مهارة القراءة: ما الهدف منها؟ وكيف أطورها؟

هل تحب القراءة؟ هل أنت من أولئك الذين يحرصون على القراءة يوميًا لمدة معينة أم أنك تترك الأمور بحسب الظروف أو عند الحاجة؟

ويقصد بمهارة القراءة قدرة الإنسان على قراءة حروف اللغة وفهمها وتحليلها وتفسيرها، فهناك من يقرأ لهدف تعليمي أو أكاديمي، وآخر يقرأ للمتعة، وهناك من يقرأ استجابة لشغف معين حول موضوع ما، وأيًا كانت الدوافع التي تدفع الشخص لاقتناء الكتب وقراءتها، أو تصفحها عبرالإنترنت، هناك إجماع بأن القراءة توسع مدارك الإنسان، وتجعله أكثر تفاعلًا مع ما يدور حوله من أحداث ومواقف، وإذا كنت مهتمًا بتطوير مهارة القراءة فإن هذا المقال سيزودك ببعض النصائح، إلى جانب الإجابة عن سؤال رئيسيّ هو ما الهدف من القراءة؟.^[١]

ما الهدف من القراءة

تُرى لماذا نقرأ؟ ألا يكفي التعلم من التجارب المحيطة بنا، أو الاستفادة من تجاربنا في الحياة كي نفهم ما يدور ما حولنا؟ إذا كنت تتساءل عن الهدف من القراءة، إليك أهم النقاط التي توضح ذلك:

• تنمية حس الاستكشاف، وتطوير المخيلة الإبداعية: تساعدك القراءة لكي تعرف أكثر عن أي موضوع تريد أن تعرف عنه، فإذا كنت مهتمًا بمجال التنمية البشرية وتطوير الذات مثلًا فهناك العديد من الكتب التي يمكنك قراءتها والتي تحتوي على الكثير من الإجابات حول الأسئلة التي تدور في ذهنك، إلى جانب أن المعلومات الموجودة في الكتب تفتح لك أبوابًا لاستكشاف أمور أكثر دقة في المجال نفسه أو في مجال آخر، كما أن القراءة تنمي المخيلة الإبداعية لديك، لأنك عندما تقرأ رواية مثلًا تتخيل المشاهد والأشخاص والأحداث، وتربط بينها.^[٢]
• إثراء الحصيلة اللغوية، وزيادة القدرة على التركيز: تساعد القراءة على إثراء الحصيلة اللغوية للإنسان، فأنت عندما تبدأ بقراءة كتاب تتعرف إلى كلمات جديدة لم تألفها من قبل، أو قد تصادف كلمة مألوفة لك موظفة في سياق لغوي جديد، وأنت من خلال القراءة تكتسب معرفة أكثر ومفردات أكثر، إلى جانب ذلك فإن القراءة تساعدك على التركيز وتقلل من التوتر، فأنت عندما تنغمس في كتاب تعيش فيه وتنسحب تدريجيًا من أي مؤثرات خارجية حولك.^[٢]
• المساعدة في إخراجك من الوحدة أو المشاعر السلبية: عندما تشعر بالحزن، أو عندما تشعر بأي شعور سلبي، جرب أن تقرأ كتابًا تحب موضوعه، وستشعر تدريجيًا بزوال المؤثرات السلبية، وإذا كنت من أولئك الذين يشعرون بالوحدة، اقرأ لأن الكتاب سيصبح أفضل صديق لك، وسيعطيك فرصة لتعرف أكثر عن حياة الآخرين وتجاربهم وخبراتهم التي بلا شك ستفيدك في حياتك.^[٣]
• تطوير مهارة التواصل مع الآخرين: تساعد القراءة على تطوير مهارة التواصل مع الآخرين، فالقراء عادة ملمّون بأكثر من موضوع، إلى جانب تمتعهم بحصيلة لغوية وأساس منطقي يستطيعون من خلاله الحوار وتبادل الآراء مع الآخرين، وتقبل وجهات النظر المختلفة، والتعبير عن أنفسهم بوضوح.^[٢]

كيف نطور مهارة القراءة

بعد التعرف على أهداف القراءة، وأهميتها، إليك بعض الخطوات العملية التي ستساعدك لتطوير مهارة القراءة:

• تخصيص وقت للقراءة: لكي تطور مهارة القراءة لديك لا بد من تخصيص وقت يومي لها، ويُنصح بأن تبدأ بتخصيص 15- 20 دقيقة يوميًا، حتى تعتاد على الوقت وبعدها تبدأ بزيادة الوقت تدريجيًا.^[١]
• تحديد الهدف من القراءة: يُنصح بتحديد أهدافك من القراءة، ومحاولة الاستفادة من وقتك في القراءة قدر الإمكان، لأن الاستفادة التي تحصلها من القراءة ستعطيك حافزًا للمواصلة والتقدم، مثلًا إذا أردت أن تقرأ كي تنمي حصيلتك اللغوية ضع بجانبك دفترًا كي تكتب المفردات التي تصادفك، وإذا كنت تقرأ بلغة جديدة عليك اكتب ترجمة الكلمات الجديدة التي تقابلك، كما يمكنك كتابة بعض الاقتباسات العلمية أو الأدبية التي تعجبك.^[١]
• اختيار بيئة مناسبة: تساعد أجواء القراءة كثيرًا في تطوير مهارة القراءة، ويُنصح باختيار مكان هادئ بعيدًا عن المشتتات ومصادر الإزعاج والملهيات، لأن ذلك سيمنحك تركيزًا أكثر، وسيساعدك على استيعاب ما تقرأ، وإذا شعرت بعدم التركيز خذ استراحة قصيرة ثم استمر في القراءة.^[٤]
• التنويع في العناوين والموضوعات: لتطوير مهارة القراءة ينصح بتنويع العناوين، فقراءة المجلات والكتيبات أو المنشورات التي تتناول موضوعات محددة وقصيرة سيفيدك، ولكن عندما تعرض عقلك لأنواع مختلفة ومتنوعة ستطور مهارتك أكثر، حاول أن تقرأ كتب الخيال العلمي، والإثارة، أو الروايات الأدبية والخيالية والبوليسية، ولا تجعل القراءة جامدة ابحث عن موضوعات وعناوين ممتعة وجاذبة لك.^[٤]
• القراءة مع الأصدقاء أو في مجموعات: يمكنك أن تتفق مع صديقك على قراءة الفصل الأول مثلًا من كتاب معين، ثم تبادل الأفكار والآراء حول النص المقروء، كما يمكنك الاتفاق مع مجموعة على قراءة جزء معين من كتاب وعقد جلسات حوارية حوله.^[٥]
• تسجيل تقدمك في القراءة: احتفظ بدفتر مخصص للكتب التي تقرؤها، قسم الصفحة إلى عمودين، اكتب في الأول اسم الكتاب الذي قرأته، وفي العمود الثاني الوقت الذي استغرقته في القراءة، سيساعدك الاحتفاظ بهذا السجل على التقدم والتطور، كما سيعطيك الحماس والدافع للاستمرار كلما رجعت إليه.^[٥]