين يشجعك على التحرك والمثابرة، ويطرد الكسل والتسويف، خاصة عندما تضعها في مكان واضح تشاهده يوميًا، ويُنصح بتقسيم المهام الكبيرة إلى مهام صغيرة لتسهيل إنجازها، ومكافأة نفسك بعد إنجاز كل مهمة من المهام لتظل متحفزًا ومستمرًا.
  • تقليل التشتت وزيادة التركيز: عندما تضع أهدافًا واضحة وتعزم على تحقيقها يقل تشتيتك، وتركز في كيفية تحقيقها، ولكن إذا تركت نفسك دون هدف ودون تخطيط، فستظل تعيش وفقًا لمشاعرك، وكل فترة وأخرى ستخطط لهدف جديد، ثم تتركه وتبدأ بغيره وهكذا، وبذلك لن تصل في النهاية إلى أي هدف أو إنجاز يُذكر.
  • التحسّن والتطوّر الدائم: إن الشخص الذي يفكّر بعقلية وضع الأهداف، ويبتعد عن عيش حياته بشكل عشوائي، سيشعر بالتحسن والتطور المستمر؛ لأن التحرك المرتبط بالهدف سيشعره بعد فترة أنه أصبح في مكان آخر، وقد تغير وضعه أو تحسن في جانب من الجوانب، وعندما ينتهي من هدف سيفكر في آخر وهكذا.
  • الشعور بالسعادة والرضا: إن ارتباطك بهدف والسعي اليومي للوصول إليه، سيزيد من شعورك بالسعادة والرضا، فبعد كل خطوة ناجحة سيطلق جسمك هرمون الدوبامين المرتبط بمشاعر السعادة والرضا وكأنه مكافأة من جسمك لتحفز وتنجز وتستمر.


كيف أكتب أهدافي؟

يجب عند كتابة الأهداف أن تكون أهدافاً ذكية (SMART)، حيث يعكس كل حرف شرطاً من شروط كتابة الأهداف الخمسة، وفي الآتي توضيح لذلك:[٤][٥]

  • (S)، وتعني (Specific) أي محدد، وهي الخطوة الأولى، والتي تشير إلى أهمية أن تكون محدداً ودقيقاً عند وضع هدفك، بتحديد التواريخ والأوقات التي ستخصصها للعمل على هدفك، فمثلاً إذا كان هدفك إنقاص الوزن، فينبغي أن تحدد هدفك بقولك سأذهب إلى النادي الرياضي ثلاث مرات في الأسبوع، أو سأقوم بالجري لمسافة 3 كيلومترات، إذا قمت بذلك، فستعرف بالضبط بأنك أنجزت ما هو مطلوب منك، وستشعر بالرضا عند تحقيق غايتك.
  • (M)، وتعني (Measurable) أي قابل للقياس، ويُقصد بذلك أن يكون هدفك له معايير خاصة يمكن القياس عليها، وبذلك ستكون قادراً على تتبع هدفك، فمثلاً وعلى نفس المثال السابق، يمكن أن تقول أريد أن أخسر 8 كيلوغرامات هذا الشهر، وفي حال كان هدفك يتمثل بتعلم لغة جديدة، فيمكن قياسه بالنظر في مدى تقدمك والتحدث باللغة الهدف وقياس مستواك فيها من خلال تقديم الاختبارات المختلفة.
  • (A)، وتعني (Attainable) أي يمكن تحقيقه، لذا كن واقعياً عند تحديد هدفك، وذلك من خلال الأخذ بعين الاعتبار أن الوقت الذي حددته كافياً لإتمام هدفك، ومن خلال قدرتك على الالتزام بالعمل عليه وتجاوز العقبات التي يمكن أن تعترضك أثناء ذلك، فمثلاً إذا كان هدفك هو الادخار لشراء سيارة خلال 3 سنوات، فتأكد من أنك قادر على توفير مبلغ جيد ومحدد في نهاية كل شهر، وقادر على الالتزام به.
  • (R)، وتعني (Relevant) أي له صلة، بمعنى أن يكون هناك علاقة بين الهدف الذي حددته وبين ما تسعى إليه لتنمو بنفسك وتطورها، إلى جانب التأكد من أن هدفك يسير وفق الخطة التي تريد أن تصل إليها، فمثلاً لا تدخل تخصص اللغات، وتبدأ بوضع الأهداف المتعلقة بمجال التخصص، في حال كنت تميل إلى دراسة الهندسة، وتجد نفسك بارعاً في الرياضيات وإجراء الحسابات، وتجد المتعة فيها.
  • (T)، وتعني (Time-bound) أي محدد بمدة زمنية، حيث سيساعدك ذلك على قياس مدى تطورك وسيشعرك بالإنجاز، فمثلاً من الخطأ أن تضع هدفك بقولك: "سأقرأ مجموعة كافية من الكتب خلال الفترة القادمة"، بل قل "سأقرأ 6 كتب خلال الشهور الثلاثة القادمة".


كيف أحقق أهدافي؟

وفيما يلي بعض النقاط التي ستساعدك على تحقيق أهدافك:

  • تحدّث عن أهدافك بصيغة إيجابية: لا شك بأن كل شخص يفكر بمفردات وعبارات بينه وبين نفسه عن أمور مختلفة في حياته منها الأهداف، حاول أن تستخدم الصيغ الإيجابية عند تفكيرك بأهدافك، كأن تقول لنفسك"سيكون ممتازًا لو أتممت كتابة مقالي في ساعتين"، بدلًا من " ما هذا الكسل والغباء، المقال لا يحتاج إلى كل هذا الوقت سأنجزه في ساعتين".[١]
  • حدد الأولويات: عندما تتعدد لديك الأهداف، حدد الأولويات من الأهم إلى الأقل أهمية، وإليك هذا المثال: تريد أن تكتب جزءاً من خطة رسالة الماجستير، وتريد أن تذهب إلى طبيب الأسنان؛ لأن أسنانك تؤلمك، وتريد أن تمشي ساعة لإنقاص وزنك وهي الساعة التي اعتدت أن تمشيها كل يوم، سيكون الترتيب كالآتي: ستذهب أولًا إلى طبيب الأسنان لكي تخفف الألم، وتتمكن من كتابة خطة الماجستير، وبعدها يمكنك أن تمشي الساعة التي اعتدت أن تمشيها كل يوم.[١]
  • ركّز على الأداء عند تحقيق هدفك: صحيح أنه من المهم الوصول إلى نتائج مرضية مرتبطة بالأهداف التي وضعتها، لكن تذكّر أن هناك بعض الظروف الخارجة عن إرادتك ولها دور كبير في تحقيق النتيجة لذلك لا تنس تقدير الأداء والجهد الذي بذلته، مثلًا إذا كنت لاعبًا في فريق كرة قدم وهدفك هو إحراز هدف على الأقل خلال المباراة، قد تحرز الهدف، ولكن ظلم التحكيم يلغيه وليست لديك سلطة بأن تغير النتيجة، فالفكرة هنا أنك قد بذلت جهدك، وحققت هدفك، لكن الظروف خارجة عن إرادتك.[١]
  • قسّم الأهداف الكبيرة إلى أهداف صغيرة: أحيانًا قد يكون هدفك كبيرًا، ومن الصعب تحقيقه خلال فترة قصيرة، ماذا تفعل؟ هل تستسلم؟ لا إليك الحل، قسّم هذا الهدف الكبير إلى أهداف صغيرة، فمثلًا تريد أن تصبح ثريًا، وتجني مليون دولار خلال خمس سنوات، قسم المليون دولار على الخمس سنوات، ثم قسم الناتج على شهور الخمس سنوات، وبالتالي سيكون لديك مبلغ كل شهر، وعندما تجمع هذه المبالغ معًا سيكون لديك مليون دولار وهكذا.[٦]
  • اطلب المساعدة: عندما تسعى إلى تحقيق أهدافك لا تتردد في طلب المساعدة من أهلك وأصدقائك، أو من المقربين، وقد تكون المساعدة استشارة في أمر من الأمور أو دعم في مرحلة ما، أو تشجيعك وتحفيزك للاستمرار في هدفك.[٦]
  • كن مرنًا وغيّر خطتك إذا استدعى الأمر: أحيانًا قد تكتشف في منتصف الطريق، أو في بدايته أن خطتك غير مناسبة وأمامك كل الأسباب المنطقية التي تخبرك بذلك، لكنك تصر عنادًا على المضي، أود أن أقول لك إن هذا العناد غير المنطقي وغير العقلاني سيفشل مساعيك، لذلك لا بأس من أن تكون مرنًا وتغير خطتك وتعدّلها، وتتعلم من الأخطاء أو التحديات في طريقك وتصوبها، بدلًا من إنكارها ورفضها لمجرد العناد.[٦]


المراجع

  1. ^ أ ب ت ث Mind Tools Content Team, "Personal Goal Setting", www.mindtools.com, Retrieved 26/1/2021. Edited.
  2. Osman Hameed (26/1/2019), "5 Powerful Reasons Why Goal Setting Is Important", www.codeofliving.com, Retrieved 26/1/2021. Edited.
  3. Mark Lynch (27/11/2020), "8 Reasons Why Goal Setting Is Important to a Fulfilling Life", www.lifehack.org, Retrieved 26/1/2021. Edited.
  4. "Personal Goal Setting", mindtools, Retrieved 25/3/2021. Edited.
  5. "How to Set SMART Goals", wikihow, Retrieved 25/3/2021. Edited.
  6. ^ أ ب ت Elizabeth Scott (1/2021), "Simple Tips for Achieving Goals", www.verywellmind.com, Retrieved 26/1/2021. Edited.