لا تكون حياة الإنسان ملهمة إلا عند وجود رسالة يؤمن بها ويعمل عليها، ويحاول تحقيقها في كل خطوة من خطوات حياته، ملهماً بذلك من هم حوله، ودافعاً بهم ليكونوا أشخاصاً أفضل، يتابعون رسالته من بعده، أو يختارون طريقاً يحمل هدفاً نبيلاً ليسلكوه، وعليه فما هي رسالتك في الحياة؟ وكيف تصل إليها، وتقتنع بأن ذلك هو ما خُلقت لأجله؟ هذا ما سيتمّ توضيحه في المقال.
ما هي رسالتك في الحياة؟
هناك مجموعة من الخطوات التي ستساعد في اكتشاف ماهية رسالتك في الحياة وكيفية تحديدها، وفيما يلي عرض لأهمها:
ركز على ذاتك
ركز على محيطك وعلى ذاتك، لا تهمل نفسك في خضم الحياة ومشاغلها، لدرجة فقدانك ما هو مهم حقاً بالنسبة لك، وأفضل طريقة لمعرفة ذلك هي ممارسة التأمل، نعم خصص كل يوم وقتاً لنفسك واجلس في مكان هادئ واستمع إلى نفسك وما هو الشيء الذي تحتاجه وتشعر بأنك يكمّلك، قد يكون مثلاً تقديم يد المساعدة للغير أو ممارسة التعليم وغيرها من الأمور، تعلم الاستماع إلى عقلك، وحاول التعرف إلى الأمور التي تشعرك بالراحة، والتي تشعرك بالاستياء أو الانزعاج، ثق بمشاعرك وأحاسيسك فهي لا تكذب أبداً.[١]
راقب أفكارك
ركز على طريقة تفكيرك، إذ إن ذلك يساعدك على اكتشاف أنماط تفكيرك، وستدرك وجود أفكار في ذهنك لا تعكس أهدافك أو لا تعكس كيف تريد أن تمضي بقية حياتك، وعليه فمن الضروري هنا تحديد أنماط التفكير لديك والسعي لتغييرها وملاحقة الحلم والمهمة التي تؤمن أنك خُلقت لأجلها.[١]
أجب عن سؤال "ما الذي يزعجك؟"
يجب النظر في الأمور التي تسبب لك الإزعاج، هل الظلم يزعجك؟ من الممكن أن يكون الغش والتزوير هو ما يزعجك، أو السكوت عن الحق، أو حتى الفقر والحاجة، أياً كان فإن إجابتك عن سؤال "ما الذي يزعجك؟"، سيساعدك على معرفة رسالتك من الحياة ومعرفة مكنونات نفسك.[٢]
انظر في معاناة الماضي
قد تكون رسالتك في الحياة مخبأة في الأحداث الماضية الصعبة التي عشتها، فبالتأكيد مر الجميع بظروف مرهقة خلال فترة من فترات حياتهم، كالعيش مثلاً دون أب أو أم، أو المعاناة من الفقر وقلة الحيلة، وغيرها من الأمور، ومن هنا نشير إلى أن النظر في المعاناة والتفكر في الأيام الماضية العصيبة، يشكل شخصية الإنسان وقد يخلق في نفسه الدافع لتوفير عكس ذلك لمن هم حوله، ومحاولة الحصول لهم على حياة تخلو من الأمور التي سببت له الضيق والحزن في يوم ما، مثل أن يكون أباً عظيما محباً لأطفاله، عوضاً عن فقدانه لوالده، وأن يساعد الأطفال الأيتام ويحنو عليهم، لأنه عاش يتيماً، وهكذا.[٢]
فكر خارج الصندوق
للوصول إلى رسالتك في الحياة، تعرف إلى أفكارك حين تكون في موقف صعب، ابحث عن الحلول المناسبة، وأبدع في اكتشافها، وفي حال لم تتمكن من إيجاد الحل، فاجلس مع نفسك في لحظة من الهدوء، واسألها "كيف من الممكن أن أفعل هذا"، إذ إنّ ذلك سيساعدك على التعرف على الحل مهما بدا صعباً أو شائكاً، وستجد نقطة الشغف والحماس الموجود في داخلك.[١]
تفاعل مع محيطك
إذ إن التواصل التفاعل مع الآخرين يساعدك على اكتشاف رسالتك، فمثلاً لو كنت تحب التعليم ونقل معرفتك وخبراتك لمن يحتاجها، ولا تبخل في ذلك على من هم حولك، وتجد المتعة في ذلك، إذاً أنت شخص مشارك وتحب تعليم الغير، كل ما عليك فعله أن تكون على طبيعتك، وتدع قلبك يرشدك لتفهم مكنونات نفسك، وتتوصل بذلك إلى رسالتك، وتوظف مهاراتك التي تبرع بها وفقاً لما تتطلبه.[١]
اكتب قائمة بصفاتك المميزة
من الطرق التي تساعدك على اكتشاف ذاتك ومعرفة رسالتك كتابة قائمة بالصفات المميزة التي تمتلكها، مثل: الصدق، واللطف، والمروءة، والشجاعة وغيرها، ثمّ توظيفها واستخدامها لصالح من هم حولك، فمثلاً قد تكون صديقاً وفياً، أو أخاً شجاعاً، بحيث ستترك الأثر في حياة الآخرين وتقف إلى جانبهم، وبذلك ستكون في طريق تحقيق رسالتك في الحياة.[٣]
كلمة أخيرة
لمهاتما غاندي مقولة هي:"my life is my message" أي حياتي هي رسالتي، وهنا تجب الإشارة إلى أن هذه العبارة تنطبق على الجميع، فحياتهم وكيف سيقضونها هي رسالتهم الحقيقة، فعند تجسيد القيم والمبادئ والثبات عليها، ونشرها في المجتمع، هو بمثابة الهدف الذي تعيش من أجله، وبذلك ستكون الشخص الذي يعمل على نشر الفضيلة، وتعظيم الخير على المجتمع، فبمجرد أن يكون الإنسان شخصاً صالحاً في محيطه يحبه الناس ويستبشرون بوجوده، هو إلهام كبير ورسالة مهمة لا يدركها المعظم، ولكن قد تكون هي مفتاح السعادة المرجوة.[٣]
المراجع
- ^ أ ب ت ث Donna Miesbach (19/11/2014), "What’s Your Message to the World?", chopra.com, Retrieved 19/2/2021.
- ^ أ ب "Discovering Your Own Life Message", www.simplechurchjournal.com, 8/4/2018, Retrieved 19/2/2021.
- ^ أ ب Zoe Weil (4/4/2019), "Your Life Is Your Message", www.psychologytoday.com, Retrieved 19/2/2021.