الشخصيّة الخجولة

قد يشعر الأشخاص بالخجل في بعض الأحيان، وهو أمرٌ طبيعيّ يمكن التخلّص منه بطُرقٍ بسيطة، ولكن يواجه بعضُ الأشخاص خجلًا شديدًا لدرجة أنّه يمنعهم من التواصل مع الآخرين حتّى عندما يريدون أو يحتاجون إلى ذلك، وقد يؤدي بهم ذلك إلى العزلة والاكتئاب، ويوجد عدّة أسباب له، ومنها:[١][٢][٣]

  • التنشئة الأسرية، فمثلاً، إذا كان الوالدان يخافان على أطفالهما بشكل مبالغ فيه، ويمنعانهما من تجربة أمور جديدة، فهذا سيؤثر على تطوير مهاراتهم الاجتماعية، وبالتالي سيزيد الخجل عندهم.
  • البيئة المحيطة بالشخص.
  • أسباب جينية ووراثية.
  • التجارب الحياتيّة التي مرّ بها الشخص.
  • التنمّر والاستهزاء من قبل الأشخاص الآخرين أو المُقَرَّبين.


فيما يأتي الفرق بين الشخصية الخجولة والشخصية الانطوائيّة:[٤]

يعتقد أغلب الأشخاص بأن الشخصية الخجولة والشخصية الانطوائية شخصيّتان متماثلتان، ولا يوجد بينهما أيّ اختلاف، ولكن هذا الاعتقاد غير صحيح تماماً، حيث إن الشخص الخجول يحب التواصل مع الآخرين، ولكنّ لديه مشكلة في القدرة على التعامل معهم بسبب خجله، وضعف ثقته بنفسه، وخوفه من حكمهم عليه، أمّا الشخص الانطوائيّ، فيوجد لديه مهارات تواصل جيّدة مع الآخرين، ولكنّه يفضّل العزلة، ويكون في حال أفضل عندما يبقى بمفرده بعيدًا عن الآخرين.


صفات الشخصية الخجولة

  • تجنّب المناسبات الاجتماعية.[١][٥]
  • السلبيّة والتشاؤم، وقلة الثقة بالنفس.
  • صعوبة التواصل البصري مع الآخرين.
  • تجنّب التحدّث أو المشاركة في الأنشطة؛ بسبب الخوف من الشعور بالإحراج.
  • تجنّب المواقف التي يكون فيها الشخص مركَزاً للاهتمام.
  • لديهم عدد قليل جداً من الأصدقاء.


أعراض الخجل

يوجد عدة أعراض تظهر على الشخص الخجول، أثناء اللقاءات الاجتماعية أو عند تعرضه لمواقف تسبب له الخجل، ومنها:[٦]

  • الخوف والقلق من نظرة الآخرين له.
  • الشعور بعدة مشاعر سلبية اتجاه نفسه، وتدنّي تقديره لذاته.
  • احمرار الوجه أو التعرّق.
  • خفقان القلب.
  • اضطراب المعدة.


طرُق للتغلّب على الخجل

الخجل لن يختفي لوحده، بل يتطلّب الأمر أخذ بعض الخطوات، فالأشخاص الخجولون سينجحون في التغلّب على الخجل عندما يعترفون به، ويفهمونه، ويتصّرفون بوعي. وهناك عدّة طرق تساعد على التقليل من الخجل والتغلّب عليه، ومنها:

  • تمارين الاسترخاء: تساعد بعض تمارين الاسترخاء مثل التنفس العميق للبالغين والأطفال في التغلّب على القلق، الذي قد يكون المسبّب الأساسي للخجل.[٧]


  • العلاج النفسي: يمكن أن يساعد العلاج النفسي الأشخاص -وخاصّة الأطفال- على التأقلم مع الخجل، عن طريق تعليمهم المهارات الاجتماعية، وكيفية إدراك خجلهم، وطرق يستطيعون من خلالها فهم كيف يكون الخجل مجرّد نتيجة للتفكير غير العقلاني.[٧]


  • عدم مقارنة نفسك بالآخرين: كلما قارنت نفسك بالآخرين، كلما شعرت بأنك غير قادر على تغيير شخصيّتك، وستشعر بالرهبة أكثر، مما سيزيدك خجلاً، وتذكّر أنّ كل شخص قد شعر بالخجل وبقلة الثقة بالنفس في أحد المواقف التي واجهته، أو في مرحلة من مراحل حياته.[٨]


  • تواصل مع الأشخاص الإيجابيين: يُنصح بالتواصل مع الأشخاص المقرّبين لك، سواء من أفراد عائلتك أو أصدقائك، الذين يعملون على رفع المعنويات وتقديم النصيحة اللازمة لك، ومن يمتلكون القدرة على دعمك ودفعك للأمام، ويفضّل الابتعاد عن الأشخاص ذوي الشخصية السّلبية الذين يقومون بانتقاد كل ما تفعله، حتى لا تقل ثقتك بنفسك، وتشعر بالخجل أكثر.[٩]


  • ذكّر نفسك بنقاط قوتك باستمرار: ذكّر نفسك دوماً بالأمور التي تتميّز بها، وقم بعمل قائمة تتضمّن نقاط قوّتك، وانظر إليها كلّ يوم، وحاول أن تعالج نقاط ضعفك.[١٠]


كيف تساعد صديقك على التخلّص من خجله؟

  • دع صديقك يعرف أنّك ستكون دوماً معه، وأنك ستساعده، إذ إنّ اطلاعه على ما تحاول القيام به لأجله سيزيد من فهمكم لبعضكم البعض، وسيقلّل الإحراج والارتباك، لأن صديقك سيفهم أن كل ما تقوم به، لأجل تقديم المساعدة له فقط.[١١]
  • تحدّث إلى صديقك كثيرًا، وطمئنه باستمرار، وقدّم له النصيحة بمودّة حول الأشياء التي تشعر بضرورة تغييرها فيه، مع إقناعه بأنها جيّدة، ولكن يمكن أن تصبح أفضل.
  • تجنب قول أشياء سيئة عن شخصية صديقك الخجول أو الاستهزاء به أو إهانته.
  • حاول أن تخرج معه كثيراً، وكن بجانبه دوماً لرفع معنويّاته، وحاول أن تقدّمه للآخرين بطريقة جيّدة.


الجانب الإيجابيّ للشخصيّة الخجولة

قد يكون من السهل أن تقلق على نفسك إذا كنت خجولًا، وكنت ترى أنّ التفاعل الاجتماعي للآخرين أفضل منك، ولكن من المفيد جداً التفكير في بعض ميّزات الشعور بالخجل، مثل: [١٢][١٣]


  • يمتاز الأشخاص الخجولون بالتواضع، إذ أنّهم آخر من يعلنون عن إنجازاتهم، ولكن يجب الحرص على عدم الإفراط في التواضع حيث إن الإفراط فيه يمكن أن يضعف احترام الذات.
  • إذا كنت تعاني من الخجل أو القلق الاجتماعي، فربما ستميل إلى التفكير بعناية والتخطيط قبل اتخاذ بعض القرارات أو القيام ببعض الأفعال، وتعد هذه السمة مفيدة عندما يتعلق الأمر بالعديد من قرارات الحياة.
  • يرى الآخرون الشخص الخجول شخصاً صادقاً وجديراً بالثقة.
  • يتمتّع الأشخاص الخجولون القدرة على الاستمتاع بالعمل الفردي والتميّز به، حيث إنّ الكثير من الوظائف تتطلّب العمل الفردي والتركيز في بيئة منعزلة.
  • لديهم أنماط تفكير مختلفة ومميزة، ويميلون إلى اتخاذ قرارات مدروسة جيّداً.
  • قادرون على قراءة الآخرين وفهم تعابير وجوههم.


المراجع

  1. ^ أ ب "Children and shyness", betterhealth.
  2. "Shyness", kidshealth.
  3. "What You Should Know About Shyness", healthline.
  4. "Everything you ever wanted to know about shyness in an international context", apa.
  5. "when-does-shyness-become-disorder", www.psychiatrictimes.com. Edited.
  6. shy people may have,feel shy at least occasionally. "Shyness", apa.
  7. ^ أ ب "What You Should Know About Shyness", healthline.
  8. "How to Overcome Shyness", wikihow.
  9. "Building Confidence and Self-Esteem", .psychologytoday.
  10. "Ten Tips For Shy People To Meet Friends", lifehack.
  11. "How to Help a Shy Friend Overcome Shyness", wikihow.
  12. "10 Good Things About Being Shy", verywellmind.
  13. "Is Shyness Something Parents Should Be Concerned About?", goodtherapy.