ما هي الشخصية الحدية؟

يعدّ اضطراب الشخصية الحدية (بالإنجليزيّة: Borderline personality disorder"BPD") حالة نفسية تظهر على شكل سلوكيات غير مستقرة، أو اندفاعية غير عقلانية، حيث يواجه من يعاني من هذه الحالة صعوبة في فهم نفسه وفهم عواطفه والتحكّم بها،[١][٢] وإلى الآن لم يتم تحديد سبب دقيق للإصابة به، فقد يرجع السبب إلى عوامل جينية تنتقل بالوراثة، أو قد يكون بسبب عوامل بيئية تتمثّل في إهمال الطفل وسوء معاملته، فهو يعتمد على الأحداث التي يواجهها الفرد وكيفية تأثيرها على بناء عقله، وفي هذا المقال سيتم مناقشة أهم العلامات التي تميز الشخصية الحدية، وما هي الطريقة التي ينبغي التعامل بها مع هذه الشخصية، وكيف تتكيف الشخصية الحدية، وتمارس حياتها على نحوٍ طبيعيّ.[٢]


كيف أميّز من يعاني من اضطراب الشخصية الحدية؟

توجد العديد من الأعراض التي تميّز الشخص المصاب باضطراب الشخصية الحدية، وفيما يلي بعض منها:[٣][٤]

  • علاقات غير مستقرة مع الآخرين، وصعوبة الثقة بهم، والتشكيك بنواياهم.
  • سلوكات اندفاعية غير مدروسة قد تؤدي إلى تدمير الشخص نفسه، كتعاطي المخدرات، والقيادة المتهورة، وإنفاق الكثير من الأموال.
  • التفكير بالانتحار بشكلٍ متكرر، أو إيذاء النفس، كالتسبب بحرق أو جرح في الجسد.
  • تقلُّبات مزاجية حادة ومتكررة، أي الانتقال من الشعور بالراحة إلى الشعور بالقلق، والانزعاج خلال فترة قصيرة، وقد تستمر هذه الحالة لبضع ساعات أو حتى بضعة أيام.
  • صعوبة التحكّم بالعواطف، والتعرّض لنوبات متكررة من الغضب.
  • شعور مبالغ بأهمية الذات أو العظمة أحياناً، أو الشعور بالانفصال عن النفس في أحيانٍ أخرى، حيث تمتلك الشخصية الحدية صورة غير مستقرة ومشوهة عن الذات.


كيف أتعامل مع المصاب باضطراب الشخصية الحدية؟

يُعدّ التواصل مع المصاب باضطراب الحدية تحديّاً كبيراً، فهو يواجه صعوبة في فهم لغة الجسد، أو الإشارات غير اللفظية، كما يواجه صعوبة في تفسير الرسائل التي يسمعها من الآخرين، وقد يقوم بتشويه معناها، كما قد تصدر عنه ردود فعل اندفاعية سلبية تجاه أيّ إهانة مهما كانت صغيرة، لِذا لا بدّ من الانتباه أثناء التواصل معه، وفيما يلي بعض النصائح التي قد تفيد في ذلك:[٥]

  • الحفاظ على الهدوء: يجب محاولة الحفاظ على الهدوء قدر الإمكان، خاصةً عند صدور تصرُّف غير مسؤول من الشخص الحدّي، وتجنّب اتّخاذ موقف عدائيّ، حتى لا يتم تصعيد الموقف بزيادة غضب الطرفين، وفي حال التعرّض لمثل تلك المواقف فحاول تأجيل النقاش لحين التأكّد من أنك هادئ تماماً.
  • الاستماع له: يجب إشعار الشخص الحديّ بأنّه مسموع، مع إظهار الاهتمام لما يقوله، دون اشتراط إظهار الموافقة على كلامه في حال كان خاطئاً، مع مراعاة تجنّب مقاطعته، أو إظهار النقد أو اللّوم أو تقديم أيّ حكم.
  • إفساح المجال لمناقشة بعض المواضيع العامة: إذ لا يشترط أن يقتصر الحديث مع من يعاني من الشخصية الحدية حول اضطرابه وكيفية علاجه، والمشاكل التي يعاني منها، إذ يمكن الحديث عن اهتماماته وهواياته المفضّلة، أو من الممكن تسليته بالتخطيط لرحلة قادمة أو الخروج سوياً في نزهةٍ، كما ويشار إلى أن السماح له بالتحدث عما يدور في ذهنه قد يساعد على تحديد الحاجة لتقديم المساعدة الطبية له، ولكن في حال عبّر الشخص الحدّي عن وجود نية للانتحار، يجب عدم إهمال أيّ من تلك التهديدات وأخذها على محمل الجد، واتّخاذ إجراء مناسب كالتحدّث إلى طبيب نفسي.[٦][٥]


كيفية التكيّف مع اضطراب الشخصية الحدّية

يمكن للشخص المصاب باضطراب الشخصية الحدّية بالتكيُّف مع وضعه، مع ضرورة اتّباع بعض النصائح من أجل المساعدة في تحسين نوعية حياته، وفيما يلي بعض تلك النصائح:[٧]

  • الاعتناء بالنفس: يمر الشخص الحدّي ببعض الأوقات التي يشعر بها بمشاعر سلبية، وعليه فيعد الاهتمام بالصحة العقلية والجسدية مهماً في مساعدته على تجاوز تلك المشاعر، لذا من الممكن الالتزام بنمط حياة صحيّ، مثل: ممارسة الرياضة، وتناول غذاء صحي، والحصول على قسط كافٍ من الراحة، والاسترخاء.
  • تعلّم إدارة العواطف والتحكّم بها: وتجنّب السلوكات الاندفاعية كإيذاء النفس، أو القيادة بسرعة كبيرة، للهروب من الأفكار السلبية، فتلك الأفعال قد تُشعر الشخص بالتحسّن لفترة قصيرة، لكنّها ستترك أثراً سيئاً على المدى الطويل، وعليه فيمكن الاسترخاء وأخذ قسط كاف من الراحة، أو ممارسة بعض الأنشطة الممتعة التي تسهم بدورها في تشتيت انتباهه، ومن تلك الأنشطة؛ المشي، والقيام بالواجبات المنزلية، أو ممارسة بعض الهوايات.[٨]
  • التواصل مع الآخرين: يساعد التواصل مع الآخرين والحصول على الدعم اللازم على تجاوز المشاعر السلبية، لِذا يمكن اللّجوء إلى شخص مقرّب سواءً من أحد أفراد العائلة، أو من أي صديق مقرّب.[٨]
  • الحصول على معلومات موثوقة حول الاضطراب: من المهم اللّجوء إلى مختص نفسيّ للحصول على معلومات تتعلق باضطراب الشخصية الحدية، وطرق التكيّف معها، وأخذ العلاج اللازم في حال لزم الأمر، وعدم الاعتماد على الإنترنت فقط في الحصول عليها، فقد يحتوي على معلومات غير موثوقة ومغلوطة.[٩][١٠]


المراجع

  1. Marney A. White (2020-08-20), "What to know about borderline personality disorder (BPD)", www.medicalnewstoday.com, Retrieved 2020-12-06. Edited.
  2. ^ أ ب Smitha Bhandari (2019-04-18), "What Is Borderline Personality Disorder?", www.webmd.com, Retrieved 2020-12-06. Edited.
  3. Rose Kivi (2017-03-30), "Borderline Personality Disorder", www.healthline.com, Retrieved 2020-12-06. Edited.
  4. "Borderline Personality Disorder", www.nimh.nih.gov, Retrieved 2020-12-06. Edited.
  5. ^ أ ب "Helping Someone with Borderline Personality Disorder", www.helpguide.org, Retrieved 2020-12-06. Edited.
  6. Kathleen Smith (2020-11-23), "When Your Loved One Has Borderline Personality Disorder", www.psycom.net, Retrieved 2020-12-06. Edited.
  7. "Borderline Personality Disorder (BPD)", www.helpguide.org, Retrieved 2020-12-06. Edited.
  8. ^ أ ب Kristalyn Salters (2020-02-27), "Coping Skills for Borderline Personality Disorder", www.verywellmind.com, Retrieved 2020-12-06. Edited.
  9. "Borderline personality disorder", www.yourhealthinmind.org, Retrieved 13/12/2020. Edited.
  10. Kristalyn Salters (2020-09-16), "What Is Borderline Personality Disorder (BPD)?", www.verywellmind.com, Retrieved 2020-12-06. Edited.