يمكننا مساعدة الأطفال على تنمية مهاراتهم الحياتية، من خلال إتاحة الفرصة لهم لممارسة العديد من الأنشطة، والتي تساعدهم على النمو بشكلٍ سليم، فإذا كنت تبحث عن أنشطةٍ مُناسبةٍ لتنمية مهارات طفلك فيُمكنك قراءة المقال التالي، فقد يساعدك على اختيار بعض الأنشطة المناسبة لنموّه وتطوير مهاراته الحياتيّة.


أنشطة تنمية المهارات الحياتية لدى الأطفال

فيما يلي بعض الأنشطة التي ستساعدك على تنمية المهارات الحياتيّة لدى الأطفال:


ممارسة الأنشطة التبادلية

بالرغم من أنّ الأطفال عادةً ما ينخرطون مع الأشخاص الآخرين بشكلٍ عفويٍّ وببراءة، إلّا أنّهم قد يشعرون بالخجل عند مقابلة أشخاصاً للمرّة الأولى، ويمكن مساعدتهم على الانخراط مع الأشخاص الجدد وبناء المهارات الاجتماعية، من خلال توفير فرص لأداء أنشطة وألعاب تبادلية، مثلاً يمكن تشجيع الطفل على دحرجة الكرة ذهاباً وإياباً بشكلٍ تبادلي أثناء اللعب مع صديق جديد، أو تشجيعه على التناوب في لعب لعبة معينة، فتكرار الأنشطة التي تعتمد على التبادل والمشاركة تشجَع الطفل على الاستجابة لصديقه الجديد في اللعب وتأسيس مهارات اجتماعية، والانخراط معه بصورة أسرع، في حين أنّ اللعب مع الشخص الغريب كلٌّ بلعبته الخاصة، دون تبادل الأدوار بينهم قد يؤخّر تشاركهما والانخراط بينهما.[١][٢]


الرسم والتلوين

يطوّر الأطفال مهاراتهم الحركية خلال مراحل نموّهم، لكن البعض قد يجد صعوبة في أداء المهام الأساسية، والتي تحتاج لمهارات حركية دقيقة، ويمكن مساعدة الأطفال على تطوير مثل تلك المهارات من خلال الرسم، إذ يمكن إتاحة فرص للأطفال لممارسة الرسم باستخدام الألوان وتجربة أنواع الرسم المختلفة (كالرسم بالأصابع، أو استخدام فرشاة الرسم أو أقلام الرسم، أو الرسم بالنقش)، فذلك النشاط سيساعد الأطفال على تقوية التنسيق بين كلٍّ من العين واليد، كما أنّه يزيد من استخدام عضلات اليد للطفل ممّا يزيد من قوّتها، بالإضافة إلى اكتساب مهارات أخرى كالتحكّم بالأدوات بشكلٍ أكبر بعد تعلّمهم لكيفية إمساك أقلام وفرشاة الرسم واستخدامها في الرسم،[٣] إلى جانب تطوير مهارات ما قبل الكتابة للأطفال ما قبل المدرسة، ومن جهةٍ أخرى فإنّ الرسم والتلوين يوفران فرصة للأطفال لتجربة عالمهم الخاص بطريقةٍ حسيّةٍ، وتطوير قُدرتهم على التعبير عن الذّات.[٤]


ممارسة أنشطة صنع القرار

يمكن تنمية مهارات صنع القرار لدى الأطفال من خلال إتاحة الفرص لهم لممارسة مجموعة من الأنشطة والألعاب التي تعتمد على الفرز، كفرز أقلام التلوين وفقاً للون كلٍ منها، أو الأدوات وفقاً للشكل، أوألعاب المطابقة التي تتطلّب أن يطابق الطفل كل شكلين متشابهين معاً، فمثل تلك الألعاب والأنشطة تساعد على تنمية تفكير الطفل وتعليمه المثابرة، كما أنّها تُنمّي لدى الطفل مهارة اتّخاذ القرار من خلال اختياره للأشكال الصحيحة، ويمكن للوالدين تشجيعه على ذلك، وخاصةً في حال لم يكن اختياره صحيحاً في المرة الأولى، فيشجعوه على اتّخاذ قرار أكثر صحةً من السابق، وتشجيعه لكيلا ييأس وإعادة المحاولة إلى أن يصل إلى النجاح، ولزيادة أثر مثل تلك الأنشطة يمكن جعل الطفل يمارسها مع أصدقائه لزيادة فرص المنافسة، والتعاون مع الآخرين.[٢]


أداء المسرحيات

من المهم توفير وقت ومساحة للأطفال للمارسة الألعاب والأنشطة التي تعتمد على الخيال، كلعب الأدوار في المسرحيات، فهي توفر فرصاً لهم لاستغلال خيالهم، وتطوير العديد من المهارات، كمهارة القراءة والكتابة والتفكير النقدي، وتتضمّن المسرحيات وجود مجموعة من الأفراد، يقومون بأدوار معينة، فقد يتخيّل الأطفال أنفسهم رجال إطفاء، أو أبطالاً خارقين يساعدون الآخرين، أو أي شيء يخطر ببالهم، ويبدأون بتخيّل الأحداث المرتبطة بالشخصيات التي اختاروها، وبالإضافة لدور هذه المسرحيات في تنمية مهارات الأطفال المتنوعة، فلها دور أيضاً في زيادة إحساسهم بالذات، واحترامهم لأنفسهم واحترام الآخرين، والقُدرة على التّعامل معهم، وفهم العالم من حولهم.[٤][٥]


سرد القصص

تعدّ قراءة القصص للأطفال من الأنشطة الممتعة والمناسبة لتنمية العديد من المهارات لديهم، كتنمية مهارة الاتصال والتواصل، وتنمية الخيال لديهم، لذا يمكن للوالدين قراءة القصص الحقيقية أو الخيالية لأطفالهم، كما يمكنهم تشجيع أطفالهم على سرد قصصهم الخاصة، فهذا النشاط يساعد الأطفال على تطوير مهارات النطق السليم والقواعد النحوية واللغوية، وهنا على الوالدين متابعة أطفالهم وتشجيعهم على إعادة الجمل في القصص ومفرداتها باللغة السليمة، وفي هذا على الوالدين عدم إخبار الطفل بأنّ كلامه غير سليم بل إتاحة الفرصة لهم بإعادته بالطريق السليمة، فإذا قال الطفل جملة خاطئة، فبدلاً من أن تقول الأم له: (هذا خطأ... بل قل ...) يمكنها تكرار الجملة بالصيغة الصحيحة، حتى تضمن تنمية المهارات اللغوية والنحوية لديه.[٦]


نشاط تكرار الإيقاع

يعدّ هذا النشاط من أنشطة بناء الدماغ وتنميته لدى الأطفال ما قبل المدرسة، حيث يمكن للوالدين ابتكار إيقاع ما وتكراره أمام الطفل، ثمّ الطلب من الطفل تقليده، وتشجيعه على القيام بذلك بالشكل الصحيح في حال أخطأ المرة الأولى، فيمكن مثلاً جعل الطفل يصنع إيقاعات بالتصفيق مرتين، وبعد إتقانه لذلك، يمكنك زيادة الإيقاعات لثلاث إيقاعات معاً، بعدها لأربع إيقاعات إلى أن تصل لعددٍ كافٍ يستطيع الطفل تقليده، فبهذه الطريقة يحاول الطفل نسخ الإيقاعات في عقله ومحاولة تكرارها بالشكل السليم، كما يمكنك تشجيع طفلك على ابتكار أنماط خاصة به، ممّا يساهم في نمو عقله وتنمية تفكيره والإبداع لديه، ويمكن تكرار مثل هذا النشاط في أيّ وقت وأيّ مكان.[٧]


المراجع

  1. Gwen Dewar, "Evidence-based social skills activities for children and teens (with teaching tips)", parentingscience.com, Retrieved 5/10/2021. Edited.
  2. ^ أ ب "20 Evidence-Based Social Skills Activities and Games for Kids", www.positiveaction.net, 14/10/2020, Retrieved 5/10/2021. Edited.
  3. Amanda Morin, "fine motor skills activities for kids", www.understood.org, Retrieved 5/10/2021. Edited.
  4. ^ أ ب "The 15 Best Activities for Children to Help Them Learn Through Play", www.sitters.co.uk, Retrieved 5/10/2021. Edited.
  5. "TEACHING KIDS LIFE SKILLS: 7 ESSENTIAL LIFE SKILLS TO HELP YOUR CHILD SUCCEED", www.brighthorizons.com, 1/7/2021, Retrieved 5/10/2021. Edited.
  6. "Fun activities that help develop language learning in children", www.britishcouncil.my, Retrieved 5/10/2021. Edited.
  7. "CHILD DEVELOPMENT: ACTIVITIES FOR EVERYDAY BRAIN DEVELOPMENT AND BUILDING", www.brighthorizons.com, Retrieved 5/10/2021. Edited.