ما هي أهم شروط النجاح الوظيفي؟

هل تساءلت يومًا ما هو النجاح الوظيفي؟ وهل يعتمد على طول المدة التي تقضيها في العمل؟ أي هل من الضروري أن تزداد ساعات عملك حتى تكون أكثر نجاحًا؟ وهل يعني النجاح الوظيفي الحصول على التقدير والاحترام من مديرك وزملائك؟ أم هو القدرة على تحمل ضغوطات العمل؟^[١] إن النجاح الوظيفي بأبسط تعريفاته هو الوصول إلى الهدف المراد تحقيقه على الصعيد العملي عبر تنفيذ مجموعة من الخطوات التي سيوضحها هذا المقال، إلى جانب توضيح كيفية التخطيط لحياتك المهنية، وكيفية النجاح في بيئة العمل، وعلى الصعيد الشخصي.^[٢]

كيف أنجح في وظيفتي في بيئة العمل؟

إليك بعض الخطوات التي ستساعدك على تحقيق النجاح الوظيفي في بيئة العمل:^[٣]

• إظهار الاستعداد للتعلم: لا تظن بأن تفوقك الأكاديمي أو درجتك العلمية تعني بالضرورة نجاحك في الحياة المهنية، لذلك استعد دائماً لتعلم أمور جديدة في العمل، حتى تعتاد على المهام المطلوبة منك، واسأل عن كافة التفاصيل الجديدة عليك دون تردد، وأظهر تقبلك للتوجيه والتدريب.
• المبادرة: من المهم أن تكون موظفًا فعّالًا في محيطك العملي، فرؤساء وأصحاب العمل تهمهم الأفكار الجديدة والمبادرات الفاعلة، لذلك اطرح أفكارك، واقترح حلولًا جديدة للمشكلات، واتخذ زمام المبادرة للبدء بمشاريع جديدة.
• بناء الثقة مع أصحاب العمل: من المهم اكتساب ثقة مديرك، وخاصةً في بداية عملك، وذلك عبر تطبيق معنى الالتزام في العمل، فمثلاً التزم بالوفاء بأي وعد تقطعه، وأنجِز المهام وسلّمها على الوقت المحدد حتى لو كانت صعبة، فعندما تكتسب الثقة سيلاحظ المسؤول أنك على قدر المسؤولية، ولن يقلق من تفويض المهام إليك.
• التحدث في الاجتماعات: إن طرح الأفكار ومناقشتها أمام مديرك وزملائك سيؤثر إيجابًا في مسيرتك المهنية، وسيجعلك تنال إعجاب مديرك واحترام زملائك، كما سيمكنك من توضيح مواهبك، وإذا كنت تخاف من التحدث أمام الناس، فإن التحدث في الاجتماعات سيكون فرصتك لكسر هذا الحاجز والتقدم في حياتك العملية.^[٤]
• عدم مقارنة الإنجاز المهني بإنجازات الآخرين: لا تفكر في مقارنة نفسك بالموظفين الآخرين، فإذا حصل موظف ما على ترقية مثلًا فلا يجب أن تحصل عليها، وإذا حصل على زيادة في راتبه فلا يجب أن تحصل عليها أنت أيضًا، لذلك اجعل دافعك منطلقًا من التركيز على ما أنجزته وتقييمه، ثم الاستمرار لتحقيق أهداف جديدة.^[٥]
• تحمّل المسؤولية والعمل بجد: بعد أن تحدد اتجاهك المهني ابدأ بالعمل بجد، وتحمل مسؤولية إنجاز مهامك، وثق بأن النجاح سيأتي في النهاية.^[٦]

كيف أنجح في وظيفتي على الصعيد الشخصي؟

إليك بعض الخطوات التي ستساعدك على تحقيق النجاح الوظيفي على الصعيد الشخصي:

• التفكير بإيجابية: للوصول إلى النجاح لا بد من تحفيز النفس دائمًا، والتفكير بإيجابية، وطرد الأفكار السلبية، ومراعاة الإصرار والالتزام في سبيل تحقيق أهدافك، فإذا تعاملت مع أول فشل على أنه النهاية كيف ستصل؟^[٢]
• التركيز على الحلول وليس المشاكل: عندما تواجه مشكلة في عملك لا تكرر سرد المشكلة وتركز عليها، وإنما أعرف سببها، وأبدأ بالتفكير في الحلول، لأن الاستمرار في التفكير في المشكلة لن يحلها.^[٧]
• اكتساب مهارات جديدة: عندما تحصل على فرصة عمل جديدة حاول دائماً أن تطور نفسك، وابذل أقصى جهدك في تعلم كل ما تحتاجه، فمثًلا إذا كنت معلمًا يمكنك أن تأخذ دورات حول التعليم باستخدام التكنولوجيا مثلاً.^[٧]
• الموازنة بين الحياة العملية والشخصية: قد تنغمس في العمل أحيانًا لساعات طويلة وتنسى حياتك الاجتماعية وتهمل صحتك، ويكون حل ذلك في تحديد أوقات العمل، فعندما ينتهي وقت العمل لا تنقل العمل إلى البيت، واهتمّ بتحديد أوقاتاً خاصة لتناول طعامك، وأوقاتًا للاستراحة، وأوقاتاً لعلاقتك الشخصية، لأن الضغط الكبير والشعور بالتعب والإرهاق سيؤديان إلى ضعف الإنتاجية والملل.^[٨]
• التقييم الذاتي والتعلم من الأخطاء: وأنت تحاول الوصول إلى مكان لك في شركة أو مؤسسة ما، فلا بدّ من ارتكاب بعض الأخطاء، لذلك حاول أن تحلّل الخطأ وتعرف لماذا وقعتَ فيه، لتتجنبه في المرة القادمة، فلا يكفي أن تقول لن أفعلها مرة ثانية.^[٦]

التخطيط لحياتك المهنية

إليك بعض الخطوات التي ستساعدك عند التخطيط لحياتك المهنية:^[٩][١٠]

• حدّد معنى النجاح الوظيفي بالنسبة لك: قبل أي شيء يجب أن تحدد ماذا يعني النجاح الوظيفي بالنسبة لك، متخلصًا من جميع المؤثرات حولك، ومركزًا على ما تعتقده وتريده أنت وليس ما يعتقده أو يظنه الآخرون عنك، حتى تتمكن من وضع الخطة بعد ذلك، ويُنصح بأن تسأل نفسك مجموعة من الأسئلة، مثل: هل النجاح الوظيفي يعني قدرتي على تقليل الشعور بالضغط أثناء العمل؟ أم قدرتي على التعامل مع المهام والمسؤوليات الإضافية؟ أم الانتقال من منصب إلى آخر؟ أم الحصول على دخل أعلى أو تقدير معنوي كالشكر والثناء؟.
• ضع خطة وحدّد أهدافك: إن التحرك العشوائي في طريق النجاح غير فعّال، لذلك عليك تصميم خطة سنوية وشهرية وأسبوعية ويومية، وتقسيمها إلى أهداف طويلة الأمد كأن تصبح مديرًا في قسمك، ومتوسطة الأمد كالحصول على ترقية وزيادة في راتبك، وقصيرة الأمد كمحاولة الوصول إلى العمل على الوقت، وعند كتابة الأهداف احرص على أن تحدد وقتًا معيناً لإنجاز كل منها، ويُنصح بأن تسأل المحيطين بك كأهلك وأصدقائك وزملائك عن رأيهم بها، فالآرآء المتعددة تعطيك زوايا مختلفة لتبصر بها طريقك، وهذا سيفيدك.
• حدّد نوع التغيير المراد على الصعيد المهني: من المهم تحديد نوع التغيير الذي تريده في عملك عبر طرح مجموعة من الأسئلة، مثل؛ هل تريد البقاء في مكان عملك أم الانتقال إلى مكان آخر؟ وهل تريد تغيير المكان أم نوع الوظيفة؟، فأولاً يجب أن تحدد نوع التغيير، وبعدها تحرك لإحداثه، فمثلًا لو قررت تغيير وظيفتك من مدرّس إلى مشرف، عليك أن تلتحق ببعض الدورات التدريبية، وتقرأ أكثر عن الإشراف.
• تذكّر بأن النجاح الوظيفي ليس صدفة: عند التخطيط لحياتك المهنية تذكّر بأن النجاح ليس صدفة، فالتخطيط والعمل هما سبب وصول الناجحين إلى أهدافهم، لذلك فأنت بحاجة إلى تحديد أولوياتك، والقدرة على مواجهة بعض التحديات في الطريق الوصول إلى هدفك، فمثلًا إذا كنت تطمح لوظيفة براتب عال ولكن لا يمكن الوصول إليها دون العمل في وظيفة براتب قليل لفترة مؤقتة، فلا بأس بقبول ذلك، فالعمل سيوسع دائرة معارفك، ويفتح أمامك فرصاً جديدة، ولكن لا تنسَ أنك يجب أن تعتمد على مهاراتك وخبراتك.^[١١]